جغرافية القدس.. بؤرة الوطن والروح

آلاف المقابر اليهودية ترقد أسفل الحرم الشريف في القدس الشرقية أو ما يطلق عليه اليهود جبل المعبد



undefined
تقع مدينة القدس على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرق خط غرينتش، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالاً، وتقع على سلسلة من التلال تميل من الغرب إلى الشرق ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 720 و830 متراً، ونحو 1150 مترا عن سطح البحر الميت. وتبعد المدينة عن البحر المتوسط 54 كم، وعن البحر الأحمر 250 كم تقريباً.

طرق المواصلات
وتربط القدس عدة طرق ممهدة بكبريات المدن الفلسطينية وبعض العواصم العربية، فهي تبعد عن عكا 150 كم، وعن نابلس 65 كم، وعن الخليل 36 كم، وعن يافا 62 كم، وعن غزة 94 كم، وعن العاصمة الأردنية عمان 88 كم، وعن دمشق 290 كم، وعن القاهرة 528 كم، وعن بغداد 865 كم.

النواة الأولى
كانت النواة الأولى لمدينة القدس -كما تشير الحفريات- على تلال الضهور أو تل أوفل المطل على قرية سلوان من الجنوب الشرقي للحرم المقدسي الشريف، وكانت تقدر مساحتها آنذاك بـ 55 دونماً تسقيها عين أم الدرج. وبمرور الزمن أخذت المدينة تتوسع شيئاً فشيئاً ناحية مرتفع بيت الزيتون "بزيتا" في الشمال الشرقي، ومرتفع ساحة الحرم "مدريا" في الشرق، ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي، وهذه المرتفعات كلها أصبحت اليوم تقع في داخل السور أو ما يعرف بالبلدة القديمة، ومساحتها حوالي كيلومتر مربع واحد، وهي التي توجد فيها المقدسات الخاصة بالأديان السماوية الثلاثة.

القدس الشرقية
القدس القديمة أو كما يطلق عليها القدس العتيقة هي تلك الموجودة داخل سور سليمان القانوني، ومساحتها 8,71 دونمات (الدونم = 1000 م2)، وطول السور 4,20 كم، وتقوم على أربعة جبال هي: الموريا، وصهيون، وأكرا، وبزيتا. أما الحرم القدسي الشريف فيقع في الجنوب الشرقي للقدس القديمة فوق جبل الموريا.

و"القدس الشرقية" هي نفسها القدس القديمة مضافًا إليها الأحياء التي أقامها المسلمون خارج السور مثل: حي الشيخ جراح، وحي باب الساهرة، وحي وادي الجوز، وظهر هذا الاسم نتيجة التركيز السكاني قبل قيام الدولة الإسرائيلية عام 1948 حيث تركز المسلمون بأغلبية كبيرة في القسم الشرقي في حين تركز اليهود في القسم الغربي.

القدس الغربية
أما القدس الغربية فهي القدس الجديدة التي نشأت في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين لتستوعب الهجرات اليهودية المتتالية، وقد اتسعت اتساعًا كبيرًا، وضمها البريطانيون إلى الحدود البلدية للقدس عام 1946، فصارت مساحة القدس كلها 19  كيلومترا مربعا، أي أكثر من عشرين ضعفًا من القدس العتيقة. 

القدس الموحدة
يستعمل اليهود مصطلح "القدس الموحدة" للدلالة على القدسين معًا الشرقية والغربية، لأن المدينة انقسمت عقب حرب سنة 1948 فسيطر الصهاينة على الجانب الغربي منها واحتفظ الجيش الأردني آنذاك بالجانب الشرقي. وحين سيطر اليهود على القدس كلها يوم 7 يونيو/ حزيران سنة 1967 وحدوا المدينة وأصروا على فكرة "القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل".

القدس الكبرى
هي القدس الموسعة التي يحاول الصهاينة بها صنع هوية للمدينة تنمحي معها هويتها الإسلامية، فتبدو الأغلبية السكانية اليهودية كاسحة، وتصبح مساحة الأرض التي يسيطر عليها العرب صغيرة جدًّا بالنسبة لما يسيطر عليه اليهود.

ويستهدف مشروع القدس الكبرى تطويق الأحياء العربية في المدينة القديمة وفصلها عن الأحياء العربية القائمة خارج السور، مما يسبب صعوبة كبيرة للسكان تدفعهم إلى الهجرة خارج مدينتهم.

تطور عمراني
ولم يعد موضع المدينة القديمة يستوعب السكان والمباني السكنية، فامتد العمران خارج السور الذي بناه السلطان سليمان القانوني عام 1542 في جميع الجهات، وأنشئت الأحياء الحديثة فيما عرف بالقدس الجديدة، بالإضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة والتي كانت في الماضي قرى تابعة لها ثم اتصلت بها مثل قرية شعفاط وبيت حنينا وسلوان عين كارم.
ـــــــــــــــــ
المصادر:
– القدس.. مفاهيم يجب إيضاحها، حسام الدين نبيل.
– الموسوعة الفلسطينية، القدس، المجلد الرابع.
البنك الوطني الفلسطيني

المصدر : غير معروف