بشار زرقان / فنان
دروب

بشّار زرقان.. البحث عن الذات

يتحدث في هذه الحلقة المطرب السوري بشار زرقان عن تاريخه الغنائي وانتقاله من الأغنية الدينية الملتزمة إلى فضاء الموسيقى المنفتحة.

– اكتشاف التراث
– الفن ما بين السائد وحرية الإبداع

[شريط مسجل]

undefined

بشّار زرقان- فنان: ته دلالاً فأنت أهل لذاك.. وتحَكَّم فالحسن قد أعطاك.. ولك الأمر فاقضِ.. ما أنت قاضٍ عليَّ الجمال قد ولاّك.. ولاّك.

اكتشاف التراث

بشّار زرقان: وقت كنا بـ.. كنت طفل بحي باب السلام كان تقام حلقات الذكر والحضرة كنت متواجد كجميع الأولاد الأطفال بهكذا حلقات لأنه كان يشدنا الإيقاع والبخور والطقس الخاص الذي كان يحيي في حينذاك، السؤال أن وجد من خلال حضوري لهكذا حلقات سؤال أنه مَن؟ شو عم يصير؟ وليش مُركَّب بهذه الطريقة وكان فيه حادثة حقيقية عشتها ومازالت أعيشها ومازالت هي حاضرة في ذهني حية من خلال الإيقاعات والدفوف وكان يقوم بها مجموعة من المتصوفين القادرين على إحياء هكذا طقوس فامرأة بدأت ترتجف بشكل غريب وكأنها غائبة عن الوعي فحملت ووضعت في منتصف.. كان هذا في بيت العشي في حي باب السلام في حارة الشيخة مريم فوضعت المرأة في منتصف الحلقة وبدؤوا تخفيف حالة القلق والارتجاف اللي عندها من خلال الإيقاعات وتحكَّموا بتهدئتها تماماً وهذا أمام ناظري حقيقة، هنا كان السؤال كيف؟ ولماذا؟ طبعاً الاكتشاف تم بعد سنوات طويلة العودة إلى الماضي.

"
 خروجي من تجربة الأغنية الملتزمة له مبرر واحد هو الخروج من طريق مسدود متسم بالقلق الموسيقي اللذي عايشته والبحث عن  متنفس لهذا القلق
"

بشّار زرقان: بعد خروجي من تجربة الأغنية الملتزمة في ذاك الوقت خروجي لم أجد له حقيقة سوى مبرر واحد هو الخروج من هذه الأغنية الملتزمة اللي لقيت أنه طريقها مسدود وما فيها أفق حقيقة طبعاً هي أكيد لها في أغاني بقيت وظلت بالذاكرة وحاضرة وستبقى إلى الأبد ولكن كان فيه أنه أي أحد يعني هيا تعالوا.. وصار فيه تشابه بالتجارب حقيقة يعني فكنت أريد أن أخرج أنا هدفي كان قلت قبل شوى إنه أنا القلق الموسيقي اللي عندي هو أنه هو متنفس أو اختياري للموسيقى هو متنفس لهذا القلق.

[شريط مسجل]

بشّار زرقان: ما في الجُبَّة أحد.. تفنى الناس.. أسماء الناس.. ويفنى الوسواس الخنّاس.. يبقى لوَّاماً في الجُبَّة وجه الغيب الصمد.. ما في الجُبَّة أحدُ.

بشّار زرقان: اختياري الغناء لقصائد صوفية هو اختيار لم يكن في تجاه الشهرة وكانت إمكانيات كثيرة لتحقيق الشهرة في آنذاك، لا هو كان اختيار حقيقة قلت لك قبل شوى حكينا على الطفولة هذا السؤال اللي كان حاضر في واللي كان واللي طُرِح عند الطفولة لم حكيت عن المرأة ظل موجود أمامي لسنوات طويلة للحظة لحظة اكتشفت أو اكتشفني النص الصوفي اكتشف كان عملية بحث بيننا كان فيه بحث مشترك بيني وبين هذا النص أنا أبحث عنه وهو يبحث عني فلذلك كان فيه محطات لي هذه المحطات حقيقة هي اللي أوصلتني لهذا النص بشكل أو بآخر، أريد أن أقول لم أبحث عن الشهرة حقيقة يعني واللي حولي من فنانين وأصدقاء يعرفوا هذا الكلام، أنا كنت أبحث عن الذات، الذات اللي تحتاج إلى ثقل وتحتاج إلى معرفة وكان هم حقيقة لي أن أحمل على ظهري هذا المشروع وأمشي به إلى الأمام طبعاً.

غناء صوفي أم غناء متصوف؟

بشار زرقان: أنا لست مغني صوفي بالمفهوم المغلق، أنا ملحن ومغني وأختار النص الصوفي لاحتياجي لنص نص قوي يقتلني وأقتله أبنيه ويبنيني يحس فيه الآخر أو لا يحس به نص السؤال لأنه يثير أمامي أو يفتح أمامي الأفق لاتجاهات متعددة للحياة بمناطق لم يعيشها لم يمر بها أو يراها ملحن أو موسيقي، فإذاً كان فيه عملية تكامل بيني وهذا النص لا شك أنه بالغناء لما بدأت مرحلة الغناء السياسي كان فيه الغناء الملتزم كان فيه نصوص جميلة وكنا حقيقة نغني بصدق من أجل فلسطين من أجل الشعب المضطهد ومن أجل الآخر أيضاً، الهم موجود ولكن أدواتي اختلفت مع النص الصوفي، أيضاً هناك نص شعري معاصر وهو صوفي يعني أعود وأقول أنني لست مغني متصوف وأنا لست متصوف أنا رجل أعيش في هذا القرن مثلي مثل أي أخر أحب أعيش أتعب أتحمل أمرض موجود، رؤيتي للنص الصوفي هو رؤية معاكسة تماماً اخترت القصيدة لأنها تحمل دلالات موسيقية وإيقاعية ودلالات إنسانية ودلالات روحية وأيضاً واقعية وفيها تمرد بشكل أو بأخر النص الصوفي هو نص متمرد آنذاك هو أريد أن أعيد حضوره في هذا الواقع.

[شريط مسجل]

بشّار زرقان: وبما شئت في هواك اختبرني.. فاختياري ما كان فيه رضاك.. كنت تجفو وكان لي بعض صبر.. أحسن الله في اصطباري عزاك.. عساك ترحم شكواي.. ما ثناني عنك الضنو فبماذا.. يا مليح الدلال عني ثناك فبماذا.. لك قرب مني ببعدك عني وحنون وجدته في جفاك.

[فاصل إعلاني]

الفن ما بين السائد وحرية الإبداع

بشار زرقان: أنا أردت أن أكون في الواقع من وجهة نظر مختلفة، لماذا لا؟ لماذا هذا الواقع متشابه في الموسيقى وفي اللغة وفي الوجوه؟ فيه تشابه في.. إذا نظرت بكل الاتجاهات ترى أنك هنا أن هناك مقولة واحدة مكررة مقولة بمعنى الكل مكررة على كل الأصعدة فلذلك ولم أختار هذا النص للتمايز أبداً أنا قلت إني أخرت هذا النص لأنه هو الذي فرض حضوره في هذا الوقت عندي وهو لم يكن اختيار للتمايز ولم يكن هروب من الواقع أردت أن أرى الواقع بوجهة نظري حقي أعيش في حالة بحث نحن نستمر من خلال عملية البحث بين النص والأنا والأنا الآخر وأنا المجتمع واللا أنا أيضاً لا أنا المنسية عند كثير من الفنانين وعند كثير من الناس وعند الكثير أنا لا أريد أن أنَظِّر أنا لست منظِّر أنا فنان ممكن أغني أحكمني أحكم علي كمغني وأعتذر لأنه عم بأخذ وقت كثير من الكلام وحقيقة أنا يهمني أن أقدم نفسي كمغني ليس كمُنَظِّر.

[شريط مسجل]

بشار زرقان: وكأنني قد مت قبل الآن.. أعرف هذه الرؤية وأعرف أنني أمضي إلى ما لست أعرف وأعرف ما أريد.. سأصير يوماً ما أريد.. فكرة لا سيف يحملها إلى الأرض اليباب ولا كِتَاب.. كأنها مطر على جبل تصدَّع من تَفُتُّحِ عشبة.. لا القوة انتصرت ولا العدل الشريد.

بشار زرقان: أولاً الجمهور يعني جمهور نسبي إذاً لا نستطيع نقول عن الجمهور في دمشق أو سوريا أنا أقيس الجمهور بشكل عام في أوروبا وفي الوطن العربي هناك جمهور لا شك هناك ناس تبحث عن نسائقها وتحب هذا اللون وتحب العديد من الألوان هو جمهور أغلبه يعني يميل إلى الثقافة أكثر مثقف أكثر جمهور عنده لا أريد أقول صفوي بس عنده نوع من أنواع الاهتمام في الموسيقى والشعر يعني أغلبه إلى الثقافي نخبوي.

[شريط مسجل]

بشار زرقان: علَّم الشوق مقلتي سهر الليل.. صارت من غير نوم تراك.

بشار زرقان: هذا الاحتكاك المباشر مع الناس هي التي تعطيني أو تحدد أين أنا بالضبط وحتى هذه اللحظة هي حقيقة لا أرضى أنا عن ما أقدم.

هل هي عودة إلى اللون الوطني؟

"
في بداية الثمانينيات وبحكم الوضع السياسي في الوطن العربي أكثرت من الغناء ذي السمة السياسي حتى  أطلق علي مغن سياسي
"

بشار زرقان: لا الآن أنت تقول لي إنني أنا تجربتي الغنائية في الغناء السياسي، هم أطلقوا هكذا نوع من الموسيقى لم أطلقها أنا كنت أعشق وقلت سابقاً وأعيدها الآن في بداية الحديث إنني هناك كان قلق لدي من محيطي وكان هو السبيل الوحيد أمامي وكنت محظوظ أنني عندي حس خاص بالفن حاولت هذا القلق أن أخْرِجَه من خلال نافذة الفن العريضة فقط، غنيت لفلسطين غنيت للسجناء غنيت للناس المتعبين غنيت للحب الناس شافوني هكذا وكان هذا النوع من الغناء في بداية الثمانينات وكان حاضر حقيقة في الوطن العربي بحكم الوضع السياسي فكرك لم أقدم ولا مرة بحياتي نفسي إنني أنا مغني سياسي أنت تقول والآخرين أنا قلت أنا أفرض الكاتب بعد وأعود إلى تجربة الشاعر الكبير محمود درويش، الشاعر محمود درويش الشاعر الكبير طبعاً تطورت تجربته ولا أريد أن أحكي عن تجربته لأنه قادر أنه هو يدافع عن تجربته إلى مشروعية ضخمة وإلى أيضاً يعني لي الحق أن أتطور كفنان لي الحق أن أختار، أن أختار نصي أن أختار أصدقائي أن أختار حبيبتي أن أختار كل هذه التفاصيل يعني وبما أنه أنا لدي تجربة بالفن أريد أن أتطور لا أريد أن أبقى في مكاني الجمود يقتل كما تعلم، أنا متحرك ومتحرك وأيضاً في حالة الأخذ والعطاء بيني وبين المحيط فهناك فيه حياة في الحياة بكل معنى الكلمة أريد أن أكون بمكان لم أكن به في السابق لم تطؤه لم تطؤه قدمي.

[شريط مسجل]

بشار زرقان: سقط الحصان عن القصيدة والجليليَّات.. كنَّا مبللات بالفراش وبالندى يرقصن فوق الأقحوان.. الغائبان أنا وأنتِ أنا وأنتِ الغائبان زوجا يمام أبيضان يتسامرا على غصون السنديان.. لا حب لكني أحب قصائد الحب القديمة تحرص القمر المريض من الدخان.. كر وفر كالكمنجة في الرباعيات أأنأى عن زماني حين أدنو من تضاريس المكان.. لم يبقى في اللغة الحديثة هامش بالاحتفاء بما نحب فكل ما سيكون كان.

بشار زرقان: مكان لملتقى المبدعين في الوطن العربي أو العالم وبيت عربي موجود وأحاول أن يكون هناك ورشة عمل بيني وبين موسيقيين (Professional) مهنيين ليس أنا فقط المحور يعني ليس أنا الأساسي في الموضوع أنا ربما أكون في مهرجان أو آخر أو لا أكون فهذا المكان سيكون حقيقة إن شاء الله الأمور تمشي في طريقة سليمة حتى نفتتح بأول أداء فعندي الكثير من الأصدقاء الموجودين فنانين موسيقيين بجميع أنحاء العالم فكرت أنه ربما يكون هناك حوار مختلف بلغات مختلفة يأتون إلى دمشق ويقدم (work shop) مع بعضنا لعشرة أيام تحت عنوان هو مثلاًً يا سنين دمشق أو الناس أو البلد أو الشام أو نختار عنوان معاً ونعمل من خلاله ويأتون الناس ويشاهدون هكذا نوعاً من التجارب وبعد عشرة أيام أو خمسة عشرة يوم يقدَّم المشروع أمام على الملأ أمام الناس.

[شريط مسجل]

بشار زرقان: خضراء أرض قصيدتي خضراء عالية.. على مهل أدونها على مهل على وزن النوارس في كتاب الماء.. خضراء أكتبها على نهر السنابل في كتاب الحقل.. كلام الله عند الفجر أرض قصيدتي وأنا البعيد.. عناء سيدة الكناية في الحكاية لم تكن تبكي على أحد ولكن من مفاتنها غدت.