تعرف على أبرز المشاكل السياسية في يورو 2020

Rome gets ready to host Euro 2020 inaugural match The logo of UEFA Euro 2020 is seen behind a statue at the fan zone at Piazza del Popolo in Rome, Italy, June 7, 2021. REUTERS/Guglielmo Mangiapane
بطولة يورو 2020 تجري في 11 مدينة أوروبية (رويترز)

لا تخلو بطولة أمم أوروبا (يورو 2020) من المشاكل الخارجة عن الإطار الكروي، حيث تورط المنتخب الأوكراني في مشكلة جراء قمصانه التي تحمل شعار "المجد للأبطال"، ورفضت أذربيجان منح تأشيرة لـ3 معلّقين روس، وعارضت نسبة كبيرة من الجماهير الإنجليزية جثوّ لاعبيها على ركبة واحدة تنديدا بالعنصرية.

في هذا التقرير، تستعرض صحيفة "فزغلياد" (VZ) الروسية بعضا من المشاكل ذات الطابع السياسي أو العنصري التي رافقت انطلاق منافسات "يورو 2020″، وذكّرت ببعض الأحداث السابقة التي بقيت راسخة في الأذهان عبر تاريخ البطولة.

أزمة القمصان الأوكرانية

صرح رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم أندريه بافيلكو، بأن منتخب بلاده سيواصل الظهور في بطولة أمم أوروبا بالقمصان التي تم تصميمها خصيصا لهذا الحدث، والتي تحمل عبارة "المجد للأبطال"، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أكّد عدم موافقته على هذه الخطوة.

وحسب الصحيفة، فقد ادعى بافيلكو الوصول إلى اتفاق بشأن هذه المسألة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وفي تدوينة له على فيسبوك كتب "لقد أثبتنا أن (المجد لأوكرانيا) و(المجد للأبطال) تندرجان ضمن شعارات كرة القدم في بلدنا".

لكن سرعان ما أوضح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن طلبه بحذف الشعار السياسي والعسكري (المجد للأبطال) ما يزال ساري المفعول. وبناء على ذلك، سيتواصل فرض الحظر وإلقاء نظرة على قمصان المنتخب الأوكراني قبل كل مباراة.

وفيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قميص المنتخب "يشمل العديد من الرموز المهمة التي توحد الأوكرانيين" في إشارة إلى حمل القميص خريطة تضم شبه جزيرة القرم، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وجود صورة القرم على قمصان المنتخب الأوكراني "علامة على تجاهل إرادة سكان شبه الجزيرة".

مشكل التأشيرات

على صعيد آخر، رفضت أذربيجان، وهي واحدة من ضمن 11 دولة تحتضن مباريات البطولة، طلب الصحفي الرياضي الروسي نوبل أروستاميان لحضور المباريات على أرضها.

جاء الرفض بسبب زيارة سابقة قام بها أروستاميان إلى إقليم ناغورني قره باغ، الذي دار فيه نزاع مسلَّح بين أذربيجان وأرمينيا العام الماضي.

لم تقف باكو عند هذا الحد، ورفضت أيضا دخول معلقي قناة "ماتش تي في"، وهما ميخائيل موساكوفسكي وكونستانتين غينيتش، بسبب زيارتهما السابقة لقره باغ في 2009 و2014.

جماهير إنجلترا ترفض الجلوس على ركبة واحدة

إلى جانب أزمة القمصان الأوكرانية وتأشيرات الصحفيين الروس، تقول الصحيفة إن البطولة شهدت أيضا بعض المشاكل السياسية في الجانب الغربي من القارة.

على سبيل المثال، تعهد منتخب إنجلترا في العديد من المناسبات بالجثوّ على ركبة واحدة قبل المباريات لدعم حركة حياة السود مهمة. لكن هذه الحركة لم تلقَ الترحيب والقبول من بعض المشجعين البريطانيين، وقد أثار ركوع اللاعبين غضب المشجعين الإنجليز خلال المباراتين الوديتين مع النمسا ورومانيا قبل انطلاق اليورو.

وقد توجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بنداء خاص إلى الجماهير تضمن العبارة التالية "أي لاعب يريد الدعوة إلى المساواة بين الناس عن طريق الركوع على ركبته سيحصل على هذا الحق".

من جانبه، أصدر المنتخب الأسكتلندي بيانا شدّد فيه على إدانة الرياضيين للعنصرية، رافضا حركة الجثو على ركبة واحدة.

وحسب الصحيفة، هناك أيضا مخاوف من قدوم الكروات بأجندة سياسية خاصة، لأن التصريحات السابقة المعادية للصرب، والتي أطلقها مدافع المنتخب دوماغوي ما زالت عالقة في الأذهان.

علاوة على ذلك، سيكون شاكيري وغرانت جاكا، اللذان عرفا بسلوكهما ذي الطابع المعادي لصربيا في نهائيات كأس العالم عام 2018، جزءا من تشكيلة المنتخب السويسري في بطولة أمم أوروبا في عام 2020.

حوادث سابقة

يؤكد المحلل السياسي فياتشيسلاف دانيلوف أن تاريخ بطولة أوروبا وكأس العالم حافل بالفضائح السياسية والعنصرية، مثل حادثة بصق لاعب منتخب هولندا فرانك ريكارد على الألماني رودي فيلر، بعدما استفزته تصريحاته العنصرية.

ولا يستبعد دانيلوف إمكانية حدوث مشاكل ذات طابع سياسي في البطولة الحالية، معتبرا تلفظ المشجعين في المدرجات بشتائم عنصرية تهديدا رئيسيا.

ويضيف دانيلوف أن العديد من اللاعبين -ما في ذلك مهاجم كريستال بالاس ويلفريد زاها- يعتقدون أن احتجاجات حركة حياة السود مهمة والركوع على ركبة واحدة لا تسهم فعلا في مكافحة العنصرية.

ويرى دانيلوف أن من المشاكل الرئيسية عدم إلمام مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالمشاكل السياسية والقضايا الحساسة في أوروبا الشرقية.

ويقول في هذا السياق "لم تسلط أي عقوبات ضد الكثير من الاستفزازات، بما في ذلك تلك التي وقعت في مباراة صربيا وسويسرا في كأس العالم بروسيا".

ويتابع "هناك تهديد آخر يتمثل في وقوع مشاحنات بين مشجعي مختلف الدول. وغالبا ما يغض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الطرف عن مثل هذه التصرفات، مثلما حدث خلال بطولة أوروبا في بولندا وأوكرانيا، عندما تعمد البولنديون ضرب مشجعي المنتخب الروسي"، وفقا لتعبيره.

المصدر : مواقع إلكترونية