ما وراء الخبر

كمين مدبر أم فوضى عارمة.. ما السر وراء انزلاق الوضع في لبنان إلى اشتباكات مسلحة؟

أرجع الصحفي والمحلل السياسي أسعد بشارة ما شهدته بيروت من عنف اليوم الخميس، لما قال إنه التعبئة السياسية للشارع اللبناني، بعد رفض قوى سياسية لبنانية للقاضي طارق البيطار الذي يحقق بانفجار مرفأ بيروت.

وقال بشارة إن التظاهرة التي نظمها مناصرو حزب الله وحركة أمل في بيروت تجاه قصر العدل احتجاجا على ترؤس القاضي البيطار للتحقيق بملف مرفأ بيروت تعرضت لإطلاق النار، مؤكدا في الوقت ذاته أن بعض المتظاهرين كانوا يحملون سلاحا فتطور الوضع إلى اشتباكات، مع عناصر منتمية لقوى سياسية أخرى.

وطالب في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/10/14) الجيش اللبناني بالإعلان عن تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، خاصة أن الأمر تجاوز مجرد شرارة خلافات إلى مشهد يوحي بأن هناك اشتباكات بين مناطق في العاصمة بيروت.

وبحسب الأرقام الرسمية فإن أحداث العنف التي وقعت اليوم في العاصمة اللبنانية، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات، فيما حمّل حزب الله وحركة أمل حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع المسؤولية عما جرى.

وحذر بشارة من مواصلة التصعيد في المشهد السياسي بالشارع اللبناني، الأمر الذي يهدد بالوصول بالبلاد إلى حالة الفوضى العارمة، منتقدا اللغة التي قال إن حزب الله لجأ لاستخدامها في هذه الأزمة والتي ذهب فيها إلى حد اتهام القاضي البيطار بأنه سيؤدي بلبنان إلى الخراب ويتسبب في مشكلة كبيرة جدا.

لكن الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبدالساتر رفض وجهة نظر بشارة، وأكد أن موقف حزب الله وحركة أمل ينبع من رفضهما للمسار الذي انتهجه القاضي البيطار في إدارة ملف التحقيق بانفجار المرفأ، حيث اعتمد أسلوب الانتقاء السياسي غير العادل، ما أثار اعتراض الكثيرين، لأنه لا يريد الوصول إلى الحقيقة والعدالة بل يستهدف جماعة سياسية، على حد رأي عبدالساتر.

كمين مدبر

وذهب عبدالساتر إلى أن ما شهدته بيروت اليوم لم يكن وليد اللحظة، بل هو كمين مدبر وقرار مسبق صرح به قبل ذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عندما قال إنه على اللبنانيين الأحرار والشرفاء أن ينزلوا ويكونوا على أهبة الاستعداد.

ومضى للقول إن دعوة جعجع تحولت اليوم لإطلاق نار على الرؤوس ضد متظاهرين سلميين.

كما ذهب إلى أن المكان الذي حصلت فيه هذه المأساة له حساسية تاريخية لكونه يذكر اللبنانيين بالحرب الأهلية التي انطلقت من ذلك المكان عام 1975، متسائلا إن كان من قام بالأمر يريد إعادة شبح الحرب الأهلية إلى لبنان.

يذكر أن حزب الله وحركة أمل المنظمين للتحرك المناهض للمحقق العدلي البيطار، اتهما مجموعات تابعة لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع بالتعرض بالسلاح للمشاركين في الاعتصام وممارسة عمليات قنص مباشر للقتل المتعمد، ما أوقع هذا العدد من القتلى والجرحى في منطقة الطيونة ببيروت.

بالمقابل، استنكر جعجع الأحداث، وقال إن سببها الرئيسي ما سمّاه السلاح المتفلِّت والمنتشر والذي يهدد المواطنين في كل زمان ومكان.