حفرية مذهلة لديناصور شبيه بالطيور حاضن لبيض أوشك على الفقس
انتشرت هذه العائلة من الديناصورات بقارة آسيا وتميزت تشريحيا بعدم امتلاكها أسنانا وبمنقاريها الشبيهين بمنقار الببغاء
تمكن فريق بحثي صيني أميركي مشترك من التوصل لحفرية ديناصور حاضن لمجموعة من البيض، في مدينة غانتشو بمقاطعة جيانغشي جنوب الصين، وهو أول كشف من نوعه في تاريخ حفريات الديناصورات غير الطائرة.
مناقير الببغاوات
وبحسب الدراسة التي أصدرها هذا الفريق، والتي نشرت بدورية "ساينس بوليتين" Science Bulletin فإن هذه الحفرية المركبة كانت لديناصورات تنتمي لعائلة الأوفيرابتوريات oviraptorosaur، من ذوات الأقدام الشبيهة بالطيور التي عاشت خلال العصر الطباشيري قبل حوالي 70 مليون عام.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعاشت قبل 160 مليون عام.. ديناصورات وديعة أعياها الطيران فلجأت للانزلاق
فريد من نوعه وأثار إعجاب العلماء.. الديناصور الأغرب في التاريخ
هل تم اكتشاف أكبر ديناصور على الإطلاق في الأرجنتين؟
انتشرت هذه العائلة من الديناصورات في قارة آسيا، وتميزت تشريحيا بعدم امتلاكها أسنانا، وبمنقاريها الشبيهين بمنقار الببغاء، وكانت في المتوسط بطول حوالي مترين وارتفاع أقل بفارق يسير عن المتر ونصف المتر، وعُثرَ على معظم الأوفيرابتوريات المعروفة في صحراء غوبي ضمن أراضي منغوليا وشمالي غرب الصين.
وبحسب الدراسة، تكونت الحفرية التي وجدها هذا الفريق من هيكل عظمي غير مكتمل للديناصور يشير إلى أنه رابض في وضعية احتضان البيض، فوق 24 بيضة، ما لا يقل عن 7 منها حافظت على الهياكل العظمية الجزئية المتحفرة لأجنة الأوفيرابتوصور بالداخل.
حاضنات البيض
لكن الملاحظة التي أثارت انتباه الفريق كانت أن تشريح هذه الهياكل أشار إلى أنها كانت جاهزة للفقس، ويعني ذلك أن هذا النوع من الديناصورات كان بالفعل شبيها بالطيور المعاصرة في آلية حضن البيض، وليس بالتماسيح التي عادة ما تحرس المكان على مقربة من البيض.
وللتأكيد على تلك الفرضية، أجرى الفريق أيضا تحليلا لنظائر الأكسجين أشار إلى أن هذا البيض ظل خلال عملية الحضن في درجات حرارة عالية شبيهة بما يحدث في حالة الطيور المعاصرة.
وبالمزيد من الفحص، بحسب الدراسة، تبين أنه رغم أن كل الأجنة في البيض كانت ناضجة، فإنه كانت هناك اختلافات صغيرة في درجة نضجها، مما يعني أن عملية فقس البيض كانت تتم بشكل غير متزامن، وهي آلية فقس موجودة أيضا في بعض الطيور المعاصرة.
من جانب آخر، اكتشف الفريق مجموعة من الصخور الصغيرة في منطقة البطن الخاصة بهذا الديناصور، ويفترض أنه قد ابتلعها عن عمد لمساعدته في هضم الطعام. وإذا تأكد ذلك فإنها تكون المرة الأولى أيضا التي يكتشف العلماء فيها وجود هذه الآلية في النظام الغذائي للأوفيرابتوريات.
ويأمل الفريق، بحسب البيان الرسمي -الذي نشره متحف كارنيغي للتاريخ الطبيعي Carnegie Museum of Natural History، المشارك بالدراسة- أن تساعد فحوص مستقبلية لهذه الحفرية على كشف المزيد عن سلوك وحياة هذا النوع من الديناصورات المثيرة للانتباه.