ما وراء الخبر

انفجار الصراع بين الشريكين.. ما الأسباب وراء اختلاف العسكر والمدنيين في السودان؟

قال الكاتب والمحلل السياسي خالد التيجاني إن الأسباب الحقيقية للانسداد الحالي في الشراكة بين العسكريين والمدنيين في السودان تتمثل في تجاهل الطرفين لطبيعة المرحلة الراهنة في السودان.

وأضاف في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/9/27) أن الحديث عن مكونين (عسكري ومدني) كان سابقة في أيام التغيير الأولى في السودان، وتم التوصل إلى وثيقة دستورية تمثل المرجعية لإدارة المرحلة الانتقالية.

واعتبر أن ما حدث خلال العامين الماضيين هو أن الطرفين تجاهلوا الكثير من استحقاقات الوثيقة الدستورية، وأصبحت عملية انقلاب مدني عسكري مشترك مستمر على المرحلة الانتقالية، وذلك لعدم وفائهم بما تنص عليه الوثيقة.

كما ذهب إلى أن المسألة تتعلق بمواجهة الطرفين لضغوط اقتصادية واجتماعية، وذلك ما تسبب في محاولة الانقلاب التي عرفها السودان الأسبوع الماضي.

انقلاب مستمر

من جهتها، قالت عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني آمال الزين إن السودان ظل في مرحلة انقلاب مستمر منذ إسقاط نظام عمر البشير حتى الآن، مرورا بتوقيع الوثيقة الدستورية، معتبرة أن السودان يعاني فوضى تعديل الوثيقة الدستورية من دون الرجوع للمجلسين، فضلا عن الخلاف على تسيير البلاد في هذه الفترة.

وأوضحت أن اتفاقية السلام لم تحقق السلام، بل أفضت إلى المزيد من النزاعات على السلطة، مشيرة إلى أن مطلب إسقاط السلطة الحالية يرمي إلى إيقاف عمل السلطة بشقيها المدني والعسكري، لأنها تشكل عقبة في طريق التحول الديمقراطي.

وأضافت أن السلطة الحالية عطلت مؤسسات الديمقراطية؛ وذلك بتعطيلها المحكمة الدستورية وتكوين المجلس التشريعي، ومجلس القضاء العالي، وكذا إصلاح الأجهزة العدلية والقوانيين. وفي المقابل، حافظت على سياسات النظام السابق بدون تغيير.

بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان إلى الحفاظ على الشراكة بين المدنيين والعسكريين وشركاء السلام، للمضي قدما نحو الانتقال السياسي. وتأتي هذه الدعوة بعد تعثّر العلاقة بين المدنيين والعسكريين في الإدارة الانتقالية، وتبادل الاتهامات باختطاف الثورة، والسعي لتقويض الانتقال.

وبحسب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إن الصراع الحالي في بلاده ليس صراعا بين عسكريين ومدنيين، بل صراعا بين المؤمنين بالتحول المدني الديمقراطي من المدنيين والعسكريين، وبين الساعين إلى قطع الطريق أمامه من الطرفين.