خلاصة تجربة باحث جزائري ساعد 20 طالبا في الفوز بمنح دراسية

يقول شناقر إن بدايته كانت في المجال الخيري، قبل أن يتحول إلى النشاط البيئي الذي سمح له بإقامة علاقات وطيدة مع مؤسسات وهيئات دولية

الباحث هشام أنشأ مكتبا لتوجيه الطلبة من أجل الفوز بمنح دراسية مقابل مبالغ رمزية (الجزيرة)

ساهم الباحث الجزائري في جامعة باب الزوار الدكتور هشام شناقر خلال السنوات الثلاث الماضية في فوز حوالي 18 طالبا وطالبة من الجزائر وطالبين اثنين من سوريا والعراق بمنح دراسية لمواصلة دراستهم في الجامعات.

وسبق لهشام شناقر أن فاز بمنحة لدراسة الماجستير في جامعة فرنسية عام 2010، وقد فاز هذا العام بمنحة ثانية في جامعة كندية لدراسة الدكتوراه، وقد سمحت له مهاراته في هذا المجال بمساعدة الكثير من الطلبة وتوجيههم في حياتهم الدراسية، ويروي في لقاء مع الجزيرة نت تفاصيل هذه التجربة.

بسبب الإقبال افتتح هشام مكتبا بمدينة وهران الجزائرية لمرافقة الطلاب حتى الحصول على منح دراسية (الجزيرة)

من العمل الخيري إلى مساعدة الطلبة

يقول هشام إن بدايته كانت في المجال الخيري، حيث قضى 6 سنوات كاملة في جمعية خيرية كانت تساعد الفقراء والمساكين، قبل أن يتحول إلى النشاط البيئي الذي سمح له -كما يقول- بإقامة علاقات وطيدة مع مؤسسات وهيئات دولية تنشط في المجال البيئي.

ويضيف هشام -الذي التحق مؤخرا للعمل بجامعة باب الزوار في العاصمة الجزائرية لتدريس مادة الكيمياء- "في عام 2017 تمكنت من مساعدة 4 طلبة كانوا ينشطون معنا في جمعية حماية البيئة في ولاية خنشلة بمنح دراسية ولكن في تخصصات بيئية فقط".

هذه المنح كانت في جامعات أوروبية، اثنتان باليونان، والثالثة في إيطاليا، والرابعة بإسبانيا "والمفاجأة كانت أن اثنين من هؤلاء الطلبة الفائزين -وهما أسماء غراب وعزيز غزالي- تصدرا دفعتيهما، وهو ما شجعني على مواصلة التجربة، حيث قمت بمساعدة طلبة آخرين للظفر بمنح جيدة".

وبعد هذا النجاح اللافت ومع تهافت الطلبات عليه من قبل الطلبة الذين يريدون مواصلة دراستهم خارج الوطن أنشأ هشام العام الماضي مكتبا لتوجيه الطلبة من أجل الفوز بمنح دراسية ولكن بمبالغ رمزية "هناك الكثير من المكاتب في العاصمة ووهران التي تنشط في مجال توجيه الطلبة للفوز بمنح ولكن بأسعار عالية تصل إلى 1500 يورو" كما يقول.

ويضيف "لذلك فكرت في فتح مكتب لتقديم خدمات أفضل في هذا المجال، حيث أرافق الطالب في إعداد ملفه -وهو الأمر الذي لا تقوم به هذه المكاتب- وبأسعار رمزية، وفي حالة عدم قبول ملفه يمكن للطالب استعادة مصاريفه".

ينصح شناقر بأن تساعد الجامعات طلابها على تعلم كتابة السيرة الذاتية ورسائل التحفيز (الجزيرة)

وقد قدم الباحث هشام شناقر خلاصة خبرته في النصائح التالية:

السيرة الذاتية والرسالة التحفيزية والأنشطة الخارجية

يؤكد هشام شناقر أن المعايير التي ترتكز عليها الجامعات ومراكز البحث العلمي في العالم لإعطاء المنح لا تستند إلى كشف نقاط الطالب كما هو معمول به في الجامعات العربية التي تعطي منحا دراسية للمتفوقين الأوائل، وإنما تأخذ بعين الاعتبار السيرة الذاتية وتقييم قدرة الطالب في الدراسة من خلال تجاربه خارج الدراسات الأكاديمية.

وفي هذا الصدد، أوضح شناقر أن الخطوة الصعبة في طريق الظفر بمنحة هي كيفية كتابة سيرة ذاتية بطريقة متفق عليها دوليا ورسالة تحفيز وحتى رسالة تزكية، وهي الخطوات التي لا يحسنها الكثير من الطلبة لأنها لا تلقن في الجامعات "من غير المنطقي أن يتخرج الطالب بشهادة جامعية وهو لا يحسن كتابة رسالة تحفيز مثلا، هذا غير مقبول، وأنا أنصح الطلبة بتعلم ذلك".

وفي السياق، دعا شناقر الأساتذة الجامعيين إلى مساعدة الطلبة وتعليمهم كيفية كتابة مثل هذه الرسائل، ويقول إن "الكثير من الأساتذة لا يفعلون ذلك، لأن هذا العمل يأخذ منهم وقتا كثيرا ولكنه قبل كل شيء واجب أخلاقي إزاء هؤلاء الطلبة".

ينصح شناقر الطلاب بأن يتابعوا إيراسموس والبنك الإسلامي للتنمية للفوز بالمنح (الجزيرة)

"لينكد إن" و"إيراسموس" والبنك الإسلامي للتنمية

يؤكد هشام شناقر على ضرورة أن تكون للطالب الجامعي علاقات متواصلة مع الطلبة والجامعات من داخل وخارج الوطن، لأن هذه العلاقات ستسمح لهم بالاطلاع على جديد المنح الدراسية، وأيضا تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "لينكد إن" (Linkedin) الذي يعتبر موقعا جيدا في هذا المجال.

كما يؤكد على ضرورة أن يكون لدى الطالب حد أدنى من المهارات اللغوية، خاصة الإنجليزية التي تعتبر اللغة الأكثر تداولا في الجامعات ومراكز البحوث العلمية، وينصحه بالبقاء على اتصال مستمر مع الهيئات الدولية التي تخصص منحا دراسية للطلبة.

وينصح الطلبة بمتابعة جديد برنامج "إيراسموس" (Erasmus) الذي أنشأه الاتحاد الأوروبي عام 1987 لمساعدة الطلبة في مختلف دول العالم.

كما يدعوهم إلى متابعة جديد البنك الإسلامي للتنمية الذي يقدم كل عام منحا كبيرة جدا تشمل تغطية كامل مصاريف الدراسة، وراتبا شهريا يصل إلى 3 آلاف دولار "هذا البنك يدرس الطلبات مرتين في العام، مرة في شهر فبراير/شباط، ومرة أخرى في شهر يوليو/تموز، وهو ملتزم بالتكفل بالطلبة للدراسة في أي جامعة يستطيع الطالب التسجيل فيها".

كما أثار محدثنا إشكالية تخلي الجامعة عن ربط الطالب بالمؤسسات والهيئات ومراكز البحث التي تقدم منحا للطلبة، فمثلا برنامج إيراسموس لا يعرفه الكثير من الطلبة على الرغم من أنه يكفي لإدارة الجامعات أن تعلق بيانا في الأروقة أو في الأماكن المخصصة لنشر الإعلانات.

ينصح شناقر الطلاب بتجنب الجامعات الروسية الخاصة والجامعات الفرنسية (الجزيرة)

تجنب الجامعات الفرنسية والروسية الخاصة وعليك بالإنجليزية

قد تكون للطالب الجامعي رغبة كبيرة في مواصلة دراسته خارج الوطن، وهذه الرغبة قد تجرفه وتوقعه في أخطاء هو في غنى عنها، كالدراسة في الجامعات الخاصة بروسيا أو أوكرانيا "باستثناء الجامعات الحكومية فإن الجامعات الخاصة في روسيا وأوكرانيا هدفها الربح فقط، والشهادات التي تمنحها غير معتمدة في الجزائر".

وأضاف شناقر "أنا أيضا لا أنصح الطلبة بالدراسة في الجامعات الفرنسية، لأن مستواها تراجع كثيرا، فضلا عن أن الدراسة في الأغلب تكون بالفرنسية، أنا درست في فرنسا، وشخصيا لم أستفد كثيرا، وقد ندمت على هذه التجربة".

ومقابل ذلك، ينصح محدثنا الطلبة باختيار الجامعات التي تدرس باللغة الإنجليزية، سواء في أوروبا أو أميركا، أو حتى في دول الخليج التي أقامت جامعات مرموقة وتقدم شهادات معادلة للشهادات التي تمنح مثلا في أميركا وإنجلترا.

المصدر : الجزيرة