ما وراء الخبر

على خلفية أحداث الطيونة وتحقيقات المرفأ.. ماذا تخفي مواجهة الخصوم للبنان الجريح؟

تعارضت آراء ضيفي حلقة “ما وراء الخبر” بشأن نظرتهما إلى أسباب الأزمة السياسية والأمنية التي يتخبط فيها لبنان، وقراءتهما لأحداث منطقة الطيونة ببيروت، التي تسببت في مواجهة بين حزب الله وحزب “القوات”.

فقد وصف الصحفي والمحلل السياسي أسعد بشارة خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أمس الاثنين بأنه تكبير لعداوة وهمية، ونفى أن يكون حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع يخطط لحرب أهلية في لبنان، مستشهدا بوقائع تكذّب ذلك من بينها أن الجيش اللبناني نفى وجود قناصة استهدفت المتظاهرين من حزب الله وحركة أمل في منطقة الطيونة.

وكان نصر الله اتهم حزب القوات اللبنانيـة بالسعي لإقامة دولة مسيحية يهيمن عليها، وأضاف أن برنامج حزب القوات هو حرب أهلية تساعده على تحقيق ذلك.

وطالب بشارة في حديثه لحلقة (2021/10/19) من برنامج "ما وراء الخبر" بالتحقيق في أحداث منطقة الطيونة ومحاسبة من تسببوا فيها، متسائلا في السياق نفسه عن سبب استباق حزب الله لمجرى التحقيق ونتائجه قبل توجيه الاتهامات لحزب القوات اللبنانية، مشيرا إلى أن المتظاهرين من حزب الله وحركة أمل كانوا قد خرقوا الضمانة التي قدمها لهم الجيش اللبناني من الطيونة إلى القصر العدلي.

وكان 7 أشخاص أغلبهم ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل قتلوا في أحداث وقعت في منطقة الطيونة بالعاصمة بيروت، واتهم كل من حزب الله وحركة أمل حزب القوات اللبنانية بالسعي إلى إشعال حرب أهلية جديدة وإطلاق النيران على رؤوس المتظاهرين من قبل قناصة، لكن حزب القوات نفى ذلك وقال إن المسؤولية تقع على عاتق القيادات التي جرّت أنصارها إلى ذلك المكان تحديدا.

وفي ردّه على سؤال بشأن مآلات التصعيد الجاري بين حزب "القوات" وحزب الله على الأوضاع في لبنان، اتهم بشارة حزب الله بطرح معادلة تعرقل وجود مؤسسات الدولة ووجود الحكومة، وقال إنه يعمل على تعطيل عمل الحكومة في سبيل إزاحة قاضي التحقيق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، واتهمه بممارسة الفوضى في الشارع وبتوريط الجيش والبلد.

وشدد المحلل السياسي اللبناني على أن حزب الله يريد بأي ثمن دفن التحقيق في مرفأ بيروت، ومنع القاضي من الاستمرار في مهمته.

"مناقض للمنطق الطائفي"

وفي الجهة المقابلة، أشاد الكاتب والباحث السياسي وسيم بزي بخطاب نصر الله من جهة أنه كان مناقضا للمنطق الطائفي، وأظهر احتضان حزب الله للشعب اللبناني وللطائفة المسيحية، واتهم حزب القوات اللبنانية بالسعي إلى ضرب التعايش بين اللبنانيين.

وقدم بزي رواية حزب الله نفسها لأحداث الطيونة، بأن حزب القوات اللبنانية افتعل كمينا للمتظاهرين من حزب الله وحركة أمل وأن قناصة من بنايات عالية استهدفت المتظاهرين.

ونفى أن يكون حزب الله رافضا للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وأكد أن اعتراضه هو على أداء القاضي بيطار.

ومن جهة أخرى، بشأن حديث نصر الله في خطابه أمس الاثنين عن أن الحزب لديه 100 ألف مقاتل مدربين ومسلحين، قال المحلل السياسي إن الرسالة موجهة لسمير جعجع وحلفائه في الخارج، مؤكدا أن سلاح المقاومة هو عنصر التوازن الوحيد الذي يحفظ للبنان سيادته ما دامت إسرائيل دولة معتدية وتحتل أراضيه وتسرق ثروته النفطية.

في حين خلص بشارة إلى أن موضوع السلاح هو قرار إستراتيجي بيد إيران.