بلا حدود

بين الماضي والحاضر.. تعرف بالخرائط كيف تسعى إسرائيل إلى تهويد القدس

استعرض خبير خرائط مدينة القدس خليل التفكجي أقدم خارطة للمدينة تعود إلى فترة الحكم البيزنطي لكنها لم تكن تحتوي على حدود الحرم القدسي، وكما أوضح حدود المسجد الأقصى وفقا لما رسمتها الدولة العثمانية.

وفي حلقة (20217/14) من برنامج "بلا حدود" شرح خبير الخرائط أن بناء السور حول المدينة القديمة يعود للعهد العثماني أيضا، وهي ما يطلق عليها اليوم البلدة القديمة، وبحسب الادعاءات الإسرائيلية فإن الهيكل المزعوم يقع مكان مسجد قبة الصخرة، ويعتبرون حائط البراق -والمعروف لديهم بالمبكى- من بقايا هيكلهم المزعوم.

وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يركز في الوقت الحالي على قبة الصخرة ويسعى لهدمها من أجل إقامة الهيكل التابع لهم، رغم أن بناء مسجد قبة الصخرة تم في العهد الأموي، وكانت البلدة القديمة تضم المسلمين والمسيحيين واليهود، وبلغ عدد العائلات اليهودية في أعلى الأرقام 70 عائلة فقط على مر تاريخ مدينة القدس.

لكن الوضع تغيير بعد الانتداب البريطاني ووعد بلفور، بدأ بترسيم حدود بلدية القدس وتمت وفقا لأسباب ديمغرافية أظهرت القدس ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية، وبها يتحجج الاحتلال اليوم بأن القدس عاصمة تاريخية له، وفي عام 1947 صدر قرار الأمم المتحدة المتعلق بتقسيم القدس، وكان لأول مرة يصدر قرار مرفقا بالخرائط يضعها بوضعية خاصة قائمة حتى اليوم.

وأشار التفكجي إلى أن ما يعطي القدس مكانه خاصة هي الأماكن الدينية التي توجد بها، كما أنها تاريخيا كانت المركز الإداري لكل الجوانب المتعلقة بالدولة، لكنها في ذات الوقت لا تمتلك أي أهمية مائية أو زراعية لأن الماء يجلب لها من الخارج.

كما استعرض الخارطة بين عامي 1948 و1967 والتي قسمت مدينة القدس إلى الجهة الشرقية ومنحت الأردن إدارتها، وفي هذا الوقت لم يكن هناك وجود للإسرائيليين كسكان في القدس الشرقية، ولكن بعد احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 خصوصا الجزء الشرقي منها، قامت بتوسعة حدودها وأدخلت نحو 28 قرية وبلدة فلسطينية داخل هذه الحدود.

الخطة المستقبلية

وأكد خبير خرائط مدينة القدس على وجود برنامج إسرائيلي واضح يهدف إلى تحويل المدينة إلى بلدة ذات وجود إسرائيلي كبير مقابل قلة عربية في المدينة، وهذه الخطة تسعى إسرائيل إلى تطبيقها في العام 2050، وهي تعمل عليها منذ فترة وقد تم تطويق التجمعات الفلسطينية بالجدار العازل من أجل ضمان امتداد المستوطنات بحرية وضمها للقدس.

وحول التركيز على بلدة سلوان وحي الشيخ جراح بالقدس قال خليل التفكجي إن حي سلوان يقع ضمن ما يعرف لدى الإسرائيليين بالحوض المقدس وفيه قبور الأنبياء والمدينة المقدسة، أما حي الشيخ الجراح فهود حي جديد وراق بالقدس نشأ نهاية القرن الـ19 وكان مركزا للقنصليات المعتمدة لدى فلسطين، لذا أقام الاحتلال المستعمرات الرابطة بين الجزأين الشرقي والغربي للقدس، فكان حي الشيخ جراح وسط الطريق الرابط بين المستعمرات.

واختتم حديثه بأنه من الصعب أن تسيطر إسرائيل على البلدة القديمة نظرا لكثافة الوجود الفلسطيني فيها، حيث يبلغ عدد الفلسطينيين فيها نحو 35 ألفا مقابل 4500 إسرائيلي، كما أنها مركز ديني يصعب طمس أي معلم فيه، لأن الأديان قائمة حتى يوم القيامة.