ما وراء الخبر

أزمات المنطقة أم إيران وأذرعها.. مَن المسؤول عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر؟

ربط أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة ما يحدث في منطقة البحر الأحمر بما سماها الأزمات المتشابكة في المنطقة، وقال إن حلّ هذه المشاكل يتوقف على المفاوضات الجارية في فيينا.

وقال نافعة إن المنطقة العربية كلها مشتعلة بالأزمات: الصراع في اليمن، وموضوع إيران وعلاقاتها بالدول الأخرى، وهي الأزمات التي تؤثر على موضوع الملاحة في البحر الأحمر، مستبعدا أن يتمكن الحوثيون بمفردهم من تهديد هذه الملاحة، وأن كل ما بإمكانهم فعله هو قرصنة سفن تابعة لأطراف تشنّ عليهم الحرب.

وبحسب رأي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في حلقة (2022/01/09) من برنامج "ما وراء الخبر"، فهناك أزمة حادة بين طهران وواشنطن، لكن المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني يتوقف عليها الكثير، وفي حال عادت الولايات المتحدة الأميركية للاتفاق الذي انسحبت في عهد دونالد ترامب، فسينفتح شباك على حل أزمات المنطقة.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت المناورات والتدريبات المشتركة بين القاهرة وواشنطن والرياض في المنطقة ستتمكن من ردع المخاطر التي تهدد منطقة البحر الأحمر، أوضح نافعة أن مثل هذه التدريبات مستمرة منذ سنوات، معربا عن اعتقاده بأنها لن تتسبب مثلا في تغيير خطط الحوثيين.

وللكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسين جمال موقف آخر، إذ يرى أن تلك المناورات تدخل في إطار مراجعة واشنطن لحسابات إستراتيجية مع حلفائها بشأن منطقة البحر الأحمر، منبها إلى أن المنطقة أمام "معادلة جديدة تحتاج ترتيبات جديدة".

وأرجع مسؤولية التهديد في منطقة البحر الأحمر إلى ما قال إنها فوضى اليمن، وبالتحديد أولئك الذين يختطفون السفن، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الحاصلة في المنطقة، تفاديا لانتقالها إلى مناطق أخرى.

وبشأن مدى تأثير مسار التفاوض في فيينا على أزمة الملاحة في المنطقة، أشار حسين جمال إلى بعدين اثنين: الأول إقليمي يتعلق بإيران ودول الخليج ومصر، فلو حصل اتفاق بين طهران والرياض من جهة وبين طهران ودول الخليج الأخرى ثم مع القاهرة، فستكون هناك إمكانية لحل الأزمات. أما البعد الثاني فهو خاص بواشنطن التي تنسحب من المنطقة والخليج.

إيران وأذرعها 

أما الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الدكتور فايز الدويري، فركز في تدخله على أهمية منطقة البحر الأحمر، من حيث أن 205 تريليونات دولار تمر سنويا عبر هذا الممر، وأن 13% من التجارة العالمية تمر من هناك، مما يعني أن التجارة العالمية مهددة أيضا. واعتبر أيضا أن سفينة الشحن الإماراتية "روابي" التي كانت تعرضت لعملية قرصنة، كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بشأن المخاطر التي تهدد سلامة الملاحة في البحر الأحمر.

وبحسب الخبير، فإن التأثير على الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر يأتي من إيران وأذرعها في المنطقة، مخالفا بذلك رأي نافعة.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) نقلت عن وثيقة سرية للأمم المتحدة أعدها فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي، رصدا لأنشطة بحرية تتعلق بالحرب في اليمن تهدد سلامة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وتزامن التقرير الأممي مع تدريبات سعودية مصرية وأخرى أميركية مصرية، تتضمن أنشطة قتالية بحرية وتدريبا على إجراءات الأمن البحري في البحر الأحمر، ومجابهة التهديدات البحرية غير النمطية.