ما وراء الخبر

هل حكوماته تضم كل العرقيات.. لماذا يطالب الغرب بتمثيل إثني كامل في حكومة طالبان؟

رفض الكاتب والمحلل السياسي الأفغاني روح الله عمر مطالبة الغرب حركة طالبان بتضمين الحكومة الجديدة كافة الإثنيات في المجتمع الأفغاني، مؤكدا أن هذا الأمر ليس معيار نجاح الحكومات.

وأشار عمر في حلقة (2021/9/9) من برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن جميع العرقيات والقوميات وكذلك النساء كانت ممثلة في الحكومة الأفغانية السابقة خلال الـ20 عاما الماضية، ولكن مع ذلك كانت النتيجة على الأرض حدوث اقتتال وانتشار الفساد المالي والأخلاقي بالبلاد.

وتساءل عن مبررات تمسك الغرب ومطالبته حركة طالبان بتمثيل كل العرقيات والقوميات في حكومتها رغم أن هناك دولا -بينها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا- لا تشتمل حكوماتها على كل الأعراق.

وطالب المحلل السياسي الأفغاني الغرب بالحكم على حكومة طالبان من خلال أعمالها على الأرض، وليس من خلال أمور شكلية، مشيرا إلى أن التصريحات التي أدلى بها رئيس حكومة تصريف الأعمال الأفغانية الملا محمد حسن آخوند والمتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد حول تعهدات الحكومة تجاه الشعب أفرحت كل الأفغان.

وأضاف أن حركة طالبان وفت بتعهداتها للغرب عندما سمحت لجميع من يريد مغادرة البلاد بطريقة قانونية أن يغادر، وتركت المجال مفتوحا أمام المساعدات التي تأتي من قطر ومن دول عربية أخرى، أي أن الحركة بدأت تتعامل مع العالم، كما يؤكد المحلل السياسي.

وكان رئيس الحكومة الأفغانية قد أعلن أول أمس الثلاثاء عن تشكيلة حكومته التي جاء أعضاؤها من قيادات حركة طالبان، وخلت من أي عضو نسائي أو من أي تمثيل لأقلية الهزارة، وهو ما أثار انتقادات الدول الغربية.

بدوره، أشار رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية الدكتور ماجد الأنصاري إلى مسألة فشل نظام المحاصصة الطائفية في العراق خلال الغزو الأميركي، واتهم الغرب بأنه يتعامل بشكل سطحي مع الحالة الأفغانية ويركز على مسائل شكلية، مثل قضية تمثيل العرقيات والمرأة في حكومة طالبان دون التطرق لمسائل جوهرية تتعلق بالدستور وبمسألة التوافق الأفغاني الأفغاني، وقال إن الدول الغربية لا تتحدث مثلا عن التنوع العرقي الموجود داخل حركة طالبان نفسها.

وأوضح الأنصاري أنه في الولايات المتحدة نفسها لم تكن لا المرأة ولا السود ممثلين في الحكومة، متسائلا: لو عينت حركة طالبان امرأة في منصب وزاري هل سيحل ذلك المشكلة؟ مشيرا إلى أن الدول الغربية مطالبة بتوفير الأرضية لتحقيق توافق أفغاني أفغاني.

المرأة والعرقيات الأخرى

من جهته، ركز بيتر دبليو جالبريث المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان في حديثه على مسألة المرأة والعرقيات الأفغانية الأخرى، حيث اتهم حركة طالبان بعدم تمثيل النساء -اللواتي يشكلن نصف المجتمع الأفغاني حسب المتحدث- في حكومتها لتصريف الأعمال، وبتركيزها على إثنية البشتون التي قال إنها ليست أغلبية في أفغانستان (45%)، وإنها سيطرت على الحكم في البلاد، معربا عن تمنياته بأن تكون هناك حكومة شاملة في أفغانستان لكل العرقيات والإثنيات.

غير أن جالبريث أشاد بسماح حركة طالبان بإجلاء من يريد مغادرة أفغانستان، ووصف ذلك بالأمر الجيد.

وغادرت طائرة ركاب مدنية ظهر اليوم الخميس مطار كابل الدولي باتجاه العاصمة القطرية، وبينما تقرر استئناف إجلاء الغربيين من أفغانستان أفاد مسؤولون للجزيرة بأن طائرة ركاب غادرت كابل إلى الدوحة لتكون بذلك أول رحلة تقلع من أفغانستان منذ الانسحاب الأميركي قبل 10 أيام.