للقصة بقية 

فقدوا مصدر دخلهم ولم يجدوا البديل.. تعرف على معاناة العمالة اليومية في زمن كورونا

فرضت العديد من الدول العربية إجراءات تساهم في وقف انتشار فيروس كورونا، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول الفيروس إلى جائحة عالمية، وأثرت هذه الإجراءات بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية.

وسلط برنامج "للقصة بقية" في حلقته بتاريخ (2020/7/27)، الضوء على جانب من التداعيات الناجمة عن إجراءات الإغلاق على القطاعات الاقتصادية، وكيف تأثر من يعملون بنظام "الأجر اليومي" وقد فقد الكثير منهم أعمالهم ومصدر رزقهم.

وتشير إحصاءات منظمة العمل الدولية لعام 2019 أن معدل البطالة في البلدان العربية هو الأعلى عالميا، حيث تصل نسبة البطالة في الشرق الأوسط إلى نحو 7.3%، وترتفع هذه النسبة في شمال أفريقيا إلى 11.8%. وبحسب منظمة العمل الدولية فإن العمالة غير المنظمة في المغرب وصلت إلى نحو 79.9%، وهي الأعلى عربيا.

وقد سارعت الحكومات العربية بتقديم الحلول لاحتواء الأضرار الناتجة عن الإجراءات التي فرضتها بسبب كورونا، وتفاوتت الاستجابة الرسمية في الدول العربية بين تقديم الدعم المالي المباشر والطرود الغذائية والوعود بإيجاد الحلول.

ويتحدث مصطفى عبد الرحمن -الذي يدير منجرة- عن تأثيرات كورونا، خصوصا أن الاقتصاد اللبناني كان يعاني قبل الجائحة، مذكرا بالاحتجاجات التي شهدها لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها، ووصف الإغلاق بسبب كورونا بالضربة القاضية له وللعاملين لديه والعاملين في ذات المجال.

وأوضح أن المنجرة التي يديرها تعيل نحو 30 عائلة، لكن الإجراءات التي فرضت بسبب كورونا كانت سببا في أن تفقد هذه العائلات مصدر دخلها الوحيد. وقال "وبسبب انعدام الدخل اضطررت لبيع ذهب زوجتي من أجل توفير بعض الأكل"، كما أعلن عجزه عن سداد بعض الديون المستحقة على المنجرة.

من جهته شرح عروس شعيب الذي كان يعمل في أحد المطاعم بتونس، معاناته بسبب الإغلاق، وأضاف أن المعاناة الكبيرة التي يعيشها هو انقطاع مصدر دخله، إذ بات يعيش على ما يتحصل عليه من مساعدة الأسرة والأصدقاء، وشرح معاناته الجديدة والمتمثلة في صعوبة الحصول على عمل جديد حتى بعد رفع الإغلاق.

وأكد العامل في التمديدات الصحية والتدفئة صالح المالحي أن معاناته بدأت بعد شهر من الإغلاق، حين نفدت مدخراته التي كان قد جمعها من عمله خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى فقدان زوجته عملها بسبب كورونا أيضا، وهو ما تسبب للأسرة بضغط شديد.

ويرى مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية أحمد عوض أن العمالة غير المنظمة هي التي لا يتوفر لها أي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية، والحماية الاجتماعية تبدأ بتوفير عقد عمل يضمن شروط عمل لائقة للعاملين، وعموده الفقري الاشتراك بنظام الضمان الاجتماعي في أي بلد.

ويضيف مستشار الأنشطة العمالية للبلدان العربية لدى منظمة العمل الدولية مصطفى سعيد، أن المنطقة العربية في الربع الثاني من العام الحالي خسرت نحو 10.3% من ساعات العمل، أي معادل 6 ملايين فرصة عمل بدوام كامل، بمقدار 48 ساعة أسبوعيا، مؤكدا أن النتائج الناجمة عن الإغلاق بسبب كورونا تتعقد ولا حل يلوح في الأفق.