ما وراء الخبر

يسعى لـ"تحالف عربي-إسرائيلي" ضد إيران.. هل يحصل بينيت على ضوء أخضر من بايدن؟

قلل ضيوف حلقة “ما وراء الخبر” من إمكانية نجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت -الذي يزور واشنطن- في إقناع الأميركيين بمنحه الضوء الأخضر لردع إيران، ضمن ما أسماه “التحالف العربي الإسرائيلي”.

فقد رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي أن هناك تحولين مهمين حدثا مؤخرا ووفرا لحكومة إسرائيل البيئة للحديث عن إقامة تحالف لمواجهة إيران، يضم إسرائيل ودولا عربية؛ كتولد قناعة لدى كثير من الدول بأن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي لن يعود إلى الاتفاق النووي، والثاني هو الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إذ تفكر تل أبيب في أن هذا الأمر سيجعل واشنطن تعتمد عليها لتأمين مصالحها في المنطقة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت كشف -في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قبيل زيارته الولايات المتحدة- عن أنه سيقدم رؤية إستراتيجية جديدة بشأن إيران تتضمن بناء تحالف مع الدول العربية المناهضة لنفوذ إيران الإقليمي وطموحها النووي، واتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد طهران، ومواصلة الهجمات عليها، بما في ذلك "المساحة الرمادية"، حسب تعبيره.

وأشار النعامي لحلقة (25/8/2021) من برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن الدول العربية المرشحة للدخول في التحالف الإسرائيلي العربي هي: الإمارات والبحرين والسعودية، وتلك التي طبّعت مع الإسرائيليين وتحافظ على اتفاقات تسوية معهم.

غير أن النعامي استبعد أن تقدم إسرائيل على شن ضربة مباشرة بمفردها على إيران من دون مظلة أميركية، وهي التي فشلت في مواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وقال إن أي حرب ستدخلها إسرائيل قد تؤدي إلى مواجهة مفتوحة مع حزب الله اللبناني.

وخلص ضيف حلقة "ما وراء الخبر" إلى أن التحركات الإسرائيلية هدفها الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومحاولة ردعه من العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وفي السياق نفسه، ذهب محمد الشرقاوي أستاذ تسوية الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسون إلى أن رئيس وزراء إسرائيل يحاول إقناع الأميركيين بكبح جماح الطموح الإيرانية، ومنع العودة إلى مسار فيينا الذي قال إن الإسرائيليين يعدونه منتهيا.

وقال إن بينيت يقدم إسرائيل على أنها قوة إقليمية تستطيع التحالف مع حلفائها العرب، مستبعدا أن تتجاوب إدارة بايدن مع هذا الطرح، لأن إستراتيجية واشنطن تقضي باستكمال الطريق مع الإيرانيين، على حد رأيه.

وأعرب الشرقاوي عن قناعته بأن بايدن سيحافظ على حسن العلاقات مع إسرائيل، لكنه لن يترك المفاتيح بيدها لخدمة مصالحها على حساب مصالح الأميركيين. وحسب رأيه، فإن فريق بايدن حسم أولويات الإدارة الديمقراطية حتى قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض، ومن بين الأولويات التي وضعها العودة إلى الاتفاق النووي مع الإيرانيين وإنهاء حرب اليمن، والانسحاب من أفغانستان.

واستبعد الشرقاوي أن تشن تل أبيب هجوما على إيران بمفردها، مشيرا إلى أن بايدن سيستمع لرئيس وزراء إسرائيل لكنه لن يقدم له أي ضوء أخضر بخصوص إيران.

وشددت الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي على أن المقترح الإسرائيلي بشأن ردع إيران ليس جديدا، لكن الإيرانيين -من جهتهم- يأخذونه على محمل الجد، ولذلك قاموا بدورهم ببناء ما أسمتها حالة ردع في المنطقة.

غير أن المتحدثة استبعدت بدورها أن تقدم إسرائيل على ضرب عسكرية مباشرة لإيران، لأن ذلك سيعني اندلاع حرب في المنطقة، وقالت إن التركيبة السياسية الحالية في إيران تختلف عن التي كانت موجودة في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، وإن الرد الإيراني هذه المرة سيكون مختلفا في حال استهدفت تل أبيب مصالح إيرانية.