الشباب والأطفال بؤرة اهتمام الدورة العاشرة لمهرجان إفران لعلم الفلك بالمغرب

الجمهور الناشئ يسعى إلى اكتشاف العلوم الماتعة وليس العلوم المعقدة، وبالتالي حتى يكون الطفل منصتا خلال عملية التعلم يجب أن يكون الهدف ليس تبسيط العلوم فقط، بل أيضا تحبيبها للناشئة.

إنصات واستمتاع وتفاعل الأطفال خلال ورشة للبروفيسور حسن الدغماوي ضمن مهرجان إفران للفلك (مواقع التواصل الاجتماعي)

"إيمانا من جامعة الأخوين بأهمية العلم في بناء الأمم والحضارات واقتناعا بضرورة تعميمه ليصل إلى كل فئات المجتمع حتى يصبح دعامة رافعة كما في ماضي حضارتنا ومكونا أساسيا للتنمية والتقدم ببلادنا، ننظم الدورة العاشرة لمهرجان الفلك بشراكة مع مجموعة من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية المهتمة بنشر علم الفلك بالمغرب تحت شعار الفلكيون الشباب". بهذه العبارات عبّر مدير المهرجان حسن الدغماوي عن مواصلة جامعة "الأخوين" عزمها على تقديم ثقافة علم الفلك للجمهور ونشرها في أوساط الشباب.

وجرت النسخة العاشرة من مهرجان إفران للفلك تحت إشراف نادي الفلك بجامعة الأخوين ما بين 22 إلى 26 يونيو/حزيران الجاري بمدينة إفران وسط المغرب، بمشاركة 20 جمعية وناديا فلكيا من مختلف جهات المغرب.

يقول حسن الدغماوي في حديثه للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني إن الدورة العاشرة تركز على الشباب، وتشهد مشاركة عدد كبير من الفاعلين الفلكيين في المغرب من شتى التخصصات ومن مختلف الأعمار.

محاضرة للعموم قدمها الدكتور يوسف مولان الذي تم تتويجه كأفضل عالم شاب في علم الفلك (مواقع التواصل الاجتماعي)

مسابقات الخطابة العلمية لأول مرة

ولخلق جو من المنافسة بين الشباب في مجال العلوم بالمغرب، تم تنظيم مسابقة الخطابة العلمية التي تعد إضافة نوعية للمهرجان هذه السنة، حيث تبارى المتنافسون في فئتي الكبار والصغار باللغتين العربية والإنجليزية، وأسفرت النتائج عن فوز 3 فرق في فئة الصغار و3 فرق في فئة الكبار.

وتهدف هذه المسابقات وفق حسن الدغماوي إلى تشجيع الشباب على الإقبال على المواضيع العلمية والفلكية بالخصوص، ثم التدريب على تبسيطها، وتشجيعهم على تبادلها مع الناس لنشرها، ثم اكتساب الثقة في النفس واكتساب مهارة الإلقاء والخطابة.

وإلى جانب تتويج الفائزين في هذه المسابقات، تم أيضا تتويج كل من الدكتور يوسف مولان والدكتورة مريم الياجوري كأفضل عالمَين شابين من المغرب في علم الفلك، وتوجت مؤسسة الطارق في علم الفلك في صنف أفضل نشاط فلكي تربوي بالمغرب.

إضافة إلى ذلك توج نادي فيزياء الطاقات العليا والفيزياء الفلكية كأفضل نادي فلك بالمغرب، وتوجت جمعية الصحراء للفلك بالعيون كأفضل جمعية فلكية، وإلى جانبها توجت جمعية نادي الداخلة للفلك كأفضل جمعية فلكية ناشئة.

كما تم تتويج محمد حوحو أفضل "أستاذ منشط" في علم الفلك، ونبيل بوستة في صنف أفضل صورة فلكية، أما جائزة أفضل منشط داخل القبة الفلكية فكانت من نصيب ناصر الصقلي، وأخيرا توج علاء غاطوس بجائزة أفضل منشط فلكي رحالة.

المهرجان يولي اهتماما خاصا بالطفل الذي يعد أساس المستقبل (مواقع التواصل الاجتماعي)

ورشات علمية للأطفال والشباب

وقد تضمن برنامج المهرجان ورشات علمية متنوعة في علوم الفضاء، ومحاكاة للسماء الليلية تحت القبة السماوية ورصد للبقع الشمسية بواسطة المقراب، موجهة للأطفال والشباب في المدارس القريبة من جامعة الأخوين، وهي ورشات من تأطير مجموعة الباحثين والأساتذة ومبسطي علم الفلك بالمغرب.

ويشير الدكتور مراد فراج أحد مؤطري الورشات في المهرجان للجزيرة نت "الجمهور الناشئ يسعى إلى اكتشاف العلوم الممتعة وليس العلوم المعقدة، وبالتالي يكون الطفل مستمعا من خلال العملية التعلمية، فهدفنا ليس تبسيط العلوم فقط، بل تحبيبها لفائدة الناشئة، وهم يتعرفون على علم الفلك ويستمتعون برحلة من الرحلات الكونية في تاريخ العلوم".

ويقول الدكتور حسن الطالبي الذي قدم مجموعة من الورشات في المهرجان في حديث للجزيرة نت "تهدف هذه الورشات إلى فهم الظواهر فهما علميا، والتعرف على مواضيع جديدة مما لا يوجد في المقررات الدراسية واكتشاف المواهب والتعرف على دور الحضارة العربية الإسلامية".

ويؤكد حسن الدغماوي أن المهرجان كما في سابق الدورات، يولي اهتماما خاصا بالطفل الذي يعد أساس المستقبل، إيمانا منا بأهمية الاعتناء به وفتح مداركه على الكون لإثارة فضوله وتشجيعه على طرح الأسئلة والمضي في البحث عن أجوبة لها؛ مما من شأنه تحبيب العلوم لديه".

ورشات "المقراب" واستعمالاته أطرها الدكتور هشام بوزكري والدكتور حسن طالبي (مواقع التواصل الاجتماعي)

محاضرات للعموم

وكان المهرجان مفتوحا للعموم للتفاعل مع العلماء والباحثين في محاضرات علمية هدفها تبسيط قضايا علم الفلك للجمهور غير المتخصص؛ وقدر عدد المشاركين في مختلف أنشطة المهرجان بألفي مشارك.

وفي هذا الصدد يشير البروفيسور حسن الدغماوي إلى أن "المهرجان يسعى لنشر الثقافة العلمية والفلكية بالخصوص، والتعريف بهذا المجال عند كل الفئات، وتقريبه إليهم، والتحسيس بأهميته العلمية والجمالية والحضارية والقيمية، وهو فرصة للتلاقي وتبادل التجارب والتعرف على مستجدات البحث العلمي في مجال علم الفلك والعلوم المرتبطة به".

وقد توزعت مواضيع هذه السنة بين ما هو تثقيفي حضاري مثل موضوع الإسطرلاب، ومنها ما هو علمي محض كموضوع النيازك والأقمار الاصطناعية المصغرة، ثم استثمار الكويكبات؛ كطبيعة الكون والظواهر الفلكية للمسار الظاهري للشمس في القبة السماوية، ومنها ما هو قيمي تربوي مثل ما تعلمنا إياه الظواهر الفلكية، ومنها ما يهدف لربط العلم بالماضي والحاضر مثل الروبوتيك وتوظيفه في الفلك بين الماضي والحاضر.

وإلى جانب المحاضرات والورشات التكوينية كانت للمعارض العلمية والأمسيات الفلكية مكانتها المتميزة في المهرجان؛ حيث شكلت عنصر جذب للجمهور العريض خصوصا ما يتعلق باستعمال المنظار.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي