ما وراء الخبر

صواريخ وسيادة وسياسة.. عقبات تحول دون تعبيد الطريق بين واشنطن وأنقرة

قال كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي والمختص في الشؤون التركية، آلان ماكوفسكي، إن أميركا وتركيا لديهما مشكلات خطيرة في العلاقات الثنائية، أولها شراء تركيا منظومة الصواريخ “إس-400” من روسيا.

وأضاف في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/2/3) أن أميركا تريد من تركيا التخلص من هذه المنظومة، وذلك بدعم من قانون مرره الكونغرس الأميركي.

وأوضح ماكوفسكي أن البلدين حليفان لمدة طويلة، ويريدان أن تكون هناك علاقات ثنائية بينهما؛ لكن في الوقت الذي تنظر فيه أميركا لتركيا على أنها حليف، غالبا ما تتصرف أنقرة خارج هذا الإطار، واصفة تركيا بأنها حليف لا يعول عليه؛ لكنه شدد في الآن ذاته على وجود إرادة لإصلاح العلاقة مع تركيا في حال تخليها عن المنظومة.

وبشأن السياسة الخارجية، أشار إلى أن تركيا تسير في سياسة خارجية أحادية بدون التشاور مع حلفائها، وذلك يتضمن التدخلات في سوريا وقره باغ وليبيا وكذا العراق، ولذلك أميركا قلقة بشأن التوجه التركي إن كانت ستكون مع روسيا، أو ستتخذ موقفا محايدا بشأن سياساتها الخارجية.

واعتبر ماكوفسكي أن هناك تغيرا بعد تولي الرئيس جو بايدن السلطة في أميركا، موضحا أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كانت تربطه علاقة شخصية وطيدة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وعلى هذا الأساس كان يجامله أحيانا، ولا يدقق معه في بعض القضايا؛ لكن هذا الأمر سيختلف مع بايدن، لأنه لا يوجد لغاية الآن أي اتصال مباشر بينهما.

سيادة وسياسة

في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي، غوركان زنغين، إن تركيا تشعر بأن أميركا في نظرها هي أيضا حليف بين قوسين، موضحا أن الأمر لا يتعلق بمنظومة "إس-400" (S-400) كما تسوق أميركا لذلك.

وبهذا الصدد، شدد زنغين على أن تركيا دولة ذات سيادة، ولها الحق في شراء منظومة "إس-400″، مشيرا إلى أن أميركا هي من رفضت بيع منظومة دفاعية لتركيا، ثم قامت بفرض عقوبات عليها، فتوجهت تركيا لروسيا لشراء تلك المنظومة بصفتها دولة ذات سيادة، ولها كامل الحق في ذلك.

أما عن العراقيل التي تعكر صفو العلاقات بين البلدين من وجهة نظر تركية، قال زنغين إنها تتمثل أولا في كون أميركا تقدم دعما عسكريا وسياسيا لمنظمات إرهابية، وأشار هنا إلى حزب العمال الكردستاني، وتركيا تشن حربا ضد هذه المجموعة.

والقضية الثانية تتعلق أيضا بدعم أميركا لجماعة فتح الله غولن، حيث تصف المجموعة نفسها بأنها دينية واجتماعية؛ لكنها قامت بتنظيم انقلاب عسكري عام 2016 في تركيا.

وكانت واشنطن قد أكدت رغبتها في إقامة علاقات بنّاءة مع أنقرة، وأعربت عن قلقها من حصول تركيا على منظومة الصواريخ الروسية "إس-400". من ناحيتها أكدت أنقرة أهمية التعاون مع الجانب الأميركي في شمال سوريا، وضرورة تنسيق جهود البلدين في الملفات الأخرى، ذات الاهتمام المشترك، في المنطقة.