خارج النص

فيلم الأصليين.. هل انتقد المراقبة أم أحكم قبضة السلطات؟

تناولت حلقة (2021/9/26) من برنامج “خارج النص” فيلم الروائي أحمد مراد “الأصليين” الذي أخرجه مروان حامد، والذي حصد العديد من الجوائز المحلية رغم عدم تحقيقه إيرادات مادية كافية.

وقد أثار الفيلم المنتج عام 2018 الجدل بين أوساط النقاد والمثقفين كونه تناول فكرة لم تولها السينما العربية اهتماما كافيا، حيث تطرق إلى قضايا التجسس والمراقبة التي تتعرض لها الشعوب، معرضا بالأنظمة العربية والشركات العملاقة التي باتت تستخدم التكنولوجيا للدخول إلى مساحات شخصية كانت في مأمن من المراقبة.

واختلف النقاد في توصيف الفيلم بين الخيال العلمي المرتبط بالواقع، وبين الأفلام السياسية كونه يتحدث عن المواطن والدولة، في حين ذهب آخرون لتصنيفه بأنه اجتماعي يحتوي على فنتازيا، وذهب آخرون إلى أن الفئة المستهدفة من هذا العمل هي النخبة فقط، ولا يصلح عرضه للعامة.

وتحدث الناقد السينمائي محمد حجازي عن أن أكثر ما لفت انتباهه بشأن الفيلم، هو توظيف السلطات له في صالحها، مؤكدا أن الفيلم أوصل رسالة مغلفة مفادها "أنك أيها الإنسان لن تكون كما تريد". وهذا ما تريد المخابرات إيصاله بسماحها للفيلم بالمرور، مؤكدا أن الأصل في المراقبة لمن عليه شبهة، لا كما صور الفيلم أن الكل يخضع للمراقبة، وهذا أمر خاطئ.

في حين بررت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله وجود المراقبة على الأشخاص من قبل الدولة، لأن ذلك يسهم في تأمين البلاد وحماية الأمن القومي وكشف الجرائم، إما عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع والأماكن العامة أو عن طريق تتبع الهواتف الشخصية، معبرة عن إعجابها بنهاية الفيلم الواضحة -حسب قولها- القائمة على فكرة أن الإنسان قادر على التحرر من دائرة الرقابة التي تفرضها عليه السلطات.

وقامت فكرة الفيلم على أن "الأصليين" -تنظيم سري- يوصلون رسالة بأنهم هم المخلصون الحقيقيون للوطن وحماته، وأنهم مستعدون لتقديم أرواحهم للوطن. وفي "الأصليين"، يقوم التنظيم بتجنيد موظف عادي يكتشف فيما بعد سطوة التنظيم وقدرته العالية على المراقبة. وقد حمل الفيلم أفكارا ذات أبعاد سياسية واجتماعية ودينية. واختلف النقاد حول نهاية الفيلم، فمنهم من يرى أن نهاية الفيلم المفتوحة كانت أمرا سيئا، بينما يؤكد آخرون أن النهاية كانت واضحة وغير مفتوحة.

ويرى الناقد السينمائي أحمد السماحي أن فكرة التنظيم قائمة على النخبوية حيث يبحثون عن مريدين لهم، وتساءل عن أسباب ظهور شخصية مبهمة من دون تعريف لها في الفيلم وفتح بها العديد من علامات الاستفهام، مؤكدا أن شخصيات الفيلم كان لها عدة اتجاهات، ولم تكتف بشخصية واحدة.

بدوره، أكد الصحفي عمر الشال أن الفيلم رسخ فكرة أن الكل يخضع للمراقبة، بطرق مختلفة عما عرض في سياق الفيلم، مؤكدا أن نهاية الفيلم التي تدعو للتخلي عن الأجهزة الإلكترونية غير واقعية؛ لأن البشر اليوم مرتبطون -بشكل كامل- بأجهزتهم، لذا يصعب أن يطبقوا هذه الفكرة.

ولم تدخل الأجهزة الرقابية في صدام مع الفيلم حيث عرض بنسخته الكاملة من دون حذف أو اعتراض؛ وهو ما أثار تساؤلات وتكهنات، وقد فتح فيلم "الأصليين" سجالا يتردد صداه كلما تجدد الحديث عن قضايا الخصوصية والأمان.