ما وراء الخبر

فساد مالي أم ابتزاز سياسي.. لماذا تستميت السعودية لاستعادة سعد الجبري؟

قال ضابط الاستخبارات الأميركي السابق غلين كارل إن إصرار الرياض على استعادة المسؤول الكبير السابق بالاستخبارات السعودية، والموجود حاليا في كندا، سعد الجبري، يندرج ضمن مساعي تأمين العرش لمحمد بن سلمان.

وأوضح كارل أن الجبري يشكل تهديدا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب علاقته الوثيقة بولي العهد السابق محمد بن نايف.

حلقة (18/7/2020) من برنامج "ما وراء الخبر" تساءلت عن الأسباب التي تفسّر إصرار الرياض على ملاحقة الجبري وتغاضيها عن كل التبعات المحتملة لمحاولة استعادته، وتأثير هذا الإصرار على صورة النظام السعودي ومستقبل تعاونه مع حلفائه الغربيين فيما يعرف بـ"الإرهاب"؟

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت في تحقيق أجرته عن استماتة عصية على التفسير، من جانب النظام السعودي، على استرداد المسؤول الكبير السابق في الاستخبارات السعودية، والموجود حاليا في كندا سعد الجبري.

وأكد التحقيق أن الرياض حاولت استدراج الجبري إلى تركيا، قبل إصدارها مذكرات توقيف بحقه بعد فشل هذه الخطوة، وسجنها اثنين من أبنائه في شهر مارس/آذار الماضي.

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة أن قضية سعد الجبري لا تنفصل عن ما حدث من احتجاز أمراء ورجال أعمال في فندق الريتز كارلتون بالرياض، معتبرا ذلك يدخل في إطار استرداد أموال عامة للخزينة السعودية.

واستشهد بشارة بنشر صحيفة الشرق الأوسط السعودية لمضمون تحقيق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، للدلالة على موافقة السلطات السعودية على ما جاء في التحقيق.

في المقابل، قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمد بن خليفة، محمد مختار الشنقيطي، إن بالسعودية فسادا ماليا ضخما، مشيرا إلى أن كلا من محمد بن سلمان وسعد الجبري ليسا زاهدين في المال، وأن لكل منهما أموالا، يختلط فيها ما هو قانوني بغير القانوني.

وأضاف الشنقيطي أنه إذا كان محمد بن سلمان -الذي اشترى يختا بنصف مليار دولار، وقصرا بثلث مليار دولار، ولوحة بنصف مليار دولار- هو الذي يتهم سعد الجبري بالفساد المالي، فلا بد من التساؤل عن المعايير القانونية لذلك.

وتساءل الشنقيطي أيضا عن المسار القانوني ومراحل التقاضي لعمليات استرداد الأموال من معتقلي الريتز كارلتون.

واعتبر أن المساءلة تتلخص في كونها ابتزازا سياسيا تحت عنوان فساد مالي، يقوم بها محمد بن سلمان لتصفية أحد خصومه الأساسيين وهو محمد بن نايف.

وأشار إلى أنه باعتبار سعد الجبري بمثابة الذراع اليمنى لمحمد بن نايف، فإن الاتهام مُوجه للأخير في المقام الأول.