ما وراء الخبر

بعد أن كان ساحة تصفية حسابات.. هل أصبح العراق مصدر استقرار جيرانه والمنطقة؟

اتفق ضيوف حلقة “ما وراء الخبر” على أهمية انعقاد قمة بغداد للتعاون والشراكة، وقالوا إن دول المنطقة بحاجة إلى تفاهمات على ضوء الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي.

وقال رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية ماجد الأنصاري إن غياب الدول العربية المحورية أضعف المنظومة العربية، وإن العراق فقد دوره المحوري في السابق بسبب ظروف الحرب والغزو الأميركي، لكنه يعود اليوم ليكون دولة وسيطة ومحورية، مشددا على أهمية دور العراق على المستوى الإقليمي.

وأشار لحلقة (28/8/2021) من برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن الأجواء العربية ما تزال تسودها الخلافات، بسبب ملفات على رأسها التدخلات الإيرانية في المنطقة، رغم بعض الاتفاقيات والمصالحات التي تمت على غرار الأزمة الخليجية وموضوع ليبيا، لكنه أوضح أنه بالإمكان أن تنشأ منصة جديدة ويجتمع الفرقاء على طاولة واحدة، معتبرا أن جميع الأطراف العربية والإقليمية بحاجة إلى حل خلافاتها خاصة في ظل الفراغ الذي تركه الانسحاب الأميركي من المنطقة.

وتمنى الأنصاري أن تخرج قمة بغداد بمسارين، الأول تنمية العراق واستعادة دوره في المنطقة العربية، والثاني هو حل خلافات دول المنطقة.

وكانت قد اختتمت اليوم السبت بالعاصمة العراقية فعاليات قمة بغداد للتعاون والشراكة، والتي شاركت فيها 9 دول معظمها من الجوار الإقليمي للعراق، إضافة لمنظمات عربية ودولية.

أما الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي فركز على مسألة السياق الذي عقدت فيه قمة بغداد، وقال إن حكومة مصطفى الكاظمي لديها رغبة في إيجاد توازن إقليمي واستخدامه في العلاقات الخارجية للعراق، تتيح له محاولة السيطرة على الوضع الداخلي ومنع التدخلات الخارجية.

ووصف مكي رغبة الكاظمي بأنها محاولة جيدة قد تفضي إلى نتائج، لكن الأمر ما زال في بدايته، ويشير الباحث إلى أن الوضع الداخلي في العراق غير منتظم لإمكانية القيام بدور مركزي.

كما أوضح أن كل دول المنطقة بحاجة الآن إلى تعايش بسبب الفراغات التي تركها الانسحاب الأميركي، وقال إن هذه الدول تحاول إيجاد آلية معينة للتعامل في ما بينها، وتحدث عن استمرار الخلافات بين دول المنطقة، وقال إن عدم مشاركة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قمة بغداد جاءت بسبب عدم مشاركة سوريا ورئيسها بشار الأسد.

ومن جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عبد الجبار أحمد أن هناك رغبة أميركية في رسم علاقات عراقية إقليمية، برئاسة الكاظمي، وأن هناك نوعا من المقايضة الأميركية الإيرانية بشأن المشروع النووي الإيراني.

وأشار أحمد إلى أن الرغبة الأميركية هي في إعادة إدماج العراق في المحيط العربي، لكنه أشار إلى أن المؤتمرات لوحدها لن تحقق هذه الأهداف، خاصة إذا أهملت الوساطات الإقليمية.

وقد ورد في البيان الختامي لقمة بغداد أن المشاركين شددوا على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجابيا على استقرار المنطقة وأمنها. وأقر المشاركون بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي التعامل معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.

وجدد المشاركون أيضا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات النيابية، مجددين رفضهم لكل أنواع الإرهاب والفكر المتطرف، بحسب البيان الختامي.