للقصة بقية 

بعد قرار الدانمارك إعادة سوريين.. كابوس الترحيل يؤرق اللاجئين في أوروبا

رشا عمر، لاجئة سورية لجأت إلى الدانمارك لإيجاد مكان لها ولعائلتها، لكن الأمور تغيرت مع قرار السلطات الدانماركية اتخاذ إجراءات قانونية لترحيل اللاجئين السوريين القادمين من دمشق وريفها.

وبينما تؤكد السلطات الدانماركية أن إجراءاتها بترحيل اللاجئين السوريين القادمين من دمشق وريفها سببها أن هذه المناطق باتت مناطق آمنة، تقول رشا إن عودتها إلى بلادها يعني موت محتم بدون نقاش، وهو نفس رأي أسماء الناظور، اللاجئة السورية التي صدر بحقها قرار الترحيل رفقة زوجها وآخرين، إذ يؤكدون أنهم سيعودون إلى المجهول.

ويعيش 35 ألف لاجئ سوري في الدانمارك -عدد سكانها يقدر بنحو 6 ملايين نسمة- وقد رفضت السلطات الدانماركية تجديد إقامات نحو 380 لاجئا سوريا، ووضع 39 منهم في وضع انتظار الترحيل، وقد عاد 7 لاجئين بالفعل إلى سوريا.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا بنحو 800 ألف، وتقول السلطات هناك إنها لم ترحل لاجئا سوريا رغم إلغاء قانون عدم الترحيل.

ومن جهة أخرى، تفاقمت خلال الأسابيع الماضية أزمة اللاجئين المتجمعين على حدود بيلاروسيا مع بولندا على أمل الانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي، وقد خص بعضهم برنامج "للقصة بقية" بتعليقات تتناول ظروفهم الإنسانية الصعبة، والدوافع التي حركتهم لطلب اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي.

وقد سلطت حلقة (29/11/2021) من برنامج "للقصة بقية" الضوء على أبعاد قضية اللاجئين الذين لم تتورع دول أوروبية عن استخدام القوة لإجبارهم على العودة من حيث أتوا. مع العلم أن أوروبا تحتضن 12 مليون لاجئ، جاء معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان ودول أخرى.

ووصف النائب في البرلمان الأوروبي مارك بوتينغا وضعية اللاجئين بالصعبة جدا، وانتقد الإجراءات التي اتخذتها الدانمارك بحق اللاجئين السوريين، وقال إنه يعتبر قرارا سيئا للغاية من منظور حقوق الإنسان.

ودعا في المقابل إلى ضرورة النظر في أسباب الهجرة واللجوء وأن اللاجئين كانوا ضحايا حروب وأزمات تسببت فيها سياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها أوروبا لا يتحمل وزرها اللاجئون، وأن على أوروبا أن تكون لها مقاربة توزيع للاجئين مشتركة، لأن سياستها الخارجية أهدافها مشتركة.

وانتقد النائب في البرلمان الأوروبي تعامل الأوروبيين مع أزمة اللاجئين من مختلف دول العالم، وقال إنه يتم تحديد مواقع اللاجئين ويسلمون لشرطة الحدود التي ترسلهم إلى بيلاروسيا والبوسنة وغيرهما، ويتم وضع الأسلاك الشائكة أمامهم، منوها إلى أن المفوضية الأوروبية والأوروبيين عموما يهدفون إلى جعل اللاجئ عدوا لهم، هي رسالة جيوسياسية، كما قال الضيف.

قرار غير قانوني   

ومن جهته، وصف الخبير في قضايا اللجوء والهجرة أحمد السعدون قرار الدانمارك بـ"غير القانوني أو الأخلاقي أو الإنساني، والمجحف بحق اللاجئ السوري، لأنه سيرجع إلى وضع سيئ"، إضافة إلى أن الحكومة في دمشق غير مهيأة لاستقبال هؤلاء اللاجئين.

وذكر أن دول الاتحاد الأوروبي تختلف فيما بينها بشأن طريقة التعامل مع اللاجئين، وأشاد على وجه الخصوص ببريطانيا التي قال إنها اعتبرت قرار الدانمارك بترحيل السوريين غير إنساني.

وتحدث السعدون لحلقة برنامج "للقصة بقية" عن العراقيين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وقال إنه من سوء حظهم أنهم وجدوا أنفسهم بين هاتين الدولتين، منتقدا طريقة تعامل دول الاتحاد الأوروبي ومفوضيته مع قضية طالبي اللجوء على الحدود البيلاروسية البولندية.