ما وراء الخبر

بعد دعوة واشنطن للحوار.. ما فرص الوصول إلى توافق في السودان؟

قال عضو المجلس المركزي لـ “الحرية والتغيير” إبراهيم الشيخ إن المناخ السائد في السودان غير مهيأ للحوار، بسبب القمع المستمر من المكون العسكري المسيطر على الحكم وفقدان الثقة فيه بعد “انقلابه”.

وأضاف في حديثه لحلقة (2022/1/7) من برنامج "ما وراء الخبر" أن كل المبادرات التي طرحت في السودان داخليا دعت للحوار، لكن هناك أزمة ثقة تجاه المكون العسكري من قِبل القوى المدنية التي تبحث عن ضامن ينفذ مخرجات الحوار، ويجب أن يكون هذا الضامن طرفا دوليا ذا وزن.

وكانت واشنطن قد أعربت عن استعدادها لدعم حوار يقوده السودانيون بمساعدة أممية، وشددت السفيرة مولي في مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية على ضرورة التوصل إلى توافق وطني سوداني لا يقصي أحداً.

من جهته أوضح مجلس السيادة، في بيان، أن السفيرة مولي أكدت دعم واشنطن لإجراء انتخابات عند نهاية الفترة الانتقالية، وإجراء تحقيق شفاف بشأن التجاوزات التي صاحبت المظاهرات.

في المقابل، عبر الباحث السابق بالأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية معتصم الحسن عن استغرابه من الرفض المتكرر من قبل العديد من القوى المدنية للانتخابات، على الرغم من دعوات المجلس العسكري لها، متهما هذه القوى بمحاولة البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة إما عبر التحالف مع العسكر أو عبر السيطرة على السلطة بالكامل مع وجود حماية لها.

وأضاف أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قد أعلن قبل أيام أن باب الحوار مفتوح للجميع حتى قبل أن تتصل مساعدة وزير الخارجية الأميركية وتدعو لذلك، مؤكدا أن العسكر لا يريدون البقاء في السلطة بل يريدون العودة إلى ثكناتهم وممارسة مهامهم الطبيعية، مشيرا إلى أن البرهان تحدث عن ضرورة أن تكون الفترة القادمة محددة ومزامنة لإنهاء المرحلة الانتقالية وهو الأمر الذي ترفضه القوى السياسية.

من جهته، قال الباحث بالمجلس الأطلسي كاميرون هادسون إن الدعوة الأميركية المشتركة مع بعض الدول تريد حوار شاملا في السودان يشمل الجميع ويخرج بوثيقة تحدد مسارات المستقبل في البلاد، والأهم في المحادثات السياسية في السودان أن تكون شفافة وتطرح كل القضايا.

وأضاف هادسون أنه من المهم أن يكون الوسيط في السودان شخصية مرموقة ذات وزن كبير، وعلى علم بتفاصيل المشاكل فيه من أجل دفع عجلة الحوار والخروج بمخرجات قابلة للتحقيق، معبرا عن قناعته في ذات الوقت بصعوبة ردم الهوة بين المكونين المدني والعسكري في الوقت الحالي.