ما وراء الخبر

مفاوضات في الدوحة وقتال في أفغانستان.. هكذا تبرر طالبان وكابل احتدام القتال بينهما

حمل الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، الحكومة في كابل مسؤولية التصعيد العسكري الكبير الذي تشهده البلاد والذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف عن منازلهم وسيطرة طالبان على 9 ولايات.

وأكد نعيم في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" -بتاريخ 2021/8/11- أن الحكومة في كابل هي المسؤولة عن التصعيد الذي تشهده البلاد، مشددا على تمسك "طالبان" بخيار التفاوض السلمي والوصول إلى حل عن طريق الحوار.

وأوضح نعيم أن طالبان كانت قد أوقفت خلال أيام عيد الأضحى العمليات القتالية، لإتاحة الفرصة للناس للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العزيزة، وليكون هذا الأمر بمثابة بادرة حسن نية من الحركة ودليلا على رغبتها بالتهدئة، لكن الحكومة في كابل -بحسب نعيم- تعاملت بصورة سلبية مع مبادرة طالبان، واستأنفت عملياتها الحربية ضد طالبان في ثاني أيام العيد.

وعلى ضوء هذه التطورات، أكد نعيم أن الحركة لم تجد بدًا -بعد العيد- من العودة للقتال، ووضع حد لاعتداءات وانتهاكات قوات الحكومة في كابل، واصفا ما قامت به الحركة بأنه مجرد رد فعل فقط، متسائلا عن سر صمت العالم على من قام بالفعل، وتحميله مسؤولية ما يجري لمن قام برد الفعل.

وشدد نعيم على أن الحركة تواصل مشاركتها في مفاوضات الدوحة؛ لأنها تريد بالفعل التوصل للحلول المرضية لمصلحة أفغانستان عن طريق الحوار، معتبرا أن المفاوضات التي خاضتها مع القوات الأجنبية قبل ذلك وأدت إلى الاتفاق على انسحاب هذه القوات، هو خير دليل على نوايا طالبان السلمية، مؤكدا أن ما تريده الحركة الآن هو استقرار أفغانستان وإعطاء الشعب حق تقرير المصير بإقامة نظام حكم إسلامي.

لكن الحاكم السابق لولاية باكتيكيا، حليم فدائي، رفض كل تبريرات المتحدث باسم طالبان، وحمل الحركة مسؤولية قتل ونزوح مئات الآلاف من الأفغان وتدمير كثير من البيوت.

وبحسب فدائي، فإن طالبان تستخدم المفاوضات للتغطية على عدوانها العسكري على الشعب، لأنها تعلم أنه بمجرد انسحابها من المفاوضات ستواجه هبّة شعبيه ضدها في معظم الولايات الأفغانية.

أما بالنسبة لموقف الحكومة وحشدها العسكري ضد طالبان، فأكد فدائي أن الرئيس الأفغاني لم يجد أمامه سبيلا لحماية المدنيين وممتلكاتهم من مقاتلي طالبان سوى الحشد والتجييش ضدهم لوضع حد لاعتداءاتهم.

بدوره، أكد ريتشارد بونزيو، كبير الباحثين في معهد ستيمسون الأميركي، أن ما يجول بدون حدوث تأثير حقيقي لمفاوضات الدوحة على الأرض في أفغانستان، هو أن الوسطاء لا يملكون تأثيرا أو نفوذا حقيقيا على قيادات طالبان.

وقال إن الإدارة الأميركية ما زالت تحتفظ بخطوط تواصل مع طالبان، لكنها تلجأ أيضا إلى موسكو وبكين في محاولة للتأثير على قادة الحركة، أما بالنسبة لباكستان فأكد أن توتر العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن -على خلفية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الأراضي الباكستانية- يحول دن تدخل باكستان واستغلال علاقتها مع طالبان للتهدئة على الأرض.