كوارث التحكيم الأفريقي عرض مستمر بمباراة الأهلي والترجي

African Champions League - Semi Final Second Leg - Al Ahly v Esperance Sportive de Tunis
موسيماني مدرب الأهلي يمسك سيد عبد الحفيظ مدير الفريق أثناء مشادته مع الحكم الرابع اعتراضا على عدم احتساب ضربة الجزاء (رويترز)

رغم شطب عشرات الحكام وإيقاف آخرين، فإن مستوى التحكيم الأفريقي يواصل الانحدار، والأخطاء الكارثية مستمرة وآخرها القرارات التحكيمية المثيرة "للشكوك" في مباراة الأهلي المصري مع الترجي التونسي في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم أمس السبت.

وكرر الأهلي -حامل اللقب وبطل أفريقيا 9 مرات- فوزه على الترجي وانتصر 3-0 في إياب قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم في القاهرة، ليتفوق 4-0 في مجموع المباراتين (فاز الأهلي 1-0 في تونس) ويتأهل لمواجهة كايزر تشيفز الجنوب أفريقي الذي صعد على حساب الوداد المغربي في وقت سابق أمس السبت أيضا.

وستقام المباراة النهائية بمدينة الدار البيضاء المغربية في 17 يوليو/ تموز المقبل.

وشهدت المباراة أداء تحكيميا مهتزا رغم أهمية المباراة والبطولة، وبدت صافرة الحكم الكاميروني نيانت أليوم مهتزة، رغم خبراته الكبيرة وكونه أحد أبرز حكام أفريقيا، وزاد الطين بلة أخطاء الحكام المساعدين أيضا، وحفظ حكم الفيديو المساعد "فار" الدولي المغربي رضوان جيد ماء وجه الطاقم بتصويبه بعض الأخطاء الكارثية ضد الأهلي التي كانت من الممكن أن تغير نتيجة المباراة.

African Champions League - Semi Final Second Leg - Al Ahly v Esperance Sportive de Tunis
الحكم الرابع دخل في مشادة كلامية مع سيد عبد الحفيظ مدير فريق الأهلي (رويترز)

ضربة جزاء تحت الضغط

وسنختصر الأخطاء التحكيمية بالمباراة في أهم حالتين، وأولهما عندما كانت النتيجة التعادل السلبي في الدقيقة 32، حيث انطلق مهاجم الأهلي محمد طاهر بالكرة داخل منطقة جزاء الترجي فقفز عليه المدافع إلياس شتي وأعاقه بذراعه الأيسر فأسقطه على الأرض في مخالفة رآها الجميع إلا الحكم ومساعده الأول.

ولم يحرك الحكم ساكنا تجاه المخالفة وأشار باستمرار اللعب وسط ثورة عارمة من لاعبي الأهلي وجهازه الفني، وبعد مرور ثوان احتسب الحكم مخالفة على الأهلي ليلتف حوله الجميع مطالبين بركلة جزاء، لكنه لم يستجب لهم فطلبوا اللجوء لحكم الفار الذي يبدو أنه أشار على الحكم بوجود مخالفة عبر الاتصال اللاسلكي بينهما.

وبعد دقائق من توقف اللعب، اضطر الحكم تحت ضغط الاعتراضات (مكرها فيما يبدو) لمراجعة الحالة عبر شاشة الفار ليتأكد من استحقاق الأهلي لضربة جزاء (صحيحة) بل وطرد مدافع الترجي لأنه حرم المنافس من فرصة محققة لتسجيل هدف (قرار صحيح)، حيث أمسكه ولم يكن ينافسه لقطع الكرة، ليتحول الاعتراض إلى لاعبي الترجي لكن بعدما قضي الأمر وحقق الحكم العدالة التي كانت ستضيع لولا مراجعة الحالة على شاشة الفار.

3 ملاحظات

وهنا لنا 3 ملاحظات، الأولى أن الحكم كان بعيدا جدا عن الحالة التحكيمية، حيث ظل قرب منتصف الملعب أثناء وقوع المخالفة داخل منطقة الجزاء، وهذا خطأ تحكيمي كبير بالنسبة لحكام النخبة في أي مكان، وخاصة أن أليوم لديه خبرة دولية ممتدة منذ 2008 وشارك في كأس العالم 2018 ولا يجب أن يتمركز بهذا الشكل المعيب مطلقا.

ثانيا؛ كان يجب على الحكم المساعد الأول معاونة الحكم باتخاذ قرار ضربة الجزاء أو الإشارة عليه عبر التواصل اللاسلكي بينهما، لأن مخالفة (المسك والإعاقة بالذراع) واضحة وضوح الشمس بالنسبة له، حيث وقعت أمامه مباشرة دون أي عائق للرؤية الواضحة.

ثالثا؛ سجل التونسي علي معلول هدف التقدم للأهلي من ركلة الجزاء المحتسبة في الدقيقة 38، أي أن اللعب توقف نحو 6 دقائق وذلك لا يصح أن يحدث في مباريات المستوى الأول وفي بطولة قارية كبرى كدوري أبطال أفريقيا، فمراجعة الفار لا يجب أن تستغرق كل هذا الوقت مطلقا، وحتى وإن حدث ذلك في بطولات أخرى مثل كوبا أميركا على سبيل المثال -توقف اللعب 10 دقائق في مباراة البرازيل وكولومبيا- فهذا لا يعني أنه كان صحيحا، لأن القاعدة هي التقليل قدر الإمكان من الوقت الضائع وليس العكس.

تسلل غير موجود

وفي الشوط الثاني سجل البديل حسين الشحات الهدف الثالث للأهلي في بالدقيقة 60، لكن الحكم المساعد الثاني أعلن إلغاء الهدف بحجة تسلل الشحات لحظة تمرير الكرة إليه لتتوقف المباراة دقائق أخرى بعدها ينقذ حكم الفار مجددا الطاقم الكاميروني من السقوط في خطأ جسيم ويحتسب الهدف، لأن حمدي النقاز مدافع الترجي كان -مع حارس مرماه- أقرب إلى خط مرماه من الشحات لحظة التمرير إليه؛ أي يغطيان التسلل كما تنص المادة 11 من قانون كرة القدم "التسلل" وهذا يعني أن الهدف صحيح ولا غبار عليه.

  • حكم دولي سابق

 

المصدر : الجزيرة