مهرجان العالم العربي للسينما
العدسة العربية

مهرجان السينما العربية في باريس

أبصر مهرجان السينما العربية النور عام 1992 في قلب العاصمة الفرنسية بعدما انتظره السينمائيون العرب متطلعين إلى دور محتمل لمعهد العالم العربي في رعايتهم ولم شملهم.

– التواصل مع الغرب وطرح قضايا الشرق
– الأعمال المشاركة.. التفاوت الفني ونقد المجتمع

 

[تعليق صوتي]


undefinedفي قلب العاصمة الفرنسية أبصر مهرجان السينما العربية النور عام 1992 بعدما انتظره طويلا السينمائيون العرب متطلعين إلى دور محتمل لمعهد العالم العربي في رعايتهم ولم شملهم المُشتت ولأن إمكانات المعهد لم تكن تسمح بإنتاج الأفلام كان القرار القاضي بتنظيم تظاهرة سينمائية مرة كل عامين لعرض آخر النتاجات البصرية العربية على الجمهور الغربي وتكريم أفضل الأعمال بجوائز مالية، منذ إطلالته أراد هذا المهرجان أن يكون عرّاباً للسينما العربية واحتضان صناع الأفلام تحت جناحه وسرعان ما غدا لقاء ثقافيا منتظرا لحوار الثقافات بحكم موقعه في مدينة مفتوحة على شتى أشكال التواصل بين الغرب والشرق.

التواصل مع الغرب وطرح قضايا الشرق

إيف غيينا – رئيس معهد العالم العربي: معهد العالم العربي.. ما هي مهمته؟ مهمته إنشاء الجسور أو الروابط إذا أمكن بين حضارتين تجهلان بعضهما البعض.. للأسف بينما قد تريحان كثيراً إذا ما تعارفنا جيدا.

مجدة واصف – رئيسة مهرجان العالم العربي: الحقيقة السينما العربية ما كانش لها مهرجان مُخصص فقط للسينما العربية كان في مهرجانات عديدة بتقدم الأفلام العربية إلى جانب برامجها الأخرى فهذا أول مهرجان للسينما العربية وبعده ظهرت مهرجانات عديدة للسينما العربية في فرنسا وفي.. لغاية أميركا ولغاية اليابان، يمكن شايفينها شيء عادي إنه كل هؤلاء بيلتقوا لكن في البداية كانت أول مرة كل هؤلاء السينمائيين بيلتقوا مع بعض ويتعرفوا على بعض وبيحصل بنهم تبادل وأعمال مشتركة وفي مشاريع بتولد من خلال هذه اللقاءات.

إيف بواسيه – مخرج سينمائي فرنسي: في باريس لدينا فرصة كبيرة لمشاهدة الأفلام العربية وهذا شيء مفاجئ حقا لأنه وكما تعلمون هناك في باريس جالية مسلمة مهمة جداً.

مجدة واصف: المهرجان بدأ تخصيص قسم للأفلام الروائية القصيرة والطويلة مسابقة والنهارده في مسابقة للأفلام الروائية ومسابقة للأفلام الوثائقية.. الأفلام التسجيلية، طبعاً بالإضافة لبرامج أخرى تضاف لهذا البرنامج زي التكريمات شخصيات معينة من السينما العربية أو استعادة لأعمال بلاد معينة أو سينمائيين معينين.

مسجّلة من على شرفة أحد المباني في بيروت

ليل 15 – 16 تموز 2006

[تعليق صوتي]

ثمانون فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا عُرضت وتصادقت في الدورة الثامنة، أفلام من الأقطار العربية كافة لكن كان الجميع على موعد مع الحزن والألم بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي انعكس سلبا على أعمال المهرجان.

[شريط مسجل]

إيف بواسيه: من الصعب افتتاح هذا الحدث دون التفكير بعمق حول ما يحصل حاليا في لبنان.

مشارك أول: مجموعة من السينمائيين اللبنانيين شاركوا وبصفة مستعجلة في إخراج أفلاما قصيرة وتعبر هذه الأفلام عن آلامهم وسخطهم أمام الحالة المأساوية التي تعيشها بلادهم.

[مشهد من أحد الأفلام]

وليد شميط – ناقد سينمائي: كان دائما موعد فرح وموعد احتفال بالسينما، هذه السنة افتقدنا هذا الشيء يعني هناك صدمة، صدمة انعكست على المهرجان، ما بدي أستعمل كلمة حزن ولكن بدون شك إنه في غضب شديد عند السينمائيين ارتؤوا استمرار نظرا لصعوبة التأجير يعني الدعوات كانت أُرسلت والإجراءات اتخذت لتنظيم المهرجان وأعتقد إنه قرار الاستمرار فيه كان قرار صائب أيضا لأنه الحقيقة لازم تستمر ولأنه أمام هذا الاعتداء لابد من إنه المهرجان يوجه رسالة صمود.

مجدة واصف: إحنا صدى لما يحدث في العالم العربي وبنتعامل معه في الحلوة والمرة.

[تعليق صوتي]

خص المهرجان للراحل أحمد زكي باستعادة لمجموعة من أفلامه تحية إلى الممثل الأسمر الكبير الذي قلب مقاييس الأداء في السينما العربية، تحية لم تكن الأولى إذ سبق للمهرجان أن كرمه في إحدى دوراته السابقة، محمد بكري.. جاء الممثل والمخرج الفلسطيني محملا بالهموم الوطنية والفنية ليروي معاناته مع سلطة الدولة العبرية وصعوبة التعايش مع الإسرائيليين في فيلمه الوثائقي من يوم ما رحت الذي أهداه إلى صديقه الراحل إيميل حبيبي الملّقب بأبو سلام، رحلة قاسية عن انعدام التواصل صورها تصويرا يشي بموهبة أكيدة.

محمد بكري – مخرج وممثل فلسطيني: اختياري للتمثيل كان بمحض إرادتي رغم الداء والأعداء أما الإخراج فكنت مكرها لا بطل لأنه أحسست في اللحظات اللي قررت فيها أخرج سينما إنه إذا أنا ما عملت هذه الأفلام ما حد راح يعملها وأحسست إذا أنا ما سويته أنا بأخون نفسي وبأخون تاريخي وما بأوصلش صرختي للعالم كله العالم العربي العالم الأوروبي والأميركي والعالم الإسرائيلي.

[مشهد من فيلم من يوم ما رحت]

محمد بكري: والفيلم هذا بيحكي عن كل اللي أنا عانيته منذ انطلاقة الانتفاضة الثانية وحتى يومنا هذا.

[مشهد من فيلم من يوم ما رحت]

محمد بكري: المقاومة الحقيقية هي بقد إيش أنت إنسان وقد إيش أنت بتعتبر عن إنسانيتك وقد إيش أنت ما بتخبيش ضعفك الإنساني، بالعكس أنا أفتخر في ضعفي الإنساني وأخلي قاهري يستحي في حاله، شبه مستحيل إنك تعمل سينما اللي ما تكونش رد فعل وأنت عملياً كل حياتنا أصبحت رد فعل.

[مشهد من فيلم من يوم ما رحت]

"
لغتي السينمائية تعتمد بالأساس على مخاطبة الإنسان وليس مخاطبة المؤسسات
"
         محمد بكري

محمد بكري: يحزنني إن أنا بأوري ألمي أنا كان بدي أوري سعادتي أنا كان بدي أوري إنه حياتي زي كل حياة الناس، كان نفسي أعمل أفلام ثاني اللي تعالج قضايا اجتماعية ولكن زي ما قلت لك مُكره أخاك لا بطل ما خلوليش خيار ثاني فاضطررت أعمل أفلامي وأحاول أدخل عليها البسمة رغم كل شيء، لغتي السينمائية تعتمد بالأساس على مخاطبة الإنسان وليس مخاطبة المؤسسات، فيلم من يوم ما رحت اللي هو ما فيش فيه الأشياء اللي بأحكيها في جنين رغم إنه إنساني ورغم إنه بيحكي لقلب الإنسان لحد اليوم ولا مهرجان بالعالم عم يقبله.

مجدة واصف: الأفلام اللي بنختارها بتدخل في إطار الأفلام اللي هي تعبر عن مخرجيها وعن مواقفهم من القضايا الهامة في بلادهم فما أعتقدش إن أي مسؤول عربي في أي بلد من البلاد هيضغط علينا لاستبعاد هذا الفيلم أو ذاك بدعوى إنه قد يسيء.

إيف غيينا: ليس لدي مهمة دبلوماسية لست أتخذ أمرّر رسائل ولا أتخذ مواقف حول مشاكل دبلوماسية تتعلق بالشرق الأوسط.

مشارك ثان: ليس هناك عدل تتحدثون عن العدل ليس هناك عدل كل شيء كذب وخداع.

إيف غيينا: هذا الحدث هو مكان التقاء لا مكان مواجهة.

[فاصل إعلاني]

الأعمال المشاركة.. التفاوت الفني ونقد المجتمع

[تعليق صوتي]

من عمارة يعقوبيان الذي نال الجائزتين الكبيرتين إلى البوسطة الذي كان له أيضاً حصة من التكريم كان التنوع سمة هذا المهرجان الذي عرض أعمالاً متفاوتة القيمة والخلفيات.

إيف بواسيه: من الأفلام الـ 16 التي تتنافس هناك عشرة أفلام قليلة الإبداع وفيلمان أو ثلاثة أفلام مميزة وفيلمان أو ثلاثة لا بأس بها.. هناك الأسوأ والأفضل.

[تعليق صوتي]

ولعل الاكتشاف الأبرز في هذا المهرجان كان فيلم أحلام للعراقي محمد الدراجي ومرتكزة لغة شاعرية بالغة الدلالات تدور حوادثه في بلاد تنزف دماً وقهراً، نال الشريط جائرة مارون بغدادي.

إيف بواسيه: هذا فيلم قوي ذكرني بالمخرج بونويل، إنه فيلم مدروس جداً ومكتمل أنا أقدر تماماً المصاعب التي واجهت المخرج عندما صور فيلمه، إنه اكتشاف عالم مختلف أو حتى كوكب مختلف وهذه هي إحدى اهتمامات مهرجان السينما العربية.

[تعليق صوتي]

بعيداً عن الصراعات والحروب في زماننا الجاري ذهب بنا المهرجان إلى العتبات النفسية لامرأة تونسية في أربعينيات القرن الماضي عبر فيلم خشخاش لسلمى بكار التي تروى فيه مأساة ذكية المرأة البرجوازية التي تقع ضحية نبتة الخشخاش فيصور الشريط وقائع نزولها إلى جحيم الإدمان في مجتمع.

سلمى بكار- مخرجة تونسية: المرة هذه هو قضية المرأة والجسد بتاعها وحقها في المتعة وحقها في اختيار مصيرها، عدة مخرجين توانسة ومنهم أنا مهتمين كثيراً بالماضي وبالذاكرة.. باسترجاع الذاكرة، بننقل على خاطرنا مجتمع عاش هذه السنين الكل فاقد الذاكرة لأنه نعتبر الإنسان ما لازمش يفهم الحاضر بتاعه وما لزمش يحلم بمستقبل، فيما يخص هذه القصة هذه أنا ما نعتبرهاش اللي هي قصة فيها إلا المأساة على خاطر إننا نستعمل المأساة نخلط بالنتيجة الأخرى اللي تهمني أكثر من كل شيء اللي نحب نقوله أنه الحياة دائماً فيها أمل ودائماً بالإرادة بتاع الإنسان يغير المصير بتاعه ويكون حر، على هذا أنا في الآخر نخلي ذكية تختار تقعد مع المجانين في مستشفى المجانين عدة ناس لاموا عليّ في تونس بالأخص يقولوا لي ليش اخترت هذه النهاية هذه نهاية وكأنها فيها مأساة ولكن بالنسبة لي أنا هي تكون كيف الميت بتاع سيزيس وقت اللي اختار المصير بتاعه كان عنده كل الأمل في المستقبل وفي الصلح مع نفسه، حق المرأة في المتعة هي حاجة بجد ما تعودناش عليها في السينما العربية ولا حتى في السينما التونسية اللي برشا الناس يعتبروها سينما معناتها فيها برشة جرأة من سينما أخرى عربية (كلمة بلغة أجنبية).

[تعليق صوتي]

في غمرة الأفلام التي ترصد الواقع العربي ذات الشريط القصير أكثر تعبيراً عن تجليات المجتمع ولعل هذا ما سعى إليه سامح الزعبي في فيلمه اهدأ الذي نال جائزة الفيلم القصير.

[مشهد من فيلم اهدأ]

[تعليق صوتي]

الصراع في أشكاله المتعددة نكتشفه في فيلم المنارة للجزائري بلقاسم حجاج الذي يروي دورات العنف المتلاحقة في بلاده والحرب الدائرة بين الأصوليين وأنصار الديمقراطية، منطلقاً من قصة أسماء فوزي ورمضان يعيد الشريط العنيف إحياء حقبة دموية من تاريخ الإرهاب.

بلقاسم حجاج – مخرج سينمائي جزائري: كل الفيلم تلاحظوا كيف يشهد الثلاثي هذا بتاع الشبان اللي هم يعني متمسكين لأصولهم كيف هذا يتمزق كيف هذا يتقطع يعني.

[مشهد من فيلم المنارة]

"
دوري كرجل سينمائي هو على الأقل عمل أفلام تبقى شاهدة على ما حصل في الجزائر
"
  بلقاسم حجاج

بلقاسم حجاج: في كل الأحداث اللي عشتها في الجزائر من 1988 إلى 2004 الدور بتاعي كرجل سينما اللي هو على الأقل نعمل أفلام اللي يبقوا للتاريخ، اللي يبقوا يشهدوا على إيش صار في الجزائر، الجزائر هي البلاد اللي كان موجود فيها العنف من زمن طويل.. في التاريخ بتاع الجزائر كان عنف ضد كل الناس اللي هجموا على المغرب يعني في الفترة بتاع حرب التحرير الوطني كذلك وكان في عنف عميق، عنف ما بين الجزائريين والفرنسيين ولكن للأسف الشديد العنف ما بين الجزائريين، ما دام ما فيش ما كانش في يعني الحريات العامة والحريات السياسية والحريات كحرية التعبير وكذا يعني هذا كذلك من طرف الدول يعني كيف ما تسمحش للشعب بتاعك يتكلم.

[مشهد من فيلم المنارة]

بلقاسم حجاج: تتذكروا في الوقت اللي كانت الجزائر عائشة العنف الإرهابي كل الناس كانوا يقولوا هذا شيء جزائري يعني والجزائر كانت تقول لا حذار العنف اللي إحنا عايشينه العنف اللي ربما غداً ينتشر وحتى بلاد وحتى دولة ما سمعت الجزائر وفي السنوات التسعين للأسف الجزائر كانت معزولة وأكثر من معزولة لأن الناس كان يعطوا الحق للإرهابيين.

[مشهد من فيلم المنارة]

بلقاسم حجاج: وقوف الانتخابات ما كانت إلا حجة يعني فقط والتاريخ من بعد والظروف يعني من بعد أظهرت أن الجزائر كان عندها الحق لأن من بعد الإرهاب كما يعلم الكل انتشر يعني في كل العالم.

[تعليق صوتي]

في إطار احتضانه للسينما العربية حمل المهرجان همّ الأفلام التي لا تجد سبيلا إلى الجمهور بسهولة معالجا خططا توزيعية جديدة على طاولة مستديرة وكان فيلم هي وهو للتونسي إلياس بكار خير نموذج لوجود أفلام صعبة بالمفهوم التجاري ينقصها الدعمين المادي والمعنوي لتلقى نصيبها من السوق، يروى الشريط علاقة بين شاب أوصد بابه في وجه العالم الخارجي وفتاة ستعيد إليه الإيمان بالحياة والأمل.

إلياس بكار – مخرج سينمائي تونسي: اخترت يكونوا الشخصيتين ما عندهم أسامي يعني، هي تونسية عمرها تسعة عشرة سنة تحاول إعادة إحياء جسد شبه ميت، هو شاب تونسي طالب بكلية الطب أغلق باب داره ويبحث على تدمير نفسه.

[مشهد من فيلم هي وهو]

إلياس بكار: صحيح الفيلم يمكن نحكي عليه يظهر غامض، هو غامض بالفعل بس غامض كيف ما أنا حياتي يعني غامضة وكيف ما حياة العديد من الشبان اللي موجودين بتونس حياتهم غامضة وكانت رغبتي هو نصور الفيلم وبس لكن الفيلم في حد ذاته اليوم كما هو موجود وحسب ما يقولوا بعض النقاد يشكل منعرج في السينما التونسية، أنا هذا ما حبتوش لكن أتفرض عليا بحكم أنه هي الفكرة طريقة التصوير طريقة الإخراج أداء الممثلين في حد ذاته يشكل نقلة نوعية وهذا ما صرّحوا به بعض النقاد، حياتي هي يعني رحالة من بلاد لبلاد وأظن مهنة المخرج هي مهنة رحالة يعني أفقيا وعموديا، المخرج العربي هو مشتت في هويته في بلده في أفكاره، الأنظمة القمعية العربية أغلقت الأبواب على الشبان اللي هما بدهم يغيروا من وجهة النظر اللي اليوم سائدة بتتحكم في تصرفاتنا في آرائنا في حياتنا اليومية، من غير ما نحاول نلف ولا ندور أي عمل فني في حد ذاته هو عمل سياسي لأنه لما تعبر على رأيك أنت تأخذ بين قوسين شرعية سياسية.

مجدة واصف: إحنا نتعامل مع سينما مهمشة تماما في السوق الأوروبي هي السينما العربية، بنشتغل في ظروف صعبة لمّا يضاف إلى هذه الصعوبات صعوبة الانتماء للبلاد العربية.. الانتماء للعالم العربي للسينما العربية تبقى المسألة أكبر وأصعب.

[مشهد من فيلم أخي عرفات]

[تعليق صوتي]

لا شك أن الأفلام الوثائقية التي عرضت في المهرجان وأهمها أخي عرفات لرشيد المشهراوي كانت الأكثر قدرة على إظهار الأزمات العربية على غرار ما نراه في فيلم عودة إلى أرض العجائب للعراقية ميسون البجاني التي تعود إلى وطنها بعد ثلاثين سنة من الغياب، ترافق المخرجة إلى بغداد والدها عدنان البجاني وتصور بنظرة مجردة إلى الأشياء بلاد طفولتها التي لم تعد تعرفها.

ميسون بجاني – مخرجة سينمائية عراقية: سويت مقارنة بين اللي يصير بالسياسة الرسمية وبين اللي يصير بالشارع فطلعت.. وهو يعني نوع من بحث عن شعبي لأن أنا كنت غائبة خمسة وثلاثين سنة فأفهم منهم أيش عاشوا التجربة اللي مروا بها لأن هي مكثفة ومعقدة، فأفهم منهم تجربة الماضي أيش اللي يصير في الوقت الحالي وشو أهدافهم وشو أحلامهم وشو طموحاتهم للمستقبل ومن أيش خائفين يعني من المستقبل كمان فهو هذا الفيلم.

[مشهد من فيلم عودة إلى أرض العجائب]

ميسون بجاني: أفهم الأشياء اللي مروا بها الشعب العراقي يعني ما بسيطة بس بنفس الوقت من ناحية شخصية اكتشفت بلدي أحسست نفسي جزء من هذا البلد مع كل معاناة البلد مع كل الحزن اللي كان موجود لما واحد يرجع بعد ثلاثين سنة كل شيء متغير، مدينتنا بغداد متغيرة كلياً فالواحد كان مثل التائه بالمدينة، المجتمع أتغير، أفتكر أنا وأبويا نحن الاثنين فوجئنا بهذه التغيرات وأحسسنا نفسنا نفس الوقت جزء من هذا المجتمع يعني نعرف التقاليد العراقية وإلى آخره وهمنا غريبين وحزينين لأن شوفنا الدمار، الدمار الاجتماعي دمار المدينة.

[مشهد من فيلم عودة إلى أرض العجائب]

ميسون بجاني: أبويا راح ويفتكر أنه يقدر يسوي شيء بهذه السنين الباقية له لأن هو رجل كبير في شيء يقدر يقدم للبلد.

[مشهد من فيلم عودة إلى أرض العجائب]

ميسون بجاني: أشوف نفسي كواحدة عايشة على جسر بين الغرب وبين بلادنا العربية وأنا اللي أقدر أسويه يعني أوصل حقيقة الحياة في البلاد العربية للمشاهد الغربي لأن المشاهد الغربي ما يعرف أي شيء عن الحياة في البلاد العربية فهذا أشوفه هدفي، كل هذه السنين بالغربة يعني بالمنفى خلّتني أحس نفسي أنه الدنيا كلها وطني وبنفس الوقت أنا بالغربة بالدنيا.

[مشهد من فيلم عودة إلى أرض العجائب]

[تعليق صوتي]

العذابات العربية ماضيا وحاضرا تلتقي وتتشابك في باريس في مسافة زمنية قصيرة، سينمائيون رمتهم سلطات بلدانهم ليحتضنهم هذا المهرجان قبل أن يصبحوا مجددا متروكين لمصائرهم، هذه الأفلام تكشف الأمراض العربية كلها من أعتقها إلى أحدثها عهداً، السؤال في ظل عدم اكتراث السلطات العربية للسينما يستطيع المهرجان الذي ولِد من رحم الأنظمة البالية أن يكون بديلا حقيقيا لها أم مجرد شعار يرفع عند الضرورة.

مجدة واصف: قصدك إيه؟

إيف بواسيه: أعتقد أن أبرز مشاكل السينما العربية هو ذلك الخجل الملزم أمام المشاكل الاجتماعية والسياسية للبلدان العربية.

مجدة واصف: يعني من دورة للثانية من فيلم للثاني السينمائيين بيكبروا معنا وبنتابعهم وبنحتضنهم من خلال هذا المهرجان.

[تعليق صوتي]

لا يزال الفيلم العربي مغامرة حالم يغرّد خارج السرب في بلدان مهترئة الكيانات لا تمنح الصورة السينمائية الأهمية المطلوبة، لا يزال مصير السينما العربية مرهونا بالتحديات والأقدار الخائبة وقائماً على مبادرات فردية والسينمائي العربي رحالة يستعين بشتى وسائل النقل للتواصل مع العالم الغربي حبذا أن لا يضل طريقه.