ما وراء الخبر

مخططات تهدد الكونغرس.. من يغذي العنف السياسي في أميركا؟ ومن يوقفه؟

قال أستاذ التاريخ بالجامعة الأميركية ألان ليشتمان إن الهجمات التي وصفها بـ”الشنيعة” على الكونغرس لم تبدأ الأربعاء الماضي، وإنما بدأت قبل 4 سنوات مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

وأضاف ليشتمان -في حديث لحلقة (2021/1/12) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن ترامب يواصل تقسيم وتجزئة الشعب الأميركي، مشيرا إلى سجل حافل من تشجيع أنصاره على التمرد بادعائه أن الانتخابات سرقت منه، ومستشهدا بحث ترامب أنصاره على التجمع والهجوم على الكونغرس الأربعاء الماضي.

وأكد أن أميركا شهدت الكثير من العنف في السابق، لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها تمرد وعنف بتحريض من الرئيس.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا خليل العناني إن ترامب أصبح محاصرا بشكل كامل سياسيا بالسعي لمحاكمته أمام الكونغرس، وإعلاميا بعد إغلاق حسابه على موقع تويتر، كما أنه لا يعترف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة حتى الآن.

وأضاف العناني أن الأزمة المتعلقة بجماعات العنف في أميركا أكبر مما حدث الأسبوع الماضي من اقتحام للكونغرس، واصفا ذلك بقمة جبل الجليد.

وأوضح أن ظاهرة العنف هذه مرتبطة بمسألة الهوية في أميركا التي باتت تعاني في السنوات الأخيرة ولم يواجهها أحد، ومرتبطة أيضا بما سماه فشل النخبة الأميركية -خاصة في الحزب الجمهوري- في التعاطي مع هذه الأزمة.

وبالتزامن مع إجراءات في الكونغرس لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي سياق تهديدات أمنية من أنصاره تتسع دائرتها ساعة بعد ساعة، كشف موقع "هاف بوست" أن شرطة الكونغرس حذرت مشرعين ديمقراطيين من 3 مخططات لمظاهرات ضخمة محتملة قبل مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأسبوع المقبل.

ويتضمن أحد المخططات إحاطة متمردين بمبنى الكونغرس والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ثم منع الديمقراطيين من دخول الكونغرس وربما اغتيالهم من أجل أن يسيطر الجمهوريون على الحكومة.

وأبلغت الشرطة النواب الديمقراطيين -في مكالمة خاصة مساء أمس الاثنين- أنها تراقب المخططات الثلاثة التي قد تشكل تهديدا لأعضاء الكونغرس.

وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد كشف معلومات عن تحذير وجهته مجموعة مسلحة بتنظيم انتفاضة ضخمة إذا وافق الكونغرس على عزل ترامب.

وبحسب نشرة لمكتب التحقيقات الفدرالي، فإن هذه المجموعة تخطط للتوجه إلى واشنطن في 16 يناير/كانون الثاني الجاري، وتنظيم احتجاجات مسلحة أمام مقرات المجالس التشريعية في الولايات الـ50.

كما أن المجموعة تحرض على اقتحام المحاكم ومقرات فدرالية، وتهدد باغتيال شخصيات -بينها بايدن- في حال عزل ترامب قبل اكتمال ولايته.

وقد نقلت شبكة "فوكس نيوز" (Fox News) عن مسؤولين أمنيين في جهاز الحماية الخاصة لمايك بنس نائب الرئيس قولهم إن الجهاز يتعامل مع تهديدات وجهت إلى بنس.

في مقابل كل ذلك، قال الرئيس ترامب -الذي دافع عن الخطاب الذي حرض فيه أنصاره قبل اقتحام الكونغرس- إن محاكمته في الكونغرس تعرض الولايات المتحدة لخطر كبير، وإنها ستسبب غضبا كبيرا في البلاد.