ما وراء الخبر

بعد تصريحات مبعوثها بشأن شرعية الحوثيين.. كيف ترى واشنطن الحل في اليمن؟

رأى أسامة الروحاني نائب المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية أن تصريحات المبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ بشأن اعتراف واشنطن بشرعية الحوثي؛ “سوء استخدام للغة” في توصيف الصراع.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/6/25) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الإدارة الأميركية الحالية تريد ضمان 3 ملفات في اليمن: مكافحة الإرهاب، وحرية الحركة في المياه الإقليمية، وتخفيف المعاناة الإنسانية. وبالقياس على الحوثيين وتعاملهم مع هذه الملفات سيرى الجميع أنهم تهديد ليس فقط على أميركا، بل على كل العالم.

وكان المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ قال إن المبعوث الأميركي لليمن لم يخطئ في تصريحاته بشأن وجود الحوثيين كجزء من الواقع في اليمن، وإن واشنطن تعترف بالحكومة اليمنية حكومة شرعية وحيدة. وكان ليندركينغ قال إن واشنطن تعترف بالحوثيين طرفًا شرعيًّا في اليمن.

وتابع الروحاني أن هناك سطحية في المقاربة الأميركية في عملية السلام باليمن، وتصريح المبعوث الأميركي جاء بشكل عرضي في مؤتمر عن العمليات الإنسانية، ولم يكن في إطار حديث سياسي، ويظهر عدم فهم وإلمام من قبل المبعوث الأميركي بالملف اليمني الذي يحتاج إلى دبلوماسية عالية.

واعتبر الروحاني أن التصريحات أخرجت عن سياقها، واستغلت من قبل بعض الأطراف المحلية في اليمن ووسائل الإعلام، لتحقيق بعض المكاسب اللحظية، مضيفا أن أميركا ترى الأزمة اليمنية ضمن المفاوضات التي تجريها مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وهذا واضح من خلال العقوبات التي تفرضها أميركا على بعض الكيانات المرتبطة بإيران بدرجة أولى.

بدورها، أصدرت الخارجية الأميركية توضيحا لتصريحات مبعوثها، وأشارت فيه إلى وجود ما سمتها تقارير إعلامية خاطئة بشأنها، وأن واشنطن تعترف -كبقية المجتمع الدولي- بحكومة اليمن المعترف بها دوليًّا حكومة شرعية وحيدة.

من جانبه، قال الأستاذ في معهد السياسة العالمية بول ديفيس إن تصريحات المبعوث الأميركي لليمن بشرعية الحوثي لا يُعرف ماذا وراءها حتى الآن، مشيرا إلى أن الأمر الوحيد المعروف الآن هو سعي الإدارة الأميركية لإحلال السلام في اليمن.

وأضاف أن واشنطن تريد جلوس الحوثيين إلى طاولة المفاوضات من أجل بحث الحل السياسي في اليمن، مبديا قناعته بأن تصريح المبعوث الأميركي قد يكون استرضاء لإيران التي تتنافس مع السعودية في المنطقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية معرفة الرؤية الأميركية للحوثيين في اليمن، خاصة مع استمرار فرض العقوبات على أفراد وكيانات تتبع الحوثيين.

وتابع ديفيس أن الهدف حاليا في اليمن هو إيقاف وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات وبحث مسارات الحل السياسي، معتبرا التصريحات الحوثية "العلنية"، التي رفضوا فيها الاعتراف الأميركي بشرعيتهم كانت متوقعة، لكن ما يجري حاليا هو عملية تفاوض غير معلنة، وننتظر ظهور نتائجها في قادم الأيام.