الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
الملف الأسبوعي

استقالة الحكومة اللبنانية، مؤتمر لندن لدعم الفلسطينيين

جولة جديدة في الملف الأسبوعي وفيها: الرئيس السوري يعلن ما يُعتبر تحولا جذريا في العلاقة بين دمشق وبيروت، وانسحاب القوات السورية من لبنان سيكون كاملا.

– استقالة الحكومة اللبنانية والانسحاب السوري
– وليد جنبلاط.. شخصية الأسبوع

– اتفاق نووي بين طهران وموسكو

– دعوة مبارك لتعديل نظام الانتخابات الرئاسية

– مؤتمر لندن لدعم السلطة الفلسطينية

– عملية تل أبيب واستفتاء إسرائيلي على الانسحاب

– الانتخابات البرلمانية في طاجيكستان


جميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي وفيها؛ الرئيس السوري يعلن ما يُعتبر تحولا جذريا في العلاقة بين دمشق وبيروت وانسحاب القوات السورية من لبنان سيكون كاملا، إيران تتفق مع موسكو على موضوع الوقود النووي ولكن واشنطن ما زالت تقف لها بالمرصاد وفلسطين المستقبل في مؤتمر لندن وشارون يواجه تحديات من متطرفي الليكود.

استقالة الحكومة اللبنانية والانسحاب السوري

من المؤكد أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني وحكومته بالشكل الذي تم إعلانه في مجلس النواب كانت غير ما توقعه المراقبون وربما ينسحب هذا على سوريا التي وجدت نفسها من دون ذلك الرافض اللبناني لوجودها العسكري في أرض لبنان وبينما يستمر المأزق بين المعارضة والسلطة في بيروت تزايدت الضغوط العربية والدولية على دمشق للإذعان لإملاءات قرار مجلس الأمن الدولي التي بدأت تقرأ المعطيات بشأنه بشكل أعرب عنه الرئيس بشار الأسد في خطابه في مجلس الشعب بدمشق وبإعلانه انسحابا سوريا كاملا من لبنان ولو على مرحلتين.

[تقرير مسجل]

"
باتت سوريا في ورطة رغم تأكيدها الانسحاب وفق اتفاقية الطائف الموقعة عام 1989، ودون أن تغفل القرار رقم 1559. فبالإضافة إلى الضغط الفرانكو أميركي على دمشق، انضمت كل من السعودية ومصر إلى المطالبين بانسحابها
"
تقرير مسجل

حسن إبراهيم: أبقميص الحريري كانوا يلوحون أم هي الرايات البرتقالية تيمنا بثورة أوكرانيا، ستون ألفا أو يزيد من المتظاهرين تجمهروا أمام البرلمان اللبناني الذي شهد واحدة من أعنف جلساته أما داخل البرلمان فقد رمى الجميع قفازه في الساحة وانبرى للنزال، معارضو سوريا وهم كثيرون صبوا جام غضبهم على حكومة يرون أن قرارها يأتي من دمشق وعمر كرامي رئيس الوزراء يستقيل وحكومته تفاديا لوضع أكثر سوءاً، لكن سوريا في ورطة مركبة رغم أنها تؤكد على أنها ستنسحب وفق اتفاقية الطائف الموقعة عام 1989 ولن تُغْفِل القرار الدولي 1559 فبالإضافة إلى الضغط الفرانكو أميركي على دمشق فاجأت السعودية الجميع بإصرارها على انسحاب سوريا من لبنان بدون تأخير ويبدو أن ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز حذَّر الرئيس السوري من مضاعفات رفض سوريا الانسحاب على علاقة الرياض بدمشق وانضمت مصر إلى المطالبين بانسحاب سوري حيث كان ذلك هو محور محادثات أجراها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي مع الرئيس حسني مبارك، نائب وزير الخارجية السوري المكلف بالملف اللبناني وليد المعلم سمع في موسكو نفس الإلحاح على انسحاب من لبنان، فقد أصبح الطوق يحيط بدمشق من كل جانب ومن اللافت أن وزيري خارجية لبنان وسوريا تغيبا عن اجتماع وزراء الخارجية العرب رغم أن الملف اللبناني السوري فرض نفسه على أجندة الاجتماع، من الهموم السورية المزمنة كذلك الوضع العراقي فسوريا دأبت على نفي أي علاقة لها برموز النظام العراقي السابق ورغم ما قيل عن دور سوري وراء إلقاء القبض على سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين فإن تصريح وزير الدفاع العراقي المؤقت أن ذلك تم بالتعاون مع سوريا يشير إلى أن دمشق تريد تعاونا مع الأميركيين عبر البوابة العراقية ولكن من غير المنتظر أن تدفع إيماءة من هذا القبيل واشنطن إلى تغيير موقفها من سوريا التي مازالت في نظر الأميركيين راعية للإرهاب طالما استمرت في دعمها لحزب الله واستضافتها مكاتب ولو سياسية أو إعلامية لفصائل المقاومة الفلسطينية وربما لهذه الأسباب أعلن الرئيس بشار الأسد انسحاب قواته إلى سهل البقاع ثم إلى الحدود اللبنانية السورية وأعلن أنه بهذه الخطوة بالاتفاق مع الرئيس اللبناني.

وليد جنبلاط.. شخصية الأسبوع

جميل عازر: وقد برز زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على ساحة المعارضة لاستمرار الوجود السوري الأمر الذي لم يقلب ظهر المِجَنّ لحلفائه السوريين فحسب بل وأثار تساؤلات عن دوافعه من هذا الانقلاب، فالزعيم الدرزي تحالف مع السوريين إبَّان الحرب الأهلية رغم أن ذلك كان على حساب تحجيم دوره بعد اغتيال والده كمال جنبلاط ولكن وليدا شخصية الأسبوع في الملف ليس بغريب على إثارة الجدل من حوله، أولا على الصعيد الشخصي قبل انخراطه في العمل السياسي وثانيا بعد ذلك عندما تولى القيام بدور والده في الوسطين الدرزي واللبناني العام.

[تقرير مسجل]

"
عرف وليد جنبلاط عقب اغتيال والده كمال جنبلاط عام 1977 أن السياسة مصالح لا مبادئ، ومصلحة الطائفة الدرزية والزعامة السياسية لآل جنبلاط هي في التحالف مع دمشق
"

جيان اليعقوبي: يملأ وليد بن جنبلاط هذه الأيام الأسماع والأبصار بتصريحات نارية ضد الوجود السوري في لبنان ولكن مواقفه الجديدة لا تفاجئ المراقبين الذين يعرفون أن لوليد ثأرا قديما مع دمشق وتناوب الأيام لا يُسْقِط حق المطالبة بالدم مهما بَعُدَ الزمان وتدثَّرَت اللغة بمفردات التقدمية والاشتراكية، وُلِدَ وليد في المختارة بقضاء الشوف عام 1949، درس العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت ثم في فرنسا ولم يُعْرَف عنه أيام الشباب ميلا إلى العمل السياسي بل كان معروفا بميله إلى اللهو كما لازمته صورة الشاب المتمرد بسرواله الجينز ممتطيا دراجته النارية الضخمة التي كان يذرع بها شوارع بيروت، لقد تحدى وليد مجتمعه الدرزي المحافظ عندما تزوج فتاة غير لبنانية وأدى أسلوب حياته هذا وافتقاده للخبرة والكاريزما السياسية إلى تهديد مكانة آل جنبلاط في الزعامة الدرزية ولكن هذا كله انتهى يوم السادس عشر من مارس آذار عام 1977 عندما اغتيل والده كمال واضطر وليد إلى لبس العباءة المخضبة بالدم، عرف وليد من كان وراء اغتيال والده ولكنه تعلم أيضا الدرس الأول في عالمه الجديد وهو أن السياسة مصالح لا مبادئ ومصلحة الطائفة الدرزية والزعامة السياسية لآل جنبلاط جعلته يزور دمشق ليتلقى تعازي الرئيس حافظ الأسد في أربعينية والده ومنذ ذلك اليوم بدأ تحالف جنبلاط مع دمشق واستمر طوال الحرب الأهلية الدامية وما تبعها من غزو بيروت ومذابح الجبل وافتراق السبل بين الموارنة والدروز وبين وليد بك والعديد من أطياف الساحة السياسية اللبنانية ولأن الزمن يدور ولا شيء ثابت في السياسة والحياة نرى وليد جنبلاط اليوم وهو يقود المعارضة ضد الوجود السوري في بلده لا بل وهو يتصدر هذه المعارضة ويرسم لها خطاها ويمد يده على استحياء إلى الأميركيين الذين انتقدهم بأشد العبارات الممكنة وأقلها دبلوماسية عندما اجتاحوا بغداد وأسقطوا نظام صدام حسين وها هو ينسق مع شيراك وبوش وغيرهما من القادة الأوروبيين لإخراج حليفه بالأمس من لبنان وقد يقلب بهذا التوجه المشهد اللبناني والشرق أوسطي كله رأسا على عقب فوليد بقي حتى وهو على أعتاب الستين لا يطيق ربطة العنق ويرتدي نفس السروال الجينز ولكن الفرق هذه المرة أنه أصبح أكثر إقناعا وهو ينادي بخط عروبي جديد لا يتقاطع مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ويلائم معطيات السياسة العالمية والإقليمية في القرن الحادي والعشرين.

اتفاق نووي بين طهران وموسكو

جميل عازر: بعد الحديث عن وجود خلافات بين طهران وموسكو حول تزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي جاء الإعلان عن توقيع اتفاق في هذا الخصوص بين الجانبين وإذ تم ذلك في أعقاب ما يبدو أنه تقارب بين جانبي الأطلسي بعد الجولة التي قام بها الرئيس الأميركي حول التفاوض مع إيران يبدو أن التوافق بين موقفي موسكو وواشنطن على عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي يلعب دورا أيضا في تحقيق ما تصبو إليه السياسة الأميركية ولكن رغم موافقة الإيرانيين على إعادة الوقود المستنفد في مفاعلهم إلى الروس حتى لا يستعمل في إنتاج بلوتونيوم للأسلحة النووية فإن لا أحد يتوقع أن يؤدي ذلك إلى طي هذا الملف.

[تقرير مسجل]

"
واشنطن تدرك أن طهران لن تلبي مطلب لندن وباريس وبرلين بالتخلي عن برنامج التخصيب، وهي تدرك أيضا أن الثلاثي الأوروبي لن يقبل بأقل من ذلك في مقابل حوافز للإيرانيين. وبالتالي فإن واشنطن تراهن على انهيار هذه المفاوضات
"
تقرير مسجل

سمير خضر: حوافز أم عقوبات عقوبات أم حوافز أم ربما الاثنين معا، فالجدل لا يزال مستمرا بين الأوروبيين والأميركيين حول النهج المُتبَع أو الذي يجب أن يُتبَع للتعامل مع الملف النووي الإيراني، الأوروبيون وخاصة الثلاثي البريطاني الفرنسي الألماني لا يزالون يأملون في إقناع إيران بالقبول بالحوافز السياسية والاقتصادية المعروضة عليهم مقابل الحصول على تنازلات هامة ولإن كان من المستحيل تقريبا إجبار إيران على التخلي عن كامل برنامجها النووي فدفعها على الأقل إلى التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي سيوفر لها لا محالة كميات من البلوتونيوم تمكنها من تصنيع سلاح ذري هذا بالطبع إن هي أرادت ذلك، الأسلوب الأوروبي هذا لم يلق يوما استحسانا في واشنطن لكن بوش ومستشاريه اضطروا إلى مجاراة الأوروبيين رغم أنهم لم يتخلوا عن موقفهم الداعي إلى اللجوء إلى نهج العقوبات، فجولة بوش الأوروبية الأخيرة تميزت بمحاولة أميركية للتقرب من حلفاء الأمس وتضييق شق الخلاف الناجم عن غزو العراق وإذا كان الملف النووي الإيراني يشكل عائقا فإن تغييرا طفيفا في موقف واشنطن قد يساهم في ترطيب الأجواء بين طرفي الأطلسي كما أن قمة بوش وبوتين الأخيرة في سلوفاكيا أظهرت عمق الهوة بين البلدين لكنها ساهمت في إقناع واشنطن بضرورة التكيف مع هذا الوضع الدولي من خلال تبني نبرة جديدة تتمثل في دعم خجول للمبادرة الأوروبية، فالولايات المتحدة تبدو اليوم مستعدة لاتخاذ بادرة حسن نية من خلال رفع اعتراضها على انضمام طهران إلى منظمة التجارة العالمية والسماح ببيع قطع غيار للطائرات المدنية الإيرانية، هذه البادرة الأميركية قد لا تشكل بحد ذاتها تغييرا جذريا في أسلوب واشنطن في التعامل مع هذه القضية فإذا كان من الصعب إقناع الحلفاء الأوروبيين ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتلبية طلب واشنطن بتحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن فبإفساح المجال أمام الأوروبيين ليدركوا بأنفسهم عدم جدوى محاولاتهم إذ إن واشنطن تدرك تماما أن طهران لن تلبي أبدا مطلب لندن وباريس وبرلين بالتخلي عن برنامج التخصيب وهي تدرك أيضا أن الثلاثي الأوروبي لن يقبل بأقل من ذلك في مقابل الحوافز التي يعرضها على الإيرانيين وبالتالي فإن واشنطن تراهن على انهيار هذه المفاوضات في المستقبل المنظور وتبقى إشكالية واشنطن الوحيدة تتمثل في التعامل مع موسكو التي لا تزال تصر على المضي قدما في تعاونها النووي مع طهران من خلال التوقيع مؤخرا على سلسلة من الاتفاقيات الجديدة ويبدو أن الوضع مرشح للتأزم خلال الأشهر المقبلة فالانتخابات الرئاسية الإيرانية أصبحت على الأبواب ويتطلع العالم اليوم ليرى من سيخلف محمد خاتمي في كرسي الرئاسة وكأن حلول شخص محل شخص في طهران سيغير من استراتيجية راسخة اعتمدتها الدولة الإيرانية منذ عقدين وتلقى استحسانا وتوافقا بل وتأييدا من قِبل كافة شرائح المجتمع بغض النظر عن عواقبها المستقبلية على البلاد سياسيا واقتصاديا.

دعوة مبارك لتعديل نظام الانتخابات الرئاسية

جميل عازر: دعا الرئيس المصري حسني مبارك مجلسي الشعب والشورى لتعديل الدستور كي يسمح للأحزاب السياسية بخوض انتخابات الرئاسة وضمان أن يتنافس فيها أكثر من مرشح وكان توقيت هذه الدعوة مفاجئا ولكنها تعتبر تجاوبا من الرئيس مع الضغوط المحلية والأميركية ويبدو واضحا أن هذه الخطوة هي واحدة من عدة خطوات يتحتم اتخاذها إذا كان لمصر أن تتبنى نظاما سياسيا أكثر انفتاحا وأعرض قاعدة للمشاركة الشعبية التي دعا إليها الرئيس المصري نفسه في العام الماضي وقد تفاوتت ردود فعل المعارضين ونشطاء المجتمع المدني عليها بين متفائل ومتحفظ.

[تقرير مسجل]

"
ساد تخوف مصري كبير من أن يكون الرئيس المصري مبارك يعد نجله جمال مبارك لوراثة حكمه في سابقة غير معهودة في مصر منذ ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952
"
تقرير مسجل

حسن إبراهيم: برضه مش كفاية، شعار رفعته الحركة المصرية للتغيير ولعله كان أقسى الردود على خطاب الرئيس المصري حسني مبارك في مجلس الشعب المصري والذي دعا فيه إلى تغيير الدستور وإجراء انتخاب مباشر لرئيس الجمهورية بدلا من الاستفتاء المعهود فالمعارضة المصرية ترفض أن تقبل بوضع تنعدم فيه الشروط الأساسية التي تمكنها من العمل بحرية وهم يعنون بذلك قانون الطوارئ الذي تُحْكَم به البلاد منذ اغتيال الرئيس السادات عام 1981 ورغم الهامش المتاح من حرية التعبير للمعارضين والصحفيين فإن المنافسة بين الحزب الوطني الحاكم والأحزاب المعارضة تكاد تكون منعدمة، فأجهزة الإعلام الرسمية حكر لرموز الحزب الوطني إبان الحملات الانتخابية والحزب الوطني الذي يتمتع بأغلبية ساحقة في البرلمان يتصرف كأنه حكومة لا حزبا من الأحزاب السياسية يجب أن يخضع لقوانين المنافسة، هواجس المصريين وهمومهم كثيرة لكن ساد تخوف كبير من أن يكون الرئيس المصري يُعِدُّ نجله لوراثة حكمه في سابقة غير معهودة في مصر منذ ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 وكان جمال مبارك نجل الرئيس المصري قد برز في الساحة السياسية منذ حوالي ثلاثة أعوام وأخذ يصعد في لجنة السياسات التابعة للحزب الحاكم ورغم أن جمال نفسه لم يعلن رغبته في تولي رئاسة الجمهورية والنفي المتكرر من الرئيس المصري لهذا الاحتمال في أكثر من مناسبة تُصِر النخب السياسية المصرية على أن تلميع صورة نجل الرئيس المصري إنما هو توطئة لانتخابه رئيسا للجمهورية خاصة وأن القانون يتيح لجمال مبارك بالترشح مثله مثل أي مواطن مصري كامل الأهلية، لكن الحركة المصرية للتغيير وهي تحالف واسع يضم عددا من أحزاب المعارضة التقت على مبادئ أساسية وهي تعديل الدستور كي يمكن انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه من الشعب مباشرة لمدة لا تزيد على دورتين مع تحديد صلاحيات الرئيس والفصل بين السلطات وترسيخ حرية تكوين الأحزاب وإصدار الصحف وتكوين الجمعيات ورفع الوصاية على النقابات، الثاني إنهاء احتكار الحزب الحاكم للسلطة وإلغاء حالة الطوارئ وكافة القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات والسلطات الاستثنائية الممنوحة للأجهزة الأمنية والثالث هو إجراء انتخابات برلمانية نزيهة وحقيقية تحت إشراف مجلس القضاء الأعلى ومجلس الدولة بدءاً من إعداد كشوفها حتى إعلان نتائجها، هذه المبادئ الفضفاضة نجحت في جمع معظم ألوان الطيف السياسي المصري في حركة من أجل التغيير ويبدو أن جرأة الطرح قد أفلحت في تفعيل الراكد من المياه فنظمت الحركة مظاهرات مرَّ بعضها من دون مصادمات وبعضها قمعته الشرطة وجند الأمن المركزي، مصر في مفترق طرق ولا يُعْرَف بعد ما إن كانت التغييرات في المنطقة ستدفع الحكومة المصرية إلى مزيد من الليبرالية أم إلى تَحَفُظ يُعَطِّل الحراك السياسي؟

جميل عازر: من قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل، انتخابات في طاجكستان البرلمان في دوشمباي يبقى في قبضة الرئيس رحمانوف والمراقبون الدوليون يشتكون.

[فاصل إعلاني]

مؤتمر لندن لدعم السلطة الفلسطينية

جميل عازر: استضافت لندن مؤتمر دعم السلطة الفلسطينية الذي دعا إليه رئيس الحكومة البريطانية توني بلير وتكررت فيه مطالب دولية وإسرائيلية لم تكن جديدة إذ تدعو الفلسطينيين إلى إصلاح وسيطرة على الإرهاب الذي يعني بالطبع فصائل المقاومة وفي المقابل هناك وعود بمساعدات مادية ومعنوية ثم بدولة ديمقراطية ولو بعد حين وبعد مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للاتفاق على الوضع النهائي لقضايا شائكة مثل القدس وحق العودة ورغم أن مسؤولين كبارا من عدة دول ومنظمات عالمية شاركوا في الاجتماع فإن غياب أو تغيب إسرائيل عنه ينطوي على أكثر من مدلول.

[تقرير مسجل]

"
غياب إسرائيل عن الاجتماع كان أقوى بيانا من أي حضور، فهي التي تملك حق النقد لكل ما لا تريده. والغريب أن الاجتماع لم يشر إلى الاحتلال ولم يستعمل هذه اللفظة أصلا
"
تقرير مسجل

مصطفى سواق: اختفت الحكومة البريطانية في اجتماع لندن لتقوية السلطة الفلسطينية وتعزيز فرص نجاحها في الاستعداد أمنيا وسياسيا واقتصاديا لتأسيس دولتها المستقلة، المسؤولون البريطانيون أصروا على أنه كان مجرد اجتماع ولم يكن مؤتمرا بديلا لمفاوضات الحل النهائي التي لا يمكن نجاحها في رأيهم من دون إعداد حقيقي للسلطة الفلسطينية غير أن رئيس الوزراء البريطاني نوَّه بنجاح الاجتماع مشيرا إلى البيان الختامي الذي صدر في 17 صفحة والذي خرج في رأيه بنتائج عملية لتحقيق هدفه وهو إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ذات سيادة وقادرة على البقاء إلى جانب دولة إسرائيل الآمنة، فالمجتمع الدولي وافق على الالتزام بتعزيز برامج السلطة في المجالات الثلاثة التي عُرِضَت أمامه من طرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ففي مجال الحكم وبناء المؤسسات التزم المجتمعون بدعم سياسي ومالي وتقني للانتخابات وصياغة الدستور وتطبيق الإصلاحات الإدارية والقضائية وغيرها بينما تقوم المفوضية الأوروبية والبنك الدولي ولجنة التنسيق الآنية بتشكيل آليات متابعة للجهود الدولية لاستجابة أكثر مرونة للاحتياجات الفلسطينية وفي مجال الأمن التزم المجتمعون أيضا بدعم مماثل لتمكين السلطة الفلسطينية من تطبيق شروط المرحلة الأولى من خريطة الطريق مع التزام الولايات المتحدة بتشكيل وقيادة فريق تنسيق لدعم السلطة الفلسطينية تمويلا وتدريبا للأجهزة الأمنية وتنسيقا مع أجهزة الأمن الإسرائيلية وذلك بإشراف جنرال أميركي، أما عن التنمية الاقتصادية فتقوم المفوضية الأوروبية والبنك الدولي ورئاسة لجنة التنسيق الآنية أيضا بمتابعة تنفيذ التعهدات الدولية المتعلقة بالمساعدات الاقتصادية العاجلة والآجلة ومتابعة عملية البناء وإعادة الإعمار والاستعداد اقتصاديا لمرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي، القادة الأوروبيون في الاجتماع اعتبروا أن المرحلة تمثل أفضل فرصة لتحقيق تقدم في عملية السلام تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات كما أعربوا عن تفهمهم للصعوبات التي تواجهها السلطة الفلسطينية ودعوا إسرائيل إلى عدم الرد على العمليات التي تستهدفها بشكل يحقق هدف الراغبين في تقويض عملية السلام حسب تعبيرهم، الأميركيون والفرنسيون استغلوا فرصة الاجتماع لانتقاد سوريا والمناداة بتحرير لبنان من أي تدخل أجنبي، أما غياب إسرائيل عن الاجتماع فكان أقوى بيانا من أي حضور فهي التي تملك حق النقد لكل ما لا تريده والغريب أن الاجتماع لم يشر إلى الاحتلال ولم يستعمل هذه اللفظة أصلا كما أنه لم يطالب إسرائيل بضمان عدم تدمير ما قد يقوم المجتمع الدولي بتعميره كما فعلت في السنوات الأخيرة، الفلسطينيون استغلوا فرصة الاجتماع لشرح رؤيتهم الاستراتيجية أمام الحاضرين بهدف إقناع المجتمع الدولي بجدية مسعاهم لترتيب شؤونهم الداخلية أما توني بلير فاستغله من أجل إظهار نفسه بمظهر القائد الذي يلعب دورا حاسما على المسرح الدولي وذلك أملا في استعادة بعض المصداقية والاحترام الذي فقده بسبب الحرب على العراق غير أن الكثير من المراقبين لا يرون في الاجتماع أكثر من مجرد مهرجان خطابي في حفلة علاقات عامة، مصطفى سواق الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي من أمام مقر الاجتماع لندن.

عملية تل أبيب واستفتاء إسرائيلي على الانسحاب

جميل عازر: وفي هذه الأجواء يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه في مواجهة من يُفْتَرَضوا أن يكونوا داعمين له في حزبه الليكودي ولكن اليمينيين المتطرفين هذا إذا اعتبرنا شارون ليس متطرفا يؤاخذونه على خطته للانسحاب من قطاع غزة وإجلاء المستوطنين من هناك ويطالبون بعرض هذه الخطة على الإسرائيليين في استفتاء عام وجاء هذا التطور بعد عملية تل أبيب الفدائية والتي وضعت في يد أولئك المتطرفين سلاحا لدعم معارضتهم للانسحاب فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس أقل انكشافا للضغوط الداخلية فمن الذي يقود في الجانبين الحكومة أم الذين يعارضونها؟

[تقرير مسجل]

"
عجز فتح عن لملمة صفوفها وضبط أجنحتها المسلحة وصراعاتها الداخلية مع قلة الإنجازات بعد الخسائر التي منيت بها في الجولة الأولى من انتخابات السلطات المحلية، أدخلتها في مخاض عسير وضع علامات سؤال حول مستقبلها كحزب حاكم
"
تقرير مسجل

وليد العمري: الانفجار الذي دوى عند منتصف الليل أمام مدخل أحد الملاهي الليلية في تل أبيب ذَكَّر الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالواقع على الأرض، عملية تفجير بقدر ما آلمت الإسرائيليين أحرجت القيادة الفلسطينية، العملية نفَّذتها مجموعة فلسطينية خارجة على قرار التهدئة المبرم بين الجانبين لكن الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى توظيفها في مضاعفة ضغطها على السلطة الفلسطينية، هشاشة الموقف سرعان ما ذكَّرت الجميع بأن الإفراط في رسم الصور الوردية للخروج من دوامة العنف سابق لأوانه وهي الصورة التي يرغب البعض في تجميلها على خلفية تأكيد الحكومة الإسرائيلية أن العملية الأخيرة لن تؤثر على قرارها بالانسحاب من غزة وفق الجدول الزمني الذي وضعته، خطة لا تزال أصداؤها تثير القلق داخل حزب الليكود الحاكم وكان آخرها قرار بدعم مشروع قانون في الكنيست يدعو لإجراء استفتاء عام قبل تنفيذ الخطة، المؤيدون برروا موقفهم بأن الاستفتاء أصبح الآلية الباقية لمنع وقوع انقسامات واقتتال داخلي والموالون لشارون وخطته برروا رفضهم للاستفتاء بأن الكنيست حسم الموقف، فاز المعارضون وهُزِمَ الموالون علما أن استطلاعات الرأي تبشر شارون بتأييد أغلبية كبيرة من الإسرائيليين لخطته، الرد الإسرائيلي على عملية تل أبيب اقتصر على تعليق تسليم مدن بالضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية والإفراج عن الفوج الثاني من الأسرى الفلسطينيين وعدم الإفراج عن أسرى من الجهاد الإسلامي الحركة المتهمة بالمسؤولية عن عملية تل أبيب ومنع ممثليها من التوجه إلى مصر للمشاركة في الحوار الفلسطيني الفلسطيني، ولا تبدو حركة فتح حزب السلطة الفلسطينية بأفضل حال، عجز فتح عن لملمة صفوفها وضبط أجنحتها المسلحة وصراعاتها الداخلية مع قلة الإنجازات الممكنة بعد الخسائر التي منيت بها في الجولة الأولى من انتخابات السلطات المحلية أدخلتها في مخاض عسير وضع علامات سؤال حول مستقبلها كحزب حاكم وإذا كانت احتمالات التقدم في عملية سياسية مرهونة بمدى ما تحققه القيادة الفلسطينية من ضبط للأمن وحدٍّ للفوضى المسلحة التي تفاقمت في الأسبوع الأخير على نحو خطير فإن نجاح السلطة الفلسطينية في ذلك مرهون بقدرة الحكومة الإسرائيلية على وقف كافة أشكال عملياتها العسكرية وتحرير آلاف من الأسرى وكبح جماح المتطرفين الذين يهددون بنسف المساجد على الحرم القدسي الشريف لتفجير الموقف وإفشال خطة الانسحاب، وفي مقابل مطالبة إسرائيل للسلطة بنزع أسلحة المقاومة دعت السلطة إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية بما فيها الجدار العازل وهو سجال ذَكَّر الجميع أنهم لم يبرحوا نفس المربع العالقين بين جنباته منذ أمد بعيد، وما يعزز أجواء التفاؤل بين الجانبين إدراكهما أن الهدوء والوئام لن يَحُل بين ليلة وضحاها لكن ما يضعف ذلك وجود مجموعات خارج دائرة القرار وصناعته قادرة على التأثير عليه ودفعه بالاتجاه المغاير، وليد العمري الجزيرة خاص لبرنامج الملف الأسبوعي من رام الله.

جميل عازر: وينضم إلينا في الاستوديو نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أستاذ نايف أولا أود أن أعرف انطباعك أو تقييمك لمؤتمر لندن؟

نايف حواتمة: مؤتمر لندن انعقد في ظل شروط معينة إسرائيلية وبالتحديد ضمن شروط شارون، شارون أصر أن ينحصر مؤتمر لندن بالإجراءات الأمنية ولا يتخطاها إلى أي أفق سياسي ولذلك علينا أن نلاحظ أن مؤتمر لندن تمسك بالإجراءات الأمنية التي على الجانب الفلسطيني أن يلبيها وأيضا إعادة تأهيل وتركيب ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية واختزالها من 12 جهازا إلى ثلاثة أجهزة وتقديم التغطية المالية والتقنية لمجموع هذه الإجراءات الأمنية دون أن يربط بين هذه الإجراءات الأمنية على الجانب الفلسطيني والإجراءات الأمنية على الجانب الإسرائيلي بموجب قرار خطة الطريق لأن خطة الطريق تنص على إجراءات أمنية على الجانبين بالتزامن بالتوازي وكان هذا شرط لشارون ألا يضع الإجراءات الإسرائيلية المطلوبة ولذلك هو قاطع مؤتمر لندن ولم يسمح لبيريز أن يذهب إلى مؤتمر لندن حتى لا يجد نفسه أمام زَجّ بالإجراءات الأمنية التي يجب على إسرائيل أن تتخذها بالتزامن، ثانيا خشية من أن يتطرق مؤتمر لندن إلى الأفق السياسي الذي يُفْتَح أمام الفلسطينيين ولذلك اُختزِل واختصر مؤتمر لندن بالإجراءات الأمنية التي على الجانب الفلسطيني والتغطية المالية والتقنية لذلك.

جميل عازر: طيب إذا نظرنا إلى جوانب إيجابية ما الذي كسبه الجانب الفلسطيني من مشاركته في هذا المؤتمر؟

"
مؤتمر لندن خطوة نحو تدويل القضية الفلسطينية، وهذا الذي تهرب منه إسرائيل منذ عام 1948
"
نايف حواتمة

نايف حواتمة: أعتقد بأن الإطار الدولي الذي انعقد فيه مؤتمر لندن بحضور 22 دولة وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأميركية بشخصية كونداليزا رايس وزيرة الخارجية وكم واسع من وزراء الخارجية في دول العالم وخاصة أميركا والاتحاد الأوروبي مكسب كبير للقضية الفلسطينية على خطوة على طريق تدويل القضية الفلسطينية وهذا الذي تهرب منه إسرائيل منذ عام 1948 حتى الآن رغم أنها قامت بقرار دولي ومع ذلك أدارت ظهرها خشية من أن يتكرر مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ما وقع معها ولذلك حكومات إسرائيل لا تقبل بأي مؤتمر دولي تشارك فيه جنبا إلى جنب بجانب الفلسطينيين فغابت متعمدة عن ذلك، هذا مكسب للشعب الفلسطيني المؤتمر الدولي لأنه أعاد إحياء القضية الفلسطينية باعتبارها قضية ذات حقوق وطنية ترابية وبذات الوقت أعاد للوحة الدولية بأن الفلسطينيين لا زالوا بقاعة الانتظار باتجاه أن يُؤَمَّن حقهم بتقرير المصير وبالحرية والاستقلال.

جميل عازر: طيب كيف يمكن أن يتعامل محمود عباس مع الضغوط نتيجة لربط المساعدات والدعم المالي والمعنوي للسلطة الفلسطينية مع مثلا مسألة مكافحة الإرهاب وهذا يعني فصائل المقاومة الفلسطينية؟

نايف حواتمة: أجزم بشكل قاطع إذا واصل الأخ أبو مازن ذات السياسة ذات التكتيك لن يستطيع أن يتعامل مع الاشتراطات الإسرائيلية ومع الضغوط الموالية للاشتراطات الإسرائيلية الضغوط الدولية وخاصة الأميركية ولذلك على أبو مازن أن يتقدم خطوة نوعية إلى الأمام باتجاه الحوار الفلسطيني الفلسطيني الشامل حتى نعيد بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية ونبنيها على أعمدة راسخة من التوافق على برنامج سياسي موحد يمثل قوائم مشتركة نبني عليه قيادة وطنية موحدة، نبني عليه حكومة ائتلافية فلسطينية عريضة من كل الذين يوافقون على برنامج القواسم المشتركة السياسية حالة ذاك عند ذاك نستطيع أن نضبط إيقاع خطواتنا في صف الانتفاضة في صف المقاومة بما يُؤَمِّن حالة من التوازن في عملية إدارة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بأفق جديد مبني على برنامج سياسي مشترك مستند لقرارات الشرعية الدولية ولخارطة طريق متزنة ومتوازنة ومتزامنة ومبني على انضباط المفاوض الفلسطيني لإيقاع السقف السياسي المحدد بالبرنامج السياسي ممثلة في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق المتوازنة هكذا يمكن أن ننتقل نقلة نوعية إلى الأمام، بدون هذا سيبقى الأخ أبو مازن يدور في مربع ضائع في مربع فراغ كما كان الحال على امتداد العشرية الأخيرة من السنين.

جميل عازر: طيب أنتم في الديمقراطية لابد وأن تكونوا طرفا في الحوار الفلسطيني الفلسطيني على ضوء هذه المعطيات هل سيكون هناك من تغيير جذري في موقف الفصائل الفلسطينية عندما تتعامل مع السلطة؟

نايف حواتمة: بالتأكيد أن الحوار الفلسطيني الفلسطيني إذا أخذ مجراه ووصل إلى خواتمه بنجاح بالتوافق على برنامج سياسي موحد كنا قد توصلنا له في مارس 2004 بحضور ياسر عرفات في رام الله لكن بقي معلقا على شجرة السلطة وبالتأكيد إذا وصلنا إلى ائتلاف وطني وحكومة ائتلاف بالتأكيد الجبهة الديمقراطية شريك فاعل أساسي في كل العملية السياسية في كل العملية التفاوضية حالة ذاك عند ذاك لأنها تكون منضبطة لإيقاع برنامج سياسي مشترك مستند لقرارات الشرعية الدولية ومستند لخارطة الطريق بتصحيحها لتكون متوازنة تؤدي بالضرورة إلى عملية استراتيجية تفاوضية من نوع جديد تعالج كل قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، القدس، اللاجئين، الحدود، الاستيطان، المياه، الأمن والسلام، حالة ذاك عند ذاك فإن الجبهة الديمقراطية شريك فاعل أساسي في كل هذه العملية السياسية.

جميل عازر: طيب باختصار شديد سمعنا اليوم من الرئيس بشار الأسد أنه سيسحب القوات السورية من لبنان وهناك وجود فلسطيني في لبنان هل تتوقع من عواقب ومضاعفات لهذا الانسحاب على ذلك الوجود الفلسطيني؟

نايف حواتمة: كل الاحتمالات مفتوحة ممكن هذا وممكن ألا تقع عواقب لأن انسحاب القوات السورية يأتي بموجب اتفاق الطائف والقرار 1559 القاضي بخروج القوات السورية من الأراضي اللبنانية وبالتالي في هذه الحالة تبقى الشؤون الفلسطينية على أرض المخيمات الفلسطينية بأراضي لبنان شؤون داخلية فلسطينية لبنانية وبالتالي على ضوء عملية المباحثات الفلسطينية اللبنانية تتقرر هذه العملية باتجاهاتها إما بالاتجاهات الإيجابية التي تُؤَمِّن وهذا ما نسعى له علاقات فلسطينية لبنانية دافئة طبيعية تُمَكِّن التجمع الفلسطيني بلبنان أن يعيش حياته الفعلية الطبيعية وكما تعلم محرومة 73 مهنة مدنية واجتماعية وعليه تقييدات هائلة، هذه قضايا يجب حلها حتى تستقيم العلاقة وتستقر على علاقة لبنانية فلسطينية طبيعية دافئة إلى أن يتمكن اللاجئين الفلسطينيين من انتزاع حقهم بالعودة إلى ديارهم.

الانتخابات البرلمانية في طاجيكستان

جميل عازر: أستاذ نايف حواتمة شكرا جزيلا لك، جرت انتخابات برلمانية في طاجكستان وفاز فيها حزب الرئيس إيمومالي رحمانوف بـ80% من الأصوات ورغم اختلاف طاجكستان عن بقية جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية السابقة من حيث وجود أحزاب سياسية فيها فإنه ما أن انتهى التصويت حتى بادر المراقبون الدوليون بمن فيهم ممثلو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى التصريح بأن الحملة الانتخابية شهدت مخالفات بما في ذلك احتكار الحزب الحاكم وسائل الإعلام وهكذا فإن من غير المتوقع أن يشهد المسرح السياسي الطاجكي تغييرات جذرية خاصة وأن 58 مقعدا من بين مقاعد البرلمان الثلاثة والستين يحتلها الحزب الحاكم.

[تقرير مسجل]

"
لوحت بعض أحزاب المعارضة بإمكانية لجوئها إلى أساليب احتجاج مختلفة بينها تنظيم مظاهرات، إلا أن تلك التصريحات سرعان ما تلاشت وعاد أصحابها إلى الصمت لتؤكد النتائج الأولية التوجه الذي رسمته توقعات اللجنة الانتخابية
"
تقرير مسجل

بيبه ولد مهادي: حوالي ثلاثة ملايين ومائة ألف طاجكي كانوا مدعوين للمشاركة في هذه الانتخابات البرلمانية وما أشبه الليلة بالبارحة فابتداء من الحديث عن نسبة المشاركة مرورا بالأجواء التي جرت فيها العملية الانتخابية ووصولا إلى النتائج كان للسلطة رأي مخالف تماما لما يقوله كثير من المراقبين الدوليين فضلا عن مرشحي المعارضة، على مستوى المشاركة قالت لجنة الانتخابات التي يهيمن عليها الموالون للرئيس إمام علي رحمانوف أن 88% من المسجلين قد أدلوا بأصواتهم في حين أن الانطباع السائد لدى من تجولوا في العاصمة دوشامبيه يوم الانتخابات هو أن هناك عزوفا عن صناديق الاقتراع أو لا مبالاة بعملية يخيم عليها ما يشبه شبح الحزب الواحد، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نشرت مائة وخمسين مراقبا في مناطق مختلفة من طاجكستان وأشارت إلى أن هذه الانتخابات لا تنسجم أبدا مع المعايير الدولية مركزة بالخصوص على التدخل واسع النطاق للمسؤولين ورجال السلطة وأنصارها في العملية الانتخابية وعلى القيود التي فُرِضَت على عدد من المراقبين الدوليين والمرشحين المعارضين والمستقلين، كما أشارت إلى إغلاق الصحف المتكرر في الفترة الأخيرة وفي مقابل حديثها عن تحسن على مستوى القوانين الانتخابية خلصت المنظمة إلى أن العملية برمتها مخيبة للآمال، كل هذه المعوقات تتجاهلها اللجنة الوطنية للانتخابات في طاجكستان وتقول إن الاقتراع والاستعدادات له قد جرت في جو من الشفافية والنزاهة والديمقراطية وكانت توقعات اللجنة بأن يفوز حزب الشعب الديمقراطي الحاكم بنحو 80% من الأصوات القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الأحزاب الخمسة الأخرى بما فيها الحزب الشيوعي الذي يشار إليه عادة بصفته حليفا رئيسيا للحزب الحاكم جعلتها تصدر عريضة تعبر فيها عن رفضها لهذه التصريحات وتقول إن الانتخابات لم تكن نزيهة على الإطلاق، الناطق باسم حزب النهضة الإسلامية قال إن أفضل انتخابات شهدتها طاجكستان كانت قبل انهيار الاتحاد السوفيتي وقد لوحت بعض أحزاب المعارضة بإمكانية لجوئها إلى أساليب احتجاج مختلفة بينها تنظيم مظاهرات إلا أن تلك التصريحات سرعان ما تلاشت وعاد أصحابها إلى الصمت لتؤكد النتائج الأولية التوجه الذي رسمته توقعات اللجنة الانتخابية وتتجاوز ذلك فبناء على تلك النتائج فإن حزب الشعب الديمقراطي الحاكم حصل على 58 مقعدا في برلمان مكون من 63 مقعدا بينما كان الحزب الشيوعي الخاسر الأكبر بتراجعه من ثمانية مقاعد إلى ثلاثة وحافظ حزب النهضة الإسلامية على مقعديه في البرلمان السابق، أما الأحزاب الثلاثة الأخرى المعترف بها وهي الحزب الديمقراطي والحزب الاشتراكي والحزب الاجتماعي الديمقراطي فقد ظلت خارج البرلمان ترقب من بعيد شأنها شأن غالبية طاجيك ما تفعله أقلية نواتها الحزب الحاكم بمصير البلاد، جرت الانتخابات بهدوء لكن ماذا بعد؟ الحزب الحاكم عزز قبضته على البرلمان والمعارضة التي كانت تسعى إلى الحد من اختلال ميزان القوى السياسي رضيت من الغنيمة بالإياب وخسرت خمسة مقاعد ضمَّها الحزب الحاكم إلى حصة الأسد التي يتمتع بها، بيبه ولد مهادي لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة دوشامبيه.

جميل عازر: وبه نختتم هذه الجولة في الملف الأسبوعي فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء.