أسماك الشص تتخذ من البكتيريا مصابيح إضاءة
محمد شعبان
وفي السابق، كان العلماء يجهلون تماما العلاقة التكافلية التي تلعبها تلك البكتيريا مع هذه الأسماك بالتحديد، وبناء على العوامل الوراثية لتلك البكتيريا فقد اعتقد العلماء في دراساتهم السابقة أن هذه البكتيريا لا يمكنها العيش بمفردها خارج عائل مضيف لها.
التكافل وسيلة للعيش
في هذ الصدد، تقول توري هندري -وهي أستاذة مساعدة علم الأحياء الدقيقة في جامعة كورنيل والباحثة الرئيسة للدراسة- في تصريحات نشرها موقع "يوريك ألرت" "في بحثنا السابق وضحنا أن بكتيريا أسماك الشص قد تعرضت لاختزال جيني أفقدها الكثير من جيناتها، مما جعلها مجبرة على الاعتماد على عوائلها".
ويعد الاختزال الجيني سمة مميزة للبكتيريا التي تعيش طوال حياتها معتمدة على عوائلها، مما يساعدها في الحصول على الخدمات والمواد الغذائية بسهولة، وبذلك لم تعد بحاجه إلى جيناتها للحصول على تلك الخدمات، الأمر الذي يفقدها تميزها الوراثي ويصعب عليها العيش بشكل مستقل فيما بعد.
تشابة البكتيريا المضيئة في الأسماك
حصل الباحثون في هذه الدراسة على عينات مجمعة من سبعة أنواع من أسماك الشص التي تمثل ست عائلات مختلفة، وقد درسوا نوعين فقط من بكتيريا الإضاءة الحيوية المعروفة التي تعيش داخل مصابيح أسماك الشص، وعلى الرغم من أن نوعا وحيدا من البكتيريا عثر عليه في نوع واحد من هذه الأسماك فإن بقية أنواع البكتريا الأخرى وجدت في الأنواع الستة المتبقية من الأسماك.
يذكر أن هذه الأسماك تم اصطيادها من مواقع مختلفة تمتد من خليج المكسيك إلى جزر الرأس الأخضر، وعلى الرغم من أن بعضها تم اصطياده منذ 20 عاما فإن البكتيريا التي وجدت في مصابيح تلك الأسماك كانت متشابهة بنسبة 99%.
فرص الإضاءة تأتي من الماء
في تعاون بحثي آخر، كشف الفريق أن أسماك الشص استضافت تلك البكتيريا فقط حينما أعدت أعضاءها المضيئة تلك، إذ تحتوي بصيلات هذه الأسماك على بعض المسام، مما جعل الباحثين يعتقدون أن تلك المسام تساعدها على تقيؤ البكتيريا مرة أخرى مما يؤدي لنمو جراثيمها، وذلك لكي تمنح صغار الأسماك فرصة الحصول على البكتيريا المضيئة من الماء.