ما وراء الخبر

المناورات الإيرانية العسكرية.. استعداد للحرب أم تعزيز للمفاوضات؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري إن المناورة التي أجرتها إيران اليوم لم تكن جديدة وإنما ضمن سلسلة مناورات إيرانية تحت مسمى الرسول الأعظم.

وأضاف الدويري في حديثه لحلقة (2021/12/20) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الجديد في المناورات الإيرانية أنها جرت في المنطقة الجنوبية وعلى مقربة من المفاعل النووي، لإيصال رسالة بأن إيران باتت تمتلك أنظمة دفاع جوية متطورة بعد أن طورتها طوال السنوات العشر الماضية، وتمتلك حاليا منظومة تحاكي منظومة "إس 300" (S300) الروسية حسب تقديرات الخبراء.

وتابع أن سيناريوهات ضرب إيران تحمل 3 احتمالات، الأول إما تكون ضربة مشتركة أميركية إسرائيلية، أو أميركية فقط، وقد وضعت عدة سيناريوهات لهذا الاحتمال، والخيار الثالث تكون ضربة إسرائيلية، وهنا تحتاج لضوء أخضر أميركي مثل الضربات السابقة.

وكشف الدويري أن السيناريوهات الأميركية في توجيه ضربة لإيران اشتملت على خطط واسعة ولكن تم تضييقها، حيث يشمل الخيار الأول نحو ألف ضربة في اليوم الأول، أو 500 ضربة في حال التقليص، أو 100 ضربة في حالة إغلاق الخيارات، وكل السيناريوهات تعني هدفا نوويا واحدا، والباقي أهداف رديفة.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن مناورات عسكرية ستتم قريبا تحاكي استهداف أهداف على بعد ألفي كيلومتر من قواعدها العسكرية، ويبقى السؤال: هل تمتلك إسرائيل قنابل كبيرة قادرة على تدمير المفاعلات النووية المحصنة في الجبال؟ وهل ستحصل على دعم تقني أميركي؟

وكانت إيران قد قالت عشية مناورات عسكرية أجرتها في جنوبي البلاد واستخدمت خلالها سلاح الطيران في أجواء مفاعل بوشهر النووي إنها سترد بقوة على أي هجوم يستهدف منشآتها النووية، مؤكدة أن أي تهديد إسرائيلي لها لا يمكن أن يتم إلا بضوء أخضر أميركي، بعد أن لوحت تل أبيب بعمليات سرية وواسعة ضد إيران، لكن طهران اتهمت مجموعة "4+1" بعدم تقديم مقترحات عملية في مفاوضات فيينا.

بدوره، قال أستاذ النزاعات الدولية محمد الشرقاوي إن المناورات الإيرانية تبعث العديد من الرسائل، وتعتبر تحولا في النسق الإيراني في التعامل مع الملف النووي من الدبلوماسية إلى عسكرة الملف، وإعلان طهران استعدادها للدفاع عن نفسها، كقراءة للقاء الذي جمع وزير الدفاع الإسرائيلي بنظيره الأميركي في البنتاغون مؤخرا.

وأضاف الشرقاوي أن إيران تحاول استباق فشل مفاوضات فيينا من خلال المناورات، ولكن هذا لا يعني تسليم بالخيار الإسرائيلي القاضي بتوجيه ضربة لإيران، لأن واشنطن لا تزال تعمل وفقا لرؤيتها، والتي تقضي باعتماد النفس الطويل والسير في المفاوضات إلى نهايتها، مع التمسك بخيار العقوبات والتدخل العسكري إذا اقتضت الحاجة.