ما وراء الخبر

تحذير من سيناريوهات مخيفة.. ماذا لو قرر بوتين قطع إمدادات الغاز عن أوروبا في الشتاء؟

اتفق ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على أن أوروبا تحبس أنفاسها في انتظار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إمدادات الطاقة، واستبعدا أن يتخلى الأوروبيون عن دعم أوكرانيا عسكريا ودبلوماسيا وماليا.

وبحسب أستاذ السياسة الدولية في جامعة برمنغهام الدكتور سكوت لوكاس، فإن الأوروبيين لا يعلمون ما الذي سيفعله الرئيس الروسي، وهل سيوقف إمدادات الغاز والطاقة عن الأوروبيين أم لا؟

وقال لوكاس إنه في حال أقدم الرئيس الروسي على فعل ذلك فسيكون فصل الشتاء صعبا جدا على الدول الأوروبية التي كانت المخاطر محدقة بها منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

ومن المنتظر استئناف ضخ الغاز الروسي عبر خط "نورد ستريم 1" الخميس بعد انتهاء الصيانة الدورية، لكن الأوروبيين يتوجسون من نوايا بوتين الذي لوح في تصريحات له بوقف إمدادات الطاقة عن أوروبا.

وبينما تحدث عن مناقشات وخطط جرت بين الحكومات الأوروبية من أجل إيجاد مصادر بديلة للغاز الروسي ولكن على المدى البعيد أشار لوكاس- في حديثه لحلقة (2022/7/20) من برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن الأوروبيين مجبرون على تحمل التكلفة العالية للحرب مثل الأوكرانيين، وعليهم إخبار الجماهير في حال تم قطع التدفئة عنهم.

غير أن أستاذ السياسة الدولية في جامعة برمنغهام شدد على ضرورة استمرار الدول الأوروبية في دعم أوكرانيا من أجل أن تحقق النصر على روسيا التي قال إن وضعها العسكري ضعيف جدا وتكبدت خسائر كبيرة خلال الحرب لكنها رغم ذلك تريد استسلام أوكرانيا وإزالتها من الوجود.

الدعم العسكري لأوكرانيا

من جهته، أشار رئيس تحرير صحيفة "هندسبلات" الألمانية ماتياس بروغمان إلى أن أوروبا تنتظر قرار الرئيس الروسي بشأن إمدادات الغاز والطاقة، وهي غير متأكدة من موقفه رغم ما صرح به في طهران أمس الثلاثاء بأن شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" ستفي بـ"كامل" التزاماتها تجاه عملائها، وقال إن هدفه هو التلويح للأوروبيين والغرب بضرورة وقف مساعدتهم لأوكرانيا.

ورسم بروغمان صورة قاتمة لأوروبا في حال نفذ الرئيس الروسي تهديده بقطع إمدادات الطاقة والغاز عن الأوروبيين، وقال إنها ستكون معضلة كبرى لدول مثل ألمانيا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا.

لكنه استبعد أن يقدم بوتين على هذه الخطوة لأنه بحاجة إلى أموال لتمويل حربه على أوكرانيا، مقرا بأن ألمانيا تعاني من التبعية لروسيا رغم أن احتياجاتها من الغاز الروسي تقلصت إلى 40%، ولذلك تعارض برلين تسليط العقوبات على الغاز الروسي بعكس النفط والوقود الروسيين.

وعن مآلات الحرب ومن سيصرخ أولا الروس أم الأوروبيون، أشار رئيس تحرير صحيفة "هندسبلات" في حديثه للحلقة إلى أن الصراع لا يزال مستمرا في شرق أوكرانيا، وأن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة بسبب الدعم العسكري الأميركي والبريطاني للقوات الأوكرانية، وفي حال استمر هذا الدعم فسيكون النصر حليف أوكرانيا وعندها يتراجع بوتين ويجد نافذة للمفاوضات مع كييف.

وكان تقرير لصندوق النقد الدولي أكد أن توقف إمدادات الغاز الروسي عن أوكرانيا سيقود إلى تراجع الناتج المحلي وإلى الركود.