الاتجاه المعاكس

عامان على الثورة اليمنية

عامان على الثورة اليمنية. ألا تنجز الثورة أهدافها بطريقة سلسة وهادئة؟ ألا يختفي رموز النظام القديم شيئاً فشيئاً؟ أم إن الثورة لم تحقق أغراضها؟ ألا يهدد البعض بالعودة إلى الشوارع؟

– الشارع اليمني وتحقيق أهداف الثورة
– مخاوف من إعادة إنتاج النظام السابق

– اليمن من خطف الثورة إلى محاصة الدولة

– القوى الشبابية واحتمالية العودة إلى الشارع

– النظام السابق وبسط سيطرته على الدولة

– آلية حل معضلة القات

‪فيصل القاسم‬ فيصل القاسم
‪فيصل القاسم‬ فيصل القاسم
‪ماجد المذحجي‬ ماجد المذحجي
‪ماجد المذحجي‬ ماجد المذحجي
‪عبد الخالق البركاني‬ عبد الخالق البركاني
‪عبد الخالق البركاني‬ عبد الخالق البركاني

فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام، أليس حرياً بالشعب اليمني في الذكرى الثانية لثورته أن يشكر ربه على أنه أنجزها بأقل التكاليف؟ ألا يكفي أن الرئيس اليمني آثر مصلحة وطنه على مصلحته الشخصية والعائلية؟ ألم يجنب بلاده صراعاً دامياً كان سيحول اليمن إلى أشياء ممزقة ودمار هائل؟ ألا يمتلك اليمن قيادة جديدة تتخلص شيئاً فشيئاً من إرث النظام الساقط؟ ألا يتساقط أركان العهد السابق الواحد تلو الآخر وبهدوء؟ أليست هيكلة الجيش ماضيةً في التحقيق؟ أليس من الخطأ أن يتوقع البعض أن تنجز الثورة كل أهدافها بسنتين؟ ألا يكفي أن القيادة الجديدة باتت تعلم أن الشباب يقف لها بالمرصاد؟ لكن في المقابل، ألم تذهب الثورة اليمنية أدراج الرياح؟ ألم تعد حليمة إلى عادتها القديمة؟ ألم تذهب أرواح الشهداء سدىً؟ ما الفائدة أن يذهب رأس النظام ويبقى النظام بجيشه وأجهزة أمنه وعائلة الرئيس؟ أليست هيكلة الجيش وقوى الأمن أهم ألف مرة من تنحي صالح؟ ألم ينتقل اليمن من خط الثورة إلى خط الدولة؟ ألم تتقاسم القوى التقليدية مقاليد السلطة والنفوذ في البلاد؟ أليست تهديدات بعض القوى الشبابية بالعودة إلى الشوارع دليلاً على أن الثورة لم تنجز شيئاً سوى تغيير الطنجرة من رأس إلى رأس؟ أسئلةً أطرحها على الهواء مباشرة على عضو البرلمان اليمني السيد عبد الخالق البركاني وعلى الناشط اليمني ماجد المذحجي، نبدأ النقاش بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

الشارع اليمني وتحقيق أهداف الثورة

فيصل القاسم: أهلاً بكم مرةً أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرةً في برنامج الاتجاه المعاكس بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل حققت الثورة اليمنية أهدافها؟ 18.9% نعم، 81.1% لا، ولو بدأت بهذه النتيجة مع السيد ماجد برأيك ما الذي يجعل هذه النسبة الكبيرة 81% أو أكثر من 81% تعتقد بأن الثورة في اليمن لم تنجز أهدافها وأن حليمة عادت إلى عادتها القديمة أو بالأحرى الثورة كلها ذهبت أدراج الرياح.

ماجد المذحجي: لأن كل الوقائع تقول ذلك.

فيصل القاسم: كل الوقائع.

ماجد المذحجي: لن يتغير شيئا في صيغة الحكم في اليمن تمت إعادة ذات الاستبداد الذي انتفض اليمنيين ضده، ما زالت نفس الوجوه تهيمن ما زال صالح موجود في الخلفية ما زالت اللغة والأدوات والعنف سائداً في مواجهة عموم اليمنيين، في الذكرى الثانية للثورة قامت صيغة الحكم الجديدة باعتداء على جرحى الثورة الذين كانوا يعتصمون أمام مبنى رئاسة الوزراء.

فيصل القاسم: إلى هذا الحد؟

ماجد المذحجي: في رمزية غريبة تفصح أن هؤلاء الوزراء الذين صعدوا على دماء هؤلاء الجرحى أعيد الاعتداء عليهم من ذات أفراد الأمن الذين اعتدوا عليهم قبل سنتين وسببوا إعاقتهم، هذه رمزيةً بالغة الفداحة هي تفصح عن مدى سوء الأحوال، الأسوأ من الحديث عن نجاح الثورة وتحقيق أهدافها انتحال الحديث باسم الثورة في ممارسة تعيد نفس إنتاج نفس مناخ ما كان حادثا قبل سنتين، وعانى منه اليمنيين، الثورة لم تقم ضد صالح كفرد الثورة قامت ضد صيغة الحكم التي كانت سائدة وعلى رأسها صالح، ما زالت نفس الوجوه ما زال الرئيس هادي لا يستطيع إنفاذ  قراراته ما زال أحمد علي في صدارة قوات عسكرية بالغة التنظيم في القوة والعنف، ما زال علي جاثم في الحكم ما زالت كل الصيغة القديمة تكبح وتجثم على صدر اليمنيين، إذن كيف يمكن الحديث عن انجازات الثورة؟ نحن لا نطالب بانجاز الثورة خلال سنتين لتحقيق أهدافها، نحن نقول أن يجب أن تكون هناك مؤشرات على إمكانية رضا أو في اتجاه تحقيق هذه الثورة لأهدافها.

فيصل القاسم: كيف ينظر الشارع اليمني وأنت قادم من اليمن بعد سنتين؟

ماجد المذحجي: أعتقد أن الكثيرين محبطين في البلد اليوم سقط..

فيصل القاسم: يعني هل تمثل هذه النسبة لليمنيين حوالي 81.1%.

ماجد المذحجي: أعتقد أنه الكثير وأكثر من 81%.

فيصل القاسم: أكثر من 81% يعتقدون أن الثورة ذهبت أدراج الريح.

ماجد المذحجي: يا سيدي لازالت مراكز القوة القديمة تمارس نفس الحكم ما زال الاختصام سائداً وما زالت سياسة التقاسم والمحاصصة بين كل صيغة الحكم القديمة سائدة حتى الآن، ما حدث هو تسوية بين الأقوياء استبعد منها الشعب اليمني.

فيصل القاسم: تسوية بين الأقوياء استبعد منها الشعب اليمني سيد عبد الخالق.

عبد الخالق البركاني: طبعاً في البداية اسمح لي دكتور أن أهنئ شعبنا بمناسبة الذكرى الأولى لتولي الأخ الرئيس القائد عبد ربه منصور هادي السلطة في اليمن، هذه المناسبة التي نحتفل بها خلال اليومين القادمين، وضعت يعني الأخ الرئيس وهو يمتلك من الحكمة ومن القيم بأن يدير دولة وكان على مسافة واحدة مع كل القوى السياسية الموجودة في البلاد، الشيء الآخر أيضاً نبارك لشعبنا بالذكرى الثانية للثورة وكذلك أيضاً نثمن دور قوانا الخيرة الموجودة في الجنوب التي احتفلت بشهر يناير بمناسبة 13 يناير لإعادة اللُحمة بين أبناء الوطن الواحد والجنوب بمناسبة التسامح والتصالح وهذا..

فيصل القاسم: أي تسامح وتصالح ونحن نرى أن الحراك في الجنوب يتصاعد يوماً بعد يوم والمظاهرات بالملايين على مين عم تضحك يعني؟

عبد الخالق البركاني: هذا هو يعني جزء أساسي اللي خلا الناس يعني أن تزيد من تمسكها بمطالب الثورة وبتوافق يعني قائم بين القوى يعني أبناء الجنوب هذا جزء أساسي كان لضمانات الثورة، قضية التسامح قضية كانت جوهرية كنا ننتظرها من سنوات طويلة..

فيصل القاسم: جميل جداً بس أجب عن الكثير من الأسئلة الرجل يقول لك قادم من اليمن أنت قادم من اليمن أيضاً يقلك أكثر من 80% من الشعب اليمني نحن لدينا استطلاع يقول 81% الثورة لم تحقق أهدافها، الرجل يقلك أكثر من 81% من الشارع اليمني وهو قادم من اليمن يقولون أن الثورة لم تنجز شيئاً "وتيتي تيتي مثلما رحتِ مثلما جيتِ".

عبد الخالق البركاني: لا هذا أنا أعتقد إنه هذا التعبير تعبير يعني غير واقعي لأنه أي إنسان بتحدث اليوم من أنه اليمن مرت بسنتين فاضيتين من أي نوع من الإجراءات فهذا جرم في حق الثورة حتى وقواها الموجودة اليمن..

فيصل القاسم: كيف؟ كيف؟

عبد الخالق البركاني: اليمن طبعاً يمر بجملة من الصعوبات وجملة من التراكمات التي لا تسمح لأي تحول يحدث بهذه السرعة ولكن نحنا…

فيصل القاسم: أعطيني منجزات؟ الرجل تحدث عن السلبيات التي واضحة للعيان.

عبد الخالق البركاني: أبرز إنجازاتنا في اليمن من أنه الواقع الذي كان يحترق والذي كان أيضاً يتصدع وكانت يعني الحرب الأهلية قاب قوسين أو أدنى تواجدت يعني الرؤى السياسية والاقتصادية والسياسية للأخ الرئيس القائد عبد ربه منصور..

فيصل القاسم: لماذا الرئيس القائد؟ يعني رجعنا للرئيس القائد ما هو ودانا بـ 60 داهية هذا القائد لماذا لا تقول الشعب اليمني القوى اليمنية الأخ القائد؟

عبد الخالق البركاني: نقول القائد لأننا نجد فيها الورقة الرابحة لإخراج اليمن من أزمته عبد ربه منصور يعني رجل حكيم والشباب وقوى الثورة يعتمدون عليه..

فيصل القاسم: من الذي أنجز الثورة؟ من الذي أنجز الثورة الرئيس؟ جاي تطبل لي للرئيس بعد سنتين؟

عبد الخالق البركاني: الرئيس يعني عبد ربه منصور هادي هو الذي وقف على ركام دولة محطمة يعني منهارة ووقف وجمع ويعني لملم الشارع وأتفق حول أيضا الشباب وسار وأنجزت جملة من الأشياء في اللحظات الأولى التي كان يقف عليها في ظل يعني غياب كثير من المؤسسات وانهيار كثير من المؤسسات وهدم كثير من المؤسسات إلا أنه وجد إن مصلحة الوطن يفترض أن تكون فيها مثلما قال اليوم بوقت قريب قال إنه يجب أن نكون وتكون الشباب يعني أصحاب المصلحة في هذه القضية التي تتم في البلد وتكونوا في مقدمة الصفوف وتكونوا مع المستقبل من أجل أن ننقل اليمن من هذه الأزمة، مسألة إنه يضع 81% هذه المسألة يعني قد تكون رأي في عقول الأقلية من الناس لكن نحنا إيش اللي نشير للوطن اليوم؟ الوطن يعني يفترض أن لا نقول أو نعاتب يعني مثلا رأس سياسي أو مجموعة سياسية لكن روح شوف تغيرات في الجيش تغيرات الأمن أجهزة الأمن، غيرت قيادتها، غيرت قيادات المؤسسات، كانت لا يمكن مسها غير مدير الطيران اليمنية غير مدير مصفاة عدن المؤسسة الاقتصادية جهاز الأمن القومي أجهزة كثيرة غيرت، غيرت تفاعلاً مع حق الناس.

فيصل القاسم: جميل جداً نأخذها نقطة نقطة سيد ماجد يعني لماذا تتجاهل نقطة مهمة جداً أن اليمن كان قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية يعني ستأتي على الأخضر واليابس، وهذه الثورة بعقلية شبابها وعقلية قيادتها وعلى رأسهم السيد الرئيس كما يقول لك آه أنقذت اليمن من كارثة وهذا أول إنجازات الثورة كيف ترد؟

ماجد المذحجي: المحزن أن الموضوع يبدو كأنما الحرب الأهلية لم تحسم بل أجلت فقط، لماذا أقول؟ هناك انقسام اجتماعي شديد في اليمن الجنوب يتمزق، الشمال عندنا مشكلة طائفية لم تكن موجودة باليمن سابقاً، الحديث عن إنجاز عن إنجاز تغيرات في الجيش غير دقيقة نحن نتحدث عن إعادة تدوير في المواقع العسكرية ضمن نفس النخبة السياسية، من كان قائد للواء تم نقله للواء آخر، من كان محسوب على طرف يعني لم يحدث الحديث عن الهيكلة يجب الحديث عن إعادة بناء هذا لم يحدث، ما يحدث هو إعادة توزيع لمناطق النفوذ بين مجموعة أقوياء تضرر بعضها أثناء بسبب الثورة لكنه استعاد رباطة جأشه بالتالي أخذ..

عبد الخالق البركاني: هو أساسا تبدأ بالهيكلة رسم هيكلة للجيش عندما ترسم أنت أدوات أساسية لتنفيذها على الواقع ما تكونش في يوم وليلة إنك مثلاً تغير يعني مثلاً 270 ألف 400 ألف جندي من وحدة إلى وحدة ومع قائدها ومع مصاريفها ومع توابعها المالية والإدارية لا يمكن أن يكون بالكلام إلا إذا أخذناها بالوقت أخذنا من الوقت لأنه نرسم الخطى نحن طبعاً لم تكن العقلية اليمنية الوحيدة التي أدارت هذا الشأن أدارتها أيضاً قوى يعني من الخبرات ومن بيوت الخبرة والأكاديمية والعسكرية والسياسية في العالم اليوم، الدول العشر ودول الخليج يعني ساهمت وخبراء من الأردن وخبراء من كثير من الدول ساهمت بأنها ترسم الهيكلة وبالتالي يتم قضية التغيير.

فيصل القاسم: كيف ترد؟

ماجد المذحجي: يا سيدي هو محزن هذا الحديث لأنه أولا…

فيصل القاسم: كيف محزن؟

ماجد المذحجي: لأنه نحن بلد، بلد خاضع للوصاية بطريقة بقحة أولا قبل يومين وزارة الدفاع ترفع دعوى على صحيفة يمنية لكونها نشرت تقريراً خاص بموضوع الهيكلة هذا باعتباره من الأسرار الوطنية، والغريب بالأمر إنه هذه الهيكلة اللي يفترض أنها من الأسرار يقوم بها أطراف أجنبية الأردنيين البريطانيين الأميركان أنا أقصد أن الفكرة..

عبد الخالق البركاني: الوصاية أنتم فقدتموها من 1994 وما قبل 1994 الوصاية فين في يعني ثبات في واقعنا اليوم واقعنا كله مأزوم من 1994 أنا أعترف لكن يعني قضية إنه اليوم مثلاً نقول والله نحنا لا زلنا تحت الوصاية، نحن جزء لا يتجزأ من العالم اليوم، العالم اليوم غرفة، العالم اليوم منطقة صغيرة وضيقة وبالتالي ستجد 100 مدخل نحن فقدنا مؤسساتنا كلها من 1994 وما قبل حتى أيضاً بنية واقعنا اليوم بنيتنا من زمان.

فيصل القاسم: جميل جداً تفضل..

ماجد المذحجي: الفكرة هنا إنه ما الذي تغير في هذه البلد سواء كان هناك وصاية للإصلاح أو وصاية للاستبداد أو وصاية لتمرير مصالح مجموعة من القوى في هذه البلد أنا أقول إنه ببساطة إنه نفس ذهنية الحكم وإعادة إنتاج الاستبداد عبر تخليد موقع الرئيس وحماية رمزيته مثلاً خلال يومين سيتم الاحتفال بشكل مهرجاني واحتفالي بذكرى التولي الأول لعبد ربه منصور، أنا خشيتي أن يكون هذا التدشين هو تدشين لمسار من إعادة صناعة المستبد وبالتالي يصبح هذا…

عبد الخالق البركاني: عبد منصور ما ينتظرهاش، عبد ربه منصور رجل يعني حكيم يعني أب قائد يتكلم القليل ويخدم الواقع هذا بكثير من أشكال العطاء لا ينتظر تنصيب، زاهد ولا ينتظر أيضاً رئاسة ما ينتظرهاش هو كان منقذ للواقع..

مخاوف من إعادة إنتاج النظام السابق

فيصل القاسم: سيد عبد الخالق يعني الرجل قال قبل قليل إنه إعادة إنتاج للمستبد وتأليه المستبد هلأ خطابك هذا ألا يصب في نفس الأسطوانة القديمة سيادته وما بعرف شو؟ يا زلمة ما هم جابونا بستين ألف داهية هدول..

عبد الخالق البركاني: لا نحن مش..

فيصل القاسم: جايب فلان وعلان..

عبد الخالق البركاني: نحن نتكلم عن قائد صاحب تجربة تدرس بالجانب يعني القومي والعربي والوطني والأكاديمي وأغترف من تجربة العمل الوطني وجلس يعني رديف لزعيم وكان يتعلم ولا يحكم، ولكنه كان الحكيم بإدارة الشأن العام كان المنقذ لكثير من الأشياء كان…

فيصل القاسم: طب يا أخي أنت رجعت رجعت يا أخي…

عبد الخالق البركاني: هذا مش تمجيد مش تمجيد لكن نحن نشعر كيمنيين غنه نحنا نغرق وبالتالي جاءت حكمة هذا الرجل إلى أن أخرجنا من هذا المأزق.

فيصل القاسم: جميل جداً تفضل.

ماجد المذحجي: يا سيدي لا أدري من أي حكمة اللي تأتي؟ عبد ربه منصور هذا مع كل تقديرينا له هو قادم من موقع مؤسسة الرئاسة الفاسدة، المسألة تتجاوز الشخصية لتصبح نفس طريقة الحكم القديمة يعاد إنتاجها نحن تحدثنا عن تعيينات وتقاسمات بين أطراف الحكم كل يوم يصدر قرارات تعيين لمن؟ لكل شركاء الحكم الجدد، نحن نتحدث نحن نتحدث اليوم سقطت يا سيدي ممكن أكمل قليلاً..

عبد الخالق البركاني: في لجنة حوار من المفترض أن تطرح هذه القضايا وأن تدار هذه القضايا في نشاطهم اليومي.

فيصل القاسم: بس دقيقة خليه يكمل تفضل.

ماجد المذحجي: أنا كنت عضو في لجنة الحوار التي تمهد لمؤتمر الحوار الوطني واستقلت منها أنا وزميلتي رضية المتوكل لماذا استقلنا؟ لأنه نفس الأداة اللي تحاول فرض صيغة من السيطرة على قدرة اليمينيين على تقرير مستقبلهم يعاد إنتاجها الرئيس الذي يفترض أن يكون بعيداً عن مؤتمر الحوار باعتباره موقع تنفيذي يتسلط على الموقع..

عبد الخالق البركاني: لأنه اللجنة فيها من أفضل الخبرات الأكاديمية وفيها أيضاً أمناء عموم الأحزاب، وأنتم لا زلتم أيضاً مشرفين كشباب على أي تحول قادم.

فيصل القاسم: خليني أنا أسال سيد تكمل النقطة.

ماجد المذحجي: يا سيدي الكريم أنا بتقديري إنه هذه الطبقة السياسية اليمنية بمعظمها هي تبقى ملوثة دمها بدماء اليمنيين على مدى 60 سنة حكم كل أمناء الأحزاب وكانوا شركاء في صيغة الحكم اللي أدت باليمن إلى هذا المآل السيئ؟ كيف يمكن الحديث عن عندك صيغة سوية في الحكم وما زال نفس الشركاء اللي تبادلوا الدم والصراع فيما بينهم متفقين على اقتسام حكم البلد الآن، المسألة لا تتعلق بالنوايا بل بقدرة الأطراف على إنجاز تغيير حقيقي وهذا غير موجود، لذلك اليمنيين غاضبين لذلك نسبة 81% موجودة، لذلك إحساس اليمنيين بالخيبة عالي لذلك طائرة عسكرية تسقط اليوم في حي سكني ويقتل 12 ويطلع قادة القوات الجوية يتحدثوا عن الإيمان بالقضاء والقدر هذه كارثة، البلد يتم إنتاج كل أسوء معالم الفساد والحكم السيئ فيها الآن نحن…

فيصل القاسم: أنا عندي سؤال سيد ماجد طيب هل تستطيع أن تنكر بأن التغيير الاجتماعي الذي كان يتوق إليه اليمنيون منذ عشرات السنين قد حصل؟ لماذا تتجاوز، لماذا تتجاوز هذه الحقيقة الصارخة، الحكم، اليمنيون كانوا يقولون أو النظام كان يقول أن الحكم لن يخرج من أيدي قبيلتي حاشد وبكيل آه، خرج هناك تغيير عميق بالنسبة للعقلية اليمنية مجرد أن يخرج الحكم من هذه الدائرة هذا شيء كبير، اليمنيون لم يكونوا يحلموا بأن يخرج الحكم من هذه الدائرة الرئيس اليمني الجديد رئيس اليمن الجديد جنوبي ولا لا؟ طيب ألا يعتبر ذلك تحولاً نوعياً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تقاليد اليمن وعقلية اليمن وتفكير اليمن؟ مجرد أن يخرج من هذه القبيلة أو القبيلتين؟

ماجد المذحجي: هل كان الحكم المتعلق بالمركز المقدس في صنعاء وقبائله متعلقاً بذات علي عبد الله صالح باعتبار خروجه خروج الصيغة القديمة، هل نعتبر حضور شخص من أبين وتوليه الرئاسة هو الدلالة الوحيدة لخروج الموضوع من صيغة الحكم في صنعاء بقالبها القديم؟ هناك تحالف قبلي ذو طابع ديني ذو طابع مال ذو طابع عسكري هو المهيمن في صناعة القرار في صنعاء.

فيصل القاسم: يا أخي هذا هو اليمن.

ماجد المذحجي: ok هذا هو اليمن الذي ثار الناس عليه قبل عامين وأعيد إنتاجه الآن بعد عامين، المشكلة ذات الصيغة القديمة تتحدث باسم الثورة الآن…

عبد الخالق البركاني: هذه الأدوات ترجع من جديد؟

ماجد المذحجي: يعني المشكلة، المشكلة..

فيصل القاسم: يعني كالسيد البركاني؟

ماجد المذحجي: سيدي الكريم البركاني يدافع عن الصيغة ذاتها التي ودفع عنها من نوع لآخر..

فيصل القاسم: يعني أنت تقول لي أن السيد عبد الخالق هو نسخة طبق الأصل عن ياسر اليماني معهم معهم عليهم عليهم؟

ماجد المذحجي: أقصد أنه السيد عبد الخالق..

عبد الخالق البركاني: نحن نحلم بأحلامكم كشباب نحن ننظر إلى أنكم أنتم المستقبل إنكم كل القادم..

ماجد المذحجي: هذه تمنيات شخصية..

عبد الخالق البركاني: هذه مش شعارات، لكن نحنا نقول إنه هؤلاء اللي ذكرتهم أنت الآن في صنعاء وفي حولها هل هؤلاء حملوا شيء للواقع اليوم حملوا شيء سلبي، هم مؤمنين، لكن نحن نقول إنه يفترض أن تتجدد عقليتكم أنتم باستيعاب القادم وأنتم تتركوا عندنا الأثر بأن سنحمل أيضاً لأجيالنا بالقادم ما هو المفيد لهم، وبالتالي يجب أن نكون متفائلين، الحكومة أو الحكومة يمكن تكون ملاحظتي على منبر الناس، قد يكونوا حراسة باسندوة أو غيره من أدواتكم أنتم نفسها، نحن نقول إنه عبد ربه منصور لا يرضيه هذا الكلام ولكن أيضا..

اليمن من خطف الثورة إلى محاصة الدولة

فيصل القاسم: يا أخي عبد ربه منصور هو ليس اليمن، اليمن هو كما قال لك مجموعة قوى قديمة أنا بدي أسألك اليمنيون هناك رأي سائد في أوساط الكثير من اليمنيين، الغالبية العظمى من اليمنيين يقول أن بلادهم انتقلت من مرحلة خطف الثورة إلى خطف الدولة في إشارة منهم إلى تسابق القوى السياسية والدينية والعشائرية للسيطرة والهيمنة على مرافق وأجهزة الدولة وتقاسم مرافقها وأجهزتها ومحاصصة الوظيفة العامة بين مراكز النفوذ التقليدية معيدين بذلك مساوئ النهج الذي مارسه علي عبد الله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام يعني مكانك راوح مكانك راوح جاوبني عليها هذا هو الشعور ألم تخطف الدولة؟ ألم تخطف الثورة؟

عبد الخالق البركاني: لم تخطف الدولة ولم تخطف الثورة بدليل أنها ما زالت يعني فاعلة وما زلنا نتمثل فيها وننظر فيها القادم والمستقبل نحن لدينا انسداد سياسي ok أنا بتفق معك..

فيصل القاسم: هذا كلام إنشاء، إنشاء هذا، ترجمه للإنجليزي ما بطلع منه ولا شيء.

عبد الخالق البركاني: لا لا لا نحن نشعر هكذا إنه بالفعل هو واقع نعيش أزمات وتراكمات كبيرة في الماضي لكننا نشعر إنه بوحي الثورة القائم وفي أيضا بعلاقاتها بالمناخ اللي السائد اليوم بالمنطقة العربية…

فيصل القاسم: فيك ترد على سؤالي هذا، القوى القديمة وشو اسمه إعادة تقاسم النفوذ والهيمنة نفس القوى القديمة يعاد إنتاجها.

عبد الخالق البركاني: غير صحيح يا أخي غير صحيح..

فيصل القاسم: أعطيني مثالا؟

عبد الخالق البركاني: المثال إنه مثلا عندنا يعني تكونت الآن أكثر من مؤسسة يعني في إطار لجنة الفساد اللي تقول عليها، اللجنة العليا للمنقصات أيضا اللجنة العليا للانتخابات كلها هذه أدوات جديدة يعني كثير من مشاريعنا هي تجري مع حاجات الشباب ومع حاجات القادم، طبعاً زي ما قلت لك إحنا عنا تراكمات لأننا مجتمع قبلي ووجهي وعندنا أيضاً شعب مسلح وعندنا أيضاً يعني ماضي له من التأثيرات ومن التناحرات ومن الصراعات سواء كان بالشمال أو الجنوب وبالتالي قضية إنك تلملم واقع مثل هذا أو تنظر له بالمثالية هذه.

فيصل القاسم: خليك شويه هذه مهمة جداً طيب أخ ماجد طب انتم باليمن ألا يعني ألا تقارنون أنفسكم بما يحصل ببعض الدول مثلاً سوريا وغير سوريا طيب، ألم تنجزوا أنتم ثورتكم بأقل التكاليف هذا التحول يعني البعض يقول إن الثورة اليمنية لها طابعها الخاص لها طابع اليمن تسير بهدوء تنتقل بهدوء تحقق أهدافها بهدوء بعيداً عن تدمير الدولة بعيداً عن تدمير الجيش، الحفاظ على المؤسسات، أنتم أنجزتم ثورة بأقل التكاليف بأقل التكاليف وقد أنجزتم الكثير على مستوى التغيير، طيب هل تستطيع أن تنكر أنت يعني عندما أنا بدي أسالك هالسؤال أنتم مجتمع قبلي صح ولا لا؟ عندما يسقط فيه الرئيس، الرئيس، مجرد أن يسقط فيه الرئيس ويبقى في اليمن ويعيش في اليمن هذا تطور حضاري لا يحسب فقط لليمن بل يحسب للعرب أجمعين، أنت تعرف أن الزعيم العربي أو الرئيس العربي من القصر إلى القبر أنتم ضربتم مثالا رائعاً وعلي عبد الله صالح ضرب مثالاً رائعاً في تفضيل أو تفضيل مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية أنت شوف في بقية الدول من شان عائلي وطائفي عم بلاد عم تخرب.

ماجد المذحجي: والله يا سيدي إنه لما قام الناس بالثورة أو خرجوا الشباب للثورة لم يكن فقط سقف أحلامهم مسقوف بأنه علي عبد الله صالح ينحي مؤقتاً للعاصفة ويتوارى بينما يدير خيوط اللعبة بالخلف باعتباره طرف حقيقي يهدد مستقبلنا، هذه اليمن تعيد إنتاج نفس الخيبة منذ الستينات، في الستينيات قامت ثورة…

فيصل القاسم: طب يا أخي لماذا هذه النظرة السوداوية؟ جاوبني على سؤالي؟

ماجد المذحجي: لأن واقع الحال يقول ذلك في اليمن في 1962 قامت ثورة بعد سبع سنوات نفس الصيغة من التدخل الدولي دخلت والإقليمي وتم إعادة تسوية بين الجمهوريين والمالكيين حينها وهون خرج الفاعل الثوري القديم في عام 2013 أو 2011 نفس الثورة قامت وخلال عام استمرت تدخل الفاعل ومن أستبعد ذات الفاعل الثوري، أقصد ما يتم التضحية به هو أحلام اليمنيين في اتفاق وتسويات، قوى سياسية يا أخي..

عبد الخالق البركاني: هل يقاس بهذه الفترة البسيطة هذا الكلام؟ هذا لا يقاس..

فيصل القاسم: بس دقيقة.

ماجد المذحجي: منذ 1962 منذ 1962 نفس الوجوه بدون أي تغيير ما زالت تدير حتى الآن..

فيصل القاسم: يعني تريد أن تقول لي بس دقيقة يعني تريد أن تكرر مقولة جيفارا الثورات ينجزها الشرفاء ويرثها الأوغاد نفس الأوغاد؟

ماجد المذحجي: ويبدو أن الأمر كذلك حتى طبعا، بمعنى إن اليمنيين ضحايا قدرة السياسيين على التلون والتنقل والقفز من السفينة الغارقة إلى السفينة الناجية، هذا هو حال اليمنيين الآن لذلك أنا أقول إنه هناك خيبة حقيقة واشتعال لدى الناس..

فيصل القاسم: بس خليك خلينا وقف شوي عندها هادي، بدي أسألك سيد عبد الخالق أنت عضو برلمان ولا لا؟ عضو برلمان، أنت كنت مع الثورة؟ كنت مع الثورة ولا مع علي عبد الله صالح؟ هلأ عم تدافع عن الثورة يا راجل من طنجرة لطنجرة؟

عبد الخالق البركاني: كنت مع التغيير..

فيصل القاسم: بتشيل لي الطنجرة من رأس بتحطها برأس ثانية.

عبد الخالق البركاني: لا لا لا نحن بحاجة إلى التغيير نحن بحاجة إلى أدوات، الثورة أساساً هي أيش؟ هي محصلة هي محصلة لأهداف قادمة..

فيصل القاسم: بس بدي أسألك أنت جاوبني الرجل قال، قال لك إنه السياسيون اليمنيون يتبادلون الأدوار وكذا ينتقلوا من مكان لمكان وأنت خير دليل على ذلك أنت لم تكن مع الثورة الآن جاي تدافع لي عن الثورة؟ صرت ثورجي هلق؟

عبد الخالق البركاني: من قال، نحن مع الثورة نحن أكثر ناس أبناء الجنوب اللي عانينا وكان أيضاً منطقنا إنه كيف تحدث هذا التغيير؟ يعني إحنا عانينا بالفعل لكن أيضاً تعايشنا مع التجربة ومع واقع يمني مرير كان كل تجاربنا كلها صراعات، كلها صراعات في صراعات، وكانت المنطقة والقبيلة والجهة اللي بتمليك أو تبقيك أو تستغنيك لكن أيضاً أكثر إيمان بالقادم أكثر إيمان بالتغيير..

فيصل القاسم: ماشي، ماشي بس الرجل يقول لك تجربة 1962 تكررت في عام 2013 نفس التجربة نفس القوى الثورية طلعت يعني بـ 1962 يقول لك الرجل حدث نوع من الثورة قام بها الثوريون في نهاية المطاف تم استثناء الثوريين ونفس القوى القديمة أعادت ترتيب أوراقها والآن نفس الكرة تعاد باليمن جاوب لي عليه؟

عبد الخالق البركاني: نحن لا يمكن أن نجمل الواقع اليوم ولا يمكن نستثني هذه الآراء اللي يقول عليها إنه يعني إحنا ممكن نعيد التجربة بطريقة أو بأخرى لا نحن نعرف ومقيمين واقعنا، تجربتنا الثورية لخمسين سنة من عمرها في اليمن كانت كلها صراعات، وكان كلما يحدث أو الشيء الإيجابي أو الشيء الذي نعطيه من التعظيم هم شهداؤنا، وهي الأهداف السياسية للثورة 6 التي لم تتحقق.

فيصل القاسم: وأين هم الشهداء، الرجل يقولك دماء الشهداء ذهبت سدىً، الخاسر الوحيد في الثورة هم الشهداء الذين قاموا بها. 

عبد الخالق البركاني: من قال، هذا تغيير قائم اليوم، نحنا مثلما قلت أنت يعني تجربة فريدة في التغيير الحاصل، هل كان ينتظر لنا أن نكون على طريقة ليبيا أن نكون على طريقة سوريا، أن نكون على طريقة مصر، نحن الحمد لله أن واقعنا اللي نعيشه اليوم يمكن يكون…

فيصل القاسم: يا أخي طريقة مصر، شو فيها طريقة مصر، طريقة صحية، الصراع الحادث في مصر الآن هو صراع صحي، صراع ديمقراطي، حي، شعبي، ما المشكلة؟ ولا بدكم إياه على طريقتكم تجيبوا رئيس وتعطوا 99%!

عبد الخالق البركاني: بالعكس، لا لا نحنا باليمن يمكن نكون يعني خضنا حاجاتنا التي نريد أن نعالجها من البداية، مصر الآن مجهول الرأي فيها، الصراعات قائمة اليوم بين النخب لكن المستقبل القادم يمكن يكون كل أدواته مبعثرة.

فيصل القاسم: ما شاء الله أنت شو مستقبلك! شو مستقبلك أنت؟!

عبد الخالق البركاني: نحن مستقبلنا أنه مشينا وهذا الذي يحسب لليمن، انه مشينا وفقاً للمبادرة الخليجية من البداية ووضعنا لها يعني تزمين وبالتالي طرحنا كل صعوباتنا ومشاكلنا من هذا الاتجاه، قد لا يكون كافي ما نقدمه، لكن في عندنا طموح وعندنا من الإمكانيات، وشبابنا أيضاً نعتمد عليهم اليوم..

القوى الشبابية واحتمالية العودة إلى الشارع

فيصل القاسم: يا أخي شبابك اللي تعتمد عليهم اليوم يقولون نحن نستعد للعودة إلى الشوارع، أمبارح هذه توكل كرمان تقولك نحن نستعد للعودة إلى الشوارع، القوى الشبابية تريد أن تعود إلى الشارع ليش، لأنه سرقتم الثورة…

عبد الخالق البركاني: لا ما سرقناها، لا حالة ايجابية انه نظل نترصد ونظل أيضا نقيم أيضا ما على الأرض، إذا كان اليوم يعني مثلاً انه نشعر انه هذه الخطوات التي نخطيها الآن لم تكن كافية، ممكن تكون في هناك من الخبرات والإمكانيات في إعادة النظر في خطواتنا، وهذا كان يفترض أن يكون موجود في لجنة الحوار، لماذا هربوا من لجنة الحوار؟ لجنة الحوار كانت تمثل القدوة بالنسبة لنا والنخبة الموجودة في المجتمع، وكان  عليها أن تضع مثل هذه الآراء.

فيصل القاسم: جميل جداً، طب أنا أسألك بالاتجاه الآخر، لماذا تنكر بأن اليمن يمر بفترة انتقالية حقيقية يحدث فيها الانتقال أو التغيير الحقيقي، طب هل تستطيع أن تنكر أن تقولي نفس الوجوه، يعاد إعادة تموضعها، مش هيك، طيب هل تم إقالة رئيس القوات الجوية اللي هو عمرو رئيس صالح.

ماجد المذحجي: شقيق أخوه.

فيصل القاسم: طيب ماشي، القرارات المتتابعة بإزاحة أقرباء صالح من المؤسسات الاقتصادية، تفكيك الحرس الجمهوري، إقالة قائد الأمن القومي الذي يمثل الدولة العميقة في اليمن، طيب عندما تحدث مثل هذه الأمور، بالمناسبة بكل الدول العربية الدولة العميقة ما زالت قائمة، في مصر الذي يذبح مصر الآن هو الدولة العميقة، لأن الدولة العميقة ما زالت مترسخة وهي تحارب وتقوم بالثورة المضادة، في اليمن يتم اجتثاث الدولة العميقة من جذورها عن طريق اللي سماهم عبد الوهاب البياتي كلاب الصيد، أجهزة الأمن، كيف ترد؟

ماجد المذحجي: يا سيدي الكريم، أقيل قائد القوات الجوية ليعاد تعيينه نائب رئيس الأركان في موقع حتى لو كان قليل الأهمية، تم المس بجهاز الأمن القومي بينما جهاز الأمن السياسي تاريخه الرديء والوسخ في اليمن، هو ما زال قائماً بالحكم والقيادي القمش مثلاً يقول في تصريح يعني انه نحن نعرف أعداء اليمن قبل الثورة ونعرفها بعد الثورة، بينما هو المتهم تماماً بانتهاكات عميقة لحقوق الإنسان، لا يمكن الحديث عن تغيير في ظل تغييرات هذا الطابع شكلي يعيد تدوير النفوذ والسلطة بين مجموعة منتفعين جدد ومجموعة منتفعين قدامى يتم تحييدهم بشكل مؤقت، يا سيدي الصراع يأخذ طابعا من يستفيد أكثر من ضمن الصيغة القديمة، إلى حين الوصول إلى اتفاق  نهائي بين ذات الأطراف فقط، ما يحدث هو حالة كسر يد بين نفس الشركاء السابقين الذين تقووا باسم الثورة الجديدة للحصول على موقع جديد من الحكم، لما نتحدث عما هو خيار ومستقبل اليمن، نحن نتحدث عن لغة كراهية عالية في المجتمع، في الجنوب ضد الشمال، وبالتالي خيارات عنف مسلح سيمزق اليمن.

فيصل القاسم: والبعض يقول أن الجنوب سينفصل.

ماجد المذحجي: نتحدث عن مقدمات صراع ذات طابع طائفي في الشمال، نتحدث عن نسب فقر عالية تتعزز كل يوم في ظل فساد يتم إعادة إنتاجه وتدويره عبر مجموعة محاصصات وتعيينات قائمة في شكل الحكومة.

فيصل القاسم: أعطيني محاصصات وتعيينات، بس دقيقة أعطيني أمثلة، دقيقة دقيقة..

ماجد المذحجي: يا سيدي الأحزاب السياسية..  

فيصل القاسم: دقيقة دقيقة، محاصصات أعطيني أمثلة.

ماجد المذحجي: الخبر اليومي الوحيد اللي تسمعه في صحيفة الثورة الرسمية هو إصدار رئيس الجمهورية إلى قرارات تعيين على مستوى المحافظات بين أحزاب اللقاء المشترك وبين حزب المؤتمر الشعبي، إذن نحن ماذا نفعل؟ نحن نعيد…

فيصل القاسم: يا أخي بس عندك أحزاب، وما العيب أن يختار من الأحزاب، لا لا دقيقة، أنا بدي أسألك، ما العيب، أنت تتحدث عن الأحزاب، الأحزاب شكلت صمام أمان بالنسبة لليمن، لو لم يكن هناك أحزاب في اليمن لحصل في اليمن ما حصل في سوريا، المجتمع الدولي كان يتحدث إلى الأحزاب، العرب كانوا يتحدثون، المبادرة الخليجية كانت تتحدث إلى الأحزاب، إذن الأحزاب في اليمن كانت بمثابة بيضة القبان..

ماجد المذحجي: والله هذا أسوأ ما حدث.

فيصل القاسم: ليش أسوأ ما حدث!

ماجد المذحجي: أسوأ ما حدث أنهم تحدثوا إلى الأحزاب لأنهم تحديداً غلبوا هذا الطابع السياسي …

فيصل القاسم: دقيقة، يا سيدي خليه يكمل، خليه يكمل..

عبد الخالق البركاني: الأحزاب الشبابية كانت مع الرئيس وكلهم يتكلموا بمنطق..

فيصل القاسم: خليه يكمل، خليه يكمل..

عبد الخالق البركاني: على ايش تتكلم أنت على ايش…

فيصل القاسم: تفضل، تفضل.

ماجد المذحجي: أنت عايش في اليمن، الحديث ببساطة أن هذه الأحزاب تحديداً حين تم التخاطب معها تم تزييف ما حدث في اليمن، لأن هذه الأحزاب لا يمكن أن تغامر بإحداث تغيير عميق تردك أنها ستكون ضحايا، هذه الأحزاب لم تكن أحزاب قادمة من ضمن المكون الاجتماعي اليمني، بل أتت من خلفية مراكز القوة التي تعكسونها وتحاول بس أن تجعلها حديثة، الإصلاح والمؤتمر وغيره..

فيصل القاسم: جميل.

عبد الخالق البركاني: هذا هو اللي قلنا رسمتكم ووضعتكم على الساحة وعملت منكم هذا، اليوم تنكرون أن هذا حصل، في إطار الثورة في إطار التحويل اللي قائم في البلد، انتم كنتم أدوات من أدواتها، واللقاء الأخ الرئيس يعني قبل أيام معهم كشباب، يعني اللجنة العليا للشباب كانت تضع عني مثلاً كل الأحلام القادمة اللي تمثلوها، واليوم الشعب يعني طول وعرض المؤسسات المجربة في الواقع، انظر إلى الشباب، ايش اللي ممكن يعملوه، اليوم هذه مخيبة لنا، مثل هذه الطاقات تنظر أيضا انه ولا شي تحقق.

فيصل القاسم: جميل جداً بس بدي أسألك.

عبد الخالق البركاني: من كان يتجرأ ويتكلم عن الرئيس السابق، من كان يخرج يتكلم، من كان يعبر، من كان يرى في مكان ممكن يتعين فيه، يعني اليوم هذه الأشياء تحققت لصالح من.

فيصل القاسم: بفضل الثورة.

عبد الخالق البركاني: نعم، بفضل الثورة.

فيصل القاسم: طيب بدي أسألك، كيف ترد، هناك مجموعة من الأسئلة يطرحها الشباب اليمني الآن أو التي خابت آمالهما بالثورة إذا صح التعبير، يقولون لك نجحنا بخلع صالح وعائلته من الحكم استغفلونا، بمنحه الحصانة وتمييع قانون العدالة الانتقالية، نجحنا بتغيير الرئيس ورئيس الحكومة ونفس وزرائها وتعثرنا بطريقة الإدارة، فلا تزال نفس العقليات والأدوات الحاكمة لم تتغير، نجحنا بإزاحة بعض الفاسدين وتعثرنا إذ لم نستمر في ثورة المؤسسات، نجحنا بالخروج من خوف أنفسنا في مواجهة الطغيان وتعثرنا بإدارة الثورة بعقليات ما قبل الثورة، نجحنا في تشكيل حكومة وتزكية الرئيس هادي وتعثرنا في تشكيل البناء المؤسسي لإدارة المرحلة الانتقالية، فلا زالت الإدارة فردية وشخصية، يعني مكانك راوح.

عبد الخالق البركاني: ارجع وأقولك.

فيصل القاسم: جاوبني على هدول.

عبد الخالق البركاني: ارجع وأقولك أن أمام كل الطموحات يعني مثلاً قضية الحصانة كانت أيضا هذه يعني فرز موضوعي للواقع الذي يعيشه اليمن، وكان أيضا القوى السياسية مباركة للكلام هذا، في هذا الوقت، وكانت قضية العدالة الانتقالية هو لازال موضوع قائم لليوم في اليمن، وهناك توصية في القرارات الأخيرة، أقصد في لقاء مجلس الأمن والقرار الأخير بضرورة إعادة النظر في موضوع العدالة الانتقالية ووقع عليها، كثير أيضاً من أشكال الموجودة اليوم في إطار المؤسسات وفي إطار الخروقات أو التنافر القائم بين القوى السياسية هذا وارد لأنه لا يمكن أن يتحقق بين يوم وليلة، كل هذه الأشياء.

النظام السابق وبسط سيطرته على الدولة

فيصل القاسم: يا أخي بس موضوع التغيير، أنت بتروح بتلف وبتعطيني إنشاءات، يقولك أحد المعارضين اليمنيين يقولك، يقولك نصف وزراء حكومة الوفاق تابعون لعلي عبد الله صالح، علي محسن الأحمر وهو ذراع صالح لمدة 33 عاماً ما زال قائداً للفرقة الأولى مدرع، وعنا أحمد علي عبد الله صالح ما زال قائداً للحرس الجمهوري، فكيف نستخدم مصطلح النظام السابق في التعبير عن نظام صالح في حين أن من ذهب هو رأس النظام فقط ، واستطاعت القوى التي كانت شريكه آه أن تدخل في الترتيبات الجديدة، يا أخي ما فائدة أن تزيل رأس النظام ويبقى النظام كاملاً بكل رموزه، الجيش، الأمن، ماذا حصل للجيش والأمن، ماذا حصل، يعني شوية هالتغييرات هذه…

عبد الخالق البركاني: يا أستاذ، تفهم أن إحنا ورثنا نظام متهالك يعني بين تجريبيتين، اليوم الشيء الايجابي اللي تحول انه، دحضنا واقع الجانب الشمولي وما بعد الوحدة، واليوم أصبحنا نعيش النظام الذي ننتظره..

فيصل القاسم: الديمقراطي..

عبد الخالق البركاني: لا، الذي ننتظره بعد انجاز المرحلة الانتقالية، نحن عندنا الصح، يعني عندنا جملة من هذه الصعوبات التي لا يمكن أن نحكم فيها بين يوم وليلة، وأيضا فيها من الوطنية وفيها أيضاً من السيادة، أن نحفظ هذا النوع من الصراعات الموجودة في كثير من المناطق العربية، نحن نتعامل..

فيصل القاسم: مع العلم أنكم شعب مسلح ولم يستخدم سلاحه، وهذه نقطة ايجابية جداً.

عبد الخالق البركاني: نعملها في حسابنا، واليوم أيضاً نحن نعيش واقع نترقب فيه يعني بين الحين والآخر هذا النوع من التحديات فيما بين الجانبين، لكن الحكمة انه ننتظر، الحكمة أن نتمهل، الحكمة أن نجري هذا التحول طالما أن هناك قوى سياسية اليوم بالعالم، العالم والمجتمع الإقليمي والخليجي يرعانا ويقدم لنا يفترض إحنا معها، مثلما هم يقدرون ويعملوا لنا هذا النوع من التقدير، أيضا نحن نستوعب هذا النوع من التقدير ونحترم أنفسنا ونستوعب القادم، ونستوعب التحولات، يعني نحن نؤمن بهذا، وعندنا إيمان من أن السنتين هذه قد يعني تشكل لنا مستقبل أجمل، نحن اليوم حددنا يوم 18 مارس لعقد مؤتمر الحوار الوطني، وهذا أيضا عامل يعني بشرى ومؤشر أيضا خير أن نحنا نوقف كل هذه التداعيات الموجودة الآن، ونوقف وننظر إلى ما يمكن أن نقنع به الآخرين لجرهم إلى الشراكة هذه.

فيصل القاسم: جميل جداً، كيف ترد أخ ماجد، كلام منطق.

ماجد المذحجي: هو الظريف حين الحديث عن كونه أن اللغة ورثنا، باعتبار أن الذي قدم إلى موقع السلطة شخص جديد أو صيغة جديدة، بينما هي ذات المجموعة التي كانت سابقاً، اقصد يصبح هنا تضليل في الموضوع، لما يتم الحديث عن المستقبل..

عبد الخالق البركاني: ورثنا دولة من خمسين عام، ما نقصدش فلان ولا علان، 30 سنة انتم جزء منها، كان الائتلاف مرتين، الائتلاف مع  الإصلاح والاشتراكي، الاشتراكي مع المؤتمر، ورثنا دولة، إلى ذكرى 17 والجماعة لا زالوا يحلفون بعلي عبد الله صالح..

ماجد المذحجي: أنت كنت في حزبه مش أنا.

عبد الخالق البركاني: انتم كنت تحلفون به..

ماجد المذحجي: بايش نحلف طول عمرنا بالخارج، أنت كنت، يا سيدي لحظة شوي، هذه البلد طول عمرها يصعدوا نفس الأشخاص ويتحدثوا بنفس اللغة، ودائماً ينتحلون الاسم، عندنا باليمن أسطورة ايش اسمها؟ اسمها الحوار الوطني، المخلص الجديد في اليمن، أنا كنت عضو يا سيدي أنا كنت عضو في المؤتمر

عبد الخالق البركاني: هذه هي اللي نعول عليها اليوم لكي تخرجنا من الأزمة اللي إحنا فيها.

فيصل القاسم: سيد عبد الخالق رجاءً.

ماجد المذحجي: أنا كنت عضو في اللجنة الفنية الخاصة بالإعداد والتعديل للحوار الوطني، لماذا خرجت أنا؟

عبد الخالق البركاني: خرجت لأنه المحاصصة ورئيس الحوار يكون فلان.

ماجد المذحجي: لأنه عبث..

فيصل القاسم: عبث، ليش عبث!

عبد الخالق البركاني: أنت قلت في صحيفة أنه  المحاصصة وأنه هناك رئيس الحوار ما..

ماجد المذحجي: يا سيدي..

عبد الخالق البركاني: أنتم وين عايشين أنتم؟

ماجد المذحجي: لأننا نطالب بالحد الأدنى لبلد محترم، أنتم المشكلة الذي يحكمكم معياركم هو الحاصل الجزء الممكن، هذا هو كارثة، يفترض..

عبد الخالق البركاني: هذا أشاد بها العالم لجنة الحوار أشاد بها العالم، أشاد بها دول الخليج، أشاد بها الدول العربية، نحنا مضينا صح..

ماجد المذحجي: يبارك الأسوأ دوماً لأنه صوته عالي.

فيصل القاسم: تفضل كمّل.

ماجد المذحجي: يا أخي ببساطة أنا كنت جزء من هذه الصيغة اللي يفترض أن تشكل الحل اليوم، وما هو موجود هو شكل كبير من التضليل يجعل اليمنيين كلهم يرهنوا مستقبلهم في ظل صيغة مزيفة يتم صياغة خطوطها بشكل واضح من الآن..

عبد الخالق البركاني: ايش يا أخي عملاء هم الأحزاب؟ هم رؤساء جامعات خبرات وطنية، يعني إحنا كلنا من شان يا أستاذ نخرج من هذه الأزمة نعطيكم الثقة تمشون بها…

ماجد المذحجي: ولذلك سيبناها إحنا لأنه..

عبد الخالق البركاني: سبتوها لأنه اختلفت المصالح واختلفت القسمة فيما بينكم والحوافز، ولذلك خرجوا وخلوها، نحن نقول هكذا لأنه إذا كنتم تريدون مستقبل، انتم شباب انظروا للقادم..

فيصل القاسم: طب جميل جداً، أكمل، تفضل باختصار الوقت يداهمنا.

ماجد المذحجي: أنا أقول ببساطة أن هذا التضليل وهذه اللغة مضللة للغاية لأنه هناك كذب، لماذا؟ يقولك أن الخلاص والمستقبل الزاهر لليمن يأتي عبر هذا الصيغ المنضبطة جداً الذين يديرها رئيس الجمهورية وقادة الأحزاب السياسية، في صفقات يستبعد منها من كل القوى الجديدة في اليمن اللي….

عبد الخالق البركاني: ليش اعتبر أنت جزء من التفاعل..

فيصل القاسم: دقيقة، يا أخي خليه يكمل.

ماجد المذحجي: يا أخي ما فيش تفاعل لما يكون في كلام واقعي يقول لك لا..

فيصل القاسم: خليه يكمل يا سيد خليه يكمل تفضل..

ماجد المذحجي: الواقع دائماً إكراه، يكرهك، الحقائق دائماً تتحدث رغم كل هذا الإنشاء حينما يكون هناك قبل أسبوع صراع مسلح ذو طابع جهوي في داخل مدينة عدن هذا لا يقولك أن اليمن ذاهبة للاستقرار حينما تقوم صراعات مسلحة في الشمال ذات طابع طائفي هذا لا يكون استقرار، حين تسقط طائرات في المدن هذا لا يكون استقرار، حينما يعاد تمجيد الرئيس بصيغ تنصيب، في عدن يتم الحج لها في كل الجمهورية، والاجتماع حول انجازاته وخلاصاته، هذا لا يبشر بأن البلد فعلا فيها تسوية، حين يعتدي على الجرحى بشكل بالغ الرمزية يكشف أخلاقيا وسياسيا..

عبد الخالق البركاني: لا هذه حقائق مضللة الحكومة لا يمكن بأنها لا تخدم البلد أنا بقولك مثلا أنت تقنع الناس في الجنوب..

فيصل القاسم: يا أخي هذا هو جيل الشباب…

عبد الخالق البركاني: أن الفوضى هي الخلاص، يعني مثلا يتصارعوا عشان تقولوا أنكم..

فيصل القاسم: دقيقة، يا زلمة خليه يخلص، يا سعادة السيناتور، تفضل، تفضل..

ماجد المذحجي: أنا أقول أن كل الإحداثيات في هذه البلد لا تشير إلا باتجاه الخراب، حين تمارس الحكومة ذات الأداء السيئ اللي اشتكى منه اليمنيين على مدى 20 سنة أو 23 سنة منذ قيام الوحدة..

فيصل القاسم: أمثلة.

ماجد المذحجي: المحاصصة، الفساد، تردي الخدمات..

فيصل القاسم: يا أخي دقيقة..

عبد الخالق البركاني: المحاصصة جاءت من بينهم..

ماجد المذحجي: كل يوم سيدي في الصحافة اليومية يتم كشف وقائع فساد عالية ومخيفة بملايين الدولارات في وزارة الكهرباء، في أكثر من وزارة..

عبد الخالق البركاني: صاحبكم..

ماجد المذحجي: يا أخي صاحبكم انتم اللي تحكمون مش أنا..

فيصل القاسم: إيه تفضل.

ماجد المذحجي: حين يتم كشف كل هذه الوقائع ولا يتم تغيير شيء، حين يتم تعيينات بشكل يومي تنتمي لدائرة عصبيات جديدة أو تنتمي إلى شكل من الفساد والتقاسم فهذا يعني ايش؟ عن ايش نفصح إحنا؟ اقصد الحدود الدنيا، هذا ما يقول..

فيصل القاسم: أنا بسألك نفسها هذه يقولك بعد تقاسم المئات من المواقع القيادية المدنية والعسكرية والأمنية على المستوى المركزي والمحافظات في اليمن، تجري الآن الترتيبات لتقاسم المواقع الإدارية حتى على المستوى المحلي للمديريات فيما تدور صراعات خفية بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك على ما يزيد على 180 مديرية، وعلى المئات من المراكز التعليمية والتربوية والخدمية، كما أدت الصراعات أيضاً المحتدمة بين طرفي المعادلة السياسية الحزبية والقبلية والدينية إلى تعيين هادي لحوالي عشرين سفيراً، حيث يضغط كل طرف لكي توزع المناصب على أنصاره، يعني هذا مثال يا أخي.

عبد الخالق البركاني: هذا كلام يعني يسبق له.

فيصل القاسم: يا أخي هذا اللي صاير.

عبد الخالق البركاني: في تغييرات حصلت في بعض الأماكن الشاغرة والأماكن اللي فيها نوع من الفساد والأماكن اللي فيها يعني بعض..

فيصل القاسم: الفساد، يعني بقولك الفساد تضاعف 3 مرات.

عبد الخالق البركاني: نحنا ما نقولش أن إحنا في عالم مثالي.

فيصل القاسم: لازم يكون حطيت آلية لمكافحة الفساد، وينها الآلية؟

عبد الخالق البركاني: عندنا متابعة، وعندنا الآن الكثير..

فيصل القاسم: اليمن الآن ما زال في المراكز المتقدمة على مستوى الفساد في العالم يا راجل، شو عملت على مدى سنتين، وين الفوضى، دقيقة، بدي أسألك، هل خفت حدة الفوضى في اليمن؟ هل تحسن شو اسمه مستوى دخل الفرد؟ هل تحسنت معيشة الفرد؟ يا راجل اليمن يعود إلى ما قبل الثورة أسوأ بكثير، أعطيني أنا على الأرض، بتعطيني إنشاء صار لك ساعة تكتب لي إنشاء.

عبد الخالق البركاني: لا لا مش إنشاء، أنا أقولك هذا صحيح كلامك، اليوم نحنا صعوباتنا قائمة وواردة وما قلناش انه إحنا قد اجتثثنا الفساد ويعني مثلاً عملنا بنية تحتية فيها من الرفاه، نحنا قلنا لا زلنا نعيش صعوبات، نحن نعيش صعوبات يومية في إطار الجانب الأمني في إطار الجانب الاقتصادي، نحنا عندنا من الصعوبات يعني في شركات النفط الآن، عندنا الاستثمار أيضا غاب أو تخلف، عندنا رأس المال المحلي أيضا نتيجة للأوضاع القائمة والفوضى الأمنية يعني بدأ ينزح ويخرج، نحن عندنا صعوبات كثيرة ما نقولش، ولهذا نحن نعول على القادم، ونعول أيضا على القوى الموجودة في العالم أن تتعاون معنا من أجل أن تخرجنا من هذه الأزمة، لأن أزمتنا في اليمن أزمة تؤثر على العالم، نحن لنا من المزايا الجغرافية التي منّ الله عليها باليمن كموقع جغرافي، عندنا ممرات ملاحية، هذه الصعوبات اللي أيضا إحنا نخاف انه نواجهها لأنه ما عندناش إمكانيات اقتصادية.

فيصل القاسم: جميل جداً، أنا بدي أسألك نفس الكلام، أنتم يعني هناك شعور في العالم العربي وأنت تمثله الآن، في معظم دول الربيع العربي انه يعني انتم بدكم إياها غط مصبغة إذا صح التعبير، شو غط مصبغة يعني عملنا ثورة خلال سنة سنتين بدك دخل الفرد يتضاعف 20 مرة وبدك الفساد ينتهي يا أخي هذه مرحلة انتقالية، هذه مرحلة تدريجية، يعني Revolution وEvolution في نفس الوقت، طيب لماذا انتم مستعجلون، يقولك الرجل الوضع الاقتصادي، الفوضى، الثورة تركت الكثير من الآثار السلبية على اليمن، واليمن يبدأ يخرج منها، يكفي أن الوضع مستتب وهذه الأحداث التي تحدث في اليمن، هي لا شيء بالمقارنة مع الدول الأخرى.

ماجد المذحجي: يا أخي لا تقيس على التجارب الأخرى، نحن نقيس على ما نعانيه فقط، لأن هذا الاستدعاء يصبح مجاوبا، ببساطة أقول انه لا يمكن الحديث عن فرص تحسن في هذه البلد ما دام اللغة السائدة هي التي تحكم هكذا، نحن ضحايا استبداد يتم انتحال فيه كل اسم الثورة ولا يستطيع أي طرف تقديم خيارات تلاءم الناس، إحنا نطالب بحدود دنيا من مؤشرات التغيير، لا نطالب بانجاز التغيير كل..

فيصل القاسم: التي لم تحدث!

ماجد المذحجي: وهذا لم يحدث.

آلية حل معضلة القات

فيصل القاسم: باختصار سؤال أخير، يقول البعض، يتساءل البعض، كل هالتغيير بتاعكم وهالثورة بتاعكم هذه رح تروح في ستين داهية إذا ما تخلصتم من القات، مشكلتكم أنتم في القات، يعني شو فائدة هذه الثورة، وثلث أرباعكم نايمين كل النهار، بسبب القات مخزن ونايم، شو رأيك؟

عبد الخالق البركاني: ثورتنا هي في ضمائرنا وفي..

فيصل القاسم: جاوبني على القات، فيك تسترجي تحكي عن القات، احكِ لي بجملة واحدة خلص الوقت، القات، القات، ثورتكم بتسوى نص فرنك إذا ضليتكم مخزنين القات، ثلث أرباعكم سكرانين، صح ولا لا؟

عبد الخالق البركاني: لا لا مش سكرانين..

فيصل القاسم: لكن شو؟

عبد الخالق البركاني: إدمان قصدك تقول إدمان لا..

فيصل القاسم: يا أخي اللي بده يشرب.

عبد الخالق البركاني: ما نسكر إحنا ولا نشرب…

فيصل القاسم: يا أخي بتسكر من القات يعني، يعني واحد حاطط لي قات ونايم هيك شو يعني..

عبد الخالق البركاني: أنت رح شوف شوارعها..

فيصل القاسم: كيف ترد؟

ماجد المذحجي: نوفر الفرصة لبناء دولة ستحد كل هذه الظواهر السيئة.

فيصل القاسم: طيب القات؟

ماجد المذحجي: القات على رأسها، إذا كانت هناك دولة ستصدر تشريعات..

عبد الخالق البركاني: هذه بلادهم كلها قات

ماجد المذحجي: وسيتم الحد من كل المظاهر السيئة على رأسها القات.

عبد الخالق البركاني: إحنا في الجنوب ما عندناش الكثير قات عندهم هم..

فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر مشاهدينا الكرام، لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا، السيد عبد الخالق البركاني عضو البرلمان اليمني، والسيد ماجد المذحجي وهو ناشط من شباب الثورة، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.