ما وراء الخبر

روايتان مختلفتان.. ماذا حصل على الحدود بين السودان وإثيوبيا؟

يؤكد المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي أمين إسماعيل مجذوب أن ما حصل على حدود السودان مع إثيوبيا هو عمل قوات محترفة لديها أسلحة، وقال إنها محاولة إثيوبية لتصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج. 

وحسب مجذوب، فإن إثيوبيا تعاني من حرب أهلية وحصار للعاصمة أديس أبابا، ولذلك فإن ما حصل في منطقة الفشقة الصغرى على الحدود مع إثيوبيا محاولة من الجانب الإثيوبي لإدارة أزمة بأزمة، مقللا من أهمية النفي الإثيوبي الذي قال إن بلاده تعودت على مثله.

وكان مصدر عسكري سوداني كشف للجزيرة عن أن 6 من أفراد الجيش السوداني -بينهم ضابطان- قتلوا في مواجهات مع مجموعات تابعة للجيش الإثيوبي في منطقة الفشقة الصغرى على الحدود مع إثيوبيا.

وفي المقابل، قال قائد الجيش الإثيوبي إن قواته لم تهاجم السودان، مشددا على أنه لا يوجد أي سبب يستدعي ذلك، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات قوية.

ومع إشادته بالعلاقات التي تجمع بين الخرطوم وأديس أبابا، شدد الضيف السوداني -في حديثه لحلقة (28/11/2021) من برنامج "ما وراء الخبر"- على ضرورة ألا تنجر السودان لإسناد أي فصيل إثيوبي، وأن تعالج الأزمة بين البلدين بالحكمة والذكاء.

وردا على سؤال بشأن دور القوى الإقليمية والدولية في خفض حدة التوتر الجاري في المنطقة، أوضح مجذوب أن بلاده لم تبحث عن أي وساطة خارجية، رغم أنه كانت هناك وساطات رفضها الجانب الإثيوبي، معربا عن اعتقاده أن المجتمع الدولي يحاول معالجة أزمة إثيوبيا الداخلية قبل معالجة مشكلتها مع السودان.

الرواية الإثيوبية

ونفى الكاتب والباحث السياسي موسى شيخو قيام القوات النظامية الإثيوبية بالهجوم على الجيش السوداني، وقال إن النفي الحكومي يعني أنه لم تكن هناك قوات نظامية على الحدود مع السودان، مستبعدا وجود تصدير للأزمة الداخلية في أديس أبابا إلى الخارج، لأن الجيش الإثيوبي ليس في حاجة إلى فتح جبهة جديدة مع السودان.

ووفق الضيف الإثيوبي، فإن الجانب السوداني لا يقدم معلومات لنظيره الإثيوبي بشأن القوة التي قال إنها تابعة للجيش الإثيوبي واشتبكت مع الجيش السوداني في منطقة الفشقة الصغرى على الحدود مع إثيوبيا.

ويعتقد شيخو أن سيطرة السودان على المنطقة المتنازع عليها -التي تسمى "الفشقة"- سبّب فراغا أمنيا كبيرا، مشيرا إلى أن النزاع يعود إلى الخمسينيات، متهما الجانب السوداني بتهجير من قال إنهم مواطنون إثيوبيون في "الفشقة".

وفرض الجيش السوداني في ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرته على أراضي الفشقة، بعد أن استولت عليها مدة ربع قرن ما قالت الخرطوم إنها "عصابات إثيوبية"، في حين تتهم أديس أبابا السودان بالسيطرة على أراضٍ إثيوبية، وهو ما تنفيه الخرطوم.

كما يقول شيخو لحلقة "ما وراء الخبر" إن مشكلة الحدود بين بلاده والسودان "مفتعلة ومسيّسة"، ولها علاقة بما يحدث داخل السودان، وربطها -تحديدا- بالتجاذبات السياسية وأزمة سد النهضة، لكنه شدد على ضرورة أن يدفع المجتمع الدولي -خاصة الاتحاد الأفريقي- باتجاه تحريك اللجنة الأمنية المشتركة بين الخرطوم وأديس أبابا لتواصل أعمالها.

وشهدت المنطقة المتنازع عليها (الفشقة) -التي يقطنها مئات المزارعين الإثيوبيين رغم أنها تقع داخل أرض السودان- أكثر من احتكاك ومناوشة بين الجيش السوداني وقوات إثيوبية، تكون غالبًا تابعة لمليشيات قريبة من الحكومة.