أولى حروب القرن

الضربة الأميركية المتوقعة للصومال

هل توجه واشنطن ضربة إلى الصومال بعد أفغانستان؟ ما حقيقة وجود قوات لتنظيم القاعدة في الصومال؟ ما موقف الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي؟ هل تمتد الحملة تجاه دول أخرى كالعراق واليمن؟
مقدم الحلقة متغير
ضيوف الحلقة – عبد الله حسن، مندوب الصومال في الجامعة العربية -القاهرة
– حسن مكي، خبير بقضايا القرن الأفريقي
– محمود شيخ دلمر، صحفي صومالي
تاريخ الحلقة 13/12/2001

– المؤشرات الجدية على التهديدات الأميركية لضرب الصومال
– علاقة الصومال بالجماعات الإسلامية المتطرفة وبن لادن
– الاستعداد الصومالي للتجاوب مع المطالب الأميركية
– دور دول الجوار إذا ما وجهت ضربة أميركية للصومال

undefined
undefined
undefined
undefined

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم في حلقة جديدة من (أولى حروب القرن).

نخصصها هذه المرة لما تواتر مؤخراً من تصريحات ومؤشرات على احتمال توجيه ضربة عسكرية للصومال في سياق ما يوصف بالحملة الأميركية ضد الإرهاب.

ضيوفنا في هذه الحلقة هم السادة: في الأستوديو الدكتور حسن مكي (وهو خبير بقضايا القرن الأفريقي)، ومعنا من القاهرة السفير عبد الله حسن (مندوب الصومال في جامعة الدول العربية)، ومن لندن (الكاتب الصحفي الصومالي) محمود شيخ دلمر.

ونذكر السادة المشاهدين كالعادة في كل حلقات (أولى حروب القرن) بأنه بإمكانهم المشاركة من خلال موقع (الجزيرة) على الإنترنت والذي تشاهدونه الآن على الشاشة مع ضرورة الالتزام بموضوع هذا.. هذه الحلقة وهي التهديدات الموجهة للصومال.

حول هذا الموضوع أعد حسن إبراهيم هذا التقرير.

حسن إبراهيم: يبدو أن الصومال سيكون الهدف الأميركي القادم، فالإدارة الأميركية تتهم ذلك الجزء المتشرذم من أفريقيا بأنه يأوي تنظيم القاعدة، ولا مناص من معاقبته، لكن وكما في أفغانستان فإنه يبدو أن للإدارة الأميركية أهدافاً تتعدى الانتقام ممن تتهمهم بالقيام بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر أيلول، وكما كانت أفغانستان فليس هناك هدف أسهل من الصومال، وستضرب الإدارة الأميركية أكثر من عصفور بنفس الحجر، ولعل أهم المقاصد هو فك العقدة الأميركية بعد الإهانة التي وجهها الصوماليون إلى صميم الكرامة الأميركية عام 93، وذلك حين اضطروا القوات الأميركية إلى الانسحاب المهين عندما تعدت مهمتها الإغاثة الإنسانية إلى محاولة هندسة السياسة الصومالية، وحاولت القوات الأميركية آنذاك اعتقال الجنرال محمد فاريح عيديد ويومها اتهمت أطراف إسلامية بمد يد العون إلى عيديد، وقيل إن أعضاءً من جماعة أسامة بن لادن قاتلوا إلى جانب عيديد وكان بن لادن قد ذكر علاقته بالصومال في مقابلة أجرتها معه قناة (الجزيرة) عام 98.

أسامة بن لادن: أعتقد أن أميركا اضعف بكثير من روسيا ومما بلغنا من أخبار إخواننا الذين جاهدوا في الصومال وجدوا العجب العجاب من ضعف الجندي الأميركي ومن هزالة الجندي الأميركي، ومن جبن الجندي الأميركي.

حسن إبراهيم: وقد تحاول الولايات المتحدة أن تثأر لكرامتها التي أُهدرت آنذاك، وبالطبع تغيرت الصورة بعض الشيء منذ خروج الأميركيين، لكن الجوهر لم يتغير، كل لوردات الحرب مازالوا يحكمون مقديشيو واستقل بعضهم بأجزاء من الصومال فتكونت جمهوريتا أرض الصومال وبوتلان، ثم أتت الجماعات المصالحة بين الفصائل الصومالية التي لم تسفر عن شيء وحتى بعد توقيع المصالحة الشهيرة بين حسين عيديد وعلي مهدي محمد في القاهرة فقد استمر سفك الدم الصومالي، ولم يتغير الحال حتى بعد اختيال عبد قاسم صلاد حسن رئيساً للبلاد بعد مؤتمر في جيبوتي العام المنصرم، فكل لوردات الحرب يرفضون الاعتراف به، وأكدت بعض المصادر الصومالية أن خمسة ضباط أميركيين اجتمعوا مع فصائل عسكرية صومالية في مدينة بيداوا التي تبعد حوالي 240 كيلو متراً جنوب غربي مقديشيو، وعن لوردات أكدوا أن عناصر القاعدة يجري تدريبها في معسكرات حركة الاتحاد الصومالي الإسلامية، لكن من هم الذين ستصيبهم القنابل الأميركية؟ وعلى من ستحقق القوات الأميركية نصرها المؤزَّر؟

ولنستخدم لغة الأرقام فهي لا تكذب: متوسط عمر الإنسان في الصومال التي يفوق عدد سكانها 6 ملايين نسمة قد انخفض إلى 46 عاماً فقط، وتبلغ نسبة وفاة المواليد 125 مولوداً من كل ألف يولدون، وذلك بسبب الأمراض وسوء التغذية، وتفوق نسبة الأمية 76% بعد انهيار المؤسسات التعليمية مع انهيار الدولة عام 91، وتبلغ القوة العاملة 3 ملايين و700 ألف مواطن معظمهم من العاطلين عن العمل بعد الانهيار الاقتصادي الشامل، وقد تدهورت الثروة الحيوانية إلى أدنى معدلاتها منذ الخمسينات بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد وأدى إلى تصحر معظم المراعي التي كانت تبلغ 69% من مساحة الصومال. لكن هناك مآرب أخرى تنبع من أهمية الصومال الاستراتيجية فهو يُطل على باب المندب، وبالتالي فهو مفتاح المحيط الهندي، الوجود الأميركي مكثف هناك سيحاصر البحر الأحمر بين إسرائيل في أسفله والوجود الأميركي في الصومال في أعلاه، ومن ناحية أخرى سيكون الوجود الأميركي بمثابة معبر سهل إلى دول شرق وشمال شرق أفريقيا مثل أثيوبيا وإريتريا والسودان وكينيا، وسيسهل أي محاولات أميركية للتدخل بصورة فعالة في منطقة البحيرات عبر كينيا، لكن وحتى تتحقق هذه السيناريوهات المستقبلية يبدو أن الولايات المتحدة ماضية قدماً في مشروعها الرامي إلى ضرب الصومال وذلك عبر ضرب المنظمات الإسلامية التي تحملها مسؤولية ما حدث.

محمد كريشان: إذن تقرير حسن إبراهيم واستعرض فيه بعض من المؤشرات التي تقال الآن عن التهديدات الموجودة أو الموجهة إلى الصومال في سياق الحملة الأميركية ضد الإرهاب.

نبدأ بالأستوديو الدكتور حسن مكي، هل تعتقد ما يُقال الآن في تصريحات رسمية وفي تقارير وفي بعض التحاليل من إشارات إلى الصومال، هل تراه مؤشرات جدية على تهديدات جدية قد تشمل الصومال؟

المؤشرات الجدية على التهديدات الأميركية لضرب الصومال

د. حسن مكي: نعم أعتقد ذلك، لأن خطوات الآن.. الإدارة الأميركية الآن غير محسوبة، وأنت تعلم أن كل رئيس أميركي حينما يدخل البيت الأبيض يفكر في الانتخابات القادمة، والآن الإدارة الأميركية الموجودة تفكر في الانتخابات القادمة وهي تعلم أنها جاءت في هذه الفترة بصورة فيها كثير من الجدل، فتريد أن تؤكد نفسها، وتريد أن تؤكد للشعب الأميركي أنها إدارة قادرة وقوية ونافذة، ومن ناحية أخرى فإن الآلة العسكرية الأميركية تبحث عن النصر، والآلة العسكرية الأميركية تبحث عن الحرب، لأنها هذه الآلة الضخمة التي تقف ورائها شركات السلاح وتجار السلاح ظلت عاطلة في ظروف القطبية الواحدة، والآن نصر أفغانستان مشكوك فيه، لأنه لا.. ما جاءت لإدارة موالية لأميركا غير معروفة الآن الإدارة، ولا تم إلقاء القبض أو قتل أسامة بن لادن أو الملا محمد عمر، ولا هذا ما يحدث في أفغانستان من مجازر آخرها مجزرة القلعة، ممكن أن تكون في سجل شرف الأميركي، فلذا..

محمد كريشان: ولكن.. ولكن مع ذلك يعني رغم هذه الاعتبارات العامة هناك إشارات محددة للصومال على أساس أنه مورط بشكل أو بآخر، يعني تراها ما.. ما مدى مصداقية هذه الإشارات؟

د. حسن مكي: الإشارات تأتي نتيجة لأمور متداخلة، الأمر الأول: أنهم يبدو أنهم في الحرب وجدوا هناك في أفغانستان عدد كبير من الصوماليين وسط القتلى مما يدل على أن المناطق المنابع بالنسبة لتنظيم القاعدة الصومال واحد منها، والأمر الثاني بالنسبة لهم وهو أن الصومال إلى الآن مجتمع بلا دولة، ولذلك يخشون أنه من خلال أن يتم تنفيذ نفس السيناريو الأفغاني، عناصر القاعدة تصبح هي الموجه، أو التي تملأ الفراغ في الصومال، الأمر التالت: هو أمر إستراتيجي، أنهم يحتاجون الصومال بالنسبة لهم الأرض أهم من الشعب، وهنالك الآن ثلاث حكومات وعشرات المليشيات، كما أن في الصومال الآن حالة إسلامية، وهذه الحالة الإسلامية تتمثل في المحاكم الشرعية، تتمثل في شركات المال الإسلامي مثلاً شركة (البركات) هذه، تتمثل في المناهج التعليمية، المناهج التعليمية نعلم أنه..

محمد كريشان: يعني هناك.. يعني هناك أكثر من.. من.. من مؤشر يدل على أن الصومال قد تكون معنية بها الكلام، يعني لو نأخذ السيد عبد الله حسن (وهو سفير الصومال في الجامعة العربية).

سعادة السفير، هل تعتقد بأن ما تفضل بذكره الآن الدكتور حسن مكي من حالة إسلامية وصفها ربما هي التي جعلت الصومال معني بهذه التهديدات ولاشك بأنه يوليها اهتمام خاص؟

عبد الله حسن: بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر قناة (الجزيرة) التي تخدم القضايا العالمية عموماً والقضايا العربية والإسلامية بصفة خاصة، وأشكر استضافتهم لنا في هذه الأمسية المباركة، فيما يتعلق بالحالة الإسلامية في الصومال أنا لا أعرف هل العالم يتعامى عن الحقائق الموجودة على ظهر الأرض؟ أولاً: أن الشعب الصومالي شعب مسلم 100% ولا يوجد فيه نسبة أخرى في أي دين آخر إطلاقاً، أما فيما يتعلق بالحركات أو الاتحاد الإسلامي أو تنظيم القاعدة أو ما شاكل ذلك فإنني كصومالي صادق العالم الآن لا يوجد فيه مخفيات، مفيش خفايا في العالم، إبرة إذا سقطت في المحيط الهندي ستكتشفها الآلة الصناعية التي تطورت في السنوات الأخيرة، أؤكد لكم وللعالم أجمع بأن تنظيم القاعدة لم يتواجد على أرض الصومال يوماً واحداً، وأتحدى على من يقول ذلك هذا شيء.

محمد كريشان: يوماً واحد يعني لا في.. لا في السابق ولا الآن يعني.

عبد الله حسن: لا في السابق ولا الآن، لا يوجد ولم يوجد واعتقد أنه لن يوجد تنظيم القاعدة في أرض الصومال أو على أرض الصومال.

محمد كريشان: يعني ما قيل.. ما قيل عفواً من تقارير عام 93 عن مشاركة..

عبد الله حسن: هذا.. هذه التقارير..

محمد كريشان: عناصر من.. من القاعدة في تكبيد القوات الأميركية آنذاك خسائر كبيرة أقر بها أسامة بن لادن صراحة.

عبد الله حسن: أسامة بن لادن بيقر حاجات، أشياء كثيرة قد لا تمت إلى الواقع بصلة، هو قال إنه.. إنه يعني يؤيد الفلسطينيين والإخوة الفلسطينيون صرحوا أكثر من مرة بأنه في طوال حياته لم يقدم أي مساعدة إلى الفلسطينيين، وإذا كانت المسألة مجرد الادعاء فإن كل شيء يستطيع أن يدعي ما يريد، أؤكد لك أن كل يعني الصوماليين الذين تواجدوا طوال تلك الفترة في الصومال أكدوا لنا وأنا على علم بهذا تمام أن تنظيم القاعدة ولا ما يمت بصلة إلى بن لادن لم يذهب إلى أرض الصومال لم يتواجد على أرض الصومال، هذا شيء.

محمد كريشان: نعم، سعادة السفير يعني هنا أريد أن اقتبس قول لمليزناوي (رئيس الوزراء الأثيوبي) وصرح بها لجريدة (الحياة) اللندنية، يقول بالضبط وهنا أفتح قوس "قد يقول الأميركيون إن تنظيم القاعدة ربما كان موجوداً هناك في الصومال، لكننا نقول –أي أثيوبيا- بل نحن.. نحن لا نقول ربما نحن نعرف بالتأكيد أن هذا التنظيم موجود في ذلك البلد". ما رأيك في مثل هذا الإقرار القاطع لرئيس وزراء لدولة جارة؟

عبد الله حسن: هناك رأي قاطع أكتر قطعية من ذلك الرأي وهو الذي أقوله أنا، حكومة الصومال تطالب اليوم الأصدقاء الأميركيين وكل من يهمه الأمر في شأن الصومال أن يتواجدوا على أرض الصومال وأن يذهبوا إلى الصومال، وأن يتأكدوا من خلو الصومال وعدم تواجد أي فترة من الفترات تنظيم القاعدة على أرض الصومال، هذه هي الحقيقة المُرَّة التي أقولها لك، شيء آخر هناك، الصومال وأثيوبيا بلدان متجاوران صديقان، كانت هناك حساسيات في السابق كثيرة جداً، هذه الحساسيات قد يعني تُملي في بعض الأحيان بعض المصالح المتضاربة، أحد الأصدقاء قال في الأسابيع الماضية: إن استدلال كلام أثيوبيا نحو الصومال كاستدلال كلام الهند نحو الباكستان، فأنا رغم أنني أحترم رئيس وزراء أثيوبيا وكل الدول المجاورة الأفريقية لكنني أؤكد لك وكلامي هو الأصدق أن تنظيم القاعدة لم يتواجد على أرض الصومال في السابق وليس موجوداً الآن، ونتحدى العالم كله فليجمعوا من يجمعون فليذهبوا إلى الصومال وهذا حقيقي، أما فيما يتعلق بالاتحاد الإسلامي، الاتحاد الإسلامي كان تنظيماً..

محمد كريشان: يعني عفواً.. يعني عفواً الاتحاد الإسلامي سنعود إليه بالتفصيل في.. في سياق هذه الحلقة، معنا من لندن الكاتب الصحفي الصومالي محمود شيخ دلمر، سيد دلمر كنت تتابع ما قاله السفير وهنا أضيف تصريح آخر ليوسف حسن إبراهيم (وهو موفد الرئيس الصومالي إلى الخرطوم). صرح بالحرف الواحد "ما يقال عن بلاده تقارير مغلوطة، إذ لا وجود لقواعد أو معسكرات تابعة للقاعدة في الصومال، وأضاف بأنه.. بأن حكومة بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل منع المجموعات الإرهابية أو عناصرها من الدخول إلى الصومال"، وهنا أغلق القوس، برأيك رغم كل هذه التأكيدات الصومالية الرسمية ما الذي يدفع بالمسؤولين الأميركيين وغيرهم إلى هذا التلميح أحياناً ضمنياً وأحياناً بصراحة إلى الصومال؟

محمود شيخ دلمر: هناك يعني أشياء كثيرة قد تدفع الأميركان إلى اتخاذ يعني أو نحو.. نحو هذا النحو حول المسألة الصومالية، ولا يخفى على أحد أهمية.. الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية للموقع.. لموقع الأراضي الصومالية، فالأميركان يعني كانوا متواجدين هناك أيام الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي السابق ويدركون أكثر من غيرهم الأهمية الاستراتيجية بهذه المنطقة، ويعني غير.. لا يخفى على أحد أن من يتواجد ويتحكم في القرن الأفريقي يستطيع بكل سهولة السيطرة على البحار والمياه الاستراتيجية على المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، وكذلك يمكنه التحكم فيما يجري في الأراضي الأفريقية في شرق أفريقيا ووسط أفريقيا ولاسيما منطقة البحيرات راوندا وأوغنده وبيجندا وما إليها، وأنا في رأيي يعني الولايات المتحدة الأميركية الآن تتصرف منذ بدء هذه الحملة ضد ما يسمى بالإرهاب وفق منطق الذئب الذي يأخذ من الغنم القاصية، بمعنى أن أميركا تأتي العالم الإسلامي والعربي الآن من أطرافه الضعيفة، أفغانستان، الصومال، ويمكن في مراحل لاحقة السودان واليمن، وبعد الانتهاء من هذا المرحلة الأولى يمكن يعني أن يأتي الدور على القلب وبالقلب يعني أعني هذا الحزام الممتد من البلدان العربية والإسلامية من مصر والجزيرة العربية، منطقة الخليج والعراق وإيران وحتى باكستان.

علاقة الصومال بالجماعات الإسلامية المتطرفة وبن لادن

محمد كريشان: دكتور حسن مكي، قبل قليل أشرت إلى وجود حالة إسلامية في الصومال، وربما هذا يعني بيت القصيد، ربما القضية أكثر من حالة إسلامية، البعض يعتبر بأن الحكومة الموجودة حالياً حكومة الرئيس قاسم صلاد حسن هي حكومة متعاطفة أو مُخْتَرِقَة، مُخْتَرقَة أو أي شئت من التعبير بمجموعات لها صلات إسلامية وثيقة حتى مع القاعدة، بالطبع هذا استناداً لتقارير بعض الجماعات المناهضة لهذه الحكومة ونُشرت في بعض الصحف، وهناك من يعتبر إنه حتى 60% من المجموعات عرته والحكومة الانتقالية التي جرت في مؤتمر جيبوتي عام 2000 هي مجموعة لها صلات بمؤسسات إسلامية أصولية دولية، هل.. هل يمكن أن تعطي مصداقية لمثل هذه الاتهامات؟

د. حسن مكي: أنا أعتقد الأمر أكبر من ذلك، محاولات إبعاد الصومال عن الثقافة الإسلامية العربية بدأت منذ عام 70 حينما تم نقل الشفرة التي عملها اندليزبيوسكي (اليهودي والمقاتل السابق في الجيش الانجليزي) لكتابة اللغة الصومالية باللغة.. بالحرف اللاتيني حتى تقطع.. يقطع تماماً العقل الصومالي من الثقافة العربية والإسلامية، الآن في الصومال يجري عكس ذلك، وتم كتابة اللغة الصومالية بالحرف العربي، والآن في اليوم هذا الجامعات.. المعاهد والمدارس الموجودة المحدودة في الصومال بدأت تأخذ المناهج الدول العربية وتطبقها، وبدأت مؤسسات المجتمع المدني تتجه إلى عمق الثقافة الإسلامية، فالمطلوب قطع هذا التيار وإعادة الصومال إلى الحالة السبعينية وأن يكون الصومال جزء من الثقافة الأفريقية غير الموصولة بالثقافة العربية الإسلامية.

محمد كريشان: ولكن هذه معركة يعني عفواً قد تكون متواصلة على الصعيد الثقافي يمكن أن تكون على صعيد ضغوط دبلوماسية، على صعيد عقوبات، على صعيد تضيقات من دول الجوار، لماذا تعالج هذه الحالة بتهديدات عسكرية في سياق هذه الحملة على الإرهاب؟

د. حسن مكي: لأنك هنا تضرب عشرات العصافير بحجر واحد الآلة العسكرية الأميركية تكسب نصر سهل لآن الوقتي الصومال في أضعف حالاته، المسألة الثاني هنالك تنسيق أثيوبي ريحاني ضد ما يسمى بالاتحاد الإسلامي، الحالة التالتة.. أن لا يتسرب من الأنباء أن أميركا تريد أن تتخذ من بربرة قاعدة لها وتريد أن توحل الصومال تحت إدارة بالشخصيات القديمة الشيخ محمد إبراهيم عقال أو غيره على ما يحدث في.. في الصومال.. في أفغانستان، وطرح اسم الملك ظاهر شاه في بعض المرات، فلذلك، وأكثر من ذلك أن المدد الثقافي الأميركي كما يحدث في أفغانستان أول ما جاءت الحملة سمعنا كأنما أفغانستان تحتاج لموسيقى البوب وتحتاج لحلق اللحا، وتحتاج إلى هذه الأشياء الهامشية في بلد مضروب بالحرب عنده قضايا تشبث في الوجود، فلذلك لكن هذه.. هذا هو جدول الأعمال الأميركي ماذا نفعل له.

محمد كريشان: السفير عبد الله حسن في القاهرة عندما سُئل نائب وزير الدفاع عن مبررات ذكره للصومال قال: يُذكر الصومال لأسباب واضحة فهي بلاد من دون حكومة وتربطها علاقات بتنظيم القاعدة، وعندما سُئل أيضاً مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية كنستينر عن موضوع الصومال، قال يمكن للصومال أن تكون مقراً مريحاً لخلية إرهابية، برأيك كيف يمكن عملياً للصومال أن يثبت العكس؟

عبد الله حسن: دون يعني التجني على أحد ومع احترامي لكل هؤلاء القادة وكل حر فيما يقول أؤكد كما أكدت في المرة السابقة أن الصومال ليس أرضاً للإرهاب، هذا البلد فيه ما فيه من البلاوي والمشاكل، بلد فقد الوجود منذ أكثر من عشر سنوات، وفقد كل إمكانياته الاقتصادية والبنى التحتية في الأرض فظهرت في.. بعد فترة 10 سنوات كاملة، وبعد محاولات عديدة لعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات لمحاولة المصالحة ظهرت الجماعات عرطة التي أشرف عليها وعقدها الإخوة الأشقاء جمهورية جيبوتي، ظهرت حكومة شرعية منتخبة شرعياً ورئيس جمهورية منتخب شرعياً وديمقراطياً، وبرلمان شرعي منتخب بطريقة ديمقراطية، وهذا بشهادة الجميع.

محمد كريشان: وما رأيك سعادة السفير فيما يُقال من أن هذه الحكومة لها صلات واسعة بتنظيمات إسلامية توصف بأنها أصولية متطرفة أو إرهابية، وأن حتى هذه التنظيمات ساهمت حتى في تمويل.. تمويل مؤتمر المصالحة في عرطة رغم أن هذا المؤتمر قاطعه البعض؟

عبد الله حسن: أنا كنت.. كنت موجوداً لمدة خمسة أشهر في اجتماعات عرطة، واشتركت كل المحاورات وكل الاجتماعات، وكل المصالحات بين القبائل التي اعتدى بعضها على بعض وبين الشخصيات المتنافرة، ولم يحدث شيء من ذلك إطلاقاً، جميع السفراء الغربيين وبما فيهم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية وسفيرة دولة أثيوبيا، وسفراء الدول الغربية والشرقية المعتمدة في جيبوتي كل هذه السفراء كانوا حاضرين ولم يحدث شيء من هذا إطلاقاً، انتخب فخامة الرئيس مع.. تنافس مع الأخ سيد عبد الله العدو وثلاث مرات أعيدت الكرات وفي المرة الأخيرة تغلب الرئيس عبد القاسم سراج ولم يحدث أي شيء إطلاقاً مما يتشدق به الآخرين.

محمد كريشان: إذن.. إذن سعادة السفير أنت..

عبد الله حسن: إذا كانت معلش أكمل الجملة دي.

محمد كريشان: تفضل.. تفضل سيدي.

عبد الله حسن: إذا كان بعض.. إذا كان بعض الأميرك.. المسؤولين الأميركيين يقولون هذا الشيء نحن نقول: يا أيها الأميركيون أنتم دولة عظمى أحادية القرار في العالم موجود الآن، تستطيعون أن تتأكدوا من كل شيء وتستيقنوا كل شيء بقدرتكم والصومال تفتح لكم أبوابها من الجنوب إلى الشمال، إلى الشرق إلى الغرب ومستعدة لتقصي الحقائق، تعالوا أنا عندي معلومات بأن المستشارين العسكريين الذين ذهبوا إلى بيدوا وصلوا إلى مقديشيو وقابلوا بعض المسؤولين الصوماليين ويعرفون معرفة حقيقية بأن تنظيم القاعدة غير موجود في الصومال إطلاقاً، نرحب بكل الأميركيين أن يتواجدوا على أرض الصومال.

محمد كريشان: أنت سعادة السفير.. سعادة السفير أنت.. أنت ترحب بهم في البلاد، هم يبدو أنهم قرروا الذهاب حتى بدون دعوى وبدون حتى ترحيب، يعني بعض التقارير من بعض الصحف البريطانية (الديلي تليجراف) وغيرها أشارت إلى هناك بعثة من المخابرات الأميركية ومن الـ F.B.I زاروا مثلما ذكرت بيدوا واتصلوا حتى بمجموعات تناصب الحكومة الحالية العداء، هل تعتقد بأن الحكومة الأميركية يمكن أن تتجاوب مع هذه الدعوات الشرعية للقدوم إلى الصومال؟ لماذا خيرت أن تذهب بطرق أخرى بعيداً عن القناة الرسمية؟

عبد الله حسن: هذه.. هذه هي رغبتنا، وهذا هو الطريق الأسلم، وهذا هو الطريق المشروع والسيد الإيطالي (رينوسري) في الأسبوع الماضي ذكر بكلمة واضحة أن الصومال لا يوجد فيها طالبان، ولا يوجد فيها تنظيم القاعدة، ولا يوجد فيها ما يهدد مصالح الولايات المتحدة الأميركية أو مصالح أي بلد آخر، هذا الخيط الذي هو الحقيقة هو الذي نتمسك بك، حكومتنا تدعوا الأميركيين وأي من يهمه شأن الصومال بأن يتوجهوا إلى الصومال بطريقة مألوفة، شرعية، قانونية، نظامية وأن يتأكدوا بخلو هذه.. هذه التهم عن الصومال، أو بخلو الصومال عن هذه التهم، وقد تواجد فعلاً بعض الصحفيين وبعض شخصيات الأمم المتحدة في منطقة الهسكمبوني التي كانوا يقولون بأن فيها ناس ولم يجدوا إلا بعض.. ولم يجدوا إلا بعض الثكالى والأيتام المنحشرين هناك والذين يحتاجون إلى من يعطيهم قوت يومهم وكل الصومال شرقاً وغرباً أتحدى أخي العزيز أنه لا يوجد فيه لا تنظيم القاعدة ولا ما يهدد مصالح الولايات المتحدة ولا العالم الغربي، مازلنا نتمسك الدول..

محمد كريشان: إذن.. إذن سعادة السفير أنت.. أنت قطعي في هذه المسألة وتوجه دعوة صريحة الولايات المتحدة حتى تتحقق من هذه الاتهامات التي تذكر، ومع ذلك يعني يبدو هناك نوع من الإصرار على هذه المسألة وهي القضية التي سنطرحها على ضيفنا في لندن.

[فاصل إعلاني]

الاستعداد الصومالي للتجاوب مع المطالب الأميركية

محمد كريشان: ننتقل إلى لندن معنا الكاتب الصحفي الصومالي محمود الشيخ دلمر، سيد دلمر تابعت معنا ما قاله السفير من تأكيد واضح من أن بلاده مستعدة لاستقبال أي عناصر تريد أن تتحقق من هذه الاتهامات وهو نفس الشيء الذي تؤكده الحكومة المركزية في مقديشيو، هل تعتقد بأن إبداء مثل هذه الليونة في التعامل مع هذه الاتهامات قد يشفع للصومال، وبالتالي قد يجنبها ضربة؟

محمود شيخ دلمر: والله يعني، كلنا نتمنى يعني ألا يوجه أي.. ألا توجه يعني أي ضربات عسكرية للصومال، ولكن بالتأكيد يبدو أن الولايات المتحدة ولاسيما يعني الإدارة الحالية قد حسمت هذا الأمر يعني منذ وقت طويل، ويعني الواقع الصومالي يعني نعرف أن الحكومة يعني المؤقتة في مقديشيو لا تسيطر يعني على أكثر مناطق يعني الأراضي الصومالية، وإلا لما تم يعني وجود عناصر من المخابرات الأميركية في مدينة بيدو والتقاؤها يعني بعناصر مناهضة أساساً للحكومة الانتقالية التي يترأسها السيد عبد القاسم صلاد، ولكن ذلك يعني يُلقي الضوء على نقطة أخرى وهي أن كل يعني الفصائل المتناحرة والمتقاتلة سياسياً وحتى حربياً في الصومال كلها الحكومة.. بما فيها الحكومة الانتقالية أبدت استعدادها لاستقبال الأميركيين أن يجيئوا ويروا بأم أعينهم إذا كانت يعني مجموعات إرهابية قاعدة أو غير قاعدة موجودة في الصومال ولكن كما قلت من قبل يبدو أن الأمر قد حُسم منذ زمان من قِبَل يعني الإدارة الأميركية وهنا يتبادر للذهن..

محمد كريشان: على ذكر كلمة "حُسم" سيد محمود وصلنا E-mail من السيد زهير علي الشعلان من العراق يقول: يعني بصريح العبارة أميركا هي القوى العظمى ولا يمكن لأحد أن يناقشها فيما تريد أن تفعل، فيرجى عدم التصويت على ذلك فإنكم لا تغيرون شيئاً، يعني هو قدري وربما لأنه من العراق ربما أكثر الناس دراية بهذا الموضوع، وأنت تشير بأن الموضوع محسوم، يعني برأيك استعداد حكومة مقديشيو للتعاون لن تتجاوب معه واشنطن برأيك.

محمود شيخ دلمر: والله من الأفضل أن تتجاوب ولا توجه أي ضربات عسكرية للصومال، لأن يعني الأميركان قد يستطيعون أن يجدوا ويحصلوا على ما يريدونه في الصومال، بدون يعني الحاجة.. إلى أي إلى توجيه أي ضربات عسكرية لهذا البلد المنهار أساساً، إنما يعني يبدو أن الأميركان أو يعني بعض الأميركان في الإدارة الحالية ممن يوصفون بأنهم يعني المتشددون والصقور، يبدو أنهم سيطروا عليهم يعني روح الانتقام من الصوماليين نتيجة لما حدث للمبادرة الأميركية في عام 93، فيعني نعرف أن (بوش) الأب الرئيس الأسبق للولايات المتحدة صاحب نظرية يعني ما يسمى يعني النظام العالمي الجديد بعد انتصار يعني القوات يعني التي كانت تقودها أميركا في حرب الخليج، كان يريد أن يتخذ من الصومال حقل تجارب لهذا النظام العالمي الجديد اللي كان يعني يتلو مرحلة انتهاء الحرب الباردة، ولكن شاءت إرادة الله أن يمنى أن مني –يعني- هذا الأمر بهزيمة نكراء على أيدي المليشيات يعني.. الضعيفة عددياً وعدة يعني إذا قرنت –يعني- بالآلة العسكرية الأميركية التي كانت متواجدة هناك، وخرجت أميركا يعني بصفة مهينة جداً، ولم ينسها الأميركان، كان شيء كأنه حفر في وجدانهم مثلما حدث لهم بعد خروجهم من انسحابهم من فيتنام، فلا تزال هذه الروح.. الروح الانتقامية من الصوماليين تسيطر –يعني- على بعض العقول الأميركية، والأمر الآخر هو أن.

محمد كريشان: نعم، دكتور حسن، دكتور حسن. دكتور حسن، يعني ربما واشنطن لم تنتظر إلى حد الآن ما إذا كانت حكومة مقديشيو ستتجاوب أم لا تتجاوب، بعض التقارير تشير إلى أنها شرعت بعد في إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة لقوات المارينز في بيدوة، و هي 240 كيلو متر جنوب مقديشيو حتى تكون مستعدة إذا ما قررت توجيه ضربة، هل تعتقد بأن قرار توجيه الضربة قرار حسم والآن فقط بحث عن كيفية التخريجة أم هي ربما تدخل في إطار ضغوط معينة لإعادة ترتيب المنطقة بشكل آخر؟

د. حسن مكي: أنا أعتقد العقل الأميركي الآن يفكر في إعادة ترتيب المنطقة، لأنه أصلاً لو كان.

محمد كريشان: بالقوة العسكرية.

د. حسن مكي: بالقوة العسكرية، لو كان فيه خطر آني وفيه معسكرات للقاعدة، أنت لا يمكن أن تنذرها، لأنك حينما تنذرها معناها هي هتنسحب وتدفن السلاح وتذوب وسط الجماهير، لأن لا يمكن أن تكون إلا إذا كان فيه وجود كان مفروض تكون ضرب مباغتة طوالي زي ما حصل على أفغانستان والسودان بعد تفجير السفارة الأميركية، الناس استيقظوا من النوم وجدوا الصواريخ تنزل، أو كما يحدث الآن في فلسطين، و.. لكن أميركا عندها صلحة في إعادة ترتيب المنطقة، كلها منطقة القرن الإفريقي هذه، ومنطقة القرن الإفريقي بمساحة تعادل ربع أفريقيا، وأنت إذا رتبت هذه المنطقة فيها مياه النيل، فيها البحر الأحمر محادة للجزيرة العربية، جزء من حركة السلام مع إسرائيل، فهم يريدون إخضاع هذه المنطقة، وأعتقد أنهم الآن يريدون تهيئة الرأي العام لإنزال أميركي في بربرة أن تكون قاعدة، لأنه بربرة أصلاً كانت قاعدة للسوفيت ومبنية، وعندها قدرة على احتمال الطائرات الضخم، وكذلك أنت تعرف أنه الآن هنالك ملمة في الخليج، وأن مستقبل أميركا بالخليج غير مأمون، فلابد أن يكون هناك احتياطي، والاحتياطي الأقرب.. أقرب احتياطي وأفضل احتياطي ومؤازر ومساند قوى أرض الصومال، الذي هي من ناحية الجغرافية السياسية ظهير مؤكد وهي أهم من الشعب وأم من..

محمد كريشان: نعم، ربما تأكيد لكلامك سؤال من محمد الكردي من الأردن، يسأل: هل للخطوة الأميركية المقبلة في الصومال علاقة بحصار السودان ومصر ووضع اليد على البحيرات ومنافذ النيل وعلى النفط الذي تم اكتشافه في المنطقة؟

د. حسن مكي: مؤكد، لو أنت وضعت برجل على كيمايو، ودورت هذا البرجل، هتجد هذا البرجل يغطي مناطق البزول في السودان، ويغطي الخرطوم، ويمشي يغطي صنعاء، ويغطي مناطق البحيرات، يعني من كسمايو لجبا اللي هي عاصمة.. كيسمايو أقرب من جبا بالبرجل من الخرطوم إلى جبا، فلذلك هذه منطقة استراتيجية وهذه المنطقة حاكمة.

محمد كريشان: قبل قليل السفير حسن أشار إلى حركة الاتحاد الإسلامي الموجودة في الصومال، هذه الحركة في الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي وضعت من قبل واشنطن ضمن لائحة المنظمات التي تعتبرها إرهابية و لها علاقة بحركة.. بتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، ما الذي تمثله هذه الحركة؟ خاصة وأن الصوماليين يؤكدون الآن بأن هذه الحركة لم يعد لها وجود، وأن عناصرهم تقريباً أصبحت قلة قليلة في البلاد؟

د. حسن مكي: أولاً: هذه الحركة ليست حركة صومالية، هي حركة موجودة في الأوجادين والهود، والأوجادين واليهود منطقة متنازع عليها كانت ما بين الصومال وإثيوبيا في أيام الحكومات الوطنية السابقة.

محمد كرشان: يعني حركة لها امتدادات في الصومال، ولكن ليست صومالية بالمعنى الدقيق يعني؟

د. حسن مكي: بمعنى أنها هي حركة صومالية، لكن الصوماليين الموجودين في إثيوبيا، يعني هي منطقة.

محمد كريشان: في الأقليم المتنازع عليه.

د. حسن مكي: في الإقليم المتنازع عليه والخاضع الآن للسيادة الإثيوبية، وعندهم ممثلين في البرلمان الإثيوبي، وهي تعمل هناك، وأنا أعتقد أميركا حينما تخلط هذه الأوراق بهذه الصورة فإنها تغمس نفسها في حركات صراعات عرقية، وبمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولكن الاتحاد الإسلامي الآن في أضعف حالاته، ومنذ الحرب الصومالية الإثيوبية سنة 78 ظل خافض الصوت، ولا أعتقد أنه يمثل تهديداً لا لإثيوبيا ولا لأميركا في هذا الظرف.

محمد كريشان: على كل فيما يتعلق بهذه الحركة تحديداً السفير عبد الله حسن في القاهرة، هل تعتقد بأن هذه الحركة التي تشير إليها الولايات المتحدة، وتعتقد بأن لها علاقات قوية ومتينة جداً مع القاعدة، بل وتتحدث عن أنها قد توفر ملاذاً آمناً لأسامة بن لادن إذا ما قرر اللجوء حسب رأيها إلى الصومال، كيف تتعاملون كحكومة مركزية مع هذه الحركة؟ وهل تتوقعون بأن ربما تشكل هي السبب الذي من أجله قد تضرب الصومال؟

السفير عبد الله حسن: عزيزي، يعني كما قلت –كلامي السابق أن الاتحاد الإسلامي سواء كان لنشأه كما يقول الأخ الدكتور حسن في منطقة الهود أو داخل الصومال أنا لا أعرف بالتحديد، لكن الذي أعرفه تماماً أن الاتحاد الإسلامي ظهر في التسعينيات، وحاول استيلاء الحكم في الصومال بعد خروج الرئيس زياد بري عن. عن الحكم عن العاصمة، فحاربته الجماهير الصومالية التي ما كانت تريد أن تطرف، فحاربته ودمرته، كما حاربته إثيوبيا في بعض المناطق في جدو، وذاب هذا الاتحاد وليس له وجود إطلاقاً. لا يوجد عشرة أشخاص عندهم ميل اتحاد أو أقل منهم في داخل الصومال في الوقت الحاضر، كلهم ذهبوا وتفرقوا شذر مذر، يعني لا يوجد لهم أي وجود سياسي أو عسكري أو تنظيمي في داخل الصومال، هذا هو الحقيقة.. ولم يجعلونها..

محمد كريشان: نعم، ولكن سعادة السفير، على افتراض أن هذه الحركة لم تعد مجودة بالمعنى الذي ذكرته، هل يمكن أن يكون في الصومال بعض التجمعات التي توصف عادة بالأصولية أو المتطرفة حسب التعابير والجهات التي تصف هذا، هل هناك بعض الجهات جمعيات غيرها، مدارس يمكن أن توفر ما يقال الآن عن ملاذ آمن لأسامة بن لادن؟

عبد الله حسن: عزيزي.. عزيزي، أنا أخاف أن يوصف كل ما هو مسلم أو كل الهيئات أو الجمعيات الخيرية الإسلامية، أن توصف بهذه الصفة أو بهذه الوصمة، وأؤكد لك أن هذا لا يوجد في الصومال، الصومال شعب بلاوييه أغنت عن الجميع، يعني شعب لا يحتاج إلى بلاوي أخرى، يوجد مدارس.

محمد كريشان: له ما يكفي يعني، له ما يكفي!!

عبد الله حسن: آه، له ما يكفي، يوجد فيه مدارس عربية تتجه إلى الثقافة الإسلامية، ولكن لا يوجد فيها لا اتحاد إسلامي ولا تنظيم القاعدة، الشعب الصومالي نقول.. نكرر ألف للأميركيين ولغيرهم وللدنيا بأجمعها أن يذهبوا إلى الصومال ويتأكدوا خلو الصومال عن هذا الأمر، هذه هي الحقيقة، إذا أردنا.. رجعت مرة أخرى قلت لك: إن الحكومة الصومال الانتقالية تمد يدها إلى الأميركان وتتعاون معهم بكل الإمكانيات، ونرجو أن يسمع أن.. أن يوجد إصغاء من الأميركيين لهذا التعاون الصومالي المرغوب، الصومال ترغب أن تتعاون مع أميركا وأنت تتعاون معها في كل شيء وما تشك فيه، بل تساعدها في كل ما تريد، هذا هو الطريق الأسلم أما.. الضرب لمجرد الضرب بهذا الشيء غير معقول وغير مستساغ، ولا أعتقد أن العقل الأميركي مهما يكن أو دولة عظمى وحدها في الساحة الدولية.. تعاقب شعب بريء، ثم إن الانسحاب الأميركي من الصومال ما أعتقد أنه كان مهين كما يقول بعض الأصدقاء، الصوماليين قتلوا هم والآخرون، وقتل الأميركيون، وكان هذا الشعب الصومالي لم يكن يود أن يحدث هذا، حدثت هذه المشكلة، القوة الأميركية التي كانت موجودة في ذلك الوقت كانت تستطيع أن تسمح الصومال عن الوجود، ولكنها خرجت، آثرت الانسحاب بأمرٍ من الجهات العليا الأميركية فما…

محمد كريشان[مقاطعاً]: على ذكر.. على ذكر هذا الانسحاب سعادة السفير، وصلنا من. السيد تركي وهو من السعودية يسأل: ما ترجيحكم بأن تتعرض القوات الأميركية إذا ما هاجمت الصومال لما تعرضت له من قبل؟ وبفتح قوسين ليقول (أتمنى ذلك)، هل تتوقع نفس المآل للقوات الأميركية إذا ما جازفت يعني؟

عبد الله حسن: نحن لا نريد أن يحدث هذا لا نريد مجازفة من الولايات المتحدة الأميركية، وأؤكد لك أنه لا يوجد الآن معاداة أو كره لأميركا أو لأي دولة غربية في الصومال، لا يوجد ذلك في الساحة الصومالية، الصوماليين يكفيهم ما. من البلاء ما جنوا بأيديهم على أنفسهم، نريد أن يتواجد الأميركيون كدولة صديقة أو دولة عظمى لها مصالحها، وأن يتجاوب معها الصوماليون جميعاً، هذا هو المطلوب، وهذا هو الذي ننادي به وتنادي به حكومتي، ولا يوجد ما يهدد مصالح أميركا والدولة الغربية في الصومال، يكون الصومالي إذا.. كان.. إذا كان معلش، إذا كان يوجد هناك شيء من الضعف في الصومال فإن الأشقاء العرب ما.. ما.. يعني ما ساعدوا الحكومة الصومالية بعد تشكيل الحكومة في العام الماضي في (عرته) وفي مقديشيو بعد مصالحة (عرته)، ما ساعدوهم اقتصادياً، فلذلك لم تستطع الحكومة الانتقالية بسط سيطرتها الكاملة على كل الصومال، لذلك نحن نشكر الدول العربية وعلى رأسها مصر والرئيس مبارك ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر، الذين طلبوا من الولايات المتحدة الأميركية ألا يتعرض الصومال لأي مخاطر، كما نشكر الرئيس علي عبد الله صالح الذي فاوض الأميركان في هذا الموضوع، لكن أعتقد من حق الصوماليين أن.. أن يحسوا بنوع من الألم نحو السكوت العربي الكامل نحو المشكلة الصومالية، وكذلك السكوت الأفريقي الذي لا يذكر شيئاً، الأمين العام (كوفي عنان)، قال: أنا لا أعرف ضرب الصومال، ولم أسمع حتى الآن هذه اللحظة، ولكن حتى موقفه لم يكن كالمطلوب رغم أنه إيجابياً، نحن نطالب الأفريقيين، منظمة الوحدة الأفريقية، وجامعة الدول العربية والدول العربية الصامتة التي ترى كأنها يعني أجنحتها ابتلت تماماً وساكتة أن تتحدث عن هذه الأمور وتفاتح الأميركيين نحو هذا الموضوع، وتذكر براءة الصوماليين، هذا هو طلبنا كصوماليين، ومن حقنا أن نطالب..

محمد كريشان: نعم، لنسأل الكاتب الصحفي في.. في لندن محمود شيح دلمر ما إذا كان يعتقد بأن هذه الوسطات أو هذه المساعي التي أشار إليها السفير يمكن أن تؤت أكلها؟

محمود الشيح دلمر: والله حبذا لو أتت أكلها، لكن يعني الأمر في رأي يعني يفترق يعني على حدين، أولاً: يعني ما يحدث في الصومال داخلياً ويعني موقف الحكومة المؤقتة وضعفها وقوتها وموقف يعني الفصائل المعادية أو المناوئة لهذه الحكومة، وموقف –يعني- الإدارات الإقليمية المستتبة نسبياً في الشمال وفي الشمال الشرق، هذا منا ناحية.

أما من ناحية الأخرى فهي الخطر الأعظم الذي تتعرض له جميع الأرضي الصومالية، وهو خطر جزء لا يتجزأ مما تتعرض له.. له الأمة العربية والأمة الصومالية، يعني سعادة السفير يعني عبد الله حسن يطالب يعني الدول العربية بأن ترفع صوتها يعني بالدفاع عن الصومال، ويا حبذا إنه كان ذلك يحدث، لكن نحن نعرف الضغوط التي تتعرض لها يعني هذه الدول العربية والدول الإسلامية، الرئيس (بوش) يعني خرج بهذه المقولة الشهيرة: إما أن تكون معنا أو أن تكون مع الإرهاب، هذا هو يعني منطق يعني القوي الذي يأتي إلى الضعيف يمسك بتلابيبه يعني ويوجه يهدده يعني بتوجيه ضربة أو لكمة قوية إليه إن لم ينصع إلى ما يمليه عليه، وهذه هي الحقيقة المؤلمة.

[موجز الأخبار]

دور دول الجوار إذا ما وجهت ضربة أميركية للصومال

محمد كريشان: بعض المشاركات التي وردت إلينا، محمد طالب الطاهر، يقول: أميركا ضربت أفغانستان، وهاهي تقول إنها وجدت دليلاً بعد أن دمرت، وستضرب الصومال وبعدها تأتي بدليل.

حسين، لا يذكر من أي بلد، يقول: لماذا تستهدف أميركا الدول الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة مثل الصومال وأفغانستان مع أن هناك جماعات كثيرة منتشرة في جميع الدول تحمل نفس فكر القاعدة.

سليم، لا يذكر أيضاً من أي بلد، يقول: إن الضربة المتوقعة للصومال هي مثال فقط، وعلى كل الدول العربية أن تتوقع نفس المصير، وهذا ما جنوه الحكام من حماية أميركا لمقاعدهم العظيمة.

دكتور حسن مكي، إذا ما انطلقت عمليات ما بشكل أو بآخر ضد الصومال، -بالطبع نحن لا نتمنى هذا المآل- ولكن إذا ما تحركت الأمور بهذا في هذا الاتجاه، كيف تتخيَّل أن.. أن تكون أدوار دول الجوار؟ البعض مثلاً يتحدث الآن عن أثيوبيا من أنها ستكون ستلعب دور تحالف الشمال، وربما تلعب دور باكستان في أحسن الحالات، ماذا عن البقية؟

د. حسن مكي: أولاً: الحرب قد بدأت في الصومال، لأنه تعرف أن.. قطع الأرزاق مثل قطع الأعناق.. الأعناق، وشريان الحياة بالنسبة للصومال كان هذه شركة البركات، شركة ذهب.. هذه، وهذه الشركات هي ابتداع العقل الصومالي حينما انقطعت به أسباب الحياة فأصبح هو الصلة ما بين المغتربين الصوماليين والمجتمع الصومالي، فالآن هذا الشريان قطع معناها أن المجتمع الصومالي والدول الصومالية الآن مصابة بالاختناق.

محمد كريشان: وهذه البركات كانت أساساً تأتي بتحويلات الصوماليين الموجودين في الخارج، وتعيل كثير من العائلات هناك.

د. حسن مكي: كل العائلات يعني مافيش..

محمد كريشان: كل العائلات، تقريباً.

د. حسن مكي: الذي أعده النظام المصرفي الجديد في الصومال، فهذا يعني أن دلوقتي هنالك اختناق على..

محمد كريشان: إن صح حصار غير معلن من خلال هذه..

د. حسن مكي: حصار معلن، لأن هذه الشركات ومدراؤها موجودين، ولم يحاكموا، ولم تبرزتهم، ولكن توقف نشاط الشركات، إذا ضُرب الصومال حقيقة لا.. لا أعتقد إنه.. سيحدث إنزال كبير كما قلت، وقاعدة عسكرية في.. في بربرة، وإعادة لترتيب الشأن الصومالي بالتنسيق ربما مع أثيوبيا باعتبار هي القوة الضاربة في.. في المنطقة.

محمد كريشان: وهي راغبة برأيك أن تلعب هذا الدور؟

د. حسن مكي: أعتقد أنها راغبة، لأنه هناك إشارات كثيرة أن أكد الاتحاد لسه موجود، وأنه يملك قواعد، وقدمت.. ساعدت الحملة الإعلامية الأميركية، أنا أعتقد النظام الرسمي العربي لن يفعل أي شيء، والنظام الرسمي الفعلي لدول الجوار لن يفعل أي شيء، ولكن اللي تأكد أن هذه ليست نظم المستقبل الآن، أنا أعتقد الآن النظام العربي كله بيحتضر، وأعتقد أن دول الجوار أيضاً متعبة ومثقلة، ولا تريد أعباء جديدة، ولم تستطيع أن تفعل شيء، ولكن الضمير الأجيال الجديدة في العالم أو دول الجوار والعالم الإسلامي الذي يملؤه الغيظ يشعر بأنه كل ضمير يشعر أن هناك ابن لادن صغير داخله، وهذا ابن لادن الصغير سينمو، فأنت هتعمل معامل لتفريخ بن لادن جديدة، وليس على نفس النمط، كل بن لادن جديد هيتحرك بطريقته الجديدة وبعقليته الجديدة وفي كيفية مجابهة منطق القوة ومنطق التخويف، وهذا ستكون حالة عقلية فكرية نفسية، والحرب حالة عقلية، فإذاً إذا حدث هذا الضرب بدون مبررات تكون أميركا قد خلقت الحالة العقلية النفسية التي ستولد المقاومة، وستولِّد العنف، وستولِّد حالة جديدة، وقد تنتهي تنتشر الحرب بصورة جديدة ليست صورة حكومات، وبصورة لا تبقي ولا تذر.

محمد كريشان: السفير عبد الله حسن في القاهرة، ما رأيك في هذا الكلام الذي يعتبر أن الحرب بدأت، خاصة وأن هناك ليس فقط إجراءات اقتصادية وإنما إجراءات حتى لوجستية ميدانية، يعني سلاح الجو الأميركي قام بطلعات استطلاعية فوق الصومال وحتى وزارة الخارجية الأميركية كما تقول بعض التقارير أبلغت بعض المنظمات الإنسانية العاملة في الصومال بضرورة الرحيل وإجلاء موظفيها.

عبد الله حسن: أنا مع هذا الفكر الذي يقوله الأخ الدكتور حسن في مُجمله،.. اسمه البركة.. شركات البركة هي المنفذ الوحيد الذي كان يربط الشعب الصومالي بالخارج، لعلك تعرف أن أعداداً هائلة تصل بمئات الآلاف بعد الأحداث الصومالية تواجدت على.. في العالم الغربي، لندن، أميركا، كندا، دول الاسكندنافية، وما شاكل ذلك، هؤلاء الناس الذين تواجدوا هناك يقتسموا أو يتقاسموا الحياة مع إخوانهم في داخل جمهورية الصومال، فهم في داخل أي مكان يوجد فيه الصوماليون، هؤلاء كانوا يحولون مبالغ ليست كبيرة يعني مائة دولار أو ما شاكل ذلك إلى الجمهور الصومالي الجائع في داخل الصومال، قطع هذا المصدر الأساسي عن الصوماليين يعتبر إماطة لشعب الصومال، وأنا أعرف كصومالي أن شركة البركات وغيرها من الشركات شركات مساهمة، شركة بركات وحدها يشترك فيها 2600 صومالي بمبالغ صغيرة رمزية، لكنها لما تتجمع يكون شيء لا بأس به، فكانت تخدم الصوماليين خدمة إنسانية وطنية، فأغلقت هذه الشركات بإيحاء من جهات، ولعلَّ على رأسها المعارضة الصومالية التي لا تعادي الحكومة الانتقالية، بل تعادي الشعب الصومالي، وأعرف بالتأكيد أن لا.. أنه لا يوجد شيء حقيقي أغلقت بسببه هذه الشركة أو غيرها من الشركات، فنرجو كما أنا أكرر دائماً ألا يحدث شيء لا تحمد عُقباه، وبالنسبة للشعب الصومالي أو لا يجعل -يعني- فراغ كبير بين الشعب الصومالي وبين الشعب الأميركي، حتى الآن العلاقات ليست سيئة بين الصوماليين والأميركان، وكثير من الصوماليين تواجدوا على ظهر أميركا، على أرض أميركا ومازالوا متأمركين وموجودين هناك، نرجو أن تسمع الإدارة الأميركية إلى القول الناصح، اذهبي يا أميركا إلى الصومال، وابحثي عن كل ما تريدين، ولا تعتدي على الشعب الصومالي، هذا هو الذي نقوله.

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: ننتقل إلى لندن ومعنا هناك الكاتب الصحفي الصومالي محمود شيخ دلمر، سيد دلمر، كيف تعتقد أن يكون دور دول الجوار المحيطة بالصومال في منع الضربة، أو على الأقل في التعاطي معها إذا ما حدثت فعلاً بشكل يحمي المنطقة من أي تداعيات خطيرة جداً؟! سيد.. سيد دلمر ربما لم يسمعنا، نعود إلى سيد حسن مكي هنا في.. في الاستديو، كيف تتوقع أن تتحرك دول الجوار وإن الوقت لم يحن يعني لم يفت بعد للتحرك بشكل جدي؟

د. حسن مكي: يا سيدي، نحن في مرحلة العبث بالعقول، يعني إحنا قبل ساعات كنا كل.. بكل عقولنا وأفئدتنا متوجهين إلى فلسطين، فجأة أنزلت الإدارة الأميركية شريط فيديو تصدر نشرات الأخبار كلها حتى يغطي على المجزرة التي ستحدث في فلسطين، والتي ربما سيدفع الرئيس عرفات ثمنها، وعلى المجزرة التي قد تحدث في تورا بورا بالنسبة للأفغان وغيرهم الذين أهدرت دماؤهم، وأصبح الخبر الأساسي في النشرات والإعلام خبر لا يقدم ولا يؤخر، والعقل العربي كله اتجه إلى هذا الخبر، بينما أهم خبرين يشغل العالم الإسلامي تراجعا الآن في..، فلذلك دول الجوار لا تستطيع أن تفعل شيء، دلوقتي..

محمد كريشان: لا الآن ولا بعد..

د. حسن مكي: ولا الآن ولا بعد، المراهنة ستكون على العقل العربي الذي شق غيظاً، والذي يقول: طفح الكيل، والذي إذا كان في المرحلة السابقة أدى إلى ميلاد.. بن لادن وجعله يخرج عن طوره ويسحب هذه.. في هذه الرحلة، فإن أميركا ستجد نفسها محاطة بحالة عقلية من الغيظ أو من الكراهية مزدادة إذا كان العربدة، ومنطق القوة، ومنطق الصلف هو سيكون المنطقة الأخرى، وستكون أولى ضحايا هذه الموجة النظام العربي، النظام الإسلامي، دول الجوار المعنية بالشأن الصومالي، وبعد هذا لا تسألني.

محمد كريشان: ولكن سأسأل.. سأسأل السفير عبد الله حسن إن كان بعد هذا الكلام يتوقع شيئاً ما من دول الجوار، خاصة وأن هناك مشاركة من السيد محمد الكردي من الأردن، وشارك أيضاً قبل ذلك بسؤال، يقول: هل تبنى الصومال آمالاً على تدخل عربي عبر المؤتمر الإسلامي، عبر الجامعة العربية؟ هل هناك محاولة للتنسيق مع دول كمصر، كليبياً، كالسودان؟ ماذا أعددتم.. لهذا الاحتمال السيئ؟

عبد الله حسن: شكراً، نحن لا نفقد الأمل في أشقائنا العرب، رغم أننا نوجه إليهم العتاب واللوم، ونقول ما قاموا به حتى الآن ليس شيئاً يذكر بعد هذه التهديدات ولكننا لا نفقد الأمل أن تتصل الدول العربية قادتها.. ملوكها، ورؤساؤها، ووزراء خارجيتها، والأمين العام، رغم أنه –يعني- بحث مسألة الصومال في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية أو..، مع ذلك نحن مازلنا نطالب المزيد أو الجدية أكثر مما هو عليه الحال الآن، نحن نعرف أن.. شعوبنا الإسلامية والعربية تتعاطف مع الصومال والأفريقية أيضاً، لكن الموقف العربي الرسمي ليس كافياً، الوسائل الإعلام العربية الجرائد ووسائل الإعلام تأخذ أو تجتر ما تقوله.. تذيعه وسائل الإعلام الغربية نحو الصومال فقط، وليس لها موقف مؤيداً أو موضح أو واقف إلى جانب الصومال، كل هذه الآلام والمعاناة يحسها المواطن الصومالي نحو أشقائه العرب.

محمد كريشان: نعم، سعادة السفير، تمكنا الآن من الاتصال.. إعادة الاتصال مع لندن معنا الكاتب الصحفي سيد دلمر، سيد دلمر، كثيرون يعربون من الآن عن تخوفات من هذه الضربة على استقرار المنطقة، يتحدثون عن هجرة واسعة من الصومال، عن مخاوف كينية من احتمال تدفق عشرات الآلاف، كيف تتوقع أن يمس استقرار المنطقة من خلال هذه التهديدات، أو إن نفذت فعلاً؟

محمود الشيخ دلمر: والله يعني إذا كان يعني مراد الولايات المتحدة وما تطلقه يعني من اتهامات نحو الأراضي الصومالية في أنها يعني موئل يعني وملاذ لتنظيم القاعدة وأنها يعني مأوى محتمل لأسامة بن لادن، إذا استقر رأيه على أن ينزح إلى الصومال، إذاً كان مراد يعني الولايات المتحدة من هذه الاتهامات هو يعني مجرد يعني التلويح وإعادة ترتيب يعني المنطقة، فهذا يعني شيء، ولكن إذا أقدم الولايات المتحدة على توجيه ضربات عسكرية على غرار ما حدث في أفغانستان فإن ذلك يعني يشكل مأساة، وفي نفس الوقت حماقة ما بعدها حماقة من قبل الولايات المتحدة، فلذلك يعني..

محمد كريشان[مقاطعاً]: سيد دلمر، البعض يشير.. البعض يشير إلى أن الوجود الأميركي هنا في المياه القريبة من الصومال له علاقة أيضاً حتى بدول الجوار الأخرى بالجزيرة العربية، باليمن، هل تتوقع بأن تكون التوجهات بهذا المعنى أميركياً؟

محمود الشيخ دلمر: طبعاً يعني من البداية يعني أحاول أن أوضح يعني أن تدخل أميركا في هذه المنطقة يعني الاستراتيجية والحساسة منطقة القرن الإفريقي هي يعني لها مآرب ومرامي أبعد بكثير يعني من مطاردة عناصر وأشخاص مشتبه بهم في أنهم يعني إرهابيون أو أنهم يعني منتمون إلى تنظيم القاعدة، إنها أولاً وقبل كل شيء مرامي ومآرب استراتيجية للالتفاف على المنطقة العربية الإسلامية كلها، الالتفاف على مصر، على اليمن، على السعودية، على دول الخليج لإعادة يعني ترتيب المنطقة بأكملها، ونسمع الآن مثلاً يعني هناك تقارير يعني أوضحت أن الولايات المتحدة تمارس ضغوط على دول مثل اليمن والسعودية وباكستان أن تغير من مناهج التدريس في الكليات والمعاهد والجامعات الإسلامية.

محمد كريشان: موضوع مناهج التدريس سيد محمود سيكون أحد مواضيع حلقة أولى حروب.. أولى.. (أولى حروب القرن) يوم الاثنين المقبل.

في نهاية هذه الحلقة نشكر ضيوفها، وهم في الاستديو السيد حسن مكي، وفي القاهرة السفير عبد الله حسن (مندوب الصومال في الجامعة العربية)، ومن لندن (الكاتب الصحفي الصومالي) محمود شيخ دلمر.

في نهاية الحلقة نشكر فريق البرنامج أحمد الشولي، حسن إبراهيم، والمخرج فريد الجابري. في أمان الله.