ما وراء الخبر

مظاهرات في مختلف مدن ليبيا.. من المسؤول عن الغضب الشعبي في البلاد؟

قال المحلل السياسي عبد السلام الراجحي إن الليبيين من خلال مظاهراتهم في العاصمة والمنطقة الشرقية استفاقوا لحقيقة أن “أكذوبة” الحرب على الإرهاب هدفها الوصول إلى السلطة بشكل أساسي.

وأوضح -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/7/2)- أن الليبيين تحملوا إخفاقات مجلس النواب وسوء الخدمات لسنوات طويلة بحجة محاربة الإرهاب والجماعات الإسلامية وجماعات الإخوان المسلمين، وأن ذلك ما ارتكز عليه حكم اللواء المتقاعد خليفة حفتر لسنوات طويلة.

ولم يستغرب الراجحي من المظاهرات بالعاصمة طرابلس، ولكنه اعتبر أنه من غير المعتاد أن تكون هناك مظاهرات في طبرق وبنغازي وغيرهما من المدن في المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها حفتر ومجلس النواب.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد محمد إنه رغم الأثر الكبير الذي أحدثته التظاهرات فإن عددها كان محدودا لم يتجاوز المئات، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى وأن الليبيين تظاهروا سابقا بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتفاقم أزمة الكهرباء في البلاد.

ولم يستبعد بالوقت ذاته أن تكون" جهات سياسية" -لم يذكرها- قامت بتحريض الناس للخروج، ومع ذلك أكد أن جزءا كبيرا من المتظاهرين خرجوا للشارع بشكل عفوي غير مخطط له، لافتا إلى أن سبب المظاهرات يعود إلى السخط الشعبي من الأجسام السياسية المختلفة والتي تحكم ليبيا بشكل وهمي فقط.

كما توقع أن يزداد سخط الشعب الليبي خلال السنوات المقبلة رغم كل المحاولات السياسية للتلاعب بعقولهم بمختلف الطرق، موضحا أن الفساد يلتهم الدولة الليبية وتتردى الخدمات التي يتلقاها المواطن، متوقعا أن تصل في وقت ما إلى ثورة حقيقية.

يذكر أن غضب المتظاهرين طال مقر مجلس النواب في مدينة طبرق حيث تعرض للاقتحام وإضرام النار في أجزاءٍ منه، كما استُهدفت مقار حكومية وبلدية في مدن أخرى، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل جميع المكونات والمؤسسات السياسية، وإجراء انتخابات، وإخراج جميع القوات الأجنبية من ليبيا.

وقد أعلن المجلس الرئاسي الليبي، في بيان، أنه في حالة انعقاد دائم، حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير واختيار سلطة منتخبة، والعيش في دولة تنعم بالأمن والاستقرار.