ما وراء الخبر

السياسة أم الحرب؟ ما بعد رد واشنطن على مطالب موسكو بشأن الناتو وأوكرانيا

قال أستاذ النزاعات الدولية محمد الشرقاوي إن الرد الأميركي على المطالب الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية لم يستجب لهذه المطالب وأهمها ضمان عدم توسيع حلف “الناتو” شرقا بضم أوكرانيا وغيرها من الدول.

وأضاف الشرقاوي -في حديثه لحلقة (2022/1/29) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن رد واشنطن تضمن 3 خيارات؛ الأول الإبقاء على الجسر الدبلوماسي بين موسكو والغرب، والثاني مواصلة التلويح بالعقوبات، والثالث الردع العسكري، والولايات المتحدة لم توقف إرسال العتاد العسكري إلى كييف؛ كتلويح منها بإمكانية اللجوء إلى هذا الخيار.

وتابع أن الأزمة وصلت إلى ذروتها بعد استكمال المسار الدبلوماسي، وبدأ استعراض العضلات، وعلى كل الأطراف خفض التصعيد وسحب القوات والعتاد العسكري على خط إطلاق النار، لكن البيت الأبيض والكرملين يريان أن المزيد من استعراض القوة سيؤدي إلى حل وهذا اعتقاد خاطئ، وفق الشرقاوي.

وقد أبدى مسؤولون روس تحفظا حيال ما تضمنه الرد الأميركي المكتوب على الضمانات الأمنية والمطالب التي عرضتها موسكو بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مضمون ذلك الرد يؤسس لبداية محادثات بشأن قضايا وصفها بالثانوية، قياسا فيما يبدو مع المطلب الروسي الأساسي ألا وهو عدم توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقا.

في المقابل؛ قال الباحث في شؤون روسيا وآسيا الوسطى محمود الحمزة إن روسيا أكدت عدم استعجالها في الحكم على الرد الأميركي بشأن الضمانات المقدمة لها، وسيتم دراسة هذا الرد بتأني، مضيفا أن موسكو منزعجة لعدم تجاوب أميركا والناتو مع موضوع توسعهم شرق أوكرانيا.

وأضاف أن الرد الأميركي ناقش وقف إطلاق النار، وعدم نشر منظومات صاروخية على القرب من الحدود الروسية، وهذا لا يلبي مطالب الروس وإنما يفتح باب للمفاوضات بين روسيا والغرب ويتيح المزيد من الوقت، مشيرا إلى أن روسيا تعمل على إصدار قرارات تعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في أوكرانيا.

وتابع أن روسيا لن تكتفي بالاعتراف بالجمهوريتين وحسب؛ بل ستعمل على تسليحهما بشكل كبير، بالإضافة إلى إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارا بمنح جوازات سفر روسية لآلاف الأشخاص من الجمهوريات المنفصلة، ومنحهم ضمانات تقاعدية، وهذه الأوامر يمكن تفسيرها كرد روسي على الورقة الأميركية.

بدوره؛ قال حسني عبيدي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف إن الدول الأوروبية لا تتفق مع التصريحات الأميركية وترى أنها حدية ولا تخدم التهدئة على الحدود الأوكرانية، كما أن هذه الدول ترى أن واشنطن وموسكو تريدان الدخول في حوار ثنائي بعيدا عن دول الاتحاد.

وأضاف أن بريطانيا وكندا تقف في صف الولايات المتحدة، وقد أرسلت شحنات أسلحة إلى أوكرانيا بعكس الدول الأوروبية غير المقتنعة بالتعامل الإدارة الأميركية مع الأزمة الأوكرانية، ويرى أن أوروبا تسعى إلى الوصول إلى حل مرضي لروسيا وأوكرانيا بعيدا عن عسكرة الأمر.