ما وراء الخبر

لماذا رفض آبي أحمد قمة ثلاثية لمناقشة أزمة سد النهضة؟ وكيف سترد الخرطوم والقاهرة؟

قال الصحفي السوداني عمار معوض إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رفض دعوة نظيره السوداني لعقد قمة ثلاثية تجمع إثيويبا والسودان ومصر في الخرطوم لمناقشة أزمة سد النهضة لأنه يريد المماطلة وكسب الوقت.

وأضاف معوض في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقته بتاريخ (2021/4/21) أن آبي أحمد يعمد للمماطلة سعيا لكسب الوقت، حيث إنه مصمم على الملء الثاني لسد النهضة بعد عدة أسابيع ودون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب: السودان ومصر.

وكان آبي أحمد قد رفض في وقت سابق اليوم دعوة رئيس الحكومة السوداني عبد الله حمدوك لعقد قمة في الخرطوم، تجمع السودان ومصر وإثيوبيا، سعيا للتوصل لاتفاق بشأن الملء الثاني لسد النهضة، وأكد آبي أحمد أنه لا داعي لإجراء مفاوضات جديدة، بينما لا تزال المفاوضات التي تجري تحت رعاية الاتحاد الأفريقي تمضي قدما دون أن تصل لمرحلة الفشل.

وبحسب معوض، فإن رئيس الحكومة الإثيوبي يريد أن يوظف مشروع سد النهضة داخليا لمصالحه الانتخابية، فهو يستعد لخوض انتخابات بعد مدة بسيطة، في الوقت الذي يواجه فيه أزمات داخلية كبيرة سواء في إقليم تيغراي حيث يخوص حربا ضروسا منذ عدة أشهر، أو إقليم أمهرة وحتى في أديس أبابا.

وأوضح أن سد النهضة هو القضية الجامعة الوحيدة التي يستطيع آبي أحمد من خلالها أن يكسب شعبية بين الإثيوبيين رغم الخلافات الكبيرة التي نشبت بينه وبينهم، لهذا فإنه سيعمل المستحيل حتى يمضي بمشروع سد النهضة ولن يعبأ بمطالب السودان أو القاهرة.

واتفق الصحفي المصري مجدي الحسيني المتخصص في الشؤون الإفريقية مع ما ذهب إليه معوض، مؤكدا أن آبي أحمد يسعى للمماطلة وكسب الوقت حتى يأتي الزمن الذي حدده هو للملء الثاني للسد، وبذلك يضع دولتي المصب أمام الأمر الواقع.

ورفض الحسيني مزاعم إثيوبيا بأن المفاوضات التي تجري برعاية الاتحاد الأفريقي لم تفشل بعد، وقال إن هناك معايير للفشل وأخرى للنجاح، وبعد مررو كل هذا الوقت من المفاوضات التي تتم برعاية أفريقيا دون التوصل لاتفاق، فإن الفشل هو العنوان الأبرز لها.

لكن الصحفي الإثيوبي إندو ألم سيساني أكد على صحة وجهة نظر آبي أحمد الداعية لمواصلة التفاوض تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، مشددا على أن بلاده لا تريد الضرر بمصالح مصر أو السودان، وأنها تتفاوض معهما رغم أنها غير ملزمة بذلك، حيث إنها هي دولة المنبع، أي أنها صاحبة الحقوق المائية لنهر دولي.

ورفض كلّ من معوض والحسيني هذا الرأي، مؤكدين أن نهر النيل هو نهر دولي وليس داخليا، وبالتالي يجب أن يخضع للقانون الدولي في تقاسم وتوزيع مياهه.

وقال الحسيني إن القاهرة كانت تدرك منذ البداية أن آبي أحمد يستخدم سياسة المماطلة، لذلك تحرك وزير الخارجية سامح شكري في جولة شملت 6 دول أفريقية لشرح وجهة النظر المصرية من هذه الأزمة، وهي لا تزال تصر على بحث القضية تحت مظلة دولية.

أما الصحفي معوض فأكد أن الخرطوم لديها الكثير من أوراق الضغط التي بإمكانها استخدامها ضد إثيوبيا فيما لو مضت في الملء الثاني للسد، منها استغلال ملايين اللاجئين الإثيوبيين الموجودين في الخرطوم، وكذلك التسبب في مجاعة بإثيوبيا، حيث بإمكان الخرطوم التمسك بالأرض التي استعادتها مؤخرا من إثيوبيا وهي الأرض الزارعية الوحيدة التي تشكل سلة الغذاء لإثيوبيا، كما أنها يمكن أن تمنع وصول المساعدات الدولية عنها.

وقال معوض إن الإدارة السياسية في الخرطوم لا تزال لم تستخدم هذه الأوراق، لكنها لن تقف ساكتة وهي ترى إثيوبيا تمضي بمشروعها غير آبهة بمصالح السودان.