ما الحدث الكوني الذي دمّر منطقة تل الحمام الأردنية قبل آلاف السنين؟

تلفت منطقة تل الحمام الأردنية الاهتمام البحثي والتاريخي لأن هناك إشارات إلى أنها كانت مدينة "سدوم" المذكورة في الكتب السماوية، كما ينص البيان الصحفي للدراسة.

تصوير الفنان القائم على الأدلة للانفجار ، الذي كان بقوة 1000 هيروشيما (ألن وست وجنيفر رايس)
تصوير الفنان القائم على الأدلة للانفجار الذي كان بقوة ألف من قنبلة هيروشيما (ألن وست وجنيفر رايس)

أعلن فريق بحثي دولي عن توصله إلى السبب الذي أدى للانهيار المفاجئ للمدن القديمة التي وقعت في منطقة تل الحمام (جنوبي وادي الأردن شمال شرق البحر الميت) في العصر البرونزي قبل حوالي 3600 سنة.

نيزك السماء

وبحسب الدراسة -التي نشرت في دورية "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports) وأعلنت عنها جامعة "يو سي سانتا باربرا" (UC Santa Barbara) المشاركة في الدراسة في بيان رسمي يوم 20 سبتمبر/أيلول الجاري، فإن الأمر كان بسبب حدث كوني، حيث انفجر نيزك سقط من السماء أعلى المنطقة ودمرها تماما.

وللتوصل إلى تلك النتائج، أجرى الفريق البحثي فحصا دقيقا لمكونات صخرية في تل الحمام ترجع إلى تلك الحقبة، وكانت النتائج مفاجئة، حيث ظهرت مواد "غير عادية للغاية"، على حد تعبير الباحثين في دراستهم.

أجرى الفريق البحثي فحصا دقيقا لمكونات صخرية في تل الحمام (فيل سيلفا)

فإضافة إلى الحطام الذي يمكن أن يرصده الباحثون بسبب الحروب والزلازل، وجدوا شظايا فخارية ذات أسطح خارجية مذابة في الزجاج، وطوبا طينيا في صورة فقاعات، ومواد بناء ذائبة جزئيا، وكلها مؤشرات على حدوث ارتفاع غير طبيعي في درجات الحرارة (حوالي ألفي درجة مئوية) لم تكن التكنولوجيا في ذلك الوقت قادرة على إنتاجها.

من جانب آخر، رصد الباحثون بعد إجراء تحليلات مختلفة على التربة والرواسب وجود كريات صغيرة غنية بالحديد والسيليكا وكذلك المعادن المنصهرة، والتي تؤكد تلك النظرية.

وبحسب الدراسة، فإن دليلا آخر يؤكد أن ما حدث هو انفجار بسبب نيزك سقط على الأرض، حيث لاحظ الفريق وجود "الكوارتز المضغوط" (Shocked Quartz) في المكان نفسه، وهو حبيبات رملية تحتوي على شقوق لا تتشكل إلا تحت ضغط شديد للغاية.

تلفت منطقة تل الحمام الأردنية الاهتمام البحثي والتاريخي لترجيح العلماء أنها كانت مدينة "سدوم" (ناسا)

انفجار تونغوسكا

باستخدام هذه البيانات، قدّر الباحثون أن الانفجار الذي حدث في تل الحمام كان شبيها بما حدث في منطقة تونغوسكا (شرقي سهول سيبيريا) عام 1908، وسبب ذلك انفجارا بقوة 12 ميغا طن، وقدّر قطر النيزك الساقط بحوالي 56-60 مترا.

وتلفت منطقة تل الحمام الأردنية الاهتمام البحثي والتاريخي لأن هناك إشارات إلى أنها كانت مدينة "سدوم" المذكورة في الكتب السماوية، كما ينص البيان الصحفي للدراسة، وفي هذه المدينة عاش قوم لوط عليه الصلاة والسلام، وربما يكون هناك رابط بين هذا الحدث وقصة هلاك هؤلاء القوم المذكورة في الكتب السماوية.

المصدر : مواقع إلكترونية