أولى حروب القرن

تطورات أولى حروب القرن

هل حققت زيارة شارون لواشنطن أهدافها؟ ما هي علاقة زيارة تشيني للمنطقة بالتحرك الأميركي ضد محور الشر؟ هل الحملة الإعلامية الأميركية على السعودية حقيقة أم مبالغة؟ ولماذا تراجعت أميركا عن رفض تطبيق اتفاقيات جنيف لمعاملة الأسرى بغوانتانامو؟

مقدم الحلقة:

حافظ الميرازي

ضيوف الحلقة:

موفق حرب: مدير مكتب الحياة
محمد دلبح: كاتب صحفي
محمد وهبى: مدير مكتب المصور المصرية

تاريخ الحلقة:

08/02/2002

– زيارة شارون لواشنطن، وهل نجح في مساعيه؟
– علاقة زيارة تشيني للمنطقة بالتحرك الأميركي ضد محور الشر

– الحملة الإعلامية الأميركية على السعودية بين الحقيقة والمبالغة

– تراجع أميركا عن رفض اتفاقيات جنيف لمعاملة الأسرى

undefined
undefined
undefined
undefined

حافظ الميرازي: أولى حروب القرن من واشنطن، نرحب بكم في هذه الحلقة التي نقدمها كل جمعة من العاصمة الأميركية على الهواء، وفي هذا الأسبوع متابعة لأبرز التطورات والتداعيات المنبثقة من أولى حروب القرن وأزمة الحادي عشر من سبتمبر من واقع المتابعة الصحفية لمجموعة من الصحفيين العرب هنا في العاصمة واشنطن.

هل فشل شارون في دفع واشنطن إلى ضم السلطة الفلسطينية وياسر عرفات إلى لائحة المستهدفين في حربها العالمية ضد الإرهاب، أم أن الاتفاقات فيما وراء الأبواب مختلفة عن ما هو مُعلن في البيت الأبيض، ثم هل.. هل بدأ التحرك بالفعل ضد العراق والترتيب لعمل أميركي عسكري ضده مع الإعلان عن زيارة نائب الرئيس (تشيني) المزمعة لثماني دول عربية ولتركيا وإسرائيل.

وأخيرًا تراجع البيت الأبيض الأخير عن تطبيق اتفاقيات جنيف لمعاملة أسرى الحرب على مقاتلي طالبان هل يغير من الأمر شيئًا ؟! أم أنه محاولة للدفاع عن النفس مستقبلاً لو سقط أميركيون في الأسر في المنطقة. هذه الموضوعات نناقشها مع ضيوفنا في هذه الحلقة من الكُتَّاب والصحفيين العرب، مع الأستاذ موفق حرب (مدير مكتب صحيفة الحياة هنا في واشنطن)، الأستاذ محمد دلبح (الكاتب والمراسل للعديد من الصحف العربية منها " الشروق" التونسية، " الدستور " الأردنية، والأستاذ محمد وهبي (مدير مكتب مجلة " المصور " ومؤسسة دار الهلال المصرية).

مرحبًا بكم جمعيًا، ونبدأ بالتطور الأخير والأهم على مدى هذا الأسبوع وهو زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي (أرييل شارون) للعاصمة واشنطن حيث اجتمع مع الرئيس (بوش) مساء الخميس وتحدث شارون عن أن عرفات عقبة في سبيل السلام، تحدث أيضًا شارون ربما بشكل غير مسبوق باللغة الإنجليزية وبشكل علني عن أن الدولة الفلسطينية هي الهدف في نهاية المطاف لكننا بالطبع نعلم –أو لا نعلم ربما – أي دولة يقصدها شارون تلك في نهاية المطاف، لكن الإدارة الأميركية أوضحت بجلاء حتى قبل أن يصل شارون إلى واشنطن بأنها لن تقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية أو مع ياسر عرفات، والرئيس بوش رغم أنه كرر الانتقادات والمطالبة لمزيد من الضغط على عرفات، إلا أنه ما زال يخاطب عرفات باعتباره الممثل للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، إلى أي حد نجح شارون وإلى أي حد ربما يكون الاتفاق الأميركي الإسرائيلي غير المعلن أقوى وأكثر أهمية مما هو معلن، أستاذ محمد وهبي.

زيارة شارون لواشنطن، وهل نجح في مساعيه؟

محمد وهبي: هو في الواقع لابد إن إحنا نجاوب على هذا السؤال بنعم ولا.. نعم فشل، واللى حصل هذه المرة بالضبط إنه بدل من إن شارون يستبق الإدارة الأميركية، استبقت الادارة الأميركية شارون بأنه أعلن (آرى فلايشر) بإنه لن يقبل الرئيس بوش إنه يقطع علاقته بالرئيس عرفات أو يقطع علاقات أميركا بالرئيس عرفات لكى نكون أكثر تحديدًا ولكن استطيع أيضًا أن أقول نجح إلى حد ما لأنه قد يكون هنالك بعض الاتفاقات أن يواصل الضغط شارون نفسه، يعنى " بوش" اعترف بإن هو سوف يواصل الضغط، واعترف أمام كاميرات التليفزيون، وفي نفس الوقت في نفس اليوم النهاردة – اليوم صباحًا – اللى حدث إنه هاجم مرة أخرى –شارون- ويواصل الضغط وبضوء أخضر أميركي لغاية هذه اللحظة لإنه لغاية هذه اللحظة لم يقل الرئيس بوش لشارون "قف عند حدك كفى ما حدث"، لغاية هذه اللحظة ولكن اللي أنا عاوز أقوله كمان أيضًا إن صعود نجم شارون داخليًا في إسرائيل وأميركيًا هنا أهوه.. هنا وحتى في أوروبا بدأ في الهبوط، داخليًا بدأت حركة السلام تنشط من جديد، هناك أكثر من 200 ضابط احتياطي رفضوا الخدمة، أوروبا خدت خطوة كبيرة جدًا وهي عملية دعوة عرفات للبرلمان، فرنسا بدأت تتكلم بشكل قوي جداً ووراءها أوروبا.. إذاً حتى الصحف الأميركية بدأت تهاجم شارون وتقول إن عرفات خطا خطوة كبيرة بالخطاب الذي.. بمقاله في صحيفة (النيويورك تايمز)، يعني هنالك الآن هبوط في نجم شارون بدلاً ما كان دائمًا في الصعود.

حافظ الميرازي: استاذ محمد دلبح.

محمد دلبح: يعني، نضع يعنى الكلام اللى حكاه محمد في إطاره الاصطلاح السياسي: " إسرائيل وشارون في مأزق " ولهذا طُلب من شارون أن يأتي إلى واشنطن لحل هذا المأزق، بوش وشارون التقيا في منتصف الطريق، لم يتخذ.. لم يقم بوش بقطع العلاقات مع عرفات، ولكن مواصلة هذه العلاقات مرتبطة بشرط واحد هو أن يواصل ياسر عرفات قمع المقاومة الفلسطينية، قمع المنظمات وتفكيكها، هذا ما يسميه بوش بمنظمات الإرهاب وعرفات قبل أن يحضر شارون إلى واشنطن استجاب في مقاله الذي نشره يوم الأحد الماضي في "النيويورك تايمز" ، وصف مقاومة الشعب الفلسطيني بأنها إرهاب، وتخلى عن حق اللاجئين في العودة، هذه نقطتين أساسيتين في قضية القضية الوطنية الفلسطينية، فعندما عرفات يستجيب لهذه، فبالتالي الأميركيون يشعرون بأن عرفات قد استجاب وبالتالي لابد من الإبقاء على الرهان على عرفات والمؤسسات الأمن التي يتزعمها في الضفة الغربية وغزة للقيام.. بهذه المهمة، ولكن، الأميركيون أعتقد أنهم يعني أبلغوا شارون بأنه لا يمكن لإسرائيل باستخدام أسلحتها وقواتها العسكرية بقمع حركة وطنية في النهاية، لابد من التوصل إلى اتفاقية سلمية مع الفلسطينيين –في نفس الوقت – هم يريدوا أن يفهموا عرفات أنه لا يمكن لحركة وطنية مسلحة فلسطينية أن تستطيع أن تهزم إسرائيل، وبالتالي لابد من البحث عن حل وسط بين الطرفين وأعتقد أن المرحلة القادمة، الأيام القادمة، ستُظهر ذلك..

حافظ الميرازي: أستاذ موفق حرب.

موفق حرب: سأركز على على أهمية زيارة شارون إلى واشنطن وما نتج عنها، حول الموضع الفلسطيني لا أعتقد أنه الزيارة كان متوقع أن ينتج عنها أي شيء جديد لأن المواقف الأميركية سبق أن أُعلن عنها قبل مجيء شارون، الموقف المتصلب من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان قد أصبح سياسة الولايات المتحدة، الرئيس بوش أعلن عن خيبة أمله قبل أن يأتي شارون، قرار عدم قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية كان قد أُتخذ قبل مجيء شارون، أنا أري زيارة شارون إلى واشنطن بداية حملة الانتخابات الإسرائيلية، لا أعلم لماذا لم يتكلم أحد عن وجود وزير الدفاع الإسرائيلي في نفس اليوم الذي كان فيه شارون في واشنطن. والملفت أن وزير الدفاع الإسرائيلي – فؤاد – لم يُدَع إلى أىِّ، الاجتماعات، فعندك وزير دفاع إسرائيلي موجود في العاصمة الأميركية، وعندك رئيس الوزراء يجتمع مع تشيني ومع بوش ومع (كوندوليزارايس) ولم يدع –فؤاد- إلى ذلك كان هناك نوع من التجاذب بين شارون وبين

حافظ الميرازي: بنيامين بن أليعازر

موفق حرب: بنيامين بن أليعازر إذا لاحظت بالتصريحات التي أدلى بها –فؤاد- وزير الدفاع الإسرائيلي قبل اجتماع شارون، حاول أن يسرق الموقف المتصلب من عرفات من الإدارة الأميركية ونسب إلى مسؤولين أميركية كلامًا قاسيًا بحق- الرئيس عرفات فيكون بذلك قد سرق من شارون هذا الموقف، وبالتالي رد شارون على وزير الدفاع الإسرائيلي عند المساء حين تحدث عن الدولة الفلسطينية اللى هو كان من المفترض أن يكون طرح (شيمون بيريز)، فسرق العمل من شارون- عند الصباح موضوع الـ.. الموقف المتصلب من ياسر عرفات.. واستعاد المبادرة شارون عند المساء حين تحدث عن الدولة الفلسطينية

محمد وهبي: هو في الواقع.. أنا طبعًا مش واخد على بن أليعازر لدرجة إن أنا أسميه –فؤاد- يعني..

حافظ الميرازي: نعم.

محمد وهبي: ولكن اللي أنا عاوز أأوله إنه لاشك أنا موافق مع موفق في إنه هنالك أيضًا نوع من المنافسة في واشنطن ما بين بن أليعازر وبين شارون وأكبر دليل على ذلك إنه حتى بن أليعازر قال إنه أحد – إنه (تشيني) نفسه صرح له بأنه يمكن لك أن تشنق إنه يمكن لاسرائيل أن تشنق.

موفق حرب:نفى البيت الأبيض ذلك.

حافظ الميرازي: نفى..

محمد وهبي: لأ نفى..

موفق حرب: لأ نقول كلام مظبوط..نفي البيت الأبيض.

محمد وهبي: اسمح لي يا.. اسمح لي.. عندما ينفي البيت الأبيض، لا ينفي أيضًا النقطة الأساسية التى أقولها وهي المنافسة بين الطرفين، أنا لا أقصد أن هذا حصل أم لا يحدث، ولكنه يتنافس مع شارون ويريد أن يظهر أنه أكثر تشددًا، ويريد أن يظهر أيضًا أنه أقرب إلى البيت الأبيض وأن البيت الأبيض بيقولوا له كذا وكذا أنا لا أقصد سواء البيت الأبيض كذِّب أم لم يكذب، لكن هذه النقطة موجودة ، ونقطة أساسية فعلاً، ونجد.. وأضيف إلى ذلك أيضًا أن زيارته حتى لمصر، زيارته لمصر أيضًا في محاولة لتبييض وجهه كزعيم إسرائيلي في المستقبل.

موفق حرب: أحب أن أضيف شغلة صغيرة لو سمحت بالنسبة لزيارة شارون – فيه كلام جديد، يعنى الجديد الذي لاحظته من الزيارة هو الكلام السياسي الجديد من البيت الأبيض ومن شارون، هناك فصل بين السلطة الوطنية وياسر عرفات، الضغط على عرفات ولكن الإبقاء على التواصل مع السلطة.

حافظ الميرازي: ولكن ألا يوجد جديد أيضًا في الحديث عن زيارة (تينيت) للمنطقة في نهاية هذا الشهر ثم شارون يتحدث عن جمع الأسلحة من المنظمات وتسليمها إلى ممثل أميركي أو إلى مندوب أميركي دور أكبر للـ (C.I.A) أو لوكالة المخابرات لم يكن مقبولاً تقليديًا من الليكود أبدًا، ثم آلية واضحة جدًا أمامنا رغم عدم الإعلان عنها بشكل واضح.

محمد دلبح: أعتقد أن هذا هو الميكانيزم يعني هذه الآلية التي يريد الأميركيون والإسرائيليون من خلالها لجم حركة المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، ويعني مساعدة السلطة الفلسطينية وياسر عرفات تحديدًا –حقيقة – على احتواء الموضوع، أخشى ما تقوله بأن (تينيت) سيذهب إلى المنطقة إلى الضفة الغربية وغزة لضبط أو لتنفيذ ما خطط له سابقًا، يعني النقاط الأمنية التي طرحها – خلال الاجتماعات التى عقدت مع ممثلي أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيليين وأعتقد أن هناك يعني هناك توجه – حقيقة – في أوساط أجهزة الأمن الفلسطينية لتنفيذ هذه المهام – وخاصة أن بعضهم يعني – لم يوقف التعاون الأمني مع الإسرائيليين، وأعتقد، ويُخشى أن يُدفع ياسر عرفات من خلال يعنى المطالبة.. مطالبته بتصعيد الإجراءات الأمنية، إجراءات تفكيك المنظمات، ملاحقتهم، الاعتقال يعني إلى ما يشبه بحرب أهلية في الساحة الفلسطينية، وهذا هو أخطر ما يمكن أن ينجم عنه الضغط الأميركي، خاصة إذا عرفنا أن اتفاقية أوسلو بحد ذاتها هو وصفة لحرب أهلية – وصفة أمنية – أن يقوم عرفات والسلطة الفلسطينية بحماية الأمن الإسرائيلي وهذا غير – يعنى لا يمكن لأحد أن يتعهد بذلك – ومع ذلك سيلزموه بهذه المسألة ومعنى ذلك أن هناك حرب أهلية قادمة نتمنى..

محمد وهبي: هو الحقيقة..

محمد دلبح: نتمنى أن يعمل الجميع على تلافيها.

موفق حرب: فأحداث 11 أيلول غيرت التعاطي مع المنطقة وتحديدًا في ملف الصراع العربي الإسرائيلي هناك شبه إجماع غربي وتوافق مع إسرائيل بأنه لا يمكن أن يكون أي مبادرة سياسية طالما الانتفاضة مستمرة، فكل -إذا لاحظت –كل الأمور منصبة لمعالجة الوضع الأمني، يعني هذي من الأمور السلبية، أحد الأمور السلبية التي انعكست على المنطقة وتحديدًا على الصراع العربي الاسرائيلي نتيجة أحداث 11 أيلول، لم يعد بعد الآن مقبول في وجهه النظر الغربية أو حتى الأميركية ونجحت إسرائيل بطرح هذا الموضوع بإنه استمرار الانتفاضة هو جزء من أعمال العنف في المنطقة..

محمد وهبي: ده كان حاصل.. ده كان حاصل، لكن في نفس اللحظة يعنى زاد هذا الموقف عن الحد لدرجة إن أوروبا اليوم تدعو الرئيس عرفات إنه يوجه خطابًا إلى البرلمان، إنه (بورج) – رئيس البرلمان الإسرائيلي) يوافق على أن يذهب لغاية هذه اللحظة سواء رضى أم لم يرض شارون – كل هذه المواضيع – أنا عايز أقول إنه ما زال هنالك فرصة – لأول مرة – إن الفلسطينيين ابتدأوا يسجلوا بعض النقاط – خاصة – أرد برضو على.. على دلبح في هذا- الفلسطينيين لم ينهزموا لغاية هذه اللحظة، لغاية هذه اللحظة لم ينهزموا..

حافظ الميرازي: صحيح..

محمد وهبي: لسبب بسيط خالص إنه مجرد إنه شارون دعا بعض الفلسطينيين صحيح إن هو ناور وقال إن أنا بأدعيهم علشان أعمل أعمل نوع من أعمل زعامات جديدة فلسطينية، ولكن ابنه نفسه ذهب.. ذهب إلى عرفات وأخذ منه إذن إنه يبعت أبو علاء ويبعث أبو مازن، يعنى بدأت المحادثات قبل أن تتوقف الانتفاضة، ودي مهمة جدًا بالنسبة للشعب الفلسطيني.

حافظ الميرازي:كلمة أخيرة من محمد دلبح..

محمد دلبح : يعني الآن هناك محاولة لتصوير الصراع وكأنه حصار ياسر عرفات فقط، وليس حصار الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني كله محاصر من قِبَل إسرائيل وليس ياسر عرفات، والقضية لا تحل برفع الحصار عن عرفات، ولكن يحب أن يرفع الحصار عن كل الشعب الفلسطيني، ولكن يجب أن يفهم بأن السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي إذا لم تقف إلى جانب شعبها، إذا لم تقف بكل أجهزتها الأمنية للقتال إلى جانب شعبها في مواجهة الاحتلال، معنى ذلك أنها ستكون الخصم القادم للشعب الفلسطيني، وهذا يعني ما يرغب الجميع في تجنبه، لأنه أن يكون هناك فيه 30 ألف شرطي عند ياسر عرفات، يكون في مواجهة شعب بكامله يقاتل الاحتلال يصبح الشعب في مواجهة طرفين الإسرائيليين والأمن الفلسطيني في من خلال الضغوط الأميركية،

حافظ الميرازي: على أي حال ربما أيضًا تكون هناك أجندة أخرى في المناقشات أو اللقاءات الإسرائيلية الأميركية تختلف أو لا تتطرق أو لا تقتصر على الموضوع الفلسطيني، بالطبع إيران من أول الهموم الإسرائيلية دائمًا منذ عهد (رابين) – في كل زيارة إلى واشنطن- بالإضافة إلى العراق، ونائب الرئيس الأميركي سيقوم بزيارة إلى المنطقة، هل العراق في.. في باله وفي خاطره ضمن التحرك الأميركي ضد ما يسمى بمحور الشر.

[فاصل إعلاني]

علاقة زيارة تشيني للمنطقة بالتحرك الأميركي ضد محور الشر

حافظ الميرازي: بعد أن ناقشنا زيارة شارون لواشنطن وهل فشل في أن يضم عرفات والسلطة الفلسطينية إلى لائحة واشنطن لمكافحة الإرهاب العالمي، ربما نتطرق إلى الزيارة المزمعة النائب الرئيس الأميركي (ديك تشيني) إلى ثماني دول عربية وإلى إسرائيل وتركيا، ديك تشيني، هذه أول زيارة هامة له كنائب رئيس إلى المنطقة، يزور في هذه الجولة في منتصف الشهر المقبل كل دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى مصر والأردن، ثم تركيا وإسرائيل، إذاً الكثيرون يقولون بأن دول الطوق- إن صح التعبير- بالنسبة للعراق – هي التي يزورها تشيني – الرئيس بوش حين سُئل عن ذلك مساء الخميس في لقائه مع شارون قال إن تشيني ذاهب لينظر عينًا بعين الزعماء في المنطقة ويبلغهم مدى جديتنا في مكافحة الإرهاب ويبلغني، ولكن إلى أي حد ربما يمثل هذا تحركًا فعليًا لكي تضع واشنطن إستراتيجية للتحرك نحو الهدف الثاني المتوقع منذ بداية هذه الحملة وهو ربما يكون العراق. أيضًا إلى أي حد ربما كان هذا من الموضوعات التي تطرق إليها شارون وبوش بعد أن تحدث بوش عن محور الشر، وإيران من ضمن مخاوف أو القلق الإسرائيلي دائمًا، أو الأهداف الإسرائيلية دائمًا في خطة تأمين وضعهم في المنطقة، إن صح التعبير- موفق حرب، أولاً ماذا تقرأ ؟

موفق حرب: أهمية زيارة نائب الرئيس هو –إذا تذكر- أنه حين كان وزير دفاع أيام الرئيس بوش الأب- هو الذي ذهب إلى منطقة الخليج ونقل الصورة حرفيًا بأن الولايات المتحدة عازمة على ضرب العراق، فأعتقد إنه بصفته نائب الرئيس اليوم ستكون الرسالة أقوى وحازمة ولها مصداقية أكثر، وهناك أيضاً بُعدًا آخر –إنه لم يذهب معه – أعتقد حتى اليوم لم يقرر ولماذا لم يذهب وزير الخارجية (باول) هذه مهمة وزير خارجية عادة، يعني الذي ينظر إلى السجال الموجود داخل الإدارة الأميركية بالنسبة لموضوع العراق، هناك فريقين، فريق وزارة الدفاع، وهناك فريق وزارة الخارجية الذي يعكس موقف الوزارة باتجاه العراق –الوزير باول – تصل كل هذه المواقف إلى الرئيس، فأراد الرئيس أن يرسل الشخص الذي يثق به أكثر من أي إنسان آخر داخل الإدارة ليسمع من القادة العرب وقادة المنطقة إلى أي مدى هم مستعدون أن يكونوا إلى جانب الولايات المتحدة – في حال قررت الولايات المتحدة – وعند ذلك سيعود تشيني ويخبر الرئيس عن المواقف العربية – لأنه باول يُصر على بإنه بناء تحالف هو أساسي لأي تحرك ضد العراق، وتشيني يذكر أنه في حرب الخليج الأولى – عفوًا حرب الخليج..

حافظ الميرازي: الثانية.

موفق حرب: حرب الخليج الثانية.. حرب الخليج ضد العراق لطرده من الكويت– التحالف العربي كان أساسياً لذلك – فتشيني يريد أن يتأكد في هذه المرة هل تستطيع الولايات المتحدة أن تذهب لوحدها ضد العراق – أم أن التحالف والإجماع العربي، على الأقل الدول المحيطة أساسية في أي مهمة، وتشيني هو خير من يأتي بهذا الجواب وخير من ينقل رسالة لكونه مقربًا من الرئيس بوش وثانيًا له خبرة في التعاطي مع دول المنطقة وتحديدًا الخليجية منها.

حافظ الميرازي: وله موقف – بمعنى أنه – أن الصقور الآن يتحدثون بشأن العراق

موفق حرب: يعني المتابع لمواقف تشيني هو دائمًا خطوة قبل الرئيس – موقف تشيني دائمًا صدي لموقف الرئيس على الأقل ظاهرياً.

حافظ الميرازي: لكنه فيما يتعلق بالعراق أقرب إلى (رامسفيلد) وليس إلى (باول).

موفق حرب: آه صح معروف.. هناك إجماع بضرورة تغيير النظام – الخلاف حول كيفية انتهاج أي سياسية لتغيير النظام في العراق.

حافظ الميرازي: محمد وهبي.

محمد وهبى: يعنى لا شك إذا الكلام اللي قاله حافظ مضبوط جدًا.. لأنه هو – كما قال موفق – كان هنالك حوار دائم داخل الإدارة وكان نجم باول يصعد ويهبط في نفس اللحظة – حاليًا نجمه هبط، إلى حد كبير جدًا في المدة الأخرانية – التلات، أربع أيام الأخرانيين دول- وصعد بشكل قوى جدًا نجم نائب رئيس الجمهورية تشيني. اللي حصل كمان، أنه تشيني من الأول واخد موقف قوي جداً ضد العراق، أنا بأعتقد إنه إرسال تشيني إلى المنطقة ليس فقط معناه أن الصقور قد كسبوا الحرب، ولكن أيضًا إهمال القضية الفلسطينية.. لأنه يذهب ويزور دمشق – يزور Sorry.

حافظ الميرازي: تشيني لم يكن له أبدًا.. نعم

محمد وهبي: يزور إسرائيل.. لأ..مهمًا يكن، ما هو بيؤكد.. يعني هذه الرسالة أعتقد أنها إلى حد ما خاطئة لأن تشيني في المرة الأخرانية نجمه في الدول العربية هبط بشكل كبير جدًا – يعني كل .. هو نجمه هنا صعد، ولكن نجمه في الدول العربية هبط لأنه كان هنالك انتقادات.

حافظ الميرازي: هو لا يسعى لانتخابات في العالم العربي.

محمد وهبي: لو سمحت .. لو سمحت كان يسعى.. لا .. لكن هنالك أيضًا عندما تقابل.. عندما تقابل الدول، عندما تذهب إلى الدول العربية هناك رأى عام، وهناك صحف كل هذه الصحف وكل هذا الرأي العام في المدة الأخيرة تحوِّل – في الدول العربية –تحول ضده صحيح أنه سوف ينقل الرسالة، ولكن أيضًا الرسالة هذه يجب أن يكون لها مصداقية على مستوى الشعب ومصداقية على مستوى الرؤساء.

حافظ الميرازي: نعم، محمد دلبح.

محمد دلبح: يعنى بوش يوم أمس قال إنه يريد أن يرسل تشيني إلى المنطقة إلى زعماء المنطقة..حتى يعنى -للحديث معهم عن كثب- حتى يعرف هؤلاء الزعماء موقف أميركا ويطلب انضمامهم إلى الجهود أو إلى الحملة الأميركية ضد الإرهاب أولاً يعني تشيني –حقيقة- هو ممثل قطاع النفط كما يظهر في الحكومة الأميركية.

موفق حرب: هو نائب الرئيس، مش ممثل قطاع النفط.. شو..

محمد دلبح: وهو نائب الرئيس ونائب الرئيس وهو ذاهب إلى دول الخليج النفطية الستة زائد مصر والأردن وأعتقد أن..

موفق حرب: وتركيا.

محمد دلبح: وتركيا.. وأعتقد.. إن الهدف الأساسي من الزيارة – حقيقة -هو موضوع العراق وموضوع إيران إلى جانب ذلك موضوع العراق موضوع أساسي على جدول أعمال الحكومة الأميركية، وأعتقد أن القرار بشن هجوم عسكري على العراق قد اُتخذ، ولكن يريدوا أن يبحثوا في التفاصيل وفي الإمكانيات، ولكن..

حافظ الميرازي [مقاطعاً]: بهذه البساطة يعني يمكن أن نؤكد..

موفق حرب: حسب الموضوع محمد.

محمد دلبح: أعتقد أن القرار متخذ، وخاصة يعني أن مثلاً على سبيل المثال رئيس هيئة موظفي تشيني (لويس اليبي) من ضمن الصقور الذين يطالبون بالهجوم العسكري على العراق والإطاحة بالنظام.. بنظام الرئيس..

موفق حرب [مقاطعاً]: ولكن هذا لا يعنى أن القرار..

محمد دلبح: أعتقد أن القرار موجود القرار..

موفق حرب: لا.. لا فيه إجماع فيه إجماع على تغيير النظام.. مش الهجوم العسكري.

محمد دلبح: لا.. لا ..

موفق حرب: فيه فرق بين الإتنين.

محمد دلبح: الإجماع على التغيير- يعنى في النهاية لا يمكن.. لا يمكن في النهاية تغير هذا النظام في العراق إلا باستخدام القوة العسكرية..

موفق حرب [مقاطعاً]: هذا التحليل.. هذا استنتاج..

محمد دلبح: استنتاج، ولكن أيضًا جولة تشيني القادمة هي جزء من حملة التخويف والضغط على النظام العراقي في ما لو يعني حتى لتجنب أي هجوم عسكري على العراق أن يعني يلبى المطالب الأميركية، وتحديدًا في قضية عودة المفتشين.

موفق حرب: أحب أن أضيف شيء للي قاله.

محمد وهبي: أنا برضو عايز أضيف

موفق حرب: قبل ما يخلص.. لأ.

محمد وهبي: ما هي نفس النقطة، نفس النقطة.

حافظ الميرازي: تفضل.

محمد وهبي: نفس النقطة-يعنى اللي هو القرار مش القرار أتخذ ولكن حسم أمر الهجوم على العراق معاك تمامًا. وأنا بأؤيد ذلك تمامًا لماذا؟ لأنه حتى باول..

حافظ الميرازي: أكيف حسم أمره.. لا أدري من الذي حسمه أمره؟

محمد وهبي: هأقول لك.. هأقول لك.. لا.. لا.

موفق حرب: وضح الصورة.

حافظ الميرازي: تفضل.. تفضل..

موفق حرب: خطأ..

محمد وهبي: يا موفق.. اتفضل وضح الصورة.

موفق حرب: أنا حاسس إنه تغيير النظام، ما عم.. تفسر.

محمد وهبي: تغيير النظام.

موفق حرب: تغير النظام ففيه فرق غير الهجوم العسكري.

حافظ الميرازي: لحظة.. لحظة موفق.

محمد وهبي: هل يمكن أن تغير النظام دون هجوم عسكري.. كيف موفق.. كيف موفق.

موفق حرب: نشوف الـ CIA.. موفق.

حافظ الميرازي: في بداية الأسبوع مدير المخابرات.

محمد و هبي [مقاطعاً]: بس اللي أنا عايز أقوله.

حافظ الميرازي: رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي كان موجود في واشنطن قال لوسائل الإعلام نحن دائمًا نقدم النصح لواشنطن بإمكانية أن تقوم بعمليات من الداخل لتغيير النظام دون حاجة إلى أن تقوم أن تفعل ذلك من الخارج لماذا لا تكون في إطار هذه النصائح أن كيف يمكنكم أن تساعدونا إذا لم تريدون هذه المجموعة من المعارضة.

موفق حرب: صح..

محمد وهبي: كل الخبراء يا حافظ كل الخبراء يقولون ما يلي إنه بالنسبة للعراق لا لا يمكن تبطيق المثل الأفغاني أو الموديل الأفغاني على العراق لا يمكن إطلاقًا، أنا بس كنت عايز أشير إني حاجة مهمة جدًا.. إنه مش بس تشيني، ومش بس وزارة الدفاع (رامسيفلد) ونائبه (بول وولفودز) ولكن حتى باول. حتى باول في شهادته الأخيرة قال: إن الحوار قد ينفع مع إيران، قد ينفع مع كوريا الشمالية، أما مع العراق فهو لا ينفع فهو لا يجدي، قالها بالنص هو " لا يجدي" إذاً..

حافظ الميرازي [مقاطعاً]: فيه فرق بين الحوار..

محمد وهبي [مستأنفاً]: إذا.. إذا.. إذا.. إذا الموضوع حسم داخل الإدارة أن العراق لابد من تغيير النظام سواء بكدة أو بكدة، لكن لابد من ذلك.

حافظ الميرازي: موفق.

موفق حرب: يعني أنا استمعت للأستاذ وهبي حقيقي ما فهمت النقطة تبعه..

محمد وهبي [مقاطعاً]: لا، ليه بقى.. ليه؟

موفق حرب: لإن حكيت شغلتين مناقضين، بس أنا راح أشرح نقطة هلا.. حُسم موضع تغيير النظام، ولكن كيفية تغيير النظام- بعده فيه سجال عليها – قد تكون من خلال عمل عسكري وقد تكون من خلال أمور أخرى..

محمد وهبي [مقاطعاً]: أمور أخرى ذي أيه؟

حافظ الميرازي: لكن السؤال هو.. السؤال هو هل..

موفق حرب: بس.. لو سمحت.. بس خليني بدي أجاوب أستاذ حافظ لو سمحت.

حافظ الميرازي: تفضل.

موفق حرب: بالنسبة لموضوع تشيني إحنا تكلمنا فقط عن العراق إذا بتطلع توقيت زيارة تشيني تكون في النصف الثاني أعتقد من شهر.

حافظ الميرازي: من مارس.

موقف حرب: من مارس.. توقيته، هي تأتي قبل موضوع العقوبات على العراق في مجلس الأمن.

حافظ الميرازي: تجديد.

موفق حرب: الموضوع الثاني هو إنه أعتقد أنا إنه الأعمال العسكرية في حملة الولايات المتحدة ضد الإرهاب تكون قد شارفت على النهاية، هناك بعد آخر لزيارة "تشيني" إلى المنطقة:

أولاً : ترميم العلاقات العربية الأميركية وتحديداً الخليجية منها ـ هناك الكثير من الأمور والنفور وسوء الفهم الذي حصل وتحديداً بين المملكة العربية السعودية وواشنطن، تأتي زيارة تشيني في هذه المرحلة ضرورية ليس فقط لضرب العراق أو موضوع إيران إنما لمحاولة أميركية لترميم وإعادة العلاقات الأميركية الخليجية إلى ما كانت عليه قبل بداية الحرب..

محمد وهبي: بهدف أيه؟ بهدف أيه؟

موفق حرب: الكثير، هناك هنا الكثير من الأهداف.

محمد وهبي: الهدف أيه؟ الهدف أيه؟

موفق حرب: حماية المصالح الأميركية..

محمد وهبي: لا.. حماية المصالح، لكن الهدف أيه في هذه الفترة .. في الوقت اللي كلهم بيتحدثوا عن العراق بهدف أيه.. دي الفكرة كلها.. بهدف أيه.

حافظ الميرازي: محمد دلبح عندك تعليق.

محمد دلبح: والله أنا بأتفق مع موفق في النقطة هذه إنه بالفعل الأميركان بدهم يعملوا إعادة..

محمد وهبي: آه، ولكن بهدف أيه.

محمد دلبح: ترميم العلاقات الخليجية الأميركية، ولكن حقيقة يريدوا أن.. يعنى أن يجمعوا الموقف الخليجي وراء الموقف الأميركي في مواجهة العراق..

محمد وهبي [مقاطعاً]: بالنسبة للعراق.. ما هو الفكرة،.. علشان كده.

محمد دلبح [مستأنفاً]: وبشكل أساسي، موضوعة القضية الفلسطينية ليست واردة لهم، حتى زيارته إلى تركيا وزيارته إلى الأردن ليس لها علاقة سوى العراق.

محمد وهبي: طبعاً.. طبعاً.

الحملة الإعلامية الأميركية على السعودية بين الحقيقة والمبالغة

حافظ الميرازي: قبل أن نأخذ الفاصل الثاني، في البرنامج، كان هناك زيارة أو مجموعة زيارات لوفود سعودية في واشنطن وحملة -إن صح التعبير- علاقات عامة وحديث إلى الرأي العام بشكل هجومي أو الهجومي بمعني المبادرة التي لم نعهدها حتى في الدبلوماسية العامة الخليجية أو السعودية بالتحديد، إلى أي حد أفلح هذا العمل ويجب أن يستمر -إن صح التعبير- موفق.

موفق حرب: أنا أعتقد إنه في أي في كل..

حافظ الميرازي: يعني الأمير تركي في تصريحاته في التليفزيون الأميركي كان أفضل.. أفضل ربما متحدث سعودي سمعته حتى الآن في الإعلام الأميركي بشكل مقنع.

موفق حرب: في.. في كل مرة تحاول أي دولة إرسال وفد لتوضيح وجهة نظرها تنفع، ودائماً هناك ترحيب بأن تقوم الدول باتباع أساليب دبلوماسية أو إرسال صحفيين أو أشخاص من المجتمع لشرح موقف.

حافظ الميرازي: بما في ذلك سيدات سعوديات التقوا بدون العباءة أو بالعباءة أو غير شيء.

موفق حرب: التقوا أمس بالسيدة الأولى في واشنطن.. ولكن هل هذا كافي.. لا اعتقد أن ذلك كافي طالما أن المملكة العربية السعودية تريد أن تتعاطى مع الولايات المتحدة من خلال وسائل الأعلام الأميركية فهذه بداية خاطئة، التصور بأن هناك حملة إعلامية في الولايات المتحدة قادمة من القرار السياسي الأميركي وموجهة ضد المملكة العربية السعودية.. المملكة العربية السعودية هذا منطق خاطئ، وإذا تم التعاطي مع المشكلة الموجودة، هناك مشكلة موجودة من هذا الباب فإن ذلك أيضاً سيبقى مشكلة، هناك تعاطي بين وسائل الإعلام، وهناك تعاطي بين البرلمانات، وهناك تعاطي دبلوماسي، فأنت دائماً تحصر المشكلة بأنها حملة إعلامية موجهة ضد المملكة، فأعتقد أن ذلك ليس الطريق الصحيح.

محمد وهبي: هو لا شك أن هنالك حملة إعلامية.. ما لناشي دعوى بالإدارة.. لكن هل هنالك حملة إعلامية ضد المملكة أم لا.. هناك لا شك.. عدد المقالات.

موفق حرب: شو حملة.

محمد وهبي: اسمع كلامي.. خلينا نتكلم.. خلينا نتكلم.

حافظ الميرازي: نسأل محمد دلبح.. نسأل محمد دلبح هل هناك حملة إعلامية.. نعم.

محمد دلبح: حقيقة هناك فيه حملة إعلامية، والإدارة جزء من هذه الحملة ولكن الهدف من هذه الحملة.

موفق حرب: أنا أريد أرد على سؤالك.

محمد وهبي: طبعاً..، خليه يكمل.. خلينا بس نتكلم.

محمد دلبح: في الحقيقة الأميركيون يستهدفون ثلاث نقاط أساسية في قضية السعودية، والأميركيون جادون فيها.. الموضوعة الأول هو موضوعة الداخل السعودي وقضية الثقافة الدينية والإسلام وكل ما هناك، يريدون بالفعل أن تكون هناك إجراءات أو حركة إصلاحية في المناهج، -كما يسموها- في المناهج التعليمية والدينية في السعودية لضبط الوضع حتى لا تفرخ قوى متشددة وقوى إسلامية مناهضة للولايات المتحدة.

النقطة الأخرى: الوجود العسكري الأميركي في السعودية، الأميركيون لا يريدون الخروج من المنطقة نهائياً ويريدون الإبقاء على الخمسة آلاف جندي وزيادتهم في المستقبل في السعودية لأن هذا أساسي لهم.. ولهذا يمارسوا الضغوط حتى لا تفكر السعودية يوم من الأيام بطلب سحبهم.

النقطة الأخرى: يريدون موضوعة العراق.. العراق.. موضوعة العراق أصبحت موضوعة مزعجة في الداخل السعودي، حتى الناس أصبحوا يعتقدون أنه يجب أن ترفع المعاناة عن الشعب العراقي ويجب، يعني هناك فيه أصوات حتى داخل العائلة نفسها..

حافظ الميرازي [مقاطعاً]: ده بناء على.. بناء على آخر استطلاع رأى وصل إليك يعنى في الرأي العام السعودي.

محمد دلبح: لا.. القضية ليس.. لكن الواضح لما تقرأ الصحافة الأميركية حتى في التقارير الصحفية الأميركية في هذه المسألة.

محمد وهبي [مقاطعاً]: أستاذ حافظ.. إحنا بنتكلم عن الحملة الإعلامية يا حافظ.

حافظ الميرازي: ما خلاص إحنا اتفقنا.

محمد وهبي: أنت ما ادتتنيش فرصة..

حافظ الميرازي: ما خلاص إحنا اتفقنا معك إنها حملة إعلامية.

محمد وهبي: لا.. حاجة تانية كمان.. حاجة تانية.. خلينا نتكلم الموقف.

حافظ الميرازي: إحنا اتفقنا أنها حملة إعلامية وأضيف إليها أيضاً الحكومة.

محمد وهبي: بالنسبة لموضوع (…) والكلام اللي قاله برضو موفق إلى حد ما صحيح (…) اتكلمنا مع الناس إحنا قابلناهم وقالوا (…) لكن هناك ترتيبات تتبع (…) هم يرسلوا وفود هي.. حقيقة هذه الصورة لابد أن على مستوى الشعب.

حافظ الميرازي: هنا فقط في أميركا فقط.

محمد وهبي: … هناك فرق كبير جداً بين ما تكتبه الصحافة الأوروبية وما تكتبه الصحافة الأميركية لا.. لا إطلاقاً.. المملكة.. وفيه حاجة كمان..

حافظ الميرازي: تعبير المملكة بيعني وكأنه لا توجد إلا مملكة واحدة في العالم العربي..

محمد وهبي: المملكة العربية السعودية.. ففيه مملكتين، إحنا بنتكلم عن واحدة.

حافظ الميرازي: اللي بيقوله دائماً بيتكلم من الداخل يعني.

محمد وهبي: يا حافظ.. يا حافظ بلاش حركات.

موفق حرب: خليني أنا بس لو سمحت بالنسبة لها الموضوع حتى يكون الموقف واضح.

حافظ الميرازي: تفضل.

موفق حرب: دائماً نقول هناك حملة إعلامية.. شو يعني حملة إعلامية.. خليني بس أسألك شوية.

محمد دلبح: حملة الضغط.

موفق حرب: لا.. لا.. الحملة الإعلامية شو يعني؟ يعني فيه مؤامرة.. أنا لا أعتقد هناك حملة إعلامية .. أصبح موضوع المملكة العربية السعودية له قيمة خبرية في الولايات المتحدة، 15 من اللي عملوا العمليات الانتحارية في نيويورك جاؤوا من المملكة العربية السعودية، فوسائل الإعلام الأميركية اكتشفت هذه البلد، لذلك كمية المقالات التي تتناول المملكة ليس لأنه حملة هناك (…) السبب الوحيد إنه هناك قيمة خبرية لأخبار المملكة.

محمد وهبي [مقاطعاً]: ماذا يُقال في هذه الحملة، وليس الـ15.

حافظ الميرازي: موفق.

محمد وهبي: ماذا يقال.

حافظ الميرازي: حين تسجل.

محمد وهبي: لما نقول هنالك..

موفق حرب: هذا رأي خاص يا حبيبي، وليس حملة إعلامية.

تراجع أميركا عن إنكار اتفاقيات جنيف لمعاملة الأسرى

حافظ الميرازي: نتوقف عن هذا النقاش (…).

محمد وهبي [مقاطعاً]: متى تصبح الحملة حملة (…) المقالات في صحيفة وإنما تكررت –حضرتك- في كل الصحف، لماذا تكرر الهجوم في كل وسائل الإعلام؟

حافظ الميرازي: لننتقل إلى الموضوع الثالث.. ننتقل إلى الموضوع الثالث اللي أشرنا إليه اليوم وهو تراجع البيت الأبيض عن تطبيق أو عن موقفه من إنكار اتفاقات جنيف لمعاملة أسرى الحرب على المعتقلين في جوانتا نامو (آري فلاشير) المتحدث باسم البيت الأبيض عبَّر عن ذلك في ظهوره الخميس ليقول بأن اتفاقيات جنيف ستطبق على مقاتلي طالبان، وأوضح بأن ذلك لأن أفغانستان من الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف لعام 49 وبغض النظر عن الاعتراف بحكومة طالبان أو عدم الاعتراف ينطبق عليهم هذا، أما بالنسبة لتنظيم القاعدة فأكد على أنه تنظيم إرهابي لا يمكن أن يطبق عليه اتفاقيات جنيف، وفي النهاية قال أن معاملة الأسرى وبالتحديد المتعلقين معاملة إنسانية وأخذ يكرر كيف يعامل هؤلاء الأسرى من تقديم الوجبات الثلاث بالنسبة لهم، وتقديم الرعاية الصحية ون تقديم.. ومن أيضاً تمكينهم من أداء العبادات والصلوات، العديد من الموضوعات ربما آري فلاشير قال ما يفرقهم ربما عن أسري الحرب هو أننا لا نقدم لهم الموسيقى التي يريدون أن يستمعوا إليها أو تعويض مالي أحياناً، لكن في النهاية مازال الموقف الولايات المتحدة ترفض أن تستخدم تعبير أسرى حرب عليهم.. فهل هناك أي جدوى من تغيير؟ موفق.

موفق حرب: الموقف الأميركي ببداية الحرب ضد الإرهاب والمعركة في أفغانستان وفي اليوم الذي تم أسر مجموعات كبيرة من القاعدة وطالبان أدى إلى حملة من منظمات حقوق الإنسان وبعض الدول الأوروبية، كان هناك جدل قانوني في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بكيفية التعاطي لأنه موضوع القاعدة وطالبان سوابق جديدة في العمليات العسكرية في التاريخ المعاصر. فهناك دولة غير معترف فيها اسمها طالبان، أعطت مأوى إلى مجموعة القاعدة أتت من كل جميع العالم، فهل ينسجم وينطبق على هؤلاء اتفاقية جنيف، وهل يمكن اعتبارهم أسرى حرب، فهناك جدل قانوني، لأن أسير الحرب هو دولة ضد دولة، دولة قد تأمرك لأن تصبح مجنداً لها وترسل بك إلى الحدود فتقع أسيراً، أما أن تكون أنت في تنظيم القاعدة.. القاعدة ليست دولة، إنما هناك انتماء أيديولوجي ودول متعددة انتمى الجميع إليها وذهبوا إلى أفغانستان، كيفية التعاطي معهم تحت بند أسرى الحرب أدى إلى هذا الجدل القانوني..

حافظ الميرازي [مقاطعاً]: لكن الآن فيه تراجع على الأقل ورسمي.

موفق حرب: يعني أنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة وصلت بعد هذا الجدل القانوني وبعد حملات حقوق الإنسان إلى أخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات فقررت تعاطي .. التعاطي معهم إنسانياً كما نصت معاهدة جنيف، ولكنها لا تريد أن تعطيهم صفة أسير الحرب، لأن أسير الحرب له حقوق وسيتم الإفراج عنه حين يصبح يكون سلام وتبادل فهم لا يريدون ذلك.

حافظ الميرازي: محمد دلبح.. محمد دلبح.. في نهاية العملية.. محمد دلبح الولايات المتحدة تتعامل معهم إنسانياً كما قال موفق.

محمد دلبح: أعتقد أن هؤلاء الحقيقة أسرى حرب لأن أميركا في البداية.. منذ البداية قالت بأننا نشن حرباً، وبالتالي كل من يقع ضحية لهذه الحرب معتقل وأسير هو أسير حرب بغض النظر إن كان من جماعة القاعدة ولا إن كان من جماعة طالبان.. طالبان كانت في النهاية حكومة لدولة موجودة، إذا كانت أميركا..

موفق حرب [مقاطعاً]: غير معترف فيها بس..

محمد دلبح [مستأنفاً]: إذا كانت أميركا غير معترف بها مسألة أخرى ولكن لها ممثلون..

موفق حرب: الأمم المتحدة .. حتى الأمم المتحدة لم تعترف.

محمد دلبح: فيه دول أخرى، ليس مش لهم غير مهم، (الفيتكونج) لم يكونوا دولة معترف بها ومع ذلك كانوا أسرى حرب في ذلك الوقت عندما.. أثناء حرب فيتنام وكانوا والأميركان يعتبروهم إرهابيين، ومع ذلك اعتبروا أسرى حرب وبالتالي صار فيه تبادل.. صار فيه وأعتقد أنه لكن هناك فيه عنجهية، يعني للحكومة الأميركية لا تريد أن تعترف بالآخرين، هم حرين، ولكن هؤلاء يجب أن يعتبروا أسرى حرب.

حافظ الميرازي: محمد.. محمد وهبي.. لكن التراجع أيضاً.. موفق ليس لمجرد حقوق الإنسان والانتقادات التراجع مصلحي، وهو الخوف من حين يقع أميركيون في الأسر، في عمليات خاصة أو غيرهم ممن لا يلبسون الزي الرسمي، أن تستخدم هذه كسابقة ضد الولايات المتحدة إنهم (…).

موفق حرب: (…).

حافظ الميرازي: وهذا ما اجتمع عليه (رامسفليد) و(باول) وقليلاً ما يجتمع رامسفليد وباول على موقف.

محمد وهبي: كلام محمد دلبح مضبوط، أنت قلت إن هنالك حرب، ودي حرب، عندما يتطوع أي شخص للالتحاق بصف من تعارضه في الحرب يطبق عليه نفس الشيء مباشرة ولم يحدث في التاريخ أنك أنت تقول هأعمل حرب وأن اللي يقع تحت أيدي .. دي نمرة واحد.

نمرة اتنين فيه حاجة مهمة جداً، هل أنت لما تقول إن إحنا.. عملية بنطبق عليهم جنيف هل أنت بتعرف الآن أن المعاملة كانت سيئة .. بصفة مستمرة كانوا يقولون أن المعاملة هي معادلة جيدة ومعاملة كذا.. ومعاملة.. طب حالياً بتقول ليه إننا نعترف بعملية باتفاق جنيف.. إذا كان هنالك كل شيء خطأ في الوضع وتريد أن تصلحه.. فهذا اعتراف من أميركا أن المعاملة لم تكن المعاملة المثلى هذا في رأيي..

محمد دلبح: الصحافة الأميركية كتبت عن هذا.. عن حالات التعذيب أثناء الاستجواب، حالات.. والضرب..

محمد وهبي: آه إذاً فيه اعتراف، كان هنالك اعتراف من الجانب الأميركي بأن كان هناك خطأ يجب إصلاحه.

محمد دلبح: معتقلين في أقفاص ذي القرود.. عمرها ما صارت هاي في العالم كله.

حافظ الميرازي: موفق.

موفق حرب: الشباب عم بيعطوا استنتاجات و…

محمد وهبي [مقاطعاً]: فين الاستنتاجات؟ فين الاستنتاجات؟ أين الاستنتاجات؟

موفق حرب: عطى موقف.. عطى موقف وحسم..

محمد دلبح: أنت تدافع عن موقف الحكومة الأميركية فيما بعد.

محمد وهبي: فين الاستنتاجات.

موفق حرب: نحن عم بنعطي الأمور كما هي .. كما هي.

حافظ الميرازي: على أي حال نتوقف عن هذا الحد – موفق – ربما سنخسرك من الصحافة العربية أم لا .. لا أدري..

موفق حرب: أبدًا.. أبدًا..

حافظ الميرازي: أعتقد أن هذا آخر مرة تظهر فيها معنا كمدير مكتب لصحيفة "الحياة"، ونتمنى لك التوفيق في العمل الجديد وسيكون في.. مع الحكومة الأميركية في إذاعة جديدة لتبث للعالم العربي أو يمكن توضح لنا في الدقيقة الباقية.

موفق حرب: يعني هي إذاعة ستكون يمولها دافعوا الضرائب في الولايات المتحدة

حافظ الميرازي: ونحن منهم، نعم.

موفق حرب: إلى الشعب العربي، فأنت بتدفع ضرايب فأنت ممول للإذاعة، وإن شاء الله تكون إذاعة تضيف شيئًا للعالم العربي.

حافظ الميرازي: ما هو الهدف ما هو الهدف؟ يقال هو اجتذاب الشباب مزيد من الموسيقى ثم سنضع لهم بعض الأخبار وهم يسمعون الموسيقى..

محمد وهبي: دي لشبابهم هم دي.

محمد دلبح: تعلمهم فن الرقص والغناء.

موفق حرب: الطريقة اللي عم بتصورها.. الطريقة اللي عم بتصورها تبين كأن هناك أهداف- هناك شيء واحد كما فيه راديو فرنسا في راديو مونت كارلو والـBBC .. هناك سيكون إذاعة جديدة في العالم العربي.

محمد وهبي: لمواجهة الحملة ضد أميركا؟

موفق حرب: لتوضيح الإشاعات التي يبثها محمد وهبي ومحمد دلبح.

حافظ الميرازي: لحظة.. لحظة بس عشان.. باقي نعم.

موفق حرب: أنا بأحكي عن إذاعة جديدة، إن شاء الله تنجح وتضيف شيئاً إلى المستمع العربي وتؤدي إلى التواصل بين الشعوب والحضارات وأعتقد إنه الطريقة اللي يتم فيها التخطيط لهذا المشروع ستلقى نجاح في العالم العربي لأنها ستعطي أخبار دقيقة ومنصفة وتترك للمستمع العربي أن يقرر رأيه هو نفسه لا تلزمه.

حافظ الميرازي: هل ستعطوه الرأي والرأي الآخر بمعنى نعم..

موفق حرب: هذه للجزيرة، هاي بتركها للجزيرة.

حافظ الميرازي: لماذا..

محمد وهبي: اللي عاوز أقوله في النهاية، حافظ.

موفق حرب: بدي أجاوبه على السؤال.. الرأي والرأي الآخر.

حافظ الميرازي: اتفضل لأني أعلم أن صوت أميركا مثلاً لم تسمح بمقابلة مع الملا عمر.. الآن غير مسموح بمقابلات مع الشيخ حماس أو الجهاد أو (…).

موفق حرب: أنه سيقرر بما يتناسب مع مصلحته لا تفرض عليه شيء ولا تغسل دماغه ولا تشوه الأمور.

محمد وهبي: بس برضو عايز أضيف حاجة الحقيقة.

حافظ الميرازي: بسرعة ربع دقيقة.

محمد وهبي: أنه أياً كان موقع موفق حرب نرجو أن يكون بصفة مستمرة بيننا في هذا البرنامج لأنه أيضاً يضيف الكثير.

حافظ الميرازي: سيكون إن شاء الله معنا، شكرًا جزيلاً.

حافظ الميرازي: سيكون موفق حرب.. موفق حرب في مسعى إلى حرب موفقة ربما للولايات المتحدة، شكراً جزيلاً لكم.

بهذا ربما نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامجنا (أولى حروب القرن) من واشنطن، مع وعد بلقاء جديد في الأسبوع المقبل -إن شاء الله- مع تحيات فريق البرنامج، وتحياتنا جميعًا من واشنطن.