ما وراء الخبر

برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس.. هل ارتد السحر على الساحر؟

قال الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور إن هناك تحقيقا إسرائيليا واسعا بشأن استخدام برنامج “بيغاسوس” داخليا بهدف معرفة المسؤولين عن ذلك وتقديمهم للمحاكمة.

وأوضح غانور -في حديثه لحلقة (2022/2/8) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن هناك اجتماعا برئاسة رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ويضم وزيري الأمن الداخلي والعدل إضافة إلى المستشار الأمني للحكومة، بهدف تحديد صلاحيات ومجالات عمل لجنة التحقيق الرسمية المكلفة بالتحقيق في استخدام "بيغاسوس".

وفي حين استبعد غانور تقديم المسؤولين عن استخدام "بيغاسوس" إلى المحاكمة إلا أنه شدد على أهمية إجراء تحقيق شامل وواسع في ظل وجود ما وصفها بـ"هزة تعم المجتمع الإسرائيلي" بهدف الوصول إلى جذور الموضوع والمسؤولين عن ذلك أيا كانت مناصبهم.

وعن الضجة التي أثارها استخدام برنامج "بيغاسوس" في إسرائيل، في الوقت الذي تبيع فيه تل أبيب البرنامج لدول توصف حكوماتها بأنها ذات سجل سيئ في حقوق الإنسان، قال غانور إن إسرائيل باعت البرنامج "لأنظمة حكم شرعية بهدف مكافحة الإرهاب"، كما أنها غير مسؤولة عن استخدام هذه الأنظمة البرنامج، على حد قوله.

وبعد أسبوع من إقرار الشرطة الإسرائيلية لأول مرة باستخدام برنامج "بيغاسوس" للتجسس على مواطنين ومسؤولين في إسرائيل بعد إنكار سابق، أعلن وزير الأمن الداخلي عومير بارليف تشكيل لجنة للتحقيق في اختراق هواتف مسؤولين وشخصيات عامة باستخدام برنامج التجسس المثير للجدل الذي طورته شركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية.

وبحسب الوزير الإسرائيلي، فإن اللجنة ستحقق فيما إذا كانت هناك جهات سياسية وقفت وراء اختراق هاتف وزير الدفاع بيني غانتس.

وأضاف أن جهات في حزب الليكود نفت أي علاقة لها بالتجسس، وهو ما لمح الوزير إلى أنه مؤشر على تورط محتمل للحزب في فضيحة التجسس.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أكدت أن الشرطة استخدمت "بيغاسوس" في ألفي عملية تحقيق خلال السنوات السبع الماضية.

وبينما قابلت أوساط حقوقية إسرائيلية بالاستهجان الكشف عن استخدام الشرطة برنامج بيغاسوس للتجسس على مواطنين وناشطين في إسرائيل وصف رئيس الحكومة نفتالي بينيت البرنامج بأنه أداة مهمة، لكنه أضاف أنه لم يخصص لتصيّد الإسرائيليين، بحسب تعبيره.

موقف أميركي

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد المنشاوي إن قضية برنامج "بيغاسوس" أصبحت شديدة الإثارة في الساحة الأميركية، وهناك تركيز كبير على تاريخ شركة "إن إس أو" المنتجة للبرنامج مع المؤسسات الأميركية المختلفة.

وأوضح أن الشركة قامت بحملة واسعة للعلاقات العامة بهدف تحسين سمعتها التي تضررت كثيرا بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

وأبدى المنشاوي استغرابه من شراء كل من مكتب التحقيق الفدرالي "إف بي آي" (FBI) ووكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" (CIA)، وأنهما دفعا 55 مليون دولار لهذه الشركة، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة داخل الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن مكتب التحقيق الفدرالي استخدم برنامج "بيغاسوس" تحديدا في ولاية نيوجيرسي التي تضم أعدادا كبيرة من العرب والمسلمين المهاجرين، مشيرا إلى وجود مطالب بمعرفة على من تجسس المكتب في الولاية.