للقصة بقية 

أميركا أم إيران أولا.. من يفك شفرة الاتفاق النووي؟

ما زال الاتفاق النووي الإيراني يشكل تحديا كبيرا أمام الإدارة الأميركية الجديدة، حيث تنهج واشنطن سياسة “امتثلوا نمتثل”، لكن طهران سبقتها بالقول “انسحبتم أولا من الاتفاق النووي، وعليكم بالعودة إليه”.

وبهذا الصدد، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عمويي في حديثه لبرنامج "للقصة بقية" (2021/3/15) إن وجهة النظر الإيرانية هي أن أميركا من انسحبت من الاتفاق النووي وألغت كل التزاماتها، ولذلك عليها العودة أولا إلى التزاماتها.

وأضاف أن الموقف الإيراني الحالي يعبر عن غياب الثقة تجاه الولايات المتحدة، فطهران لا تفهم حقيقة ما يحصل بين البيت الأبيض والكونغرس، معتبرا أن القرار بيد الإدارة الأميركية أيا كان رئيسها.

وأكد المسؤول الإيراني أن بلاده مستعدة للعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي عند عودة أميركا إلى الاتفاق، فإيران لديها أيضا وجهة نظر مختلفة بين البرلمان والحكومة، ولكن التخلي عن الاتفاقات الدولية فجأة يجردها من مصداقيتها، ولذلك على أميركا العودة أولا بدل الحديث عن التفاوض.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد صرح بأن الوقت ينفد أمام الإدارة الأميركية، وعليها العودة للاتفاق النووي الذي هو أفضل ما أمكن التوصل إليه، متهما إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بانتهاج سياسة لا تختلف عن سياسة إدارة سلفه دونالد ترامب تجاه ملف إيران النووي.

أما روسيا فقد نادت إلى عودة متزامنة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، كما فتح الأوروبيون وغيرهم قناة اتصال دبلوماسية غير مباشرة.

من جهته، قال جون ولفستال مساعد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إن الرئيس بايدن يريد العودة إلى الاتفاق النووي، ولكنه يريد من إيران أن تفعل ذلك أولا.

واعتبر أن المأزق هو من يقوم بالخطوة الأولى، فأميركا تعتبر أن السبيل الوحيد هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات واتباع خطوات محددة وتنسيقها على مختلف المستويات.

وأشار إلى أن طهران ترى أن واشنطن هي من يجب أن تقوم بالخطوة الأولى وترفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ولكن التحدي الأميركي هو إمكانية استخدام الكونغرس حق النقض في حال رفع العقوبات دون عودة إيران إلى التزاماتها أيضا.