ما وراء الخبر

هل هي مغازلة لطهران على حساب دول الخليج؟ إدارة بايدن تشطب الحوثيين من قائمة الإرهاب

انتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي قرار إدارة الرئيس بايدن شطب اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب، معتبرا أن ذلك تقرب لإيران واسترضاء لها على حساب دول الخليج.

وذهب الشايجي -في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/2/6)- لاتهام إدارة بايدن بالسعي لكسب ود وثقة طهران في الملف النووي، من خلال مقايضتها بالملف اليمني بعد شطب اسم حلفائها "الحوثيين من قائمة الإرهاب"، واصفا هذا الأمر بالخطير.

ولم يخف أستاذ العلوم السياسة استغرابه من حرص الإدارة الأميركية الجديدة على منح الأولوية في أيامها الأولى لملف اليمن، في وقت تواجه فيه أزمات أميركية داخلية خطيرة ومتفجرة، كما أنها تتجاهل ملف التطبيع العربي مع الحليفة إسرائيل.

وبالإضافة إلى الرغبة في التقرب من طهران وكسب ثقتها ودفعها للتفاوض بشأن الملف النووي؛ رأى الشايجي أن هناك أسبابا أخرى تدفع بايدن لشطب اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب، ومنها تعديل السياسة التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والعودة لسياسة باراك أوباما القائمة على إطفاء الحروب الصغيرة للتفرغ لمواجهة روسيا والصين.

واعتبر أن رغبة بايدن في إرضاء التقدميين في الحزب الديمقراطي والساعين لإنهاء حرب اليمن هي أحد العوامل التي دفعته لشطب اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب.

إيران وغيرها
بدوره، لم يستبعد أستاذ تسوية الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسون محمد الشرقاوي أن تكون واشنطن تسعى من وراء قرارها بشأن الحوثيين إلى إرضاء طهران، لكنه تحدث أيضا عن عوامل أخرى؛ منها سعي الإدارة الأميركية لإيجاد أرضية سليمة لإنهاء الحرب في اليمن ، من خلال عدم استعداء أي طرف من أطرافها قبل بدء التفاوض والبحث عن حلول، على عكس إدارة ترامب التي اتخذت قرار وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب في آخر ساعات عمل لها.

وضمن هذا الفهم، قال الشرقاوي إن إدارة بايدن اتخذت قرارها بوقف صفقات السلاح لكل من الإمارات والسعودية، كما أوقفت كل دعمها العسكري للحرب في اليمن، حتى لا تكون الولايات المتحدة شريكا في الحرب هناك.

كما أن الإدارة الأميركية -حسب الشرقاوي- تريد دعم جهود الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن، وإيصال المساعدات للمدنيين والمتضررين،

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أنها أبلغت الكونغرس رسميًّا بنية الوزير أنتوني بلينكن بشأن إلغاء تصنيف الحوثيين بأنها منظمة إرهابية. وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الدفاع الأميركية التزامها بمساعدة السعودية وشركائها الخليجيين في الدفاع عن حدودهم إزاء ما سمتها التهديدات من اليمن والخصوم الآخرين في المنطقة.