فتح.. محطات تاريخية
تميزت مرحلة التأسيس والكفاح بعدة تحديات: فقد ظل ناشطو الحركة يعملون في الخفاء بدءا، وظلوا محرومين من اعتراف الأنظمة العربية وخاصة مصر التي كانت تؤطر وتدعم (منظمة التحرير الفلسطينية) برئاسة أحمد الشقيري. وقد ظهرت في السبعينيات تصدعات داخل الحركة بالإضافة إلى صدامها مع بعض الأطراف العربية. ومن أبرز معالم مرحلة التأسيس والكفاح:
وقع تحالف لم يعمر طويلا بين بعض الشباب الفلسطيني ذي التوجه الإخواني وبعض الشباب ذي التوجه البعثي نهاية الخمسينيات، فوضعوا خطة لتنظيم جبهة في فلسطين. وبعد اجتماعات واتصالات استمرت أزيد من 4 سنوات، توصل بعض أولئك الشباب وغيرهم لتأسيس حركة فتح.
توحدت معظم المنظمات الفلسطينية التي تناهز الأربعين فيما عرف بحركة فتح، وقد تأسست بهدف قيام دولة فلسطين المستقلة.
انطلقت أولى عمليات حركة فتح العسكرية داخل إسرائيل. وفي نفس السنة أشرف خليل الوزير (أبو جهاد) على افتتاح أول مكتب للحركة في الجزائر، وقام بتأسيس معسكرات تدريب للفلسطينيين الموجودين هناك. وفي الجزائر وطد أبو جهاد علاقات فتح مع العديد من الحركات الثورية من أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
غادر خليل الوزير الجزائر إلى دمشق، وقام بتنسيق العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين أو ما يعرف بقوات العاصفة.
اعترفت الأنظمة العربية بحركة فتح بعد صعود نجم الفدائيين في المقاومة، فلقيت فتح دعما لوجيستيا وسياسيا من الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين، كما دعمها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ووجدت احتضانا لها في سوريا وليبيا والأردن واليمن.
تم تعيين ياسر عرفات ناطقا باسم حركة فتح. ويوم 14 أبريل/ نيسان 1968 وقعت معركة الكرامة التي أعطت لفدائيي فتح صدى إعلاميا، فانضم إليهم العديد من الشباب المتطوع.
انضمت حركة فتح وغيرها من التنظيمات الفلسطينية لمنظمة التحرير، وسيطرت فتح بشكل خاص على المنظمة بوصفها كبرى فصائلها، كما انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفا ليحيى حمودة.
اندلع القتال بين الجيش الأردني ومقاتلي فتح فيما بات يعرف فلسطينيا بأيلول الأسود، وأردنيا بأحداث أيلول.
انسحبت الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة فتح بعد المواجهة مع الأردن، إلى سوريا و لبنان.
اغتيل العضو المؤسس لفتح كمال عدوان يوم 10 أبريل/ نيسان في منزله ببيروت إثر هجوم قامت به وحدة إسرائيلية فيما عرف بعملية فردان.
انشق صبري البنا المعروف باسمه الحركي (أبو نضال) عن حركة فتح مؤسسا (جماعة أبو نضال) المدعومة من طرف العراق. وفي نفس السنة دخل مقاتلو فتح في الحرب الأهلية اللبنانية.
تم ترحيل ياسر عرفات وكوادر فتح ومسلحيها من لبنان نحو تونس، تحت الحماية الدولية.
وفي نفس السنة ألقى ياسر عرفات خطابا شهيرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول، أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود.
اندلعت انتفاضة الأقصى الأولى، وكان لمروان البرغوثي -وهو عضو فتحاوي- دور في قيادة المظاهرات بجامعة بيرزيت، فاعتقل ونفي إلى الأردن ومن ثم إلى تونس.
اغتيل العضو المؤسس لفتح أبو جهاد يوم 16 أبريل/ نيسان في بتونس من طرف كوماندوز إسرائيلي، وقد اعترفت تل أبيب رسميا بذلك.
اغتيل العضو المؤسس لفتح صلاح خلف يوم 14 يناير/ كانون الثاني في تونس واتهمت إسرائيل بالحادث، وقيل إن المنفذ أحد عناصر مجموعة أبو نضال.
وقد تميزت هذه المرحلة من تاريخ فتح بتحولها من حركة مقاومة إلى حزب سلطة، كما عرفت الحركة وخاصة بعد وفاة القيادييْن صلاح خلف وخليل الوزير (المذكورين بالمرحلة السابقة) بهيمنة الرئيس عرفات على الحركة وعلى منظمة التحرير، وفي هذه الفترة نمت أجنحة فتح وتكاثرت وتغلغلت في مراكز القوى. ومن أبرز محطات هذه المرحلة:
1991
شاركت حركة فتح ضمن الوفد العربي في مؤتمر مدريد.
1993
وقع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين اتفاق أوسلو الشهير، والذي تمخض عن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية.
1994
تم الإعلان عن اتفاق تطبيق الحكم الذاتي في غزة وأريحا المعروف باتفاق القاهرة، وانتقال المدينتين إلى سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي نفس السنة عادت أغلب قيادات فتح إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاد عرفات إلى غزة في يوليو/ تموز 1994 بصفته رئيسا للسلطة الوطنية.
1996
تم انتخاب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية أمام منافسته الوحيدة سميحة خليل.
وتم اختيار محمود عباس (أبو مازن) أمين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مما جعله الرجل الثاني عمليا في تراتبية القيادة الفلسطينية.
2002
فرضت إسرائيل الحصار على عرفات داخل مقره في رام الله.
2003
عين محمود عباس رئيسا للوزراء تحت ضغوط دولية ليتنازل عرفات عن جزء من سلطاته، وقد احتفظ عرفات لنفسه بالسيطرة على القوات الأمنية فاستقال عباس.
2004
توفي عرفات صبيحة 11 نوفمبر/ تشرين الثاني في مستشفى عسكري بباريس. وقد دفن بمبنى المقاطعة برام الله بعد أن رفضت الحكومة الإسرائيلية دفنه في مدينة القدس كما كانت رغبته.
تمزيت هذه الفترة -أي الأشهر الأولى من هذه السنة- بوجود فتح في مواجهة سياسية مع حركة حماس حين أصبحت فتح أقلية بالمجلس التشريعي الفلسطيني، بينما ظلت تمسك برئاسة السلطة.
حصول فتح على 43 مقعدا من مقاعد المجلس التشريعي البالغ عددها 132 مقعدا يوم 25 يناير/ كانون ثاني، وخسارتها أمام حماس التي حصلت على 76 مقعدا.
وفي منتصف فبراير/ شباط مرر الفتحاويون بالتشريعي المنتهية ولايته قرارات تمنح رئيس السلطة الوطنية صلاحية إنشاء محكمة دستورية. كما تمكنه هذه القرارات
من إلغاء أي قانون قد يصادق عليه التشريعي الجديد باعتباره مخالفا للدستور. ومن شأن هذه القرارات أن تضع حماس أمام عراقيل دستورية يصعب تجاوزها.وفي بداية مايو/ أيار الماضي وقعت مواجهات مسلحة بين مليشيات فتح وحماس، كما وقع نهاية نفس الشهر انطلاق ما سمى إعلاميا الحوار الوطني الفلسطيني الذي يجمع بين الحركتين، وقد بدأت أعماله متزامنة في رام الله وغزة.
وكان آخر ما وقع من احتكاك بين فتح وحماس ما تم يوم 29 مايو/ أيار الماضي، حين
انسحب وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار من اجتماع منظمة دول عدم الانحياز بماليزيا احتجاجا على حضور أمين سر حركة فتح فاروق القدومي الذي قال إنه سيدرب الزهار على الدبلوماسية._______________
الجزيرة نت
المصادر:
1 – د. سميح فرسون، فلسطين والفلسطينيون، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2003
w w w.palestine-info.info/arabic/index.shtml
4 – موقع الحوار المتمدن من خلال الرابط:
w w w.rezgar.com/debat/nr.asp
5 – موقع المعهد الفلسطيني للدراسات الديمقراطية من خلال الرابط:
w w w.muwatin.org/
6 – موقع حركة فتح من خلال الرابط:
w w w.fateh.net/
7- أرشيف الجزيرة نت