محمد حسنين هيكل - برنامج مع هيكل 22/7/2010
مع هيكل

هيكل.. طريق أكتوبر والتغطية الإعلامية للحرب

تستضيف الحلقة الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل ليتحدث عن المهمة التي أوكلت له والخاصة بالتغطية السياسية والإعلامية لقضية تحريك الصواريخ.

– رياح أميركية
– لا بد من إثبات

– الثوريون يعترضون

محمد حسنين هيكل

 رياح أميركية


محمد حسنين هيكل: مساء الخير. من أصعب التجارب في العمل السياسي أو في ممارسة العمل السياسي هي أن يجد أي شخص مكلف بمسؤولية من نوع ما في لحظة ما نفسه في مواجهة متناقضات لا يستطيع التغلب عليها أو لا يستطيع الإمساك بكل خيوطها. أظن أن هذا هو الموقف الذي وجدت نفسي فيه ومعي هذه المجموعة الممتازة من الدبلوماسيين ومن الصحفيين طوال شهر أغسطس سنة 1970، بالكاد تصورت كان مطلوب مننا في ذلك الوقت عبء عمل غريب جدا أو عمل سياسي دقيق جدا -لنكن واضحين- هذا العمل هو واحد أن نغطي سياسيا وإعلاميا قضية تحريك الصواريخ ثم أن نغطي سياسيا وإعلاميا قضية وقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف ثم أن نغطي هذا مع طرفين متناقضين كل منهما له رأي مختلف، الأميركان من ناحية واخدين موقف المشرف أو الموجه أو المقترح لوقف إطلاق النار وراء الأمم المتحدة ووراء مبادرة رودرز خلافا لمشروع روجرز وهذا موضوع شديد الدقة وإحنا كنا عاوزينه بالدرجة الأولى، لأسباب سياسية لكن بالدرجة الأولى لأسباب عسكرية هي إتمام بعض التحركات الضرورية لاستكمال حائط الصواريخ في ظرف يسمح بذلك في ظرف يسمح أنها لا تكون عملية مفتوحة مكشوفة قدام الضرب الإسرائيلي ولكن أن يكون لها غطاء سياسي وكان أوفر وأسلم غطاء في ذلك الوقت هو الموقف الذي نشأ في التمهيد لوقف إطلاق النار، التمهيد لوقف إطلاق النار كان حيبقى منتصف الليل ومن أول الليل لغاية ما بعديه بشوية تجاوزنا فيها ولكن تجاوزنا بمنطق معين حصل أن هذا الموقف بالفعل غطي وما كانش ممكن يغطى قبلها بالكفاءة الضرورية واللازمة لأنه لا بد أن يجيء في وقت بشكل ما في قيود على وقف إطلاق النار في قيود على العمل فوق الجبهة في انتظار لموقف لنتيجة سياسية لا يريد أحد إفسادها، وده كان موقفا مع الأميركان لا بد أن يعالج بشكل أو آخر، بنفس الوقت وقف إطلاق النار عامل مشكلة كبيرة جدا مع جماهير عربية كثير قوي لكن ما هو هام هو المقاومة الفلسطينية الموجودة في ذلك الوقت والمتمركزة في الأردن وهي على شكل جماعات متفرقة ومتوزعة من أقصى يمين لأقصى يسار وكلها على أي حال تتصور أن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة لا يناسبها وهي ضده على أي حال لأنه نفتكر أن كل منظمات المقاومة على اختلاف أنواعها وعلى اختلاف اتجاهاتها كانت كلها راغبة في أن الدول العربية الرئيسية تدخل في المعركة، مش بس تدخل، تدخل وتبقى طرفا فاعلا فيها دفاعا عن أراضيها هي وده اللي سموه حرب التوريط فما كادت أن تفعل ذلك وما كاد ذلك أن يتحقق لها إلا وهي تجد سنة 1970 أن في عملية وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية وبالطبع على الجبهة الأردنية. حتى ولو كانت مؤقتة حتى لوكانت لمدة ثلاثة شهور حتى لو.. ما كانش ممكن في ذلك الوقت حد يقعد يشرح لجماعات المقاومة يقول لهم والله الهدف الرئيسي والأساسي مما فعلناه هو استكمال حائط الصواريخ لأن الجبهة بهذا الحائط وراءها وحاميا لها سوف تكون في وضع تنتقل إلى وضع مختلف شديد الاختلاف، ما حدش يقدر يشرح لها الكلام ده وإلا هذا الكلام يبقى موجود ثاني يوم مشاع في عمان ومشاع في بيروت ومشاع في كل حتة في العالم العربي. وهنا كان جزء من التناقض اللي كنت موجود فيه مع جماعة من خيرة الدبلوماسيين ومن خيرة الإعلاميين، قضت الظروف في ذلك الوقت أن أبقى مسؤولا عن الإعلام ومسؤولا عن الخارجية، المهمتان متناقضتان، بطبيعة الإعلام لازم يتكلم ويشرح ويفيض في الشرح وطبيعة الخارجية لازم تتكتم وتوجه وتتكلم بحذر وبلغة هادئة، القضية شديدة الحساسية، الأطراف العربية حتى مختلفة فيها كلها، الأطراف الدولية في انقسام، الأميركان بيقولوا حاجة رأيهم في حاجة والمقاومة الفلسطينية بتقول حاجة ثانية، والوقت اللي الأميركان بيتهمونا فيه روجرز بيتكلم معي وبيتكلم في التلفون طول الوقت إنه إحنا في قدامه معلومات عن مخالفات لوقف إطلاق النار وأنا بأحاول أو بنحاول كلنا بقدر ما نستطيع يعني أنا بأحاول هنا وطقم الوزارة كله بيحاول في مكانه وطقم الأمم المتحدة وفيه الدكتور الزيات محمد حسن الزيات بيحاولوا والسفارات في كل مكان بتتحرك تحاول إقناعه بأنه نحن لم نخالف وقف إطلاق النار، عندنا إخوانا في المقاومة عمالين يصرخوا أن وقت إطلاق النار ده كلام مش معقول ونستطيع أن نرد عليهم ببساطة ونقول لهم والله وقف إطلاق النار ضروري للعمل العسكري حتى إذا كنتم بتتكلموا عسكري، لكن الكلام في هذه الجبهة يهزم الكلام في هذه الجبهة وبالتالي وخصوصا كمان أنه كان لا بد من كسب منطق معين، لا بد أن.. في مسألة مهمة جدا أنه في ذلك الوقت وفي كل وقت برأيي أن أي بلد لازم يتكلم لغة واحدة لكل الأطراف في نفس الوقت، لا يستطيع أي بلد في عرض سياسة أو في الدفاع عن سياسة أن يتكلم بلغة لهذا الطرف وأن يتكلم بلغة لطرف آخر لأن هذا كلام يؤدي به في النهاية إلى أسباب للحرج تضعف من موقفه بدل أن تقويه. فأنا في ذلك الوقت موجود قدامنا واحد اقتراح المبادرة، اثنين أن إحنا قبلناه وضمن وقف إطلاق النار، أن الأميركان بيشكوا أن إحنا بنخالفه، وبعدين الحاجة الثانية أن الفلسطينيين قالبين الدنيا كلها لأن في وقف إطلاق نار وهم لا يريدون وقف إطلاق النار، فهنا في هدف مطلوب لكن الضرورات اللازمة لكل جانب من جوانبه مختلفة متناقضة، اللغة الأطراف كل حاجة مختلفة، وهنا كانت صعوبة حقيقي صعوبة هذا الموقف. أنا كنت بأحاول مع روجرز وأنا كان عندي تعليمات من الرئيس عبد الناصر أنه بكل الوسائل إحنا عارفين أنه في صراع في الولايات المتحدة على من يمسك بأزمة الشرق الأوسط وفي روجرز وزارة الخارجية من ناحية وفي كيسنجر الأمن القومي من ناحية ثانية وفي تناقض بين الاثنين وإحنا عاوزين روجرز مش لأنه حيختلف في النهاية السياسية لكن على الأقل بيختلف في الولاءات، أنا واحد من الناس المعتقدين أن روجرز كان ولاؤه للولايات المتحدة بالمصالح الأميركية كما أراها وكما أختلف معها وكما أجد نفسي مضطرا إلى مقاومتها، لكن المشكلة مع كيسنجر أن كيسنجر لم يكن يفرق بين المصلحة الأميركية وبين إسرائيل، ونحن لا نريد إحراج روجرز بحيث تذهب الأمور إلى كيسنجر، في نفس الوقت حتى مع المقاومة في تناقض من هذا النوع لأن المقاومة الفلسطينية وهي تعارضنا ونحن نحاول أن نرد عليها نحاول أن نرد بحذر أن الملك حسين أو نظام الملك حسين أو عناصر في نظام الملك حسين لا تنتهز هذه الفرصة فتنقض على المقاومة دون هوادة وينتهي الموضوع، فإحنا بنتعامل مع أطراف كمان عندها مشكلة. زي ما كنت بأقول التعليمات اللي عندي من الرئيس عبد الناصر أنه بكل الوسائل حاول مع روجرز، أنا كنت تصورت أن الأزمة انتهت يعني جاء وقت بعد ثلاثة أربعة أيام، آه بلغونا في مخالفات وفي مشاكل وفي صور وفي معلومات لكن أنا تصورت للحظة من اللحظات أن ممكن الأزمة بلاش انتهت لكن على الأقل ثبتت في مكانها ولم تعد قابلة للتصاعد أكثر، فالرئيس عبد الناصر واحد طالب أن روجرز، اثنين إدارة الأزمة بأي طريقة بحيث لا تشعر الولايات المتحدة بحرج يدفعها إلى تصور أنها مسؤولة عن المبادرة في كل شيء فيها بما فيه ضمان وقف إطلاق النار وبالتالي تتدخل وده اللي كانوا طالبينه الإسرائيليون، نمرة ثلاثة أن شرح قضيتنا بحيث أن يبدو قدام العالم فعلا يعني أننا لم نخالف، وإحنا بالفعل لم نكن نخالف. في الوقت اللي تصورت فيه أن الأزمة هدأت لقيت روجرز بيضرب لي تلفون يوم 9 أغسطس بعد ثلاثة أيام مما تصورنا أن الأزمة هدأت، بيقول لي روجرز في التلفون، هو أحب يخليها رسمي قوي، بدأ برضه سيدي الوزير الأدلة متوفرة أمامنا على أنكم خالفتم وأنه في مخالفات أنا أعتقد أنكم لا بد أن تعودوا عنها. في هذا الجو بالذات بقى واضحا قدامهم أن في مخالفات بشاهد عملي أنهم هم الإسرائيليين بدؤوا يحاولوا يطلوا على إيه اللي حاصل بدؤوا يحاولوا يستكشفوا، مش قادرين يظبطوا حاجة قاطعة لكن واضح قدامهم أن الجبهة المصرية الخطوط المصرية حصل فيها تغير وبعدين حاولوا يجسوا النبض في جنوب الجبهة بتجربة عملية في السويس فسقطت لهم بعض طائرات الفانتوم أنا شخصيا لما الفريق فوزي بلغني بسقوط طائرات فانتوم في السويس ترددت دون أن أذيع النبأ لفترة طويلة قعدنا كذا وقت ما بنزيعوش وحتى لما أذعناه أذعناه على استحياء ولم أكن متأكدا أنه صحيح إلا بعد كده شفته ووجدت شاهده في مذكرات كيسنجر بيقول إن روجرز أحب يجامل المصريين ولا يضبطهم متلبسين بعملية حائط الصواريخ وهذا كلف إسرائيل خمس طائرات فانتوم سقطت، خمسة، عدهم وكيسنجر مش حيبقى هو بيمالئ الفريق فوزي أو الفريق فهمي قائد الدفاع الجوي. فروجرز بيكلمني وهذا الجو مضطرب وفي طائرات سقطت، فأنا بأقول له يعني أنا عايز أقول لك حاجة، وأنا في ده كنت صادقا ما كذبتش، نمرة واحد نحن لم نخالف وقف إطلاق النار، بالتأكيد لما أنت بتقول لي إنه حصلت تحركات أنا مسلم وأنا بأعترف معك أنه حصلت تحركات لكن هو السؤال معيار ما يربطني هل حدثت هذه التجاوزات أو التحركات بعد أن أبلغتك رسميا الساعة الواحدة والنصف صباحا يوم 8 أغسطس أنه إحنا سريان وقف إطلاق النار ساري أو لا، أجرينا تحركات في بعض التحركات الضرورية في وحدة كانت بعض جنودها بره راجعين لها، في وحدة كانت محتاجة أغذية ومحتاجة معدات راحت لها معدات، في وحدات كانت موجودة طالبة وحدات مستشفى معها راحت لها وحدات مستشفى، في قائد منطقة البحر الأحمر كان موجودا جوه في سيناء وهو الفريق الشاذلي في ذلك الوقت وكان لازم يرجع، فأنت لما بتقول لي إنه في حاجات لازم تتصحح ماذا أفعل في مثل هذا النوع من التحركات؟ بيقول لي إحنا يبدو في سياق الحديث واضح قدامي بيقول لي يبدو أن إحنا مش قادرين نتفاهم على معنى كلمة standstill ، standstills fire ده تعبير كان جديدا لأول مرة إحنا بنستعمله -هو بيقول لي كده- لكن هذا تعبير له معنى، لما نقول standstill وقف إطلاق النار في المواقع أي أنه لا ينبغي أن تحدث تغييرات على الجبهة ساعة أن أبلغناكم، أنا بأقول له إنه أنتم بلغتونا في بلاغ جاء لنا في الأول قبلها بخمسة ستة أيام أنه في حاجة standstills fire سوف يبلغ لنا وهذه شروطنا لكن لم نبلغ بسريانه لأنه ما تقوليش أنك لما أبلغتني، أنا من ساعة ما أبلغتني قبلها بخمسة أيام عن فكرة وقف إطلاق النار أنه من ساعتها حأقف لكن حأقف ساعة ما حتبلغني أنه سوف يبدأ سريان مفعول هذا الذي عرضناه عليكم من قبل خمسة أيام هذه الليلة، إذاً هنا تقدر تتكلم، وبعدين لا تستطيع أن تحاسبني أنا لم أرتكب مخالفات إلا تقدر تحاسبني على أي مخالفات أنا عملتها بعد الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل يوم 7 صباح 8 لكن ما قبل ذلك وهذا أنا استأذنتك فيه هذا أنا قلت لك عليه ورجوتك لأني مش عايز تأخيرها فإذاً أنا لم أخالف، هو بيقول لي أنت بتتكلم مستر minister أنت بتتكلم في الموضوع من وجهة نظر technical وأنا بأتكلم فيه من وجهة نظر روح المبادرة، أنت بتتكلم بالمنطق الفني وأنا بأقول لك روح الثقة السياسية هي اللي إحنا كان مفروض نبنيها. أنا بأحاول مع روجرز بكل الوسائل ولكن بدأت أحس حقيقة حجم الضغوط لأنه هو تكلم ثلاث أربع مرات في هذه الفترة تكلم يوم 9 وتكلم يوم 11 وكانت آخر مرة كلمني يوم 17 أغسطس علشان يقول لي إن إحنا مع الأسف الشديد حنطلع بيانا، وأنا لم أعترض على أي حال على هذا البيان، لكن اللي حصل.. ما أعترضتش عليه لأسباب حأقولها حالا، لكن اللي حصل أنني لم أدرك حجم الضغوط اللي كان روجرز بيتعرض لها، أولا شفت بعض الوثائق الإسرائيلية وشفت الورقة اللي كاتبها الجنرال ديان لمجلس الوزراء الإسرائيلي وبعدين شفت مذكرات رابين الجنرال رابين وهو رئيس أركان حرب سابق للجيش الإسرائيلي بعدين راح بقى سفيرا في واشنطن في هذه اللحظة الحرجة كان موجودا في واشنطن وكان هو حركة الوصل بين غولدا مائير رئيسة الوزراء وبين نيكسون الرئيس الأميركي وبالتحديد مع مستشاره للأمن القومي وهو هنري كيسنجر اللي كان تقريبا معتبرا نفسه سواء بولاءات إنسانية سابقة أو سياسية سابقة أو بعداء بشكل ما هو كان ضد كل حركة التحرر العربي وبيراها بتساعد الاتحاد السوفياتي بيرى أن حركات التحرر الوطني كلها على أي حال هي رصيد احتياطي يساعد الاتحاد السوفياتي سواء قصد أو لم يقصد، والحاجة الثالثة أنه هو كان عداؤه لروجرز ورغبته في أن يأخذ أزمة الشرق الأوسط بيده ويحلها بمنطقه أو بمنطق معين يرد فيه الجميل لشعبه زي ما كان بيقول الشعب اليهودي لأنه هو كان عنده ولا يزال عنده مشكلة أن هو طلع في ألمانيا النازية يهودي تعرض للنازيين 34، 35 عائلته تعرضت يعني راح أميركا وفي أميركا جاءته الفرصة وجاءته فرصة بلا حدود وهنا كان بيعتقد أن ضميره يملي عليه أن يخدم شعبه زي ما هو كان بيقول وشعبه كان في ذهنه الشعب اليهودي.

[فاصل إعلاني]

لا بد من إثبات


محمد حسنين هيكل: لما قرأت مذكرات كيسنجر أيضا فيما بعد أدركت حجم الضغوط اللي فعلا ويليام روجرز، بعد كده شفتها عمليا أكثر، اللي كان وزير الخارجية الأميركية بيتعرض لها، هذا لا يجعله بالنسبة لي ضحية لأن صراعاته في أميركا هذه متعلقة بالشأن الأميركي ولا يجعله صديقا لي على أن أرجو صداقته وأن أراعيها، هو بيشتغل لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية وهذا موضوع لا ينبغي أن أخطئ فيه أو يخطئ فيه غيري، كل الناس بتشتغل في النهاية بولاءات معينة في سياسات معينة في إستراتيجيات معينة في مقاصد معينة لأهداف أمم ولأهداف شعوب. أما ألاقي قدامي أنا هنا نصوص التلفونات اللي تكلمنا فيها سوا وأنا كاتبها ومسجلها، قدامي حتى تسجيلات من الرقابة لأنني وهم الإسرائيليون مسجلين لبيرغس السفير في القاهرة قائم بأعمال السفارة بيكلم سيسكو لأنني طلبت من السفير محمد رياض وكيل الخارجية أن يكلم بيرغس ويبلغه أن الإسرائيليين بيخالفوا وقف إطلاق النار وكنا بنضغط جدا على هذا البلاغ أنهم بيخالفوا بيطلعوا في دوريات وبيتعمدوا ضرب مواقع لما وقعت الطائرات، لما وقعت لهم طائرات فانتوم وكيسنجر عدها أنها خمسة في هذه الحالة أنا كنت عايز أغطي موقفنا فطلبت بسرعة الاحتجاج لدى بيرغس وبيرغس قدامي المحادثة اللي كلم فيها سيسكو وقال له إن محمد رياض كلمني وهم بيشتكوا أن إسرائيل بيتهموهم أنهم خالفوا وقف إطلاق النار هم عندهم دليل من إغارات على مواقع سقطت فيها طائرات إسرائيلية وهذا أبلغ دليل، ومش بس سقطت طائرات إسرائيلية وهناك أسير طيار إسرائيلي موجود عند المصريين وهم بيقولوا أهه دليل على الخرق. لما ألاقي مذكرات كيسنجر ورابين ألاقي أوراق غريبة جدا، قبلها حآخذ ديان، ديان بيقول لي إن المصريين عملوا حاجة خطيرة جدا أكثر مما تتصور القيادة السياسية في إسرائيل، أولا هم لم يفهموا يعني إيه standstills fire ده وهو تكلم قال في تقريره إن الكلمة في العبري لها معنى وهو معنى التجميد، التجميد الكامل ولكن المصريين ما فهمهوش بمعنى التجميد المصريون فهموه يمكن بمعنى تقليل الحركة لكن المصريين خالفوا وأمامنا كل دليل يؤكد عمليا أنهم خالفوا. ألاقي رابين بعد كده واضحا أكثر، رابين جاي له المعلومات مش بس من ديان، جاي له المعلومات من غولدا مائير جاي له المعلومات من رئيس أركان حرب بارليف مباشرة له وهو في وضع يجعله يدرك أن التجاوزات اللي عملتها مصر تقتضي أن الأميركان هم بنفسهم يتولوا إزالتها. دلوقت الموقف تغير، كنا فات على وقف إطلاق النار خمسة ستة أيام فات أسبوع تقريبا لكن رابين بدأ يقول إن الموقف تغير وإنه حدثت أشياء وتجاوزات وقد أصبنا بضرر من هذا الذي جرى والأميركان هم المسؤولون قدامنا وأمام التاريخ يصححوا هذا وهم لديهم الوسائل. هو بيقول وأنا شايفها قدامي في كلام رابين، أخذ خرائط الجبهة وخرائط ما جرى عليها وراح يقابل الجنرال هيغ، الجنرال هيغ في ذلك الوقت هو مساعد كيسنجر للشؤون العسكرية وهو حلقة الوصل بينه وبين الرئيس نيسكون بين حتى مستشار الأمن القومي وبين الرئيس نيكسون لأن نيكسون أيضا في حساسيته باليهود، مناخ غريب جدا كانت إدارة نيكسون دي، أيضا عايز حد بينه وبين كيسنجر عايز حد بينه وبين مستشاره في الأمن القومي خصوصا في الشأن العسكري فعنده الجنرال ألكسندر هيغ اللي بعد كده بقى مستشار أمن قومي للرئيس ريغن ورايح بقى دلوقت شايف قدامي رابين واخد خرائطه باعثها له الجنرال بارليف ورايح للجنرال هيغ وقاعدين بيتكلموا على الخرائط وبيقول له إحنا قدام موقف لا نستطيع معالجته إحنا ما نقدرش نعالجه ما عندناش الوسائل لمقاومة هذا الذي جرى على الجبهة المصرية في هذه الفترة المحددة واللي خالفوا فيها المصريون وقف إطلاق النار واللي قدرت فيها.. الحقيقة يعني لازم واحد يسلم، أنا قلتها مرة وبأقولها ثاني إن هذا الشعب عندما تجيئه الوسائل وعندما تواتيه الفرصة وعندما يملك إلهام الهدف الوطني بيعمل معجزات يعني لا أحد يتصور ولا أحد يقدر يعني إيه اللي عملوه الدفاع الجوي ومهندسو القوات المسلحة في هذه الساعات لكي يحدث هذا التحول الذي حدث على الجبهة. هيغ بيقول لرابين بيقول له علشان تيجي الولايات المتحدة الأميركية تتدخل وأنا مستعد أفهم كلامك علشان تتدخل الولايات المتحدة الأميركية لازم تكون عندها الحجة القاطعة الجامعة المانعة قدام الاتحاد السوفياتي، الموضوع هنا مش موضوع مصر، الموضوع أنه في أسطول أميركي في البحر الأبيض وهو ده اللي ممكن يتدخل ويزيل حائط الصواريخ المصري لكن في قدامه أسطول سوفياتي آخر موجود وهو وإن كان أقل قوة من الأسطول الأميركي لكنه قادر على أن يصنع شيئا، فلكي نستطيع أن نفعل ما تريدون ثم أن نواجه الروس بلهجة حازمة وبدليل قاطع لا بد أن يكون لدينا دليل فأنتم لم تقدموا، ما فيش دليل قاطع، في شواهد، طيب في طيارات سقطت آه صحيح وأن ده ممكن يكون خط قوي لكن ليه ما تبقاش هذه الطائرات سقطت من صواريخ قديمة، ما نريد إثباته هو أن شيئا ما جرى في الجبهة في هذه الساعات لأنه كان في طيارات أيضا فكره هو أن في طيارات سقطت قبل كده سقطت في يونيو وفي يوليو فإذا كنا بنقول إن في حاجة جدت النهارده فلا بد أن نقدم دليلا أكثر قوي من مجرد سقوط طائرات، آه في صور أنتم بتقولوا لنا إنه في مواقع وصحيح في مواقع كانت خامدة وكانت ظاهرة موجودة على الخريطة ولكنها لم تكن فاعلة لكن اللي حصل أنها بقيت فاعلة لكن طيب كيف نتأكد أن هذا جرى بعد وقف إطلاق النار؟ ألاقي المناقشات ألاقي رابين بيحاول بيقول إنه بوضوح كده إحنا مش حنقدر ندمر الصواريخ بالطريقة دي وهذا سوف يكون تغييرا على الجبهة خطرا جدا. ألاقي كيسنجر بعد كده كيسنجر مستفيض في شرحه لما جرى وفي التنبيه إلى خطورة استمراره بهذا الشكل، ألاقي كيسنجر مخصص لهذا الموقف في مذكراته مش أقل من 20، 25 صفحة. ألاقي كيسنجر بيبتدي بيقول إيه؟ على وجه اليقين هناك شيء جرى لكن وزارة الخارجية أخطأت لأنهم اختاروا لبدء سريان وقف إطلاق النار موعد نصف الليل أي بعد أن ساد الظلام بعد أن ساد الظلام لو كانوا ناس بيفهموا – ده وزارة الخارجية الأميركية- كانوا خلوه الصبح أو الفجر مثلا ولا حاجة، أن سريان وقف إطلاق النار يبلغونا دلوقت والظهر يبقى وقف إطلاق النار لكي يكون قدامهم ضوء النهار. في ذلك الوقت التصوير الليلي ما كانش وصل لهذه الدرجة وما فيش لسه الأولترافالت ما كانتش دخلت في التصوير بهذه القوة الكبيرة، كانت موجودة في الرؤى الليلية والتصوير الليلي لكن ما كانتش وصلت لهذا، لكن كيسنجر بيقول أول غلط نحن عملناه هو اختيار هذا الموعد الذي جرى لوقف إطلاق النار الذي تحدد لوقف إطلاق النار، بيقول كيسنجر بعد كده ماشي في مذكراته كلها بيحكي بيقول واحد إنه في حصل خطأ في توقيت وقف إطلاق النار وإن وزارة الخارجية أخطأت فيه، الحاجة الثانية أنه هو مع الأسف الشديد مضطر يقول لصديقه رابين ولكل أصدقائه الإسرائيليين إنه إحنا لا نزال لإقناع الرئيس نيكسون بأن الولايات المتحدة الأميركية تتدخل بضربة تزيل فيها هذا حائط الصواريخ الجديد أنه محتاجين دليلا حاسما، وبعدين رابين قابل كيسنجر وكيسنجر أخذه إلى الرئيس ورابين بيقول للرئيس إن غولدا مائير عاوزة تيجي تشرح لك بنفسها إيه اللي جرى لأن الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع أن تقبل أمرا واقعا بهذه الطريقة. هنا في عبارة ملفتة كنت بأقول في عبارة ملفتة لكيسنجر بيقول له أنا يعني اللي أنتم بتقولوه الكلام قد يكون صحيحا وممكن صحيح لكن المشكلة أن إحنا لا نستطيع أن نتصرف بالطريقة اللي أنتم عاوزينا نتصرف فيها لأنه ببساطة ننقصنا ما نستطيع أن نبني عليه موقفا بهذه الخطيرة لأنه في يمكن مواجهة مع السوفيات، فبيقول له لكن بيقول له جملة غريبة قوي بيقول له طيب ما تستنوا كده لأنه ممكن أن تحدث تغييرات -نلاحظ ده، الكلام ده حصل يوم 17، 18 أغسطس- بيقول له استنوا ثلاثين يوما أو ستين يوما بالكثير وقد تحدث تطورات لا نتوقعها الآن، وهذه أنا لما بأشوفها دلوقت بعد كل ما جرى بتلفت نظري وتستوقني لأن الثلاثين يوما دول حصل فيها فعلا تغييرات كبيرة جدا أهمها اختفاء جمال عبد الناصر، وهنا مش عارف أنا الرئيس بيقول إيه، بيقول نيكسون إشمعنى ثلاثين يوما ستين يوما وإشمعنى بتقال في هذا الوقت؟! وبعدين كيسنجر أخذ رابين راحوا مكتبه وكيسنجر بيقول له عاوز أقول لك حاجة إذا كنتم أنتم مش قادرين تدمروا الصواريخ لأسبابكم فإحنا أيضا مش حنقدر ندمر حائط الصواريخ المصري لأسباب متعلقة بالموقف المواجهة بيننا وبين السوفيات والإثبات ضروري، وبعدين بلغه أنه في اقتراح من البنتاغون أنهم حيدوهم صواريخ هم صواريخ مضادة من طراز شرايك ويأملوا أنها تخفف بعض الخسائر. الحقيقة يعني إحنا أظن أظن أن الطاقم الإعلامي اللي كان موجودا في ذلك الوقت نجح في أنه عن طريق، من حسن الحظ أنه عن طريق إصابة طائرة إسرائيلية حدث وفي مراسلين أجانب كان واخدهم الأستاذ تحسين بشير في جولة للجبهة، وهم في السويس حصلت الغارة فإحنا كان عندنا تغطية ملائمة جدا بناء على رؤية مباشرة لصحفيين أجانب شافوها على الجبهة وأظن أنها نفعت في تغطيتنا أثناء مناقشة طويلة في ذلك الوقت لأن الأميركان بقى قدامهم من الإعلام الأميركي دليل على أن مراسلين أميركان شافوا الطائرات وهي تغير على مواقع مصرية سواء قالوا إنهم بيشوفوا صواريخ أو ما بيشوفوش سواء أصابتهم هذه الصواريخ أو لا لكن هم كانوا بيخترقوا الخطوط وبيكرسوا وقف إطلاق النار. لكن دي كانت أزمة وقف إطلاق النار وهي مستمرة وقلت إن روجرز يوم 19 بلغني قال لي يعني إحنا مضطر نطلع بيانا وأن البيان حأبعث لك نسخة منه وبعث لي فعلا نسخة وهو لم يتهم الطرف المصري بأن إحنا خرقنا وقف إطلاق النار صراحة لكن قال إن إحنا في مناخ وقف إطلاق النار، ما قالش في موعد وقف إطلاق النار وأنا شخصيا كان رأيي توصيتي للرئيس عبد الناصر أن إحنا نسيب الموقف عند هذا الحد لأنه لا ضرورة لجدل مع روجرز. لكن بقى واضحا أن إحنا عندما معركة كبيرة جدا مع الأميركان لكنها ينبغي أن تدار برقة وتدار بفهم وأن تدار بلين وأن تدار بدبلوماسية وأن تدار بكل.. بالإعلام حتى بالإعلام الأميركي يشوف بنفسه أنه حصل إيه لكن هنا كان في لغة معينة مطلوب استخدامها، الحقائق تبقى هي نفس الحقائق، لا أستطيع أن أنكر أننا خالفنا لكن خالفت متى؟ خالفنا عندما أبلغنا أن إحنا التزمنا التزمنا كنا صادقين في هذا كنا صادقين كنا قانونا وأخلاقا صادقين وأنه ممكن روجرز يقول لي والله أنت خالفت روح الاتفاقية لكن مسألة الروح دي محتاجة مناقشة. لكن الكارثة الكبرى أن وهذا كله يجري الجبهة في الأردن جبهة المقاومة في الأردن على قدم وساق هجوم، طيب أنا في هذا الهجوم اللي شاناه المقاومة والحل الاستسلامي و.. أنا كنت بأتصور أنني رجل يعني عملت حاجة للمقاومة في ذلك الوقت أنا أخذت ياسر عرفات لجمال عبد الناصر، اعتراف مصر بفتح عمل كثير قوي، استيلاء فتح في واقع الأمر على منظمة التحرير عمل كثير قوي، سلاح ومساعدات، قدمناهم للسوفيات، كنت متصورا أن إحنا عندنا طبعا وأنا بالتحديد يعني.

[فاصل إعلاني]

الثوريون يعترضون


محمد حسنين هيكل: أنا كنت متاخد تماما في مواجهة الجبهة الأميركية جبهة المواجهة الأميركية لغاية ما الفريق فوزي بيكلمني بالتلفون بيقول لي، هو كان له طريقة يبتدي فيها الكلام كده يقول يا أستاذ، أفندم، بيقول لي إنه عنده مشكلة أنه في إذاعة من عندنا وزارة الإرشاد القومي في ذلك الوقت هي إذاعة فلسطين وإحنا كنا مسلمينها للفلسطينيين وهذه الإذاعة بدأت تعارض قبولنا لمبادرة روجرز وقبولنا لوقف إطلاق النار وتعارضه بطريقة فيها تجريح والمشكلة أن بعض العساكر المتطوعين الفلسطينيين الموجودين قرب الوحدات المصرية بيسمعوها وأنهم بيستغربوا وأنهم سمعوها لقوات مصرية لزملاء لهم في الخنادق مصريين في مواقع دفاع خلفية على أي حال لأنه ما كانش في فلسطينيين في الجبهة لكن في بعض المواقع الخلفية وفي مراكز التدريب كان في فلسطينيين كان في قوات لمنظمة التحرير بتتدرب، فهؤلاء بدؤوا يسمعون إذاعة فلسطين من القاهرة وهي تهاجم السياسة المصرية وتؤثر على أو يسمعها عساكر مصريون ويستغربوا إيه الحكاية دي، فالفريق فوزي بيقول لي إن إدارة الشؤون المعنوية شايفة أن هذا الذي تقوله إذاعة فلسطين مؤثر، أنا ابتدأت ألتفت لأول مرة الحقيقة في الفترة دي كنت مشغولا جدا باللي حاصل على الجبهة الأميركية لكن بدأت ألاحظ يعني صحيح قرأت تقارير لكن ما أخذتش بالي أنها إلى هذه الدرجة يعني ممكن تبقى لافتة فلقيت نفسي منتقلا من الجبهة الأميركية من الناحية الأميركية إلى الناحية الفلسطينية وهي هي الأخرى.. في عمان في حاجة في فصائل عاملة مشاكل كبيرة جدا وفي هجوم ضاري، أنا الحقيقة لما أطليت عليه حتى لدرجة أنني قلت يعني لأنه في بدا الفصائل الفلسطينية جزء كبير جدا منها بدأت تنادي أنه إذا كانت الجيوش النظامية مش قادرة وتتصور أنها عايزة وقف إطلاق النار وكذا وأخذوا تصريحا أنا قلته في ذلك الوقت قلت إنه لا بد أن نفهم – لأنني مش قادر أقول حاجة على حائط الصواريخ مش قادر أقول إن الحرب تنتقل إلى نقلة نوعية أخرى رأها عبد المنعم رياض مبكرا ووضعت في الخطط وبدأت تبقى موجودة وبدأ حائط الصواريخ يخش تطبيقا لفكرة معينة أنه في نقلة كبيرة جدا في الحرب- فإذا لقيت أن الكلام حتى اللي أنا بأقوله بيستعمل ضدي يعني لما أنا قلت إن.. هم طالبين حرب تحرير شعبية لأن الجيوش النظامية يبدو أن عندها اعتبارات ومش قادرة فالحرب الشعبية لا بد أن تتحول ساحة المنطقة كلها إلى حرب شعبية، هذا موضوع أنا كنت سمعته قبل كده وكنت ناقشته مع عدد كبير جدا من القادة الفلسطينيين خصوصا من خارج فتح ومنظمات أخرى من خارج فتح مش عارف إيه شعبية ديمقراطية، كانت طالعة مليون منظمة، وأنا كنت بأحاول أقول واحد من الناس المعتقدين أن القياس على الجزائر غلط والقياس على فييتنام غلط، إحنا هنا ده موضوع آخر مختلف ونحن في سيناء مثلا نحارب حرب تحرير شعبية إزاي؟ سوريا، أحارب حرب تحرير شعبية إزاي في سوريا والإسرائيليون على بعد خطوات من دمشق؟ في الأردن طيب في الأردن أنا عندي مشكلة، الأردن قاعدة للمقاومة لكن في دولة ذات سيادة أنا عاوز هذه الدولة وبرضاها تحاول تقدم أكثر ما يمكن من مساعدات لكن تحويل الأردن إلى ميدان بديل للميدان الداخلي الفلسطيني معناها أننا نقبل حتى في أحسن الأحوال نقبل بحجة إسرائيل أن الأردن وطن بديل لفلسطين وانتهت القضية. محتاجون كلهم يعرفوا أن المسائل مختلفة وأن القياسات الثورية وبالطريقة دي كلها كلام لا يعقل لدرجة أنني ألاقي قدامي وحاجة لسه لا تزال تتكرر لغاية دلوقت، ألاقي قدامي مقالات لما أنا قلت إن الحرب جاية حرب إلكترونية ألاقي قدامي مقالات عشرا ت مئات المقالات، حد كاتب لي مثلا "الهيكلية والحرب الإلكترونية" لا تزال بأسمع حاجات، حد يقول الهيكلية! يعني مش مشكلة يعني أقصد أنا متعود على ده وما بيقلقنيش كثير قوي، لكن ده أخونا بيقول لي الهيكلية والحرب الإلكترونية وبعدين بيقول لي إنه أنا بأتكلم باسم البرجوازية، وأنا ما عنديش حرج أن أتكلم باسم البرجوازية الطبقة المتوسطة على أي حال أنا أعتقد أنه ليس هناك ما يضيرها وهي أكبر الطبقات وأهم الطبقات في المجتمعات، لكن أنا في ده كنت بأتكلم وطنيا لما بأقول إن الحرب الجاية فيها نقلة وإنها صواريخ وإنها ألكترون ما بأتكلمش على رأيي، أنا ما أعرفش فيه، هذا رأي خبراء معتمدين واللي جاري في العالم وأنا هنا لما أتكلم بأقوله تأثرا أو بأقوله شرحا لكن شرحا لما استقر عليه تفكير طويل ولما نادى به خبراء كثيرون، فهنا واحد بيقول لي الهيكلية والحرب الإلكترونية وبعدين بيقول لي إن كل الكلام اللي أنت بتقوله ده على الحرب الإلكترونية ده كلام فارغ وده كلام كله يثبت أنكم عاوزين تهربوا من الحرب وإن القضية هي الحرب الشعبية وإن الهروب إلى نعيم الإلكترون بيقول لي الرجل اللي كاتب المقال وإن الهروب إلى نعيم الإلكترون وإنه إفلاس آخر أوراق القضية هي الهروب من المجابهة ومستلزمات الحرب الشعبية إلى التعزز بالحرب الإلكترونية التي يعرف هيكل جيدا أنها لن تقع وأن الكلام عنها نوع من الضحك على الذقون. الغريبة لما جاءت أكتوبر كانت هي الحرب الإلكترونية في واقع الأمر وحرب الصواريخ كانت هي الموضوع الرئيسي لكن اللي حصل أنه بقى عندي مشكلة كبيرة جدا، أنا صديق لمنظمة التحرير صديق لياسر عرفات صديق لكل الفصائل في واقع الأمر، رجل رأى قضية فلسطين منذ البداية، النهارده ما حدش يجي يقول لي إنكم مقصرون وهذا البلد لم يقصر على أي الأحوال وإحنا لما تيجي فرصة وقف إطلاق نار، أولا تجي فرصة مناقشة سياسية أنا ما عنديش اعتراض، لما تيجي قضية، في قضية كان لازم يفهموها مش راضيين يفهموها إطلاقا وهي قضية أنه لا يمكن من هذا الموقف الذي كنا فيه الزحف إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني وإزالة إسرائيل هذا كلام لما ألاقي إخوانا كاتبين فيه هذا كلام نوع من الشعر يعني لما حد يقول لي إنه في هذه اللحظة في هذا التوقيت أن الكلام حرب شعبية حتى يسقط الكيان الصهيوني هذا حد بيتكلم من خارج العصر ومن خارج التاريخ، لما بنقول لهم إحنا إنه إذا نجحنا في هدف إزالة آثار العدوان بالقوة إذاً فقد انفتح الطريق ليسقط المشروع الإسرائيلي، المشروع الإسرائيلي لا يستطيع أن يتحمل هذا الكلام إطلاقا. يوم 6 أكتوبر، 7 أكتوبر 8 أكتوبر ديان راح لمجلس الوزراء الإسرائيلي سنة 73 يعني وقال لهم الهيكل الثالث، إسرائيل بتقع حتقع لأنه ببساطة النجاح في إزالة آثار العدوان أي نجاح عسكري مؤثر ومدوي قدام إسرائيل هذا في حد ذاته يكفي لإسقاط قدرة هذا المشروع الإسرائيلي على البقاء بالقوة لأنه لا يستطيع أن يبقى لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا ولا بالواقع ولا بموازين القوى لا يستطيع، يستطيع أن يبقى بالسلاح وإذا ضربت فكرة السلاح عنده إذاً فقد دخلنا في منطق جديد خالص، خالص. لكن إخوانا في ذلك الوقت وبعدين في مسألة مهمة جدا أنني ولا هذا البلد عايز يواجههم ده مش.. دول يعني منظمات المقاومة هؤلاء جزء عزيز علينا جزء مننا وجزء من أحسن ما في هذه الأمة طلع بيقاوم بيعمل، أنا عارف أنه داخلتهم أفكار كثير قوي ودخلت مصالح وحصلت أشياء كثير قوي لكن يبقى أنه في هذه اللحظة أي خلاف بينهم وبين مصر يأخذ شكلا جديا ويأخذ شكلا خطيرا قد يؤدي إلى أنهم يقعوا في مصيدة هم لايدركونها يعني هم بتأخذهم كل.. "لنا الصدر دون العالمين أو القبر"، وأنه أبيض وأسود وثورة وكلام الثورية، ثورية صح بس الثورية فعل الثورة فعل قادر الثورية تغيير حقيقي وأصيل الثورية انتقال من وضع.. الثورية هي التحرير آه لكن ما هي وسائل هذا التحرير هذه قضية كبيرة جدا والعقل العربي يعني أنا ساعات مرات يعني.. لأنه في النهاية هذا عقلنا جميعا يعني قد نتفاوت في التعبير عنه بشكل أو آخر في درجات مختلفة لكن لا نستطيع أن نتنصل منه، كلنا فينا هذا الجموح إلى العاطفة وهذا الجموح إلى الشعر وهذا الجموح إلى يعني أن ده أو ده الأبيض والأسود والتفرقة بين الاثنين ما فيش ظلال بين الاثنين. لكن هنا المقاومة في وضع خطير، لو اختلفت مع مصر وبان هذا خلافها مع مصر فمعنى هذا أنها دون أن تدرك أسلمت نفسها إلى قوى متربصة بها، الوضع في الأردن في ذلك الوقت هم موجودون في الأردن وهم بيحاولوا، سوريا بتحرص -ولها حق يعني- سوريا حريصة بقدر كبير جدا على أنها تمنع وتداري، لبنان ما يقدرش في نفاذ إلى لبنان لكن أيضا لبنان معرض لخطر، ضمان المقاومة الموجودة في القرب من فلسطين في الأردن هو أن تبقى بشكل ما على علاقة أخذ ورد مع السلطات الأردنية، لا تستطيع أن تقطع. في هذا الوقت أظن حصلت خطوة، أولا في تصعيد إعلامي شديد جدا وبعدين قيل إنه في محاولة لاغتيال الملك حسين، الملك حسين قدم أدلة على أن ده حصل لأنه كان في قتلى في الشارع على أي الأحوال وهم الفلسطينيون قالوا نحن لم نفعل ذلك وإحنا بدأنا نهتم لكن هذا بيؤدي للفلسطينيين بيدفع الفلسطينيين إلى مأزق وبعدين هم كمان بدؤوا يحاولوا يتخانقوا معنا إحنا بدأ يبقى في تشكيك في مواقفنا إحنا وبدأت تستعمل إذاعات صادرة من القاهرة في مهاجمة سياسات صادرة من القاهرة والكارثة الكبرى هنا أنني موجود في هذه الإذاعات موجود في المجال السياسي موجود بالعلاقات معهم وأنا كنت صلة الوصل بينهم وبين السلطات المصرية ومش بس كده وأيضا مع الاتحاد السوفياتي، أنا قدمت ياسر عرفات لكوسيغن أنا الرجل اللي إدوني أول ورقة بيضاء كده إداها لي فينوغرادوف سيرجيه فينوغرادوف فيها نصف مليون روبل اللي حيدوهم أسلحة للفلسطينيين. جاؤوا ناس كثير قوي توسطوا لما بدأ الخلاف يبدو أنه حيفلت الخلاف، منهم طبعا معمر القذافي وجاء العقيد معمر القذافي هنا في مصر وأنا أشوف محادثات لكن ألاقيها حقيقي يعني أنا بألاقيه محضرا من أظرف المحاضر في وقت غريب جدا، ألاقي محضر لاجتماع في القبة في الفترة دي كان في الفترة الأولى في أغسطس سنة 1970 والرئيس عبد الناصر ومعمر القذافي والموجودين علي صبري ومحمد فوزي ومحمد المقريف عضو مجلس قيادة الثورة الليبي ومختار القروي برضه عضو مجلس قيادة الثورة الليبي وفي كلام موجود ومعمر القذافي تكلم على الفدائيين لكن ظهر أن في موضوع آخر ثاني خالص، قبلها بعدة أيام كان باين الأميركان والإنجليز وغيرهم بيحاولوا يردوا وفي محاولات انقلابات مضادة في ليبيا وإحنا كنا بنتابعها لكن ما كناش متصورين، أنا شخصيا يعني ما كنتش متصورا أن فيها خطرا مهددا والدليل أنهم مسكوها يعني بالأجهزة الموجودة عندهم مسكوا الناس المتآمرين وفضوها يعني زي ما بيقولوا، لكن ألاقي سؤالا من محمد المقريف وهو عضو مجلس قيادة الثورة الليبي في المحضر وألاقي السؤال في المحضر استدعى كلاما في هذا الجو بدا لي وأنا بأقرأ المحضر فيما بعد يعني بعد ما فاتت الأزمة كلها لأنه وقتها ما كناش قادرين نتابع لحظة بلحظة اللي بيقال واللي بيتكتب واللي بيتعمل يعني، محمد المقريف بيقول إنه في أحد اللي استجوبوا في ليبيا من المتآمرين أو اللي اشتبه أنه من المتآمرين بيقولوا إنه في احتمال انهم يخطفوا الملك السنوسي من الاسكندرية وأن يعودوا به على رأس قوات مضادة للثورة ويتولوا الأمور في ليبيا، فجمال عبد الناصر بيقول إيه؟ والمحضر بيسجل بطريقة أنا يعني بألاقيها لما أتصور أنه دائما باستمرار كل المواقف الدرامية الكبرى فيها مواقف إنسانية صغيرة جدا لكن فيها الطبيعة الإنسانية على سجيتها زي ما هي، ألاقي جمال عبد الناصر بيقول إيه؟ أول حاجة الملك السنوسي هو اللي بيفكر ولا حد حيخطفه ولا حاجة، أولا ما حدش يقدر يخطفه من مصر، في مصر في مسألة صعبة المسائل مش سايبة للدرجة دي ما حديش حيخطفه من مصر، الحاجة الثانية أن الرجل نفسه مش عايز، بيقول جمال عبد الناصر ألاقيه بيقول في المحضر، الملك نفسه مش عايز الملك قاعد في المنتزه سعيد وقاعد في القصر اللي إحنا إديناه له على الشاطئ في ستانلي سعيد وإنه أنتم قاعدين أنا شايفكم قدامي كلكم قاعدين تشتغلوا وما بتناموش الليل وحالتكم صعبة قوي وكلكم صحتكم ساءت عما عرفتكم وشايلين هموم الدنيا والآخرة أما هو قاعد على الكابينة وقاعد بيبص على البحر ولما حد بيقول له يا جلالة الملك هو بيتخانق معهم ويقول أوعى حد يقول لي جلالة الملك، أي حد يقول لي يا حاج. بيقول لهم الرجل لا حيقدر حد يأخذه ولا هو بيفكر ولا عاوز وأنا عارف أن في بعض الناس بيلحوا عليه من ليبيا وقال لنا هو أسامي ناس وفي المحضر في أسامي ناس اللي اتصلوا به علشان يحاولوا وهو رد عليهم بأنه ما هواش عايز يرجع ليبيا وأكثر من كده بلغ جمال عبد الناصر بأن ده حصل وده جاء له وأنه على أي حال هو مش رايح. بعدين ألاقي جمال عبد الناصر بيقول وبيحكي لهم حكاية بيقول لهم إيه؟ بيقول لهم صعب قوي أن.. المسائل هنا في مصر حكاية أنكم بتتصوروا أن حد يجي يخطف الملك السنوسي كده من اسكندرية ويمشي به صعب قوي، المسائل هنا ممسوكة أكثر من كده، ده أنتم ما بتعرفوش اللي بيتقال يظهر، في نكتتين بيقالوا في الحكومة المصريون، المصريون دمهم خفيف، بيقولوا إن في كلب أحب يعبر عن نفسه فراح عبر الحدود بين مصر وليبيا ودخل عند ليبيا وهوهو ثلاث أربع مرات وبعدين رجع ثاني، قالوا له أنت بتعمل إيه؟ قال لهم عاوز أتكلم عاوز أنفس عن نفسي من الكبت اللي موجود في مصر! الحاجة الثانية -واللي بيحكي جمال عبد الناصر- بيقول إنه في كلب هرب في ليبيا، فقال إيه بيسألوه بيقولوا هربان ليه؟ قال لهم أصلهم بيقبضوا على كل الجمال في مصر -جمال عبد الناصر بيحكي- فبيقول لهم بيقبضوا على كل الجمال، لكن أنت مش جمل أنت واضح أنك كلب، فبيقول لهم -جمال عبد الناصر بيقول- بيقول لهم هيه هيه على بال ما أثبت لهم بقى أنني مش جمل مش حأخلص يعني! فجمال عبد الناصر في هذا المناخ كله بيحكي للطرف الليبي اللي جاي يتوسط هذه الحكايات لكن الموقف في عمان واخد اتجاها آخر بشكل يدعو إلى القلق. تصبحوا على خير.