ضيف وقضية

الفن الكاريكاتيري العراقي في ظل الحصار

مأساة العراق أوضح من أن تعرف، وأطول من أن تعدد، ومع ذلك استطاع هذا الواقع أن يفرز رساما كاريكاتوريا مبدعا، لكن القضية هي أي نوع من الكاريكاتور؟ وأي نوع من الابتسامة يمكن أن تنتزع من مواطن معذب?

مقدم الحلقة

محمد كريشان

ضيف الحلقة

مؤيد نعمة، رسام كاريكاتور عراقي

تاريخ الحلقة

17/07/2000

undefined
undefined

محمد كريشان:

مأساة العراق أوضح من أن تعرف، وأطول من أن تعدد، ومع ذلك استطاع هذا الواقع أن يفرز رساما كاريكاتوريا مبدعا، لكن القضية هي: أي نوع من الكاريكاتور؟ وأي نوع من الابتسامة -خاصة- يمكن أن تنتزع من مواطن معذب، ومعاناته متعددة الأبعاد؟ قضية نحاول طرحها مع ضيفنا لهذا الأسبوع، رسام الكاريكاتور العراقي (مؤيد نعمة).

تقرير مسجل:

مؤيد نعمة

– من مواليد (بغداد) عام 1951.

– نشر أول رسم له في عمر السادسة عشرة.

– وبعدها بعامين شارك في تأسيس أول مجلة للأطفال في العراق.

– تخرج من (معهد الفنون الجميلة) ببغداد عام 1971.

– ثم شرع بعد ذلك بعامين في العمل رساما كاريكاتوريا في الصحافة اليومية.

– حاصل على شهادة البكالوريوس في (أكاديمَّية الفنون الجميلة) قسم (السيراميك).

– أنجز العديد من الجداريات المعروفة في بلاده، في بغداد، و(البصرة).

– شارك في العديد من المعارض في الخارج، واختير في لجان تحكيم بعض المسابقات الدوليَّة.

– انتخب عام 1991 رئيسا للجنة الكاريكاتير العراقي.

– تنشر رسومه في صحيفة (العرب اليوم) الأردنية منذ عام 1997، ويعمل حاليا في صحيفة (الاتحاد) الأسبوعية العراقية.

محمد كريشان:

سيد مؤيد نعمة، أهلا وسهلا.

مؤيد نعمة:

أهلا بك

محمد كريشان:

في بداية هذه الجلسة.. كيف تري وظيفة رسام الكاريكاتير؟

مؤيد نعمة:

الحقيقة إنه أصبحت وظيفة رسام الكاريكاتير الآن هي رصد وتقصي مشكلات الإنسان، يقوم رسام الكاريكاتير بتسجيل هذه اللحظات لإطلاع المشاهد على ما يمكن أن يكون للإنسان من مشكلات، هو يتنبأ، هو يحاول أن ينتقد ويتنبأ بالمستقبل.

محمد كريشان:

المشكلات عندما يطرحها، هل بهدف لفت الانتباه إليها وافتكاك ضحكة معينة؟ ما الهدف في النهاية؟

مؤيد نعمة:

نعم، الكاريكاتير الحقيقة يعني هو يعتمد على الضحكة، أو الابتسامة، ولكن أصبح للكاريكاتير معاني ثانية، يعني كاريكاتير موقف اللي يعطي للمشاهد كمية أكبر من التأمل، يعني ما كان ما بدا يعتمد على الضحكة فقط، هذا كان حال الكاريكاتير أول ما بدأ، الآن للكاريكاتير آفاق جديدة، آفاق كبيرة، هو شامل لكل الفنون، هو فن المستقبل.

محمد كريشان:

إشارتك إلى.. منذ بدايات الكاريكاتير، الكاريكاتير نشأ في أوروبا، ولم ينشأ في البلاد العربية، هل أصبح الآن متأصل في بيئته العربية، رغم أنه لم ينشأ فيها؟

مؤيد نعمة:

نعم، الوظيفة الحقيقية لأنه بدأ في أوروبا، وظيفته الحقيقية كانت…، أو ساحته الساحة هي الصحافة، الصحافة بدت في البلاد العربية في وقت متأخر، وهكذا بدأ الكاريكاتير العربي مع بداية ظهور الصحافة، مثلا يعني في بلدنا بدأ الكاريكاتير بالـ1930 مثلا، كانت بدايات الصحافة، الصحافة بدت ببداية القرن العشرين، ولكن الكاريكاتير بدا كوظيفة صحفية بدت بالثلاثينات من هذا القرن.

محمد كريشان:

وهل ما زال هذا الارتباط وثيق بين الصحافة والكاريكاتير؟ أم استطاع الكاريكاتير أن ينشأ كفن مستقل حتى بعيد عن الصحافة إلى حد ما؟

مؤيد نعمة:

طبعا لا يزال وثيق الصلة بالصحافة، لأنه هي الساحة الحقيقية، المعركة الثانية معركة الكاريكاتير بدت بالمعارض الدولية، وبدأ يأخذ خط ثاني، يعني بدأ يصبح الكاريكاتير لوحة، يعني مو (ما) مقتصر على الصحيفة، ولكن أصبح كاريكاتير لوحة، هذا يستدعي من الفنان أنه كيف يطور عمله الصحفي، اللي هو أساسا للاستهلاك الصحفي، وينتقل من عنده إلى اللوحة المقتنية اللي ثابتة على حائط، الكاريكاتير عنده وظائف ثانية، التطور اللي حصل، إنه المشكلات الفنية والتطور التكنولوجي أصبح له علاقة بالكاريكاتير أيضا، يعني ما بقى الكاريكاتير حبيس الصحافة.

محمد كريشان:

ولكنه مرتبط أساسا بها، يعني هو ربما يكون قناة انتشارها الوحيد، أم أصبحت هناك قنوات أخرى؟

مؤيد نعمة:

يعني مضبوط إنه الصحافة هي الساحة الحقيقية للكاريكاتير، وهذا شي صحي وطبيعي.

محمد كريشان:

إذا أردنا أن نتحدث عن مؤيد نعمة رسام الكاريكاتير العراقي والموجود في العراق، ونحن الآن في بغداد.. كيف تري وظيفتك بعد هذه البداية العامة؟ كيف تري وظيفتك كرسام كاريكاتير عراقي ومقيم في العراق؟ ما الذي تطرحه على نفسك؟

مؤيد نعمة:

يستدعي إنه أكون قريب من أحداث بلدي، وهذا حال كل رسامي الكاريكاتير بالعالم، أني بتماس مباشر مع أحداث بلدي، وأحاول أن أترجم ما أشاهده، ما أحسه إلى رسوم أنشرها بالصحافة.

تقرير مسجل:

"كاريكاتورات مؤيد نعمة مختلفة عن السائد، ومحملة بالذكاء والهم الاجتماعي والسياسي".

(محيي الدين اللباد- رسام كاريكاتور مصري)

محمد كريشان:

ما هي أشكال المعاناة التي تحرص أكثر على إبرازها في رسومك الكاريكاتورية عن وضع العراق اليوم؟

مؤيد نعمة:

أكيد المعاناة السياسية، الظروف اللي يمر بها بلدنا، كان لها تأثير كبير علي شرائح المجتمع، ومنهم رسام الكاريكاتير، اللي هو بالمقدمة من الفنانين، اللي يحاول أن يعكس المتغيرات السياسية اللي حدثت، واللي تحدث بالمستقبل، واللي هو يتوقع إنه تحدث، وهذا ما حصل، ويحصل عندنا، وفي كل بلدان العالم.

محمد كريشان:

يعني المتأمل في الرسوم الكاريكاتورية لمؤيد نعمة، يلاحظ معالجة مأساة العراق، وخاصة في ظل الحصار نوعا ما معالجة سياسية، يعني هناك تنديد بالموقف الأمريكي من الحصار والعقوبات، هناك تنديد أيضا بالموقف العربي المتفرج على هذه المعاناة، حتى إن هناك رسوم تشبة العراق بالغريق الذي يغرق، ومع ذلك يلتف حوله العرب، يبكون، ويذرفون الدموع، دون أن يقدموا شيء عملي، هل هذه -فقط- هي الزاوية التي تتناول منها موضوع العراق؟ المعالجة السياسية بالدرجة الأولى؟

مؤيد نعمة:

هي الحقيقة أستاذ محمد، المعاناة كبيرة، فأخذت مني يعني حصة كبيرة من تفكيري، وهذا تفكير كل فنان -أعتقد بها الشكل- فتلاحظ إنه أخذت المساحة الكافية، ويعني أعيد أقول إنه المعاناة كبيرة، كان يفترض لي أنه أقوم بأكبر من هذا العمل، ولكن يعني ظروف الحصار -أيضا- أثرت، ما قدرت -مثلا- أسوي معارض خارجية، وبالنية أنه نعمل هيك معارض.

محمد كريشان:

يعني ما الذي يحول دون مشاركات خارجية، وهي قناة مهمة للتعبير عن…؟

مؤيد نعمة:

يعني احنا شاركنا في مسابقات دولية، في معارض دولية، وطرحنا معاناتنا، وهذا أعتقده قليل، لو كان الحصار أقل من هذا يعني، مشكلات السفر، والمشاركات، البريد المتلكئ، فهذا يمنع يعني يحد ولكن لا يمنع.

محمد كريشان:

هل هذا يؤدي أيضا إلى عدم إحاطة رسام الكاريكاتير في العراق بما يجري في الساحة العربية من تطور فني لزملاؤه في المغرب، في الجزائر، لبعض حتى العراقيين المهاجرين؟

مؤيد نعمة:

احنا على اتصال بالقنوات البسيطة يعني، ولكن هذا صعب، يعني صعب قياسا للفنانين الموجودين بالعالم، يحتاجون إلى مصادر، يحتاجون إلى مشاهدة معارض…

محمد كريشان:

احتكاك بزملاء آخرين.

مؤيد نعمة:

… احتكاك بزملائهم، وتطور هذا الفن تطور مذهل، يعني يستدعي إنه نشوف معارض، نشوف ونلتقي بفنانين.

محمد كريشان:

على صعيدك الشخصي هل تشعر بأنك ربما -إلى حد ما- على هامش حركة الرسم الكاريكاتوري في البلاد العربية، وفي العالم؟ هل لديك مثل هذا الإحساس؟

مؤيد نعمة:

لا، الدليل أنه علاقاتنا وما يصلنا من أخبار من زملائنا الفنانين من كل البلاد العربية تقريبا، إنه المدرسة البغدادية في رسم الكاريكاتير مدرسة متميزة، وهذي ليست شهادتي، إنما شهادة الفنانين المتمكنين من فن الكاريكاتير، وكتبوا عنها وعن تميزها، مدرسة بغداد في فن الكاريكاتير اعتمدت على نقل الواقع، بالأسلوب الحديث، يعني لم تعتمد على النكتة الساذجة، أو على الموقف الساخر المسطح، دخلت بالعمق، هذا يعني ضاف لنا مسؤوليات جديدة، إنه نتمكن من مسك الخيوط كلها، اللي يعني تخلي رسام الكاريكاتير متمكن من عمله.

(تقرير مسجل):

"أعمال نعمة انطلقت بفن الكاريكاتير خارج حدود الإضحاك، ونحو نوع من السخرية السوداء، إنها رسوم تغرف من بحر الثقافة والمواجهات الحادة مع الواقع، فهي رسوم عنيفة في كل شيء، في خطوطها وحركتها ومواجهتها، وفي اختيارها موضوع العنف الذي يتعرض له الإنسان المضطهد".

(مجلة "كل العرب" اللندنية)

محمد كريشان:

هذا طابع في المدرسة البغدادية -كما تقول فيما يتعلق بتجنب النكتة الساذجة، والذهاب إلى العمق-، ربما من يتابع رسوم مؤيد نعمة، يجدها قاسية، ولكن في نفس الوقت تتميز بنوع من القتامة، يعني ليست رسوم، قد تستدعي السخرية، أو تستدعي تلك البسمة الساخرة بقدر ما -ربما- تزيد من الغم نفسه، هل هذا جزء من المهمة؟ هل مهمة رسام الكاريكاتير أعمق من مجرد افتكاك بسمة ساخرة؟

مؤيد نعمة:

الحقيقة هي تختلف من فنان إلى آخر، أني اعتمدت على النكتة السوداء، الظاهر يعني طبيعة الحياة، طبيعة المعاناة خلال هاي الفترة يعني من الثمانينات لحد الآن، يعني فرضت علينا إنه نتجه إلى القتامة، وهذا ما أني أحسه يعني، أنت ليس في وضع طبيعي جدا أمام هذا الحشد الهائل من التحديات، فخلتني أنه أفكر بالجانب المظلم، وكيف أدخل وأشوفه، وأنقل ما أشاهده إلى المشاهد.

محمد كريشان:

هل هذا جزء من موجة عامة في الإبداع العراقي؟ هناك من يقول: الفن العراقي الآن -حتى الأغاني العراقية التي اشتهرت- هناك النبرة الحزينة، أنت تتحدث الآن عن القتامة، ربما بعض الأدباء، والروائيين اتجهوا أيضا نفس التوجه، هل هي موجة عامة لا يمكن أن تفرز أي نوع من التفاؤل أو من نظرة أخرى تختلف عن هذا التشاؤم الشديد؟

مؤيد نعمة:

لا طبعا هي مو موجة عامة، لكنها موجة أعتقد أنها طبيعية، أن تكون بهذا الظرف، أو ما معنى أنه أضحك وأنا داخل وضع مأساوي؟

محمد كريشان:

وإلا تصبح الضحكة مفتعلة…

مؤيد نعمة:

مفتعلة أكيد يعني، لا يمكن أنه أضحك الناس وأنا في وضع مأساوي جدا.

محمد كريشان:

ولكن تستطيع أن تضحكهم، ولكن ضحكة.. دعنا نقول ضحكة صفراء أو سوداوية؟ أم ترى أن هذا هو القدر أن يكون بهذا الشكل؟

مؤيد نعمة:

لا، حتما، أؤكد لك أستاذ محمد، إنه الكاريكاتير يعتمد على الابتسامة، ولكن ليست هي كل شيء، الابتسامة جزء من الكاريكاتير، الكاريكاتير أبعد من هذا الموضوع، يعني الكاريكاتير هو تفاصيل نفسية وحياتية داخل كل شخص، الكاريكاتير يبحث عن مشكلات هذا الإنسان، يبحث شلون [كيف] يوصل أفكاره، وخلينا نقول تحدي لوضع أو طريقة كون الإنسان يبحث عن الابتسامة، ولكن رسام الكاريكاتير يحاول أن يفهمه ما هي الابتسامة الحقيقية، يعني البحث عن السعادة ليست بالضحك.

محمد كريشان:

مثل ما أشرت أنا قبل قليل.. موضوع المعالجة السياسية في الرسوم، هل أنتم تتجهون في النهاية إلى -نوع ما- صب جام الغضب على الموقف الأمريكي، والدولي، وحتى العربي من الحصار؟ ولنقل إنك تهمل -إلى حد ما- المواطن العادي، يعني لم نشاهد في الرسوم معاناة العراقي في الحصول على الغذاء، معاناته في الحصول على الدواء، معاناته في في كل مناحي الحياة، هل هذا توجه مقصود، أنك لا تريد أن تعمق مأساة أكثر؟ لأنك أنت -الآن- في العراق، وبالتالي تتوجه إلى جمهور عراقي خاص، هل هو رسومك جزء من توجه لخلق -لنقل- أعداء آخرين، دون عكس المعاناة اليومية للمواطن؟

مؤيد نعمة:

الفنان له حرية الاختيار في هذا الجانب، يحاول أن يرسم ما هو يعتقده إنه مفيد للمشاهد، وهذا يتبع كل فنان على حدة يعني، الفنان هو يعني فيه له -مثلا- مطلق الحرية أن يتناول -كشخص- يتناول الموضوع اللي يبحث عنه، فاستهواني الموضوع السياسي، أنا لا أنكر أنه المواضيع الحياتية موجودة، ولكنها قليلة قياسا إلى الرسوم السياسية، ويمكن إحساسي بشدة الأزمة جعلني أتجه إلى المواضيع السياسية أكثر.

محمد كريشان:

مثلما يعيش بعض الروائيين العراقيين صعوبة في التفاعل مع المحيط الإبداعي العربي، هناك يلجؤون إلى استنساخ بعض الكتب، إذا سافر أحدهم ويعود يأتي بكتاب، وينسخ منه عدد معين من النسخ إلى زملاؤه ورفاقه، هل هذا التوجه -أيضا- موجود في.. لدى رسامي الكاريكاتير؟ إذا ما سافرت تأتي ببعض الرسوم وتحاول أن تعممها لدى البعض؟

مؤيد نعمة:

ما حدث هذا، لأنه الفن يعتمد على الاجتهاد، يعتمد على الخلق الجديد، قليل من الفنانين اللي يمكن -فقط- للمشاهدة، ممكن، ولكن ليست للاستنساخ.

محمد كريشان:

مؤيد نعمة معروف يعني كأبرز رسام كاريكاتير -تقريبا- في الساحة العراقية، ولكنه -أحيانا- يسمع عنه وكأنه الوحيد، هل هناك عدد محدود جدا من رسامي الكاريكاتير في العراق؟ هل هذا الفن محدود في البلد؟

مؤيد نعمة:

هي الحقيقة في كل بلدان العالم تجد آلاف المهندسين، وآلاف الأطباء، لكن رسام الكاريكاتير قليل، لأنه هذا الفن لا يدرس في الجامعات ولا يعلم، فنان الكاريكاتير يخلق لوحده، وهذا قليل يعني في قلنا بقية دول العالم، إنه أي دولة عندها رسامين محدودين في هذا الفن بالذات، وفي العراق هناك مجموعة قليلة ومتناسبة مع عدد السكان، رسامين كاريكاتير جيدين، ويعني هذا لا يمنع أنه تكون أي دولة بالعالم عندها -يجوز- رسام واحد، وهو رسام جيد، ولا يخلق رسام ثاني إلا في فترات متباعدة.

محمد كريشان:

يعني هل ترى هذا الفن مرتبط أيضا بالمزاج العام للناس، المعروف عن العراقيين ربما جديتهم الشديدة، وحتى قسوة ملامحهم، وقسوة الظروف -أيضا- التي مروا بها لسنوات عديدة، بينما -مثلا- تجد أن (مصر) معروفة بالنكتة الساخرة، رغم الظروف الصعبة -أحيانا- تجد عدد كبير من رسامي الكاريكاتير، هل تربط أيضا بين هذا العدد المحدود، إلى جانب ما تفضلتم به، وطبيعة المزاج الشعبي العام في العراق، الذي لم يستطع أن يفرز رسامي كاريكاتير، أو حتى ناس مشهورين بالإبداع الفكاهي أو الساخر إجمالا يعني؟

مؤيد نعمة:

أتصور أنه يعني عدد رسامي الكاريكاتير كعدد موجود في مصر هم لا يعني أنه كل العدد هم رسامي كاريكاتير معروفين، أو متمكنين، ممكن أعدد لك خمسة -فقط- من رسامي الكاريكاتير في مصر، والباقي يقصدون أن يرسموا الكاريكاتير، وهم ليسوا رسامين، وهذا ما موجود حتى عندنا في بلدنا، إنه أكو [هناك] عدد قليل جدا متمكنين من رسم الكاريكاتير الحقيقي، إذا حطينا له حدود، وخطوط محددة، أنه هذا هو رسم الكاريكاتير، وليس الكاريكاتير النكتة المعروفة بالصحافة.

محمد كريشان:

يعني مثل ما هو بالفن هناك المطرب، والمؤدي، في الكاريكاتير أيضا.

مؤيد نعمة:

بالضبط، حتى في الأدب، وفي كل مجالات الثقافة..

محمد كريشان:

الشاعر، والناظم.

مؤيد نعمة:

أي إنه ليس كل ما يكتب هو الأدب الصحيح.

تقرير مسجل:

"المهم في رسوم مؤيد نعمة الكاريكاتورية ليس قوة الخط بل قوة الأفكار، فهو يتناول أفكارا بسيطة جدا ويتلاعب بها، من أجل أن تكون مفاجئة، بل تشكل صدمة لمن يراها".

(حاتم الصقر- أديب وناقد روائي عراقي)

محمد كريشان:

في ظل معاناة العراقيين اليومية.. هل تشعر أن ما ترسمه -أنت ترسم في صحيفة الاتحاد الأسبوعية- هل أنت متابَع؟ هل تشعر بأن هناك تجاوب، وتفاعل مع رسومك؟ أولا عدد الصحف قليلة، عدد صفحاتها قليلة، المواطن ربما مشغول بهمومه اليومية، أكثر مما هو مشغول بقراءة الصحف، هل تشعر بتفاعل ضعيف بينك وبين الجمهور من خلال الرسوم؟ كيف تقيم؟

مؤيد نعمة:

التفاعل كان موجود قبل الحصار، كان فيه رسائل، كان فيه متابعة من الناس، الآن الظرف اختلف، إذن هو ظرف وقتي، وممكن أن يزول، أكيد التفاعل قليل أقل، ولكن موجود تفاعل، موجود لقاءات انفرادية مع الناس اللي أعرفهم، يتابعون، بس هذا يعني أقل من اللي كان بالسابق.

محمد كريشان:

كرسام كاريكاتير عراقي وتقيم في العراق -مثلما ذكرنا- هل هذا يطرح عليك مهام أخرى؟ هل تشعر بأنه بفعل السنوات الأخيرة أصبحت (غير حر) -بين قوسين- في اختيار رسومك الكارتورية هكذا، بمحض إبداع فردي؟ أصبحت مطلوب برسالة معينة، هل لديك مثل هذا الإحساس؟

مؤيد نعمة:

منذ البداية، منذ بدايتي بالـ1970، تمكنت إنه يكون رسومي تكون رسوم محددة…

محمد كريشان:

وهادفة.

مؤيد نعمة:

… وهادفة، القصد إنه لا أقبل أن يتدخل فيها أحد، كلها أنا مقتنع بكل رسم أقوم به، لذلك أنا مطمئن إنو كل رسومي القادمة، حتكون متأكد إنه لا يمكن التدخل بيها، وهذا شرط بسيط يعني، ممكن أشرطه على أي صحيفة أعمل بها، فما أرسم ما يقال لي.

محمد كريشان:

يعني ربما يعني هل صحيح، ربما أنك قد لا ترسم كل ما تريد، ولكنك لا ترسم إلا ما إلا ما تريد؟

مؤيد نعمة:

وهذا حال كل فناني العالم، في أفضل مكان، الفنان لا يمكن أن يقول كل ما يريد، ولكنه لا يرسم ما يريدون.

محمد كريشان:

نعم، هل هذا أيضا أعاق جوانب أخرى في إبداعك؟ أنت تقول إبداعك هادف، ومنذ البداية، ولكن هذا الجو السياسي العام في البلد، هل فرض يعني هل.. دعنا نقول: هل أجهض جوانب أخرى في شخصيتك كرسام كاريكاتير؟ ربما كانت تتطور أكثر، لو كان البلد، والظروف في شكل عادي؟

مؤيد نعمة:

احتمال..، احتمال كان تطور، ولكن أني يعني أني داخل هذي الأزمة، فعلي أنه أتنفس من خلالها، أنه أعمل رسم الكاريكاتير من خلال ما أعيشه أني، أني يعني غير منسلخ عن وطنيتي وعلاقاتي وناسي وأهلي، لذلك أكون طبيعي جدا عندما في هذه الفترة أرسم على هذه الموضوعات.

محمد كريشان:

يعني هناك بعض الرسوم لمؤيد نعمة تعالج الشأن الاجتماعي، وساخرة في قضايا اجتماعية مختلفة، هذا الجانب الاجتماعي هل تعتقد بأنه قادر على أن يتطور، ويتداخل مع السياسي في هذا الوقت في العراق؟

مؤيد نعمة:

الرسم الاجتماعي أخذ حصة من رسومي بالصحافة، كان له فترة جميلة، فترة السبعينات والثمانينات، وكان هناك زاوية في مجلة (ألف باء) تحت عنوان (طبق الأصل) و(نساء ورجال)، كان هناك متنفس للعمل الاجتماعي أو العلاقات العاطفية بين النساء والرجال، فكان أكو [هناك] تغيير بهذا الجانب، الفترة اللي بعدين أيضا ما هملت الجانب الاجتماعي، ولكن بمساحة أقل..

محمد كريشان:

ربما أيضا كان لديك موقف خاص من معالجة قضية المرأة، ربما هذا الجانب ضعف قليلا مع طغيان الجانب السياسي، ضاعت المرأة في الوسط.

مؤيد نعمة:

المرأة جانب كبير من حياة كل فنان، وهي الملهم حتما، لم تنقطع رسومي عن جانب العلاقات بين الرجال والنساء، وبشكل أقل.. احتمال.

محمد كريشان:

هل من السهل أن يظفر مؤيد نعمة بابتسامة من عراقي، ينظر إلى رسم كاريكاتوري لمؤيد نعمة الآن؟

مؤيد نعمة:

لاحظت.. لاحظت هذا الشي يعني شفت في يعني ابتسامة، لكن ابتسامة مليئة بالحزن، هذا هو أسلوبي بالعمل، أنا أبحث عن ما وراء الابتسامة.

محمد كريشان:

السيد مؤيد نعمة الكثير من رسومك توجه نقد لاذع للعرب، هل هذه قضية محورية في رسومك المتعلقة بالوضع العراقي الحالي؟

مؤيد نعمة:

احنا ما نشاهده من ردود أفعال عادية حول موضوع العراق، خلاني أعمل هذه الرسوم، وهذا لا يعني إنه حالة مطلقة، حاولت أن أوضح أنه بعض الأنظمة تجاهلت الوضع، وما تعطيه الاهتمام الكافي. يعني هذي -أعتقد- شيء واضح للعالم كله، إنه قضية شعب يعاني هذه المعاناة، فحتما أي شخص يعني يتلقى هيكي أنباء، لازم يكون عنده ردود أفعال إيجابية حتمية، اللي نسمعه واللي نشوفه واللي نحسه إنه ما كانت بنفس المستوى، بنفس مستوى المعاناة اللي حدثت على الشعب العراقي، فخلاني إنه أقسي على جزء من هذه الأنظمة.

محمد كريشان:

لكن هذه القسوة اتجهت أكثر، كما هو واضح في الرسوم إلى هؤلاء العرب الذين لهم غترة وعقال، هل هذا توجه لإعطاء صورة عن العرب بشكل عام، أم تقصد الخليجيين تحديدا؟

مؤيد نعمة:

لا، حتما، عن العرب بشكل عام، يعني حتى يكون واضح إنه اللي قصدته إنه الإنسان العربي، والهيئة مالته [هيئته]، حتما تكون بهذا الشكل حتى يكون واضح للمتلقي، بأنه هذا الشخص جنسيته شنو [ما هي]؟ يعني العربي مميز بأنه غترة وعقال، وهذا هو الجانب الرمزي بالعمل الفني.

محمد كريشان:

رغم هذه القسوة، هذا لم يمنعك من أن تشارك بقية العرب همومهم المعروفة سواء المسألة الفلسطينية، ما يجري في عملية التسوية من مجادلات مضنية، سواء يتعرض له، أو تعرض له جنوب لبنان، كيف توفق بين الأمرين؟ وكيف تستطيع أن تبعد عن الهم العراقي -أحيانا- لتشترك في الهم العربي العام؟

مؤيد نعمة:

رسام الكاريكاتير هو حالة يحس بيها حالة إنسانية بالعالم كله، أني ما أقتصرت على الحال العربي، تناولت مشكلات دولية، مشكلات (أفغانستان) (نيكاراجوا) (بنما) (فيتنام)، كل هذه المشكلات هي مجتمعة إنسانية، الفنان يحاول أنه يكون متنفس، أو يحاول أن يكون له يد في تقويم بعض العناصر، في طرح وجهات نظر، وهذا اللي يخلي الفنان يكون أكثر عالمية، بمعني إنه يكون متفتح أكثر، وواعي بشكل أفضل.

(تقرير مسجل):

"الحق أن مؤيد نعمة يغوص في عمق الحقيقة، حتى يصل إلى قاعها أحيانا".

(صلاح محمد علي- كاتب وناقد عراقي)

محمد كريشان:

أغلب هذه الرسوم المتعلقة بالهم العربي العام، نشرتها في (صحيفة العرب اليوم) في الأردن، هل أردت أن يكون أن تكون هذه المشاركة في صحف أردنية نوع من المتنفس، لتقديم وجه آخر من إبداع مؤيد نعمة؟

مؤيد نعمة:

بالتأكيد.. الصحافة بالأردن وفي هذه الفترة هي أوسع انتشار من الصحافة العراقية، لذلك كان الواجب أنه أرسم ما أفكر به في وسائل نشر يعني كبيرة، وتنتشر أكثر.. الصحافة عندنا -مثلما تعرف- أنه مضيق عليها ومحاصرة أيضا، الصحافة الأردنية، أوسع انتشار، وهذا اللي خلاني إنه أعمل هذه الرسوم في الصحافة الأردنية.

محمد كريشان:

وهل استطعت أن توازن بينها، وبين الرسوم المتعلقة بالعراق، لأنه -أيضا- طالما هذه الصحافة أكثر انتشارا، ربما -أيضا- هي منفذ لمؤيد نعمة، حتى يعبر عن رسوم كاريكاتورية تتعلق بالعراق، وتجد رواج على عكس الرسوم التي ربما تنشرها هنا أيضا.

مؤيد نعمة:

بالتأكيد.. كانت هناك رسوم مميزة، وحاولت أن أكون أكثر قسوة في تنفيذها، اللي نشرت في الصحافة الأردنية، وقسم من عندها [منها] أيضا نشرتها داخل الوطن.

محمد كريشان:

نلاحظ -أيضا- في رسومك ليس لديك تلك الشخصية الساخرة، التي تنتقل في كل الرسوم، وموجودة في كل الرسوم، مثلا شخصية (حنظلة) عند (ناجي العلي) أو شخصية (مهماز) عند (العربي صبان) المغربي، هل هذا توجه له ما يبرره برأيك؟

مؤيد نعمة:

هذا يتبع أسلوب الفنان، الأسلوب الفني اللي يعتمده الفنان، أنه ناجي العلي كان متميز بأنه يوضع شخصية حنظلة في كل رسومه، حتى يكون شاهد، أو مساعد في شرح الموضوع، أو الفكرة للقارئ، أني أسلوبي أسلوب يختلف، ما يستدعي من عندي أنه أحط شخصية محددة تتكلم نيابة عني، أحاول في رسومي أنه أتكلم أنا بلساني إلى المشاهد.

محمد كريشان:

إذن دون وسطاء.. إذا أردنا أن نضع مؤيد نعمة في خارطة رسامي الكاريكاتير العرب، أين تجد نفسك؟ أين يمكن أن تضع نفسك؟

مؤيد نعمة:

الحقيقة، سؤال يعني غريب للفنان أنه يوضع أو يقيم نفسه، وهذا متروك للناقد الفني المختص بهذا المجال، أني أتمني أنه أكون متميز في خطوطي وفي أفكاري اللي أنشرها، هذا أعتقد أمر طبيعي أنه يتميز الفنان بأفكاره أو بأسلوبه الفني.

محمد كريشان:

ولكن هل هناك -مثلا- مدرسة معينة تجد نفسك فيها أكثر، أو تيار معين من الرسامين، تجد نفسك أقرب إليهم من غيرهم؟

مؤيد نعمة:

آي نعم، أعتمد على الفكرة أساسا، في… يعني قبل الأسلوب الفني، قبل التخطيط، قبل الخطوط، أعتمد على الفكرة، وتنفيذها يبقى سهل، تنفذها بالأسلوب اللي أي أسلوب ثاني، المهم أنه الفكرة توصل مباشرة، أو بشكل غير مباشر إلى المتلقي، بمعني أنه أتمنى في كل عمل أقوم به، يشاركني القارئ أو المشاهد، يشاركني باستنباط أفكار جديدة من خلال هذه الفكرة.

محمد كريشان:

قراءة أخرى، ربما!

مؤيد نعمة:

وكأنه يقرؤها قراءة ثانية.

محمد كريشان:

رغم عدم وجود -أحيانا- التعليق، يعني رسومك شحيحة في الكلام، هي الفكرة واضحة، الكلام نادرا ما يكون موجود يعني.

مؤيد نعمة:

لأنه أحاول أنه أشارك القارئ معي، فحتى لا أنطيه [أعطيه] المعلومة الكاملة، أو الفكرة جاهزة، بدون أن يتعب تفكيره معي، لذلك أبتعد عن التعليق، التعليق راح يخلي الفكرة يخليها جاهزة، يعني بدون أي تعب فكري من قبل المشاهد.

أخلي هو يفكر معي، يعني يفكر بأفكار ثانية، اجتهاد بالفكرة، احتمال يتوصل إلى نتائج غير اللي أني أتوصل إلها.

(تقرير مسجل):

"الميزة الرئيسية لمؤيد نعمة أنه يرسم بعقل، إن رسومه مخطط لها، وتسبقها عملية تفكير طويلة".

(سمير جبار- مجلة فنون)

محمد كريشان:

أيضا إلى جانب شخصيتك كرسام كاريكاتير لديك -أيضا- جانب يتعلق بالخزف والنحت، هل هذا الجانب مكمل لشخصية مؤيد نعمة كرسام كاريكاتير؟ أم هو -لنقل- هامش آخر في الإبداع لا علاقة له بالكاريكاتير؟

مؤيد نعمة:

الحقيقة هو اختصاصي أني خزاف، وهوايتي هي الكاريكاتير، ولكن الحالة أصبحت إنه الكاريكاتير أصبح الاحتراف والخزف أصبح الهواية، نعم هذا مكمل إلى عملي الفني وإلى شخصيتي الفنية، أحاول أمزج بين الاثنين، أحاول أنفذ أفكار كاريكاتيرية بواسطة الخزف، وحدث أكثر من مرة، وبعثت إلى مسابقات دولية فيها هذا الجانب..

محمد كريشان:

خاصة فيما يتعلق بوجوه الأشخاص، أنت ترسم يعني في بعض الأعمال الخزفية، وكأنك ترسم كاريكاتور بالخزف، هل هذا توجه مقصود، أثر فيه الجانب المتعلق بالرسم الكاريكاتوري؟

مؤيد نعمة:

إي نعم، توجه مقصود، وصعب تنفيذه للغاية، استطعت أنه أعمل تماثيل إلى مجموعة من الأدباء والفنانين، وبطريقة النحت الخزفي اللي هو الحقيقة تنفيذه أصعب من النحت الاعتيادي اللي يكون فيه الطين صلد، وسهل العمل، الخزف يحتاج إلى أن تجوف هذا االقطعة النحتية، وتدخلها للأفران، يعني إلى أن تفخرها بدون أن تطلع تظهر بيها فطور، العمل صعب، وعمل قليل يعني يتخصصون به بالعالم كله، أكو كم فنان [هناك عدد من الفنانين] بأوروبا مختصين بهذا العمل، وهو قليل، ممتع لأنه نادر التنفيذ، وأني متونس به.

محمد كريشان:

يعني هو (بورتريه) ساخر من خلال النحت؟

مؤيد نعمة:

بالضبط.

محمد كريشان:

بعض رسامي الكاريكاتير -مثلا أذكر على سبيل المثال الرسام الساخر القطري (سليمان المالك)- هو رسام تشكيلي، لكنه عرف بالأساس كرسام كاريكاتير، هل هذا الالتقاء بين الرسم الكاريكاتير، وفن آخر التقاء صدفة، متعلق بكل شخص؟ أم تجد دائما هناك جانب خفي لرسام الكاريكاتير كجزء من شخصيته الإبداعية ككل؟

مؤيد نعمة:

احتمال يكون إنه لقاء الاتجاهين، احتمال يكون موجود في بعض الفنانين، الكاريكاتير هو تفكير ثاني، هو فن شامل لبقية الفنون التشكيلية، يعني هو فن به تخطيط، به ألوان، به نحت، به جرافيك، وأيضا من بقية الفنون، به موسيقي، وبه شعر، به أحاسيس تظهر على رسوم الفنان، تحسها بها موسيقي، يعني وتحس -أيضا- بالشعر داخل العمل الكاريكاتيري.

محمد كريشان:

إذا تخيلنا مؤيد نعمة كرسام كاريكاتير خارج جو الحصار، هل تعتقد بأن رفع الحصار عن العراق سيكون أيضا جزء منه رفع الحصار عنك كرسام كاريكاتير؟ بمعني أن تتوجه إلى مواضيع أخرى، وأن تشعر برحابة أكثر في التعاطي مع القضايا، بعيدا عن قضايا الحصار التي صاحبتك طوال السنوات الماضية؟

مؤيد نعمة:

يمكن، ويمكن أنه أكون نفس مؤيد نعمة اللي بقى هاي الفترة، لأنه أني ما يعني ما أثر بي التوجه الإعلامي البسيط، يعني أني أتوجه إلى فن الكاريكاتير، وهو في أعلى مراحله، إذا كان موجود الحصار، أو ما موجود، صحيح إلى تأثيرات بسيطة يعني، بس هذا ما يمنع إنه أكون نفس أسلوبي، ونفس توجهي، وهذا ما أؤكده مرة ثانية. إنه أني بديت -مثلا- أرسم ضد الولايات المتحدة من السبعينات، أو من 67 ولحد الآن، ما كان أكو [هناك] حصار، جات فترة إنه علاقتنا بأمريكا شبه طبيعية، ومع هذا أني أرسم ضد الولايات المتحدة، هذا توجه فكري، وليس..

محمد كريشان:

مناسبة يعني، ليس مناسبة.

مؤيد نعمة:

.. وليس تكتيك، إنه يعني استراتيجية الفنان تحتم عليه إنه يبتعد عن هذا التكتيك البسيط اليومي.

محمد كريشان:

سيد مؤيد نعمة شكرا جزيلا.

مؤيد نعمة:

شكرا جزيلا.