الانتخابات ليست طريقا للشرعية بعد الانقلاب
وألمح عبد الشافي إلى غياب شرط "التعاقدية" بين المرشح والناخبين الذي ينعكس في البرنامج الانتخابي الذي يحصل من خلاله المرشح على ثقة الناخبين، مشيرا إلى أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي -الذي يتوقع فوزه على نطاق واسع- لم يقدم برنامجا انتخابيا.
لا شرعية ولا مشروعية
من جانبه قال أستاذ القانون الدولي في جامعة تونس عبد المجيد العبدلي إن الانتخابات التي يتنافس فيها السيسي والسياسي الناصري حمدين صباحي "غير شرعية، ولا مشروعية لها، لأن الشرعية تم إسقاطها".
وتساءل العبدلي عن جدوى إجراء انتخابات جديدة بعد الانقلاب على مرسي ووضعه في السجن رغم أنه كان منتخبا لمدة زمنية معينة.
ورغم وصف أستاذ تاريخ العالم العربي المعاصر بجامعة السوربون عادل لطيفي لمظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 بأنها "ثورة شعبية"، فإنه أكد أن السيسي قام بالانقلاب على الشعب قبل أن ينقلب على جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن الانتخابات الرئاسية تفتقد كافة معايير النزاهة والشفافية.
بالمقابل، قال عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الناصري عادل شرف إن ما جرى في مصر العام الماضي كان "ثورة حقيقة أفضت إلى فترة انتقالية لها استحقاقاتها من انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية"، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي فصيل الاستحواذ على السلطة في هذه الفترة "الحرجة والحساسة".
وأضاف شرف أن جميع القوى السياسية متفقة على أن العملية الانتخابية شابها بعض العوار. وفي سياق منفصل، طالب شرف جماعة الإخوان المسلمين بمصالحة الشعب المصري والمشاركة السياسية.
تعريف الشرعية
وعرّف شرف الشرعية بأنها علاقة بين الحاكم والمحكوم بناء على "عقد يتم إبرامه بين الطرفين، ومرسي أول من خالف عقد الانتخابات".
لكن العبدلي فرّق بين الشرعية والمشروعية، مشيرا إلى أن الأولى تعني أن يكون العمل متطابقا مع نص قانوني سواء في الدستور أو القانون الانتخابي، في حين أن المشروعية مفهوم سياسي وهي غالبا ما يعطيها الشعب للحاكم.
وتابع "قد يحدث انقلاب، لكن إذا تماهى معه الشعب بأغلبيته يصبح مشروعا وليس شرعيا".
من جانبه قال عبد الشافي إن "جوهر فكرة الشرعية يقوم على الرضا والقبول والتوافق والتراضي، ويترتب عليها التزام متبادل بين الحاكم والمحكوم، ولا يمكن الحديث على أن من يحتكر القوة يحتكر الشرعية"، في إشارة إلى انقلاب القوات المسلحة على مرسي.
وبالمقابل قال لطيفي إن دول ما يسمى الربيع العربي تعيش مرحلة انتقال ديمقراطي، مما يعني أنك يمكن أن تحكم خمس سنوات ما لم تكن تحظى بالقبول الشعبي، مشيرا إلى أنه عند خروج الآلاف ضد أي حاكم فعليه أن يراجع نفسه.
وطالب لطيفي جماعة الإخوان المسلمين بفهم الحراك الذي قام ضدهم بعدما أضاع مرسي فرصة تاريخية، حسب تعبيره.