سيناريوهات

خلط الأوراق مرة أخرى.. هل يحول الموقف الأميركي دون بقاء اتفاق السلام مع حركة طالبان؟

قال الخبير في الشأن الأفغاني تيسير علوني إن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مراجعة اتفاق السلام مع حركة طالبان أثار نوعا من القلق لدى الحركة التي باتت تنتظر الخطة الأولى الفعلية لأميركا.

وأوضح في حديثه لبرنامج "سيناريوهات" (2021/2/4) أن حركة طالبان تقدم أعذارا للتوقف عن حضور جلسات التفاوض من قبيل عدم استكمال إطلاق سراح 7 آلاف سجين من الحركة، ثم إزالة أسماء قادة طالبان من القوائم السوداء الأميركية. مشيرا إلى أن الحركة لم تعلن رسميا توقفها عن الحوار، ولكنها بررت عدم حضورها للجلسات بالرغبة بإجراء استشارات خاصة بين أعضائها.

وكانت واشنطن قد أعلنت عزمها مراجعة اتفاق السلام الذي وقعته الإدارة السابقة مع طالبان العام الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك على وقع أعمال عنف شهدتها أفغانستان في الآونة الأخيرة، يذكر أن "اتفاق الدوحة" يقضي بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

في المقابل، اعتبر الباحث في قضايا الأمن القومي الأميركي ديفيد سيدني أن سبب تغير الموقف الأميركي هو أن الاتفاق ليس جيدا، وطالبان لم تلتزم باتفاقها، متهما إياها بعدم قطع صلتها بالقاعدة، وذهب للقول بأن مجموعة من مقاتلي القاعدة يقاتلون مع طالبان، وبالتالي أميركا لم تحقق الأهداف التي تصبو إليها من الاتفاق.

وبرر تردد إدارة بايدن تجاه الاتفاق بسبب ما أسماه تصعيد العنف على عكس ما كان ينتظر من مخرجات الاتفاق، وقال إنه كانت هناك محاولات لاستهداف قوى دولية وأيضا أفغانية، "فعدد الأفغان الذي قتلوا في الأشهر الماضية أكثر من السنة السابقة"، معتبرا أن طالبان لم تظهر التزاما حقيقيا تجاه السلام ولذلك تحاول إدارة بايدن مراجعة الاتفاق ثم اتخاذ القرار المناسب.

من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي عبد الله بهير أن الموقف الأميركي خطوة جيدة بالنسبة للنظام الأفغاني الحالي، فأميركا تفاوض مباشرة مع طالبان، وهذا أمر اعتبره بهير جيدا، خاصة أن إدارة بايدن تظهر نيتها لدعم النظام الذي سيقوم في أفغانستان.