الاتجاه المعاكس

بايدن يبشر بمستقبل جديد لحقوق الإنسان في العالم.. هل يفلح في ذلك؟

قال الباحث والمحلل السياسي عبد الله الشمري إن قيمة أميركا تكمن في تمسكها بقيمها، والرئيس جو بايدن عندما بشر بوضع مختلف لحقوق الإنسان حول العالم سيقوم بتنفيذ هذا الوعد لا محالة.

وأضاف في حلقة (2021/7/20) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن الثقة في تنفيذ بايدن لهذا الوعد تعود إلى تمرسه في السياسة منذ 50 عاما، بالإضافة إلى أن الدولة المؤسسية في أميركا تعمل على انتشال العالم ليكون مكانا أفضل خصوصا في حقوق الإنسان، وعلى جميع الدول الاستفادة من التجارب والعروض الأميركية.

وتابع أن ذهاب بايدن لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطرح ملف حقوق الإنسان، هي رسالة لكل الدول التي تنتهك هذه الحقوق، لأن أميركا هي الدولة الأولى في حماية حقوق الإنسان حول العالم.

في المقابل، رفض رئيس تحرير موقع الرسالة أحمد هواس ما أسماه تزييف الحقائق لأن روسيا تابع ذليل لأميركا وهي اليوم دولة كبرى ولم تعد عظمى كما كانت، وما بوتين إلا منفذ للسياسة الأميركية في المنطقة، وقد منح الضوء الأخضر لقتل الشعب السوري والتخلص منه، وأميركا لا تعترف بحقوق الإنسان إلا داخل أراضيها فقط.

وأضاف أن واشنطن موافقة على الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن، ولهذا لم تحرك ساكنا بهذا الخصوص، منوها إلى أن أميركا اعترفت على لسان وزيرة خارجيتها السابقة كوندليزا رايس بأنها غضت الطرف عن الحكام المستبدين لـ6 عقود في المنطقة.

وتابع أن أميركا تتعامل مع حقوق الإنسان بما يفيد مصالحها، مطالبا بتحقيق العدالة في إبادة الهنود الحمر وهم السكان الأصليون لأميركا، وللملونيين من العنصرية، والتحقيق مع الجنود الأميركيين المنتهكين لحقوق الإنسان في أفغانستان، وقاعدة غوانتانامو، وسجن أبو غريب في العراق، واستخدام الأسلحة النووية في ضرب اليابان، والأسلحة المحرمة دوليا في ضرب الشعب العراقي، لكن هذا لن يتم حسب قوله.

وعاد عبد الله الشمري مستدركا بأن النظام الأميركي السياسي يوجد عليه مآخذ لكنها تبقى أمورا داخلية تعالج عبر الانتخابات ويشهد هذا الجانب تطورا مستمرا، لكن في ملف حقوق الإنسان تبقى أميركا هي المتسيدة على عرش العالم.

ودعا إلى المراهنة على بايدن في التغيير بملف حقوق الإنسان، ولقياس حقيقة توجهه دعا إلى النظر في التعامل الأميركي مع "فتاها المدلل" في المنطقة إسرائيل، خصوصا في الحرب الأخيرة على غزة.

لكن أحمد هواس اتهم أميركا بالكيل بمكيالين في كل القضايا التي تمس المنطقة، لأنها لا تريد حدوث أي تغيير في الوضع، ولهذا نرى المجاعات والفقر في اليمن والعراق وسوريا، في المقابل لا تسمح بأن يحصل أي خرق لحقوق الإنسان داخل أراضيها لتأثيراته عليها، واصفا حديث بايدن عن حقوق الإنسان بـ"الكذب على الذقون".