أزمة الزمالك وكارتيرون.. فتش عن تركي آل الشيخ

تركي آل الشيخ يتوسط كارتيرون (يمين) ومرتضى منصور (الجزيرة + وكالات)

شهد نادي الزمالك المصري "زلزالا" مساء أمس الثلاثاء، بعد أن قدم المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون اعتذارا لمجلس الإدارة برئاسة مرتضى منصور، وأعرب عن رغبته في عدم استكمال مشواره مع الفريق الأبيض في الفترة المقبلة.

كارتيرون رفض جميع المحاولات معه بشأن الاستمرار حتى نهاية بطولة دوري أبطال أفريقيا مع الزمالك، وتمسك بالرحيل، ودفع قيمة الشرط الجزائي، كما رفض عرض رئيس النادي بتعديل قيمة عقده.

وعدّ رئيس الزمالك مرتضى منصور الاستقالة المفاجئة لمدرب فريقه "مؤامرة" ضد النادي، خاصة أنها تأتي قبل خوض مباراة مهمة في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.

ووصف منصور، النادي العربي -لم يسمه- الذي أثر على المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون كي يرحل عن الزمالك في هذا التوقيت، بأنه يمارس أعمال "قرصنة"، ويسيء إلى العلاقات.

وقال منصور عبر قناة الزمالك "أن يرحل المدرب في هذا التوقيت وبهذه الطريقة؛ فهناك شبهة مؤامرة في ذلك".

"الجزيرة نت" تواصلت مع 3 مصادر، الأول من داخل نادي الزمالك للتأكد من وجود مؤامرة حيث أكد بالفعل أن الفريق يتعرض لحرب شعواء بعد الفوز بالسوبر الأفريقي على حساب الترجي التونسي في قطر، ثم السوبر المصري على حساب الأهلي في الإمارات، وأخيرا تكرار الفوز على الأهلي في الدوري المصري بثلاثية.

وقال المصدر للجزيرة نت "الزمالك يتعرض لشائعات كل يوم بعد تحقيق لقبي السوبر؛ لكن بعد الفوز بثلاثية على الأهلي، الأمر تخطى مرحلة الشائعات، ووصل إلى تشتيت ذهن اللاعبين، حيث تفاجأ كل من مصطفى محمد وفرجاني ساسي ويوسف إبراهيم (أوباما) لاعبي الفريق بوصول عروض خيالية لهم من أندية مصرية وعربية".

وتابع "العروض التي وصلت للثلاثي بقيمة مالية يسيل لها اللعاب، ولم تحدث في تاريخ أي لاعب مصري حتى رمضان صبحي صاحب الضجة الأخيرة، فلماذا ظهرت هذه العروض واللاعبين الثلاثة لديهم عقود ممتدة مع الزمالك؟".

واختتم "بعد فشلهم في استمالة الثلاثي السابق، وجدوا ضالتهم في كارتيرون مدرب الفريق الذي رحل في توقيت صعب للغاية، وكأن الهدف هو ضرب استقرار الزمالك، وليس لعبقرية كارتيرون".

وبسؤاله من هي الجهة التي تقف وراء ذلك، قال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته "نعلم أن ناديا منافسا يريد تكرار سيناريو عام 1993، عندما توج الزمالك ببطولة أفريقيا والدوري المصري، فقام بتفريغ الفريق من نجومه وعلى رأسهم إيمانويل إيمونكي ورضا عبدالعال ومصطفى نجم وآخرين؛ لكن يتم ذلك في 2020 بمساعدة الكفيل".

والكفيل كانت كلمة تطلق على وزير الترفيه السعودي تركي آل الشيخ، عنما كان رئيسا شرفيا للأهلي المصري، قبل أن تدب المشاكل بينه وبين مجلس إدارة الأحمر برئاسة محمود الخطيب.

وقرر مجلس إدارة النادي الأهلي قبل عدة سنوات منح الرئاسة الشرفية للنادي إلى المسؤول السعودي، الذي قدم استقالته بعد خلافات وتلاسن وصل إلى حد اتهام الوزير السعودي لمجلس الأهلي بأنهم "عصابة"، ما دفع مجلس الخطيب بسحب الرئاسة الشرفية منه مرة أخرى.

وتواصلت "الجزيرة نت" مع مصادر داخل مجلس النادي الأهلي ومصادر أخرى قريبة من تركي آل الشيخ لاستيضاح الأمر.

ورغم التكتم الشديد إلا أن الجزيرة نت ‏علمت أن هناك صلحا خفيا بين تركي آل الشيخ ومجلس إدارة النادي الأهلي لن يظهر للنور حاليا؛ تجنبا لرد فعل غاضب من جمهور الأهلي.

مجلس الخطيب -وفقا لمصدر داخل القلعة الحمراء- طلب من تركي آل الشيخ رفع يده تماما عن دعم الزمالك؛ بل وإعادة الخلافات داخل القلعة البيضاء مرة أخرى، وعودة الدعم المالي للأهلي.

بداية عدم استقرار الزمالك تمثلت في رحيل كارتيرون عن الفريق الأبيض، وسيليه رحيل فرجاني ساسي، ويوسف إبراهيم "أوباما" اللذين وصلتهما عروض خليجية كبيرة.

ووفقا للمصادر، رحل كارتيرون بدعم من تركي آل الشيخ إلى نادي التعاون السعودي، ودفع الشرط الجزائي كاملا للزمالك "نقدا"، حيث وصل لمقر النادي مساء الثلاثاء حاملا المبلغ في حقيبة يد.

أما عن الدعم المالي للأهلي فسيكون على مراحل، المرحلة الأولى هي إنهاء صفقتي يوسف بلايلي لاعب الأهلي السعودي، وبدر بانون لاعب الرجاء المغربي للأهلي، والمرحلة الثانية سيتم الاتفاق عليها لاحقا، بعد إثبات حسن نوايا الطرفين.

"الجزيرة نت" تواصلت مع مصدر أمني مسؤول في مصر، والذي أكد صحة وجود صلح بين الوزير السعودي ومجلس الأهلي؛ لكنه كشف عن مفاجأة، وهي توقيت رحيل كارتيرون عن الزمالك، الذي تزامن مع توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل برعاية أميركية.

وأوضح المصدر أن "أزمة كارتيرون ظهرت للسطح يوم الاثنين، وكان من الممكن تفاديها؛ لكن تركي آل الشيخ سرّب الموضوع للصحفيين المنتمين للنادي الأهلي، وهم من كتبوا الخبر، وذلك لرغبته في تشتيت ذهن وأنظار المجتمع المصري عن اتفاقية التطبيع"، مستشهدا بانتقال مواقع التواصل الاجتماعي و"الترندات" من انتقاد مواقف الإمارات والبحرين والسعودية إلى الحديث عن أزمة الزمالك وكارتيرون، التي طغت على باقي النقاشات.