هاوي الفلك الياباني كويشي إيتاجاكي يكتشف مستعرا أعظم انفجر قبل 63 مليون سنة

تمكن هاوي الفلك الياباني كويشي إيتاجاكي (Koichi Itagaki) من رصد انفجار نجمي حدث في مجرة تدعى "إن جي سي 4647″، الأمر الذي تسبب في حالة من الاحتفال بين هواة ومتخصصي الفلك في أرجاء العالم، ورفع الجميع تلسكوبه إلى السماء لرؤية هذا الحدث النادر.

حدث نادر

إن "جي سي 4647" هي مجرة متوسطة الحجم، تقع من الأرض على مسافة 63 مليون سنة ضوئية، ويعني ذلك أن شعاع الضوء الذي نراه منها الآن قد خرج قبل 63 مليون سنة.

ويعتقد أن هذا الحدث الفلكي قد يكون من النوع المسمى "المستعر الأعظم من النوع آي-إيه" (Supernova Ia)، وهو حالة نادرة من الانفجارات النجمية تحدث فقط مرتين في القرن في مجرتنا.

في هذه الحالة، يكون هناك نجمان يدوران حول بعضهما، أحدهما يكون في طور العملاق الأحمر، والثاني في طور القزم الأبيض. ولأن الأبيض ذو قوة جذب عالية، يقوم بسحب مادة العملاق الأحمر بسرعة شديدة.

ومع تراكم مادة العملاق الأحمر على رفيقه القزم بسرعة وقوة، تبدأ بعض التفاعلات النووية السريعة والمفاجئة بالحدوث على سطح القزم الأبيض.

وإذا ازداد كمّ المادة المنقولة من العملاق الأحمر إلى رفيقه الأبيض على حد معين "حد تشاندراشيكهار" (Chandrasekhar limit) فإنه ينفجر محدثا مستعرا أعظم.

عاشق للفلك بدرجة عالم

ليست هذه المرة الأولى التي يقوم إيتاجاكي فيها بالكشف عن مستعر أعظم مثير للانتباه، بل تمكن في فبراير/شباط 2020 من اصطياد مستعر أعظم آخر بالقرب من إحدى مجرات برج العذراء يدعى "إن جي سي 4636" ويقع على مسافة نحو 60 مليون سنة ضوئية.

وفي 2016 أثار إيتاجاكي انتباه هواة الفلك ومتخصصية في العالم حينما تمكن من الكشف عن مستعر أوطارف (nova)، وهو انفجار نجمي أقل من المستعر الأعظم، في كوكبة القوس.

لوحة شرف إيتاجاكي كبيرة ومشرفة، فقد اكتشف أكثر من 100 مستعر أعظم داخل مجرتنا وخارجها، إلى جانب 3 مذنبات و5 كواكب جديدة و5 نجوم متغيرة زرقاء مضيئة؛ كل ذلك وهو غير متخصص في هذا النطاق.

يوجد فقط 4 هواة فلك آخرين حققوا هذا الإنجاز المدهش في العالم، هم: الأميركيان تيم باكيت (Tim Puckett) وجاك نيوتن (Jack Newton)، والإنجليزي توم بولس (Tom Boles)، والجنوب أفريقي بيرتو مونارد (Berto Monard).

ولد إيتاجاكي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 في مدينة ياماغاتا (Yamagata) اليابانية وما زال يعيش فيها حتى الآن، ووقع في حب السماء ليلا في المرحلة الثانوية فبدأ يرصدها على نحو منتظم، وقام بتطوير مرصده الخاص يوما بعد يوم، وما زال وهو في الـ75 من عمره قادرا على اكتشاف أجرام جديدة.

حاليا، يمتلك إيتاجاكي 9 تلسكوبات وعدد من القباب الفلكية الصغيرة يستخدمها لمسح السماء من أجل التنقيب عن الأجرام الجديدة يومًا بعد يوم، على منحدرات جبل زاو القريب من منزله.