ما وراء الخبر

اتهمت إيران بممارسة "الابتزاز النووي".. هل تؤثر إسرائيل على موقف واشنطن في مفاوضات فيينا؟

استبعد مارك فيتزباتريك، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون نزع الأسلحة النووية أن تلجأ واشنطن لإيقاف المحادثات الجارية في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني لأن إسرائيل طلبت منها ذلك.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنه فوجئ بأن تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة وقف مفاوضات فيينا، ووصف الطلب الإسرائيلي بغير الحكيم.

ومع ذلك شدد الضيف الأميركي -الذي كان يتحدث لحلقة (2021/12/2) من برنامج "ما وراء الخبر"- على أن بلاده تنتبه لما تقوله إسرائيل وتتعاطف وتتفهم قلقها، مشيرا إلى أن تل أبيب لديها إمكانيات عسكرية لكنها لن تقوم بشن ضربة عسكرية على إيران دون ضوء أخضر من واشنطن.

وفي حال فشلت مفاوضات فيينا وأصيبت الإدارة الأميركية بإحباط -يضيف فيتزباتريك- فربما يقدم الأميركيون الضوء "الأصفر" لإسرائيل.

وكانت إسرائيل اتهمت إيران بممارسة ما سمته الابتزاز النووي، ودعت الولايات المتحدة لوقف مفاوضات فيينا. يأتي ذلك بموازاة تحذير إسرائيلي من احتمال توجيه ضربة لإيران، وإقرارها شراء أسلحة وذخائر بنحو ملياري دولار.

ومن جهة أخرى يرى المتحدث نفسه أن الأطراف الموجودة في فيينا تتفاوض بشكل جدي من أجل التوصل إلى اتفاق وأن إيران مستعدة لتقديم تنازلات، في مقابل وجود مرونة أميركية.

ومن جهته، يعتقد أستاذ الإعلام والسياسة في جامعة فارس، مصطفى خوش جشم أن التهديد الإسرائيلي لإيران يسعى إلى تحقيق عدة أهداف، منها الضغط على إيران لتحقيق مطالب واشنطن في مفاوضات فيينا، والتأثير على المفاوضات نفسها.

ويتهم خوش جشم إسرائيل بممارسة التخريب والإرهاب، معتقدا أن الحرب خط أحمر بالنسبة لها وأنها تخشاها كما واشنطن.

وبشأن مفاوضات فيينا، يؤكد الضيف الإيراني أن الأوروبيين والأميركيين دخلوا المفاوضات بأجندة ثابتة لإفشالها، ولم يظهروا أي استجابة لطرح إيران التي قال إنها لم تسع للحصول على السلاح النووي وإنما قامت بتطوير في مجال التكنولوجيا النووية.

وردا على سؤال حول مدى تأثير التطورات الجارية على منطقة الخليج، يرى خوش جشم أن الدول الخليجية تراقب الموقف لمعرفة توازن القوى الجديد في المنطقة، وأعرب عن أمله أن تتخذ هذه الدول ما اعتبرها قرارات حكيمة، وأن لا ينخدع العرب -كما قال- بمحاولات إسرائيل وواشنطن.

موقف إسرائيلي 

وفي الجانب الإسرائيلي، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، عكيفا إلدار أن تهديد تل أبيب باحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران هو رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، واستبعد أن يكون الخيار العسكري مطروحا بشكل عملي لدى إسرائيل، لأن عليها التفكير بموقف الصين وروسيا.

وبينما تحدث عن وجود "جدية" في مفاوضات فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق، يؤكد الضيف الإسرائيلي أن المصلحة الإستراتيجية الأولى بالنسبة لإسرائيل هي الإبقاء على علاقتها القريبة مع واشنطن أكثر من تقويض البرنامج النووي الإيراني.

وتحاول إيران والقوى العالمية، في محادثات تجري في فيينا، إحياء اتفاق 2015 النووي الذي تقلص إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة.