المرصد

تحقيق يكشف خططا استخباراتية أميركية لخطف أو اغتيال مؤسس ويكيليكس.. ما القصة؟

بدت القضية أشبه بأفلام جيمس بوند، لكنها قصة واقعية لم تخلُ من عناصر التشويق ومخططات الخطف والاغتيال، حيث نشر موقع “ياهو نيوز” تحقيقا استقصائيا شكّل صدمة للمعنيين بحرية الصحافة والتعبير.

وتابع المرصد (2021/10/11) كشف التحقيق عن مداولات سرية بين مسؤولين في الأجهزة الأمنية الأميركية، ولا سيما وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA)، والبيت الأبيض إبان حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، للتخطيط لخطف أو تصفية مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج، وذلك للانتقام منه لما نشره خلال السنوات الماضية من تسريبات خطيرة هزت أركان الحكومات الأميركية المتعاقبة، فيما ينتظر حاليا "أسانج" -في سجن "بيلمارش" البريطاني- قرار المحكمة البتّ في طلب أميركي لتسليمه.

وبهذا الشأن، قالت الصحفية ريبيكا فينسنت -من منظمة "مراسلون بلا حدود"- إن الصحفيين الذين أعدوا التحقيق قالوا إنهم استجوبوا أكثر من 38 مسؤولا حكوميا سابقا، من بينهم 8 عن سيناريوهات كاختطاف محتمل لأسانج وصولا إلى خطط لاغتياله.

كما كانوا يخشون من مخططات روسية لإخراجه من سفارة الإكوادور، وقد تضمنت بعض السيناريوهات مساعدة بريطانية أيضا.

وأشارت الصحفية إلى أن القصة تحظى بتغطية إعلامية وافية في بريطانيا، ولكنها تبقى أكثر خجلا في أميركا مع تجاهل واضح من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وذلك لأن نظرة الناس إلى أسانج لا تساعد على ذلك، ولكن هناك شعور متنام بضرورة التضامن معه بغض النظر عن بعض الاعتبارات الشخصية.

من جهته، قال مدير تحرير موقع "شادو بروف" (shadowproof) كيفين غوسزتولا إنه تم التباحث في قرار تسليم أسانج وهو ما لم يكن معلنا، حيث أرادوا خطفه من سفارة الإكوادور ونقله جوا إلى أميركا واستجوابه سرا بعد أن يقوموا بتصنيف ويكيليكس منظمة معادية.

كما أعلن فريق "ياهو" أن "سي آي إيه" أعادت الأولوية لمطاردة أسانج أثناء فترة حكم دونالد ترامب، وقد تلقت الأمر من مديرها في حينه مايك بومبيو.

وفي انتظار صدور الحكم النهائي، يعتقد أنه في حال ما جاء الحكم لصالح عدم تسليمه إلى أميركا، سيثبت ذلك أن جهودا صحفية جدية أسهمت في تحديد مسار دعوى قضائية ذات بُعد عالمي، وستكون انعكاساتها بعيدة على مستقبل الصحافة الاستقصائية وحرية التعبير في العالم.